لفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن "البيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاله مباشرة لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على ثلاث ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتماً على بقاء ذلك العالم واستمراره وقد سبق وتعهدّت بحماية البيئة في خطاب القسم”، مشيرا الى أن "إصراري كان على تنفيذ قانون الصيد الذي ينظم عملية صيد الطيور فلا تبقى عشوائية بل يحدد لها موسماً واضحاً بالإضافة الى تحديد الأنواع المسموح صيدها كما أسعى ليصبح لبنان ممراً آمناً للطيور المهاجرة وعملت لإقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها كما أدعم حملات التحريج لمكافحة التصحّر”.
وقال في مؤتمر "الليونز”: "التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة هو أزمة النازحين؛ فهذه المأساة التي تعاطينا معها من باب التضامن الإنساني تحوّلت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصادياً أمنياً اجتماعياً، بنى تحتية، مياه، كهرباء استشفاء مدارس”.
وتابع "تصوروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توفّر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد”، مشيرا الى ان "يقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادراً على احتمال هذه الأعباء ومع علمه بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم برداً ولا حراً”.
وأضاف "نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضاً معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت ممكن”، قائلا "أيها المؤتمرون، إن اختياركم بيروت مركزاً لمؤتمركم الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالاتٍ هامة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح”.
واعتبر عون أننا "هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف وبرفض الآخر؛ ﻓﻠﺑﻧﺎن بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾواجهه اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرون وهو ﺗﺣدي "اﻟﻌﯾش ﻣﻌﺎً” ومجابهة اﻟﺗطرف ودﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ اﻹرهاب ورﻓض اﻵﺧر”، وأردف: "تقدمت بمبادرة لترﺷﯾﺢ ﻟﺑﻧﺎن ﻟﯾﻛون ﻣﻘراً رﺳﻣﯾﺎً وداﺋﻣﺎً ﻟﺣوار اﻟﺣﺿﺎرات واﻷدﯾﺎن والإتنيات، وأطﻠﻘت ﻣﺷروع "أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺗﻼﻗﻲ واﻟﺣوار” بهدف تثقيف الأجيال الناشئة من كل أنحاء العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط لتقريبهم من بعضهم البعض”.
وختم "هذا المشروع سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ونسعى ليطرح على التصويت في الجلسة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهنا أيضاً نأمل دعمكم وأنتم الجمعية التي تؤمن بالسلام وبالتلاقي والحوار وتسعى للخدمة في كل الدول من دون تمييز”.