سعد الحريري

الحريري: لبنان لم يعد يقوى على تحمل أعباء النازحين

تم النشر في 20 آذار 2019 | 00:00

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن لبنان لم يعد يقوى على تحمل أعباء أكثر من مليون ونصف نازح من إخوتنا السوريين على أراضيه، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة هي العمل على عودتهم الآمنة والكريمة في أسرع وقت ممكن.





واعتبر الرئيس الحريري أن المبادرة الروسية في هذا المجال، بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة UNHCR، تعمل على هذا الهدف تحديدا، وهي اليوم بصدد البحث عن خطوات لضمان العودة الآمنة والكريمة لإخوتنا النازحين، شاكرا روسيا حكومة وشعبا، والرئيس فلاديمير بوتين تحديدا، على حرصه الدائم على استقرار لبنان وسيادته ومنع أي تدخل في شؤونه.



٤

كلام الرئيس الحريري جاء خلال حفل عشاء أقامه مساء اليوم في "بيت الوسط"، تكريما لمستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان، الذي قلده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسام الصداقة مؤخرا. وحضر الحفل: الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام، والوزراء: ريا الحسن، الياس بو صعب، علي حسن خليل، جمال الجراح، محمد شقير ويوسف فنيانوس، عدد من النواب، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين وشخصيات اقتصادية وأمنية واجتماعية وإعلامية.



١

كلمة السفير الروسي





استهل الحفل بكلمة للسفير زاسبيكين قال فيها: يسرني أن أشارك في هذا الاحتفال المميز، تكريما للسيد جورج شعبان، الذي يعمل بصدق وإخلاص، طوال عقود من السنين، من أجل تطوير العلاقات بين روسيا ولبنان. ويتجسد عمله في مساهمة جادة بخلق نسيج للصلات اللبنانية الروسية، ومتابعة الأجندة الثنائية وإيجاد القواسم المشتركة والتوافق والحلول للقضايا الناشئة. وإن جهوده، بصفة مستشار للرئيس سعد الحريري، تتجاوب ومصالح وطنية لبنانية، وفي الوقت نفسه، تتمتع بتقدير عال من قبل الرئيس فلاديمير بوتين الذي قلده وسام الصداقة الروسية.





ويمتلك السيد جورج شعبان صلات متينة مع عدد كبير من المسؤولين الروس في كافة الدوائر، بما في ذلك في الرئاسة والحكومة ووزارات الخارجية والداخلية والدفاع والتنمية الاقتصادية والثقافة وغيرها، ومع الشركات والمؤسسات والجامعات والمعاهد العلمية. والمهم أن هذه الصلات ليست رسمية وعملية فقط، بل ودية، تعتمد على الثقة والتعاطف والاحترام المتبادل.





وقد لعب السيد جورج شعبان دورا جوهريا في التمهيد للعديد من المفاوضات الروسية اللبنانية على مستوى عال، وخاصة في اللقاءات بين الرئيس بوتين والرئيس سعد الحريري، والجانب الروسي يهتم بالآراء السياسية التي يعرب عنها السيد جورج شعبان، باعتبارها عاملا إيجابيا ملموسا ومساعدا لمعرفة وتحليل ما يجري في المنطقة من تطورات الأوضاع.





وانطلاقا من ذلك، أود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد أننا سوف نواصل التعامل المثمر والفعال مع السيد جورج شعبان، كفريق موحد، خلال المرحلة القادمة، وذلك لتعزيز التعاون الروسي اللبناني المتنوع والمفيد، ونتقدم إلى الأمام ونسعى إلى أهداف وإنجازات جديدة لمصلحة شعبي البلدين.





أيها الصديق العزيز جورج، أود أن أشيد بمهارتك، وأكثر بأخلاقك، وأتمنى لك ولعائلتك الصحة والتوفيق والنجاح في أعمالك الدؤوبة في سبيل توطيد العلاقات الودية بين روسيا ولبنان.



٣

كلمة الرئيس الحريري





ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم لتكريم المستشار للشؤون الروسية، الصديق جورج شعبان، ونحتفل معا بالعلاقة المميزة والتاريخية التي تربط لبنان بروسيا الاتحادية.





الكل يعرف عمق الجذور والصداقة بين بلدينا. لكن لقاءنا اليوم مناسبة لأحدثكم قليلا عن الدور الذي يلعبه جورج في هذه العلاقة عموما، وفي العلاقة بين هذا البيت وروسيا.





فهو، قبل أن يعمل إلى جانبي، كان مستشار الرئيس الشهيد رفيق الحريري للشؤون الروسية، ولعب من هذا المنطلق دورا اساسيا في تنظيم أول زيارة رسمية له إلى موسكو، عام 1997، والتي كانت أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة لبناني إلى روسيا.





بعد ذلك، زار الرئيس رفيق الحريري موسكو 4 مرات، وربطته علاقة صداقة قوية مع الرئيس فلاديمير بوتين. وأكشف سرا أمامكم أنهما التقيا للمرة الأخيرة في نهاية صيف 2004 في سردينيا، بحضور رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك سيلفيو برلوسكوني... وطبعا، كان لجورج دور في ترتيب هذا اللقاء أيضا.





وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بقي جورج شعبان، الصديق الوفي، مستشارا لي. وشارك في تنظيم زيارتي الرسمية الأولى إلى موسكو عام 2006 حيث تشرفت بلقاء الرئيس بوتين، للمرة الأولى، من أصل 9 لقاءات عقدناها معا حتى الآن.





واليوم، يواصل جورج دوره الدؤوب والكتوم مع الحكومة الروسية، ووزارة الخارجية والكرملين. ويعمل على ملفات عديدة وحيوية، ومن بينها أحد أكثر الملفات حساسية بالنسبة لبلدنا، وهو المبادرة الروسية لتشجيع النازحين السوريين على العودة إلى بلادهم، التي هي بالمناسبة المبادرة البراغماتية الوحيدة الموضوعة على الطاولة.





إن لبنان لم يعد يقوى على تحمل أعباء أكثر من مليون ونصف نازح من إخوتنا السوريين على أراضيه، وهي أعباء اقتصادية واجتماعية وبيئية ومالية هائلة. ولذلك، فإن سياستنا هي العمل على عودتهم الآمنة والكريمة في أسرع وقت ممكن.





إن المبادرة الروسية في هذا المجال، بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة UNHCR، تعمل على هذا الهدف تحديدا. وهي اليوم بصدد البحث عن خطوات لضمان العودة الآمنة والكريمة لإخوتنا النازحين، ومن ضمنها استصدار قانون للعفو العام، وتجميد التجنيد الإجباري لمدة سنتين، وهذه مناسبة لدعوة كل الأصدقاء والحلفاء للضغط في هذا الاتجاه.





أخيرا، لا بد لي إلا أن اشكر روسيا حكومة وشعبا، والرئيس فلاديمير بوتين تحديدا، على حرصه الدائم على استقرار لبنان وسيادته ومنع أي تدخل في شؤونه. وأن أتوجه ختاما للصديق المكرم، جورج شعبان، بالتحية والشكر على كل ما قام ويقوم به وسيقوم به لمصلحة لبنان ولمصلحة تعزيز العلاقة بين لبنان وروسيا".



٢

كلمة شعبان





وفي الختام، ألقى شعبان الكلمة الآتية: "من أين أبدأ ونصف عمري أمضيته في كنف ومسيرة هذا البيت الوطني الكبير، الذي قدم الكثير في سبيل الوطن حتى الشهادة. بداية أتقدم بالشكر والامتنان من حامل الأمانة، منكم يا دولة الرئيس.





أربعون عاماً من عمري أمضيتها في الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية، بدأتها طالباً. منها ربع قرن ملتزماً مشروع ومسيرة وقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم الرئيس سعد الحريري. وها أنا أحظى بشرف الوقوف أمامكم مكرماً، بعد منحي وتقليدي وسام دولة روسيا الاتحادية، وسام الصداقة من قبل فخامة الرئيس فلاديمير بوتين. وأغتنم هذه المناسبة لأتوجه من فخامته بكل الامتنان والشكر الجزيل.





إن هذا الوسام هو شهادة تقدير من رئيس روسيا الاتحادية لهذا الجهد الثابت والدؤوب، وللدور الفعال الذي قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، وتابعه الرئيس سعد الحريري، في تعزيز وتمتين العلاقات اللبنانية الروسية والعلاقات العربية الروسية بنوعية وزخم مميزين. أساسه بعد رؤيوي وسباق لدور روسيا المتزايد تأثيراً على الساحة الدولية، وبخاصة الشرق أوسطية. وأنا شاهد من الداخل على ذلك.





وأساس هذه العلاقات إنما هو قائم على الصداقة الشخصية والثقة التي كانت تربط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم الرئيس سعد الحريري مع الرئيس فلاديمير بوتين. وأنا أيضاً شاهد من الداخل على ذلك.





ولا أخفيكم اعتزازي الشخصي بهذا التكريم، كونه يأتي ثمرة الجهد المتعدد المتشعب والذي يلقى الاستجابة البناءة والمساعدة الدائمة، سواء من قبل إدارة الكرملين أو وزارتي الخارجية والدفاع ومختلف دوائر السياسة والقرار في روسيا الاتحادية، البلد المضياف الصدوق، وكذلك سفارة روسيا الاتحادية في لبنان، وذلك بكوني جزءاً متواضعاً من جهد ونهج هذا البيت.





وجميعنا يعرف ويقدر عالياً المواقف الروسية الثابتة في دعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، وكذلك الوقوف إلى جانبه في مختلف المحافل الدولية ومساعدته في الظروف الصعبة التي عايشها ولا يزال، في الخروج من محنه وتعزيز السلم الاهلي ومسيرة بناء الدولة.





دولـــــــة الرئيـس





في الختام، لا بد لي أن أبوح بمشاعر الشكر والسرور التي خالجتني وأنا أصغي الى وصفكم لي بالصديق والكتوم، وهذا تقدير منكم وأي تقدير! وأعاهدكم أن أبقى على ما أنا ..... في خدمة هذا الخط، خط الاعتدال الذي فيه مستقبل لبنان وعزته وازدهاره، والاستمرار في العمل على توطيد وتطوير العلاقات اللبنانية الروسية".