من يسبق من؟ ومن له الأولوية في إيران أيها الأنام؟ بين الحرس الثوري ورجال الدين في إيران، من يقود النظام؟
سؤال يتكرر كثيراً في محاولة لفهم طلاسم النظام الإيراني ومستقبله في ظل عوامل داخلية وخارجية ضاغطة، تفرز بدورها تفاعلات داخل ذلك النظام، نناقشها في هذا المقال لعلنا نصل مع القارئ الكريم إلى مقاربات للإجابة عن ذلك السؤال.
لتحقيق نوع من المقاربة أدعو القارئ لنأخذ قضية تعيين المرشد الإيراني لسادن العتبة الرضوية في مشهد إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية ثم بعدها مباشرة يتم اختياره نائباً لرئيس مجلس الخبراء، مثالاً لوضع بعض المؤشرات.
بداية بدأ نجم إبراهيم رئيسي في الصعود التدريجي وظهور اسمه في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة مع توليه منصب سادن العتبة الرضوية في مشهد والتي تتميز بإيراداتها القوية ومداخيلها التي تقدر بالمليارات، ما ساهم بدوره في القيام بمشاريع تلامس الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وبالتالي تعزيز موقف النظام الإيراني الحالي.
هذه المشاريع ما كان لها أن تبصر النور بعيداً عن التعاون مع الحرس الثوري وذراعه الهندسية «خاتم الأنبياء»، والتي تسعى دائماً إلى إنشاء المستشفيات والمدارس في المناطق البعيدة النائية. نتيجة لذلك نجد أن اللقاءات مستمرة بين سادن العتبة الرضوية ومسؤولي الحرس الثوري والتي تلامس أيضاً قضايا تهم النظام الإيراني على أصعدة مختلفة.
لم يتوقف الأمر عند الحرس الثوري فحسب، فها هو وزير الخارجية الإيراني في واجهة الدولة يقوم بزيارة إبراهيم رئيسي، ما يعطي دلالة على البعد السياسي لسادن العتبة الرضوية ومن يعتلي رئاستها.
ولكن مهلاً، أليس إبراهيم رئيسي هو ذلك الشخص الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام روحاني؟ صحيح؛ وهو ما يعطي مؤشراً على ضعف شرعية النظام في الداخل الإيراني والرغبة في التغيير والتي جعلت منه خياراً بعيداً عن الناخب الإيراني وتحديداً الكتلة غير المؤيدة للأصوليين، ناهيك عن أنه كان أحد القضاة الثلاثة الذي أصدر أحكام الإعدام ضد جماعة «مجاهدين خلق» في عام 1988.
رغم أن العلاقة ظلت ترتكز بين كل من التيار الديني الحاكم والحرس الثوري منذ بداية الثورة على الحفاظ على النظام الإيراني عن طريق حمايته بالحرس الثوري، إلا أنه ومع تصاعد قوة الحرس الثوري لم يعد هذا الأخير مجرد ذراع حماية للنظام ورجال الدين، بل بدأ ينتقل إلى أدوار سياسية واقتصادية مؤثرة أصبح بموجبها مشاركا في بعض الحالات وعنصراً مؤثراً في حالات أخرى في النظام الإيراني وقراراته. وهنا نعود من جديد للقول: من يقود النظام الإيراني؟
لقراءة المزيد.. انقر هنا