ودعت مدينة صيدا والكنيسة المارونية راعي ابرشية صيدا ودير القمر الأسبق للموارنة المطران طانيوس الخوري بقداس جنائزي لراحة نفسه ترأسه البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كاتدرائية مار الياس للموارنة في المدينة ، بمشاركة راعي الأبرشية الحالي المطران مارون العمار ، ومعاونة حشد من المطارنة ولفيف من الآباء والكهنة وحضره: ممثل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير العدل القاضي هنري الخوري وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، والنواب" فريد البستاني، غسان عطالله ، علي عسيران " ، ممثل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل النائب شربل مارون، النائب السابق ابراهيم عازار ، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس الثالث يونان ، والبطريرك السابق لانطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ، كما حضر قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن روجيه الحلو ممثلاً قائد الجيش جوزيف عون ، والسفير البابوي جوزيف سبيتيري ، والمطارنة الياس نصار ، شربل عبدالله ، الياس كفوري وايلي الحداد ، وشخصيات امنية وعسكرية وقضائية وبلدية وابناء الرعية وعائلة المطران الراحل .
الراعي
بعد الصلاة، ألقى البطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن مزايا الراحل فاعتبر أنه " كسب من تربيته المسيحيّة والكهنوتيّة أجمل الفضائل كالتقوى والنبل الأخلاقي وروح الصلاة والتفانيّ في العطاء والتواضع على رفعة والفرح الداخليّ والكلمة اللطيفة والإبتسامة المحبّبة".
وقال " نودّعه بشديد الأسى وصلاة الرجاء، كان لأبرشيّة صيدا العزيزة، على مثال المعلّم يسوع المسيح، راعيًا صالحًا. ففي أحلك الظروف التي عاشتها الأبرشيّة من حرب وهدمٍ وقتل وتهجير واحتلالات، ظلّ صامدًا مع الكهنة والشعب، فلم يهرب عندما كانت الذئاب تُقبل، ولم يدع الخراف يومًا فريسةً لها.. عاش ذروة هذا الواقع عندما كان قيّمًا للأبرشيّة ما بين 1975 و 1996، مع سلفه المثلّث الرحمة المطران إبراهيم الحلو، ونائبه العام المرحوم الخور أسقف يوحنّا الحلو فظلّ معهم معتصمًا بالصلاة ومسبحة الورديّة. وأكمل السير مع سلفه ومرحلة إعادة البناء، كراعٍ صالح ومدبّرٍ حكيم وأب محبّ وأسقف غيور طيلة سنوات أسقفيّته على الأبرشيّة من سنة 1996 إلى سنة 2006. فكانت عشر سنوات غنيّة بالعطاء".
وتابع " .. وتوزّعت خدمته الكهنوتيّة بين خدمة الرعايا في كلّ من سيّدة لبنان باريس، وعدد من رعايا أبرشية صيدا ساحلًا وجبلًا، ونذكر من بينها رعايا مار مارون-بيت الدين، والسيدة-المختارة، ومار انطونيوس الكبير - الفوارة، ومار الياس-بعذران، وبين إدارة إكليريكيّة مار مارون غزير، وقيّماً عاما في الأبرشيّة. وعاش في الوقت عينه مآسي التهجير، وخدم أبناء الأبرشيّة في جزّين طيلة محاصرتها، وإغلاق مداخلها، فكان أهاليها في سجن كبير، ما حدا بالبابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني على إرسال موفد من قبله ليعايش شعبها، حتى فك الحصار، وذلك كعلامة لقربه منهم ولتضامنه معهم في مأساتهم".
وقال" وتعاون مع السادة المطارنة رؤساء الأبرشيّات الصيداويّة ومؤمنيها في الشهادة للإنجيل وتعزيز الإيمان المسيحيّ. وعزّز علاقات الصداقة والأخوّة مثل أسلافه مع المرجعيّات الإسلاميّة السنية والشيعية في صيدا العزيزة ومنطقتها، ومع مشايخ وقادة الإخوة الموحّدين الدروز في الشوف. فاحترمهم جميعًا وأحبّهم ومدّ إليهم يد التعاون، وسهر معهم على بناء مجتمع وطنيّ واحد يتأمّن فيه خير الجميع وخير كلّ إنسان" .
وعن إنجازات الراحل المطران الخوري قال الراعي "أولى الشأنين التربويّ والزراعيّ عناية خاصّة. فتربويًّا، أسّس مدارس وأعاد فتح بعضها ساحلًا وجبلًا، متعاونًا مع كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين كفوئين. وزراعيًّا، بذل الجهد في إنماء ممتلكات المطرانيّة في مختلف المناطق. عاش فترة من الزمن مع أهل بيته في صغبين العزيزة. ثمّ بدعوة منّا عاش معنا في دار مطرانيّة جبيل في عمشيت، و بعدها في الكرسي البطريركيّ-بكركي والديمان. فكان لنا مثالًا في التواضع والطيبة والصلاة والإلتزام بالواجبات الروحيّة الجمهوريّة.فأحببناه كلّنا مع المطارنة والآباء والراهبات في الكرسيّ البطريركيّ وجميع الموظفين. وها هم جميعًا يحزنون لفقده ويشاركوننا الصلاة لراحة نفسه".
وختم البطريرك الراعي بالقول " تعازينا القلبيّة لإخواننا السادة المطارنة أعضاء السينودس المقدّس ولأخوينا صاحبي السيادة المطران مارون العمّار رئيس أساقفة صيدا، والمطران الياس نصّار راعيها السابق، ولكهنة الأبرشيّة وسائر أبنائها وبناتها، ولأشقاء الراحل وشقيقتيه وعائلاتهم، خاصّين منهم عزيزنا الخوري الياس خادم رعيّة صغبين حاليًّا، والأخت ماري بولين، ولأولاد عمّيه وعائلاتهم".
سبيتيري
ثم ألقى سبيتيري كلمة أثنى فيها على دور الراحل الكهنوتي ومزاياه الخيرة في خدمة رعيته وحرصه على بناء جسور العيش المشترك في صيدا والجوار . وختم مقدماً خالص تعازيه للبطريرك الراعي والمطران العمار ولعائلة الفقيد ولجميع المشاركين من المطارنة والكهنة والاباء والحضور.
بعد ذلك تقبل البطريرك الراعي والمطارنة وعائلة الراحل التعازي من الحضور ، ثم نقل جثمان الفقيد ترافقه عائلته الى مسقط رأسه في بلدة صغبين في البقاع الغربي حيث ووري في الثرى .
رأفت نعيم