حديث الإثنين
... وتعطلت لغة الخلافات بين معراب وميرنا شالوحي.
... وفجأة تلاقت القوات والتيار الوطني الحر... وكنّا نظن أنهما لن يلتقيا.
... وفجأة توحدت الألسنة المتشاتمة وأصبحت حسنة السيرة والسلوك.
... وفجأة فلقونا بصلاحيات رئاسية تفلق البلاد طولاً وعرضاً.
من دون فخامته لا قوانين ولا مراسيم ولا حكومة... وليكن ما شاء الخراب أن يكون.
وكما يتوسع المشعوذون في تفسير أحلام البسطاء، يتوسع الناطقون باسم المسيحية في تفسير أحكام الدستور.
بغياب فخامته لا تنوب عنه أكثرية وزارية في مجلس الوزراء.
لا بد من إجماع جميعهم.
يكفي امتناع أحدهم، لتصبح تواقيع الآخرين "حبراً على ورق".
سابقة لم تسبقهم إليها الديكتاتوريات. إذ لم يذكر التاريخ أن ديكتاتوراً اعتمد تصويت المئة بالمئة.
كان يعلم أن الإجماع يفضح التزوير... فتنازل وقبل بنسب تدور في فلك التسعين.
ما ارتضاه المستبد لنفسه، رفضه المزايدون للبنان.
طبعاً... عار على الديمقراطية أن تنتقص من مقام الرئيس المسيحي. ولذلك لا يصح تمثيل "عظيم الشأن" إلا بتواقيع كل الوزراء... "وكلن يعني كلن" لا تصلح بنظرهم إلا هنا.
أما وقد جدّ الجد، وتعاون على لبنان فجور السياسة وانفجار الكوارث، فإننا نخشى الإنتقال من السيء المتوقع إلى الواقع الأسوأ.
ها هي الدولة تتلاشى مؤسسة مؤسسة... وها هو الإنقاذ يستغيث ولا يجد منقذاً... وها هي "ديمقراطية التعطيل" تزحف نحو الجيش والقوى الأمنية. وفي حال الوصول إليهما، تحل الفوضى... وتنتشر الحروب، من غير ميليشيات، بين الجائع والجائع... ويتساوى خطر التجول في الشوارع بخطر الكسر والخلع لأبواب يحتمي خلفها سجناء العائلات المرتعشة.
إنها حروب رغيف الخبز وحبة الدواء... وهذه حروب لا يحسمها "فائض القوة" مهما امتلك من بنادق ومدافع وصواريخ دقيقة.
هذا ليس سيناريو لفيلم من أفلام الرعب. إنه واقع نمشي إليه حثيثاً، وتحثنا على بلوغه زعامات وأحزاب ونواب يمارسون الجدل الغوغائي والدجل الدستوري.
وإذ ننسى، لا يجب أن ننسى حكومة تقرر لشعبها تجرّع السم... فبأي منطق اقتصادي تُفرض الضرائب على شعب مفلس ليصرف على دولة مفلسة؟.
أليس هؤلاء الوزراء قتلة، وإن لم يتعمدوا القتل؟.
هل أحصى وزير المال أعداد اللبنانيين الذين قتلهم برفعه العشوائي للدولار الجمركي؟.
هل تعلم "منصة السبعين" المحلقة إلى الأعلى، ما فعلته بفواتير الخلوي والكهرباء؟.
هل يدري وزير الإقتصاد أنه تحوّل إلى "نجار خوازيق" بمخالفته القانون ودولرة السلع... وهل علم معاليه أن المستهلك الذي كان يعاني من خازوق رفع الأسعار بالليرة، صار الآن يعاني من خازوقين بدل الخازوق الواحد؟.
خازوق رفع التجار التسعير بالدولار... وخازوق رفع سعر صرف الدولار بالليرة.
يا قادة، يا أحزاب، يا نواب، يا صيرفة، يا مصارف، يا حكومة، يا وزراء.
يا جميعكم... خذونا بحلمكم... لا إلى أحلامكم السوداء.
وليد الحسيني