في يومه العالمي، لنتحدث قليلاً عن مرض نفسي- عقلي شائع يسمّى بالعربيّة "الفصام" و"انفصام الشخصيّة"، ويسمّى بالانكليزية "شيزوفرينيا" Schizophrenia. وهناك خطآن شائعان عربيّاً بخصوصه. أولاً، ليس الشيزوفرينيا "ازدواجاً في الشخصية" ولا "شخص له شخصيتان"، وفق ما هو شائع، بل وفق ما ظهر في بعض الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. ثانياً، ليس الشيزوفرينيا سوى مرض نفسي- عقلي كأمراض مشابهة كثيرة، ولكن الثقافة العامة تصر على وصفه بأنه جنون، وهي كلمة فيها كثير من الوصمة والتمييز، ولا تفيد في فهم المرض أو علاجه.
وتعرض منظمة الصحة العالمية حقائق وأعراض هذا المرض:
حقائق رئيسية
انفصام الشخصية اضطراب نفسي شديد يؤثر على أكثر من 21 مليون شخص في أنحاء العالم أجمع.
ويميز الاضطراب وجود حالات تشوش في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوكيات، ومن أعراضه الشائعة سماع الأصوات وتولّد الهواجس.
ويخلّف اضطراب انفصام الشخصية حالات عجز كبيرة في أرجاء العالم كافة، ويمكن أن يؤثر على أداء الفرد من الناحيتين التعليمية والمهنية.
ومن المُرجّح أن يموت المصابون بانفصام الشخصية في وقت مبكر بمعدل أكثر من عامة السكان يتراوح بين مرتين و2.5 المرة، ويُعزى ذلك غالباً إلى الإصابة باعتلالات جسدية، من قبيل أمراض القلب والأوعية الدموية والفعاليات الأيضية والأمراض المعدية.
ومن الشائع أن يتعرض المصابون بانفصام الشخصية للوصم والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان.
ويمكن علاج انفصام الشخصية بالأدوية والدعم النفسي والاجتماعي علاجاً فعالاً.
عملية تيسير مساعدة المصابين بانفصام الشخصية على العيش ودعمهم في مجالي السكن والعمل من الاستراتيجيات الفعالة لتدبير حالاتهم علاجياً.
أعراض الاضطراب
يميز انفصام الشخصية وجود حالات تشوش في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوكيات. ومن أعراضه الشائعة:
الهلوسة: سماع أشياء غير موجوده أصلاً، أو رؤيتها أو استشعارها.
الأوهام: المعتقدات أو الوساوس الزائفة الراسخة التي يتمسك بها المريض بشدّة، حتى في حال وجود بيّنات تثبت عكس ذلك.
السلوك الشاذ: المظهر الغريب أو إهمال الذات أو الكلام غير المتماسك أو السير بلا هدف أو التمتمة أو الضحك على الذقون.
جسامة الاضطراب وتأثيره
يؤثر انفصام الشخصية على أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولكنه ليس شائعاً بقدر شيوع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، وهو شائع بين الذكور (12 مليون) أكثر منه بين الإناث (9 ملايين)، وعادةً ما يبدأ أيضاً في الظهور بين صفوف الرجال في وقت مبكر.
ويخلّف اضطراب انفصام الشخصية حالات عجز كبيرة في أرجاء العالم كافة، ويمكن أن يؤثر على أداء الفرد من الناحيتين التعليمية والمهنية.
ومن المُرجّح أن يموت المصابون بانفصام الشخصية في وقت مبكر بمعدل أكثر من عامة السكان يتراوح بين مرتين و2.5 المرة، ويُعزى ذلك غالباً إلى الإصابة باعتلالات جسدية، من قبيل أمراض القلب والأوعية الدموية والفعاليات الأيضية والأمراض المعدية.
ومن الشائع أن يتعرض المصابون بانفصام الشخصية للوصم والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان.
أسباب انفصام الشخصية
لا تحدّد البحوث عاملاً واحداً للإصابة بالاضطراب. ويُعتقد أنه قد ينجم عن تفاعل بين الجينات وطائفة من العوامل البيئية التي تشمل التعرض المبكر للإصابة بانفصام الشخصية.
وتسهم أيضاً عوامل نفسية واجتماعية في الإصابة بانفصام الشخصية.
لا تحصل نسبة تزيد على 50% من المصابين بانفصام الشخصية على خدمات الرعاية المناسبة، وتعيش نسبة 90% من المصابين بهذا الاضطراب وغير المُعالجين منه في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويمثل انعدام إتاحة خدمات الصحة النفسية أمامهم مشكلة كبيرة، وعلاوة على ذلك، فإن احتمال سعي المصابين بانفصام الشخصية إلى الحصول على خدمات الرعاية هو أقل من معدل سعي عامة السكان إلى الحصول عليها.
التدبير العلاجي
يمكن علاج انفصام الشخصية بالأدوية والدعم النفسي والاجتماعي علاجاً فعالاً، على أن معظم المصابين باضطراب انفصام الشخصية المزمن لا يحصلون على علاج منه.
وثمة بيّنات واضحة تثبت أن مستشفيات الأمراض النفسية القديمة الطراز ليست فعالة في تزويد الأفراد المصابين باضطرابات نفسية بما يلزمهم من علاج، وأنها تنتهك حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بأولئك الأشخاص. ويلزم توسيع نطاق الجهود المبذولة لنقل خدمات الرعاية من مؤسسات الصحة النفسية إلى المجتمع، وتسريع وتيرة تلك الجهود، ومن الضروري جداّ إشراك أفراد الأسرة والمجتمع على نطاق أوسع في تقديم الدعم.
وأظهرت البرامج بالعديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (مثل إثيوبيا، وغينيا بيساو، والهند، وإيران، وباكستان، وتنزانيا) جدوى تزويد الأفراد المصابين باعتلالات نفسية شديدة بخدمات الرعاية من خلال نظم الرعاية الصحية الأولية، وذلك عن طريق ما يلي:
تدريب كادر موظفي الرعاية الصحية الأولية؛
وإتاحة الأدوية الأساسية؛
ودعم الأسر في مجال تقديم الرعاية بالمنزل؛
وتثقيف الجمهور بشأن تقليل مستويات الوصم وممارسات التمييز.
عملية تعزيز مهارات العيش المستقل من خلال تنفيذ تدخلات نفسية واجتماعية موجهة نحو التعافي (من قبيل التدريب على المهارات الحياتية والاجتماعية) هي من الأمور التي يمكن عرضها على المصابين بانفصام الشخصية و/ أو أسرهم و/ أو مقدمي خدمات الرعاية إليهم.
تيسير عيش المصابين بانفصام الشخصية على نحو مستقل، إن أمكن، أو مساعدتهم على العيش ودعمهم في مجالي السكن والعمل، إذ يمكن أن يقوم ذلك مقام قاعده تمد يد العون إليهم في بلوغ هدفهم في التعافي. وغالباً ما يواجه المصابون بانفصام الشخصية صعوبات في الحصول على فرص العمل أو السكن بشكل اعتيادي، أو الاحتفاظ بتلك فرص.
انتهاكات حقوق الإنسان
الأفراد المصابون بانفصام الشخصية عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان، سواء داخل مؤسسات الصحة النفسية أم في المجتمع، بالتلازم مع ارتفاع معدلات معاناتهم من الوصم من جراء إصابتهم بالاضطراب، وهو أمر يسهم في التمييز ضدهم ويمكن أن يحدّ بدوره من سبل حصولهم على خدمات الرعاية الصحية العامة و التعليم والسكن والعمل.
استجابة منظمة الصحة العالمية
يستعين برنامج عمل المنظمة الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية الذي دُشِّن في عام 2008، بإرشادات وأدوات وبرامج تدريبية تقنية مسندة بالبيّنات لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة في البلدان، وخاصةً في المواضع الشحيحة الموارد. ويركّز البرنامج المذكور على مجموعة من الحالات ذات الأولوية ويوجّه عملية بناء القدرات صوب مقدمي خدمات الرعاية الصحية غير المتخصصين في إطار اتباع نهج متكامل يعزّز التمتع بالصحة النفسية على جميع مستويات الرعاية. وحاليا يتم تنفيذ برنامج رأب الفجوة في مجالات الصحة النفسية في اكثر من 80 دولة من الدول الأعضاء.
وينطوي مشروع المنظمة بشأن "الحق في الجودة" على تحسين نوعية الرعاية وأوضاع حقوق الإنسان في مرافق الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية وتمكين المنظمات من الدفاع عن صحة الأفراد المصابين باضطرابات نفسية.
وتسلّط خطة عمل المنظمة الخاصة بالصحة النفسية 2013-2020 التي أقرّتها جمعية الصحة العالمية في عام 2013، الضوء على الخطوات اللازم اتخاذها لتزويد المصابين باضطرابات نفسية بخدمات مناسبة، بمن فيهم المصابون بانفصام الشخصية، ومن التوصيات الرئيسية لخطة العمل نقل عملية تقديم الخدمات من المؤسسات إلى المجتمع.
للاطلاع على تجربة أحد المرضى اضغط هنا