استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الوزير السابق غازي العريضي، الذي قال بعد اللقاء: "كان لا بد من لقاء صاحب السماحة وخصوصا في هذه المرحلة وبعد المواقف المهمة التي أطلقها في الفترة الأخيرة وتناول فيها قضايا وطنية أساسية حساسة دقيقة تمس الاستقرار والتوازن السياسي وحسن سير عمل المؤسسات في البلاد".
اضاف: "كان لا بد من لقاء وتشاور واستماع الى وجهة نظره. وكالعادة مع صاحب السماحة في هذه الدار الكريمة نحن على اتفاق تام، ونتمنى ان تأخذ الأمور منحى اخر في الأيام المقبلة، علنا نقدم شيئا مطمئنا للبنانيين لان ما يجري لا يطمئن على الاطلاق".
وتابع: "حكومة شكلت منذ أسابيع، وكأنها في نهاية عمرها بحجم المشاكل واللغة المستخدمة بين أركانها الأساسيين في التخاطب، وحجم كبير وكم هائل من المشاكل نعاني منه، والملفات التي تطرح، وأنظار كل العالم علينا في منطقة مشتعلة، اعتقد ان هذا الأمر يستوجب الارتقاء الى مستوى اعلى من المسؤولية في التعاطي مع هذه الهموم الكبرى باهتمامات مشتركة".
اضاف: "ثانيا، بالمقاربة، انا شخصيا اعتقد إنني قمت بجهد متواضع في هذا المجال على مدى سنوات، وعندما تكون الحقائق والوقائع والملفات دامغة وكاملة ليس ثمة اقوى من الدولة والقانون، وبالتالي لسنا بحاجة الى هذا النوع من التشهير المسبق أو التعميم في الحديث عن كل الناس في الدولة، وبالتالي تبادل الاتهامات لتأخذ الأمور المنحى المذهبي او الطائفي وننزلق الى ما هو أخطر بكثير مما يعلن في الإعلام، على الأرض شهدنا جوا غير إيجابي على الإطلاق، بالتالي من واجبنا ان نذهب الى مكافحة الفساد، دون استنساب، دون انتقائية، بمعيار واحد، دون أي خلفية او حساب بتصفية حسابات سياسية بين بعضنا البعض، لان المطلوب حماية مؤسسات الدولة بأن تكون نقية، فاعلة، حاضرة، منتجة لمصلحة كل اللبنانيين".
اضاف: "اننا ندعم دولة الرئيس سعد الحريري بتوجهاته الأخيرة وندعم هذه الحكومة لكي تستطيع ان تنقذ هذا الوطن من مشاكله الكثيرة والكبيرة، وبالتالي نطلب من الجميع التعاون معه ومع الحكومة، وان يكون الانسجام اكبر واكثر في المواقف في هذه الفترة الصعبة، ونحن نرى ماذا يحصل في الجوار وماذا يحاك لهذه المنطقة من مؤامرات، ونتمنى ان يعي اللبنانيين جميعا المخاطر التي تواجههم، وبالتالي ان يلتفوا حول دولتهم وان يكون القانون هو السائد والمؤسسات الدستورية هي القائمة، وان نتمسك باتفاق الطائف الذي حدد الصلاحيات وليس فيها أي التباس".
وتابع: "المطلوب من الجميع، وخصوصا من السياسيين، ان يدركوا مخاطر المرحلة وان يدعموا التوجهات التي ستمكن لبنان من اجتياز الصعاب"، ولفت الى أن "هناك مشاكل كثيرة امام الحكومة، والقى دولة الرئيس الحريري كلمة قال فيها "الى العمل". ونحن نقول أيضا لجميع الوزراء "الى العمل"، ونطلب منهم الا يسيسوا القضايا الشعبية التي يتعرضون لها وان يعملوا لمصلحة لبنان ولمصلحة جميع اللبنانيين، وبالتالي، هكذا يمكن ان ننقذ هذا الوطن، وهكذا يمكن ان تمر هذه المرحلة الصعبة"، واشار الى اننا "استطعنا ان نجتاز كل تلك المراحل حتى الان، واذا كنا نعتمد على الدعم الخارجي والعربي فهو موجود، لكن على اللبنانيين ان يدعموا انفسهم، وعلى الزعماء السياسيين ان يدركوا هذا الواقع".