إقتصاد

الجوع يؤرق أغنى دول العالم.. كيف وصل إلى أميركا؟

تم النشر في 29 أيلول 2022 | 00:00

زادت جائحة كورونا ومن بعدها أزمة أوكرانيا نسب حالات انعدام الأمن الغذائي في الولايات المتحدة بمعدلات عالية، حتى بات آلاف الأشخاص يصطفون أمام بنوك الطعام في الولايات الأميركية، ما استدعى الرئيس الأميركي جو بايدن لإعلان الحرب على الجوع.

وشدد بايدن، خلال مؤتمر الأربعاء في مبنى "رونالد ريغان" بالعاصمة واشنطن، حول مكافحة الجوع وتعزيز الصحة والتغذية، على أن هدف إنهاء الجوع في عام 2030 في متناول اليد، مشيراً إلى أهمية رفع الوعي الغذائي وتعزيز برامج الصحة المرتبطة بالتغذية والأبحاث العلمية.

وأضاف: "إذا كنت لا تستطيع إطعام طفلك؛ فماذا يهم بعد ذلك؟ يجب ألا ينام أي طفل جائعاً، وينبغي ألا يموت أي شخص بسبب مرض يمكن الوقاية منه.. عندما لا تستطيع العائلات تحمل تكاليف خيارات الطعام الصحي، يكون من الصعب على الأطفال النجاح في المدرسة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحديات الصحة العقلية والبدنية لجميع أفراد الأسرة".

أميركا والحرب على الجوع

ليست هذه المرة الأولى التي ترفع فيها إدارة أميركية شعار مكافحة الجوع.

قبل 5 عقود، نظم الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون مؤتمراً عام 1969 لمكافحة الجوع وإعلان الأجندة السياسية الغذائية الأميركية لمدة 50 عاماً.

نجح آنذاك في توسيع في برامج المساعدات الغذائية وما يعرف باسم "طوابع الطعام"، وأدت إلى إطلاق برامج لدعم صحة النساء وتوفير الألبان للأطفال الرضع.

رغم أن انعدام الأمن الغذائي يمثل مشكلة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال أفضل بكثير من العديد من البلدان الأخرى.

وفق تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية الشهر الحالي فإن نحو 90 في المئة من الأسر الأميركية كانت آمنة غذائياً العام الماضي.

6.2 في المئة من الأسر التي لديها أطفال لم تكن قادرة في بعض الأحيان على توفير طعام كاف ومغذ لأطفالهم العام الماضي، مقارنة بـ 7.6 في المئة في عام 2020.

13.5 مليون شخص واجهوا صعوبة في توفير ما يكفي من الطعام لأفراد أسرهم.

تظهر الإحصاءات أن 40 في المئة من الأميركيين البالغين يعانون السمنة والأمراض المرتبطة بها، كما يعاني 20 في المئة من الأطفال من سوء التغذية والسمنة المفرطة.

وفقاً للبنك الدولي، واجه نحو 193 مليون شخص حول العالم انعدام الأمن الغذائي العام الماضي.

ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.7 في المئة خلال شهر أغسطس 2022، ليسجل أعلى مستوى منذ فبراير الماضي.

زاد عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بمقدار 344 ألفًا إلى 6.014 مليون شخص.

وقالت أنجيلا رشيدي، الزميل الأول في دراسات الفقر في معهد أمريكان إنتربرايز:

هذا النقص في التحسن في انعدام الأمن الغذائي العام على الرغم من الارتفاع في الإنفاق الفيدرالي على طوابع الطعام، المعروف رسميًا باسم برنامج المساعدة الغذائية التكميلية هو "علامة حمراء".

عندما يكون الحل دائمًا هو دعونا ننفق المزيد على برنامج المساعدة الغذائية أو ننفق المزيد على الغداء المدرسي أعتقد أن هذا ليس دائمًا أفضل استخدام للدولار الفيدرالي.

لابد من المزيد من التركيز على التغذية والأكل الصحي، وهما من ركائز أساسيات إدارة البيت الأبيض.

يموت الكثير من الناس في الولايات المتحدة بسبب الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي أكثر من الذين يموتون من الجوع كالمشاكل الصحية التي تسببها السمنة ومرض السكري وحالات أخرى.

من جهتها، كشفت منظمة "Feeding America" بعد استطلاع للحصول على توصيات للقضاء على الجوع:

ينبغي زيادة مزايا قسائم الغذاء وتوسيع نطاق الأهلية.

قسائم الغذاء كشفت أن مجتمعاتهم بحاجة إلى المزيد من مخازن الطعام ومحلات البقالة والأطعمة الطازجة.

يساعد ضخ الأموال الفيدرالية مؤخرًا في توزيع المزيد من الطعام على الرغم من أنه لا يغلق الفجوة تمامًا.

مع ارتفاع التضخم سيبحث الناس عن طرق لإطعام أنفسهم وأسرهم، وستكون هناك موارد شحيحة لهم للقيام بذلك.

كورونا والتضخم

الأكاديمي الأميركي، أندرو بويفيلد، قال لـ"سكاي نيوزعربية"، إن "الجوع واقع قاس في الدول الأكثر ثراء في العالم حتى أثناء أوقات الازدهار، ولكن الآن ومع خسارة الوظائف وإغلاق الشركات، صار كثير من الأميركيين يشعرون من خواء ثلاجاتهم".

وأوضح أن "جائحة كورونا والتضخم المتزايد جراء أزمة أوكرانيا قد زادا من الاهتمام بانعدام الأمن الغذائي في الولايات المتحدة على مدار الفترة الأخيرة خاصة مع تزايد نسب الأسر ذات الدخل المنخفض رغم الارتفاع في الإنفاق الفيدرالي".

وأضاف بويفيلد أن "إنهاء الجوع بحلول عام 2030 وزيادة الأكل الصحي والنشاط البدني لتقليل الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي يعتبر هدفا جريئا من إدارة بايدن. لقد ضخ الكونغرس المليارات في برامج مساعدة الأوبئة الخاصة التي تهدف إلى تمكين الأميركيين الذين يكافحون من الحصول على ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم وأسرهم حتى مع فقدان ملايين الوظائف في عام 2020".

وأكد أن "المساعدات الوبائية، ولا سيما التعزيز المؤقت للائتمان الضريبي للأطفال عبر مزيج الدعم المالي للأسر سواء كان ذلك من مدفوعات التأثير الاقتصادي، أو التأمين ضد البطالة، أو ائتمانات ضريبية قابلة للاسترداد، ساهمت في منع زيادة انعدام الأمن الغذائي خلال العامين الماضيين".

وحول السبل التي ستعمل عليها الإدارة الأميركية، قال إنه من بين المقترحات الرئيسية توسيع الوجبات المدرسية المجانية لتشمل 9 ملايين طفل إضافي والسماح لمزيد من الناس بالتأهل للحصول على قسائم الطعام وتوسيع برنامج تحويل المزايا الصيفية الموسعة ليشمل المزيد من الأطفال وزيادة تمويل برامج التغذية لكبار السن وتحسين النقل من وإلى محلات البقالة وأسواق المزارعين.

قبل أن يستدرك: "ستحتاج غالبية هذه الجهود إلى موافقة الكونغرس، وهو ما قد يكون عائقا عقب خسارة متوقعة للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل".




سكاي نيوز عربية