عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة الخرطوم بعد اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية.
فقد أفاد مراسل العربية/الحدث بأن حالة من الهدوء الحذر تخيم على العاصمة بمدنها الثلاث، اليوم الخميس، بعد ساعات من الاشتباكات أمس وليلاً.
كما أوضح أن طائرات استطلاع لا تزال تحلق في سماء أم درمان، التي شهدت أحياؤها اشتباكات قبل عودة الهدوء في الصباح.
صعوبات بالغة
أما عن الإمدادات ووصول المساعدات، فأوضح أن صعوبات بالغة تواجه إيصال الإمدادات الطبية إلى مستشفيات العاصمة.
ولفت إلى أن بعض المساعدات الغذائية وصلت إلى وادي سيدنا بالخرطوم، لكن سلاسل الإمداد لا تزال منقطعة.
خطوط الإمداد معطلة
بدورها، أكدت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا، إليونا سي نين كو، في اتصال مع العربية/الحدث أن اللجنة تعمل على تلبية احتياجات السودانيين، إلا أنها أوضحت أن الوضع في الخرطوم لا يزال متوتراً، وخطوط الإمداد معطلة.
كما أشارت إلى أن اللجنة تعمل على تلبية احتياجات دول جوار السودان لاستيعاب اللاجئين، وقالت "ننسق مع مختلف المنظمات الإنسانية لدعم اللاجئين السودانيين".
تحذير من كارثة!
إلى ذلك، حذرت من أن استمرار تدفق اللاجئين إلى تشاد قد ينذر بكارثة.
وختمت مشددة على أن الاقتتال المتواصل بين القوتين العسكريتين الكبريين في البلاد هو التحدي الأكبر أمام إيصال المساعدات.
وكانت اشتباكات قوية اندلعت أمس بين طرفي الصراع في عدة مناطق بالعاصمة السودانية، بعد هدوء نسبي شهده اليوم الأول من الهدنة القصيرة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الاثنين الثلاثاء، ما هدد بانهيار وقف إطلاق النار الهادف إلى السماح بوصول المساعدات وتمهيد السبيل لهدنة تدوم لفترة أطول. وفي بيانين صدرا في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، تقاذف الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق.
ففيما أكدت قوات الدعم السريع أنها اضطرت للدفاع عن نفسها ضد الضربات البرية والمدفعية والجوية من الجيش، اتهمها الأخير بشن هجمات على دار سك العملة وقواعده الجوية وعدة مدن غرب العاصمة.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان في أم درمان أن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أُسقطت، ونُشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الحادث.
إلا أن الجيش أوضح لاحقا أن عطلا أصاب الطائرة، في حين زعمت قوات الدعم السريع أنها أسقطتها.
يذكر أنه منذ 15 أبريل الماضي، يدور القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما هدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.