تجاوز معدل التضخم السنوي في الأرجنتين نسبة 100 في المئة خلال شباط الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ أزمة التضخم لعام 1991.
وكشفت معطيات وكالة الإحصاء الأرجنتينية، أن نسبة التضخم السنوي بالبلاد بلغت 102 في المئة في شباط الماضي مقابل 98.8 في المئة في كانون الثاني، بعد أن ارتفع المعدل الشهري إلى 6.6 في المئة، خلال الشهر الثاني من العام الجاري.
وكانت تداعيات ارتفاع معدلات التضخم إلى نسب قياسية ملموسة في الأسواق والمحلات التجارية وببيوت الأرجنتينيين، الذين تأثروا بالارتفاعات الكبيرة في أسعار المواد الأساسية، وفق "رويترز".
تقول إيرين ديفيتا، 74 سنة، وهي تتحقق من أسعار البقالة في سوق بضواحي بوينس آيرس، "ليس هناك أموال ولا أي شيء، الناس معدمون، كيف سيكون باستطاعتهم شراء حاجياتهم".
ومع ارتفاع معدلات التضخم، تتغير الأسعار أسبوعيا تقريبا، توضح السيدة الأرجنتينية المتقاعدة: "أردت شراء 3 حبات برتقال وليمونتين وموزتين، ونصف كيلو من الطماطم، لكن بعد أن اكتشفت أن سعرها 650 بيزو [3.22 دولارا] أخرجت كل شيء وتركت الطماطم فقط لأنني لا أملك ما يكفي من المال".
وفشلت الإجراءات التي تقرها الحكومة في كبح نسب التضخم المرتفعة ومعها الارتفاع الكبير في الأسعار الذي أضعف قدرة الأرجنتينيين الشرائية وأثر على نمو الاقتصاد المحلي، تزامنا مع المشاكل السياسية التي تعرفها البلاد.
ويبقى التضخم موضوع النقاش الرئيسي في شوارع وأحاديث الأرجنتيين، ويثير الوضع الحالي غضبهم ويثير الإحباط في أنفسهم، حيث أن الرواتب لا توازي في الأغلب تكاليف شراء حاجياتهم من السلع.
من جهتها، تقول باتريشيا كيروجا، 50 عاما، إن "من المستحيل تحمل نسب التضخم الحالية".
وتضيف كيروجا لرويترز وهي تنتظر دورها للتسوق أمام إحدى المحلات التجارية.، "لقد سئمت وتعبت من كل هذا من السياسيين الذين يتقاتلون في ما بينهم بينما يموت الناس من الجوع"، مضيفة: "لا يمكن لهذا أن يستمر بعد اليوم".