عرب وعالم

تفجيرات القرم.. هل تفتح على أوكرانيا "أبواب الجحيم"؟

تم النشر في 11 آب 2022 | 00:00

بعد نحو 8 سنوات من الهدوء النسبي، هزت سلسلة من الانفجارات قاعدة ‏‏"ساكي" العسكرية، غرب شبه جزيرة القرم، بالقرب من منتجعات ساحلية ‏يرتادها السياح الروس، وبينما تحدثت روسيا عن "تفجيرات ذخيرة"، ‏تنصلت أوكرانيا من المسؤولية.‏

إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤول عسكري أوكراني ‏كبير، مطلع على الوضع، أن قوات بلاده تقف وراء الهجوم الذي ‏استهدف القاعدة العسكرية، لافتا إلى أن "هذه القاعدة الجوية كانت تقلع ‏منها الطائرات بانتظام لشن هجمات على قواتنا في المسرح الجنوبي".‏

وبينما لم يكشف المسؤول عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم، اكتفى ‏بالقول بأنه "تم استخدام سلاح حصري من صنع أوكراني"، كما جاءت ‏تلميحات من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عقب الواقعة، ‏حيث أكد أن الحرب الدائرة في بلده بدأت في شبه جزيرة القرم ويجب أن ‏تنتهي بتحريرها.‏

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، عقب استفتاء أجري في ‏آذار/مارس 2014، غير معترف به من قبل المجتمع الدولي.‏

وتقع القواعد الروسية نوفوفيدوريفكا وساكي، على بعد نحو 50 كيلومترا ‏شمال ميناء سيفاستوبول، مقر أسطول البحر الأسود الروسي، الذي يقود ‏حصارا على الساحل الأوكراني.‏

رسالة أوكرانيّة قوية

وقال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون ‏رادسيوسيني، إن "كل المؤشرات تدل على أنه هجوم أوكراني حتى آلة ‏الدعاية الروسية تتحدث عن ذلك، لكنّ إعلانا رسميّا من موسكو يمثل ‏خيبة آمال كبيرة للمواطنين وحالة إحباط جديدة من الحرب".‏

وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ‏الهجوم الأوكراني على القوات الروسية في شبه جزيرة القرم يمثل توسعا ‏كبيرا في الجهود الهجومية لأوكرانيا، والتي اقتصرت في الغالب على ‏بعض المواقع جنوب البلاد التي سيطرت عليها بعد حرب 24 شباط/فبراير.‏

وأوضح أنه مع بدء وصول الأسلحة الأوكرانية اختلف شكل عمليات ‏الجيش الأوكراني، وبدأت أوكرانيا تنقل قواتها وتضرب بشكل أعمق ‏خلف الخطوط الأمامية أكثر من ذي قبل، وكذلك الإعلان عن استعدادات ‏كبرى لهجوم مضاد في منطقة خيرسون.‏

وحول أسباب تنصل أوكرانيا وتحفظ روسيا، قال رادسيوسيني إن أكثر ‏ما كان يقلق الغرب من إرسال الأسلحة المتطورة إلى كييف هو ما حدث ‏كونه يمثل استفزازا لروسيا، حيث آنذاك قالت الحكومة الأميركية إن ‏أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام الأسلحة لمهاجمة الأراضي الروسية.‏

ولفت إلى أن كييف لا يمكنها استخدام الطائرات بأريحية التي قد تُسقط ‏على الفور بسبب الدفاعات الجوية الروسية الثقيلة في المنطقة، حيث ‏تحولت القرم في السنوات الثماني الماضية من وجهة شاطئية هادئة في ‏جنوب أوكرانيا إلى قاعدة رئيسية للعمليات العسكرية الروسية، ومنها ‏انطلقت القوات التي سيطرت على خيرسون.‏

وأشار إلى أن "إعلان أوكرانيا مسؤوليتها عن سلسلة الانفجارات كان ‏سينعكس عليها بالسلب، وفي كل الأحوال سيكون هناك تصعيد في ‏الحرب خلال الفترة المقبلة، وهو ما عبر عنه سابقا ديمتري ميدفيديف، ‏الرئيس الروسي السابق، بأن هجوما أوكرانيّا على شبه جزيرة القرم ‏سوف يستدعي رد فعل يوم القيامة ويمكن القول إننا أمام مرحلة جديدة ‏من الحرب".‏

تناقضات أوكرانية

ونفت أوكرانيا القيام بأي هجوم على شبه جزيرة القرم، وأكد مساعد ‏الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، أن كييف ليست مسؤولة عن ‏التفجيرات.‏

وقال بودولياك لقناة تلفزيونية على الإنترنت ردًّا على سؤال حول ‏الوقوف وراء التفجيرات: "بالطبع لا.. ما علاقتنا بهذا؟".‏

ذلك قبل أن يكتب تغريدة متناقضة على "تويتر"، قال فيها: "مستقبل شبه ‏جزيرة القرم هو أن تكون لؤلؤة البحر الأسود ومنتزها وطنيّا ذا طبيعة ‏فريدة ومنتجعا عالميّا وليس قاعدة عسكرية للإرهابيين.. هذا مجرد ‏البداية".‏

وتجنّب زيلينسكي الحديث عن التفجيرات في خطابه مساء الثلاثاء، لكنه ‏تحدث بإسهاب عن شبه جزيرة القرم قائلا: "لن ننسى أن الحرب الروسية ‏ضد أوكرانيا بدأت باحتلال شبه جزيرة القرم.. هذه الحرب الروسية... ‏بدأت مع شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي في شبه جزيرة القرم ‏بتحريرها".‏

وتشير تصريحات زيلينسكي الأخيرة إلى أنه يعتقد أن أوكرانيا يجب أن ‏تستعيد شبه الجزيرة قبل أن تنتهي الحرب الحالية، لكنه قال في الماضي ‏أشياء مختلفة بشأن هذه القضية.‏

ففي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إن كييف يمكن أن تقبل السلام ‏إذا عادت روسيا إلى مواقعها قبل 24 فبراير الماضي، مما يعني أنه لم ‏يضع استعادة شبه جزيرة القرم شرطا للسلام.‏




سكاي نيوز عربية