أخبار لبنان

البطريرك العبسي يزور كرخا ولبعا ومغدوشة: الأرض لمن يقطنها والأوطان لا تبنى بالرغبات !

تم النشر في 26 حزيران 2023 | 00:00

أمضى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي نهاية الأسبوع في منطقتي جزين وصيدا راعياً احتفالين في كرخا ومغدوشة ومتفقداً لمدرسة مختصة في لبعا .

في كرخا

فقد وصل البطريرك العبسي مساء السبت الى بلدة كرخا الجزينية حيث ترأس قداساً احتفالياً في مزار مار يوحنا المعمدان بمناسبة عيد شفيع البلدة ، يعاونه المطارنة ايلي "بشاره حداد، فرنسوا بيروتي، ادوار ضاهر وجورج إسكندر" ولفيف من الرؤساء العامين والكهنة، وفي حضور: المطران مارون عمار ممثلا البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، وزيري الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والعدل هنري خوري، والنواب: ميشال موسى، غادة أيوب ، سعيد الأسمر ، غسان عطالله ، اسامة سعد وعبد الرحمن البزري" والنائبان السابقان " امل ابو زيد وسليم خوري"، وممثل رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو وقادة أمنيين وعسكريين وشخصيات قضائية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من المنطقة .

وكان باستقبالهم ابن البلدة رجل الأعمال شارل حنا الذي كان قد تبرع بترميم المزار على نفقته الخاصة، وكل من كاهن رعية كرخا القاضي الأب وليد الديك ورئيس البلدية جان نخلة والمختار أنور نصورة ولجنة المزار .

بعد الانجيل المقدس، القى العبسي كلمة جاء فيها: نلتقي ونصلي ونعيد ونبتهج معا في هذه البلدة الجميلة الوادعة المضيئة المحبوبة، في هذا المقام المقدس العريق، مقام النبي يوحنا المعمدان الفريد من نوعه في منطقتنا، الذي كم كان شوقي كبيرا إلى الحج إليه والتبرك به، بين هذه الوجوه الكريمة التي تنطق بالمحبة والإيمان ويلمع فيها وجه السيد المسيح ووجه المعمدان.

وتوجه البطريرك العبسي بالشكر لإبن البلدة شارل حنا "صاحب الأيادي البيضاء الذي رمم من ماله الخاص هذا المقام المقدس بهذا الإتقان والجمال والسخاء معيدا إليه رونقه وقدسيته وجاعلا منه مزارا وطنيا يحج إليه الناس من كل أنحاء لبنان للتبرك والصلاة. وقال" بارك الله على ابننا الحبيب شارل وعلى عائلته الكريمة وأنعم عليهم بالصحة الكاملة والعمر المديد. وتحية مقدسة إلى الحجاج والزوار القائمين في هذا المساء هنا. تقبل الله صلاتهم بشفاعة المعمدان.

وختم العبسي: "إن هذا المقام المقدس الذي انطبعت على جدرانه وجوه أجدادنا وآبائنا وتترجح بين حناياه أصواتهم وترانيمهم لا معنى لوجوده، لبقائه، ما لم نكن موجودين وباقين هنا. إن كان هذا المقام صمد إلى اليوم فلأنهم صمدوا ولأننا ما زلنا صامدين ومتشبثين بأرضنا وترابنا وهوائنا وسمائنا. الأرض لمن يقطنها والأوطان لا تبنى بالرغبات بل بالإرادات".

وتخلل القداس كلمة للمطران حداد ولكاهن الرعية الأب الديك . وفي الختام قدم شارل حنا درعا تكريمية للعبسي، كناية عن رمز شجرة السنديان العملاقة التي تنتصب في ساحة المزار.

في لبعا

وفي اليوم التالي زار البطريرك العبسي "المدرسة المختصة- بيت جورجيت وحنا رومانوس" التابعة لكاريتاس لبنان في بلدة لبعا الجزينية ، يرافقه وفد ضم " راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد والرئيس العام للجمعية البولسية الأب مروان سيدة ولفيف من الكهنة . وكان باستقبالهم رئيس بلدية لبعا (نائب رئيس اتحاد بلديات جزين ) فادي رومانوس ومدير المدرسة المختصة الأب جهاد فرنسيس والهيئة الإدارية والتعليمية وفاعليات والأهل الطلاب .

وقدم مدير المدرسة الأب فرنسيس شرحاً عن تأسيس المركز مع رابطة كاريتاس لبنان وتقديمه من قبل السيد فادي رومانوس على نية والديه المتوفين وقدمه كعمل اجتماعي وانساني للمنطقة . وقال ان المركز تأسس في نيسان 2016 وضم اولاداً لديهم صعوبات تعلمية وحاجات خاصة واستمع الحاضرون الى كيفية العمل وجالوا في المركز وتعرفوا على كيفية عمله بإشراف اخصائيين يتابعون الأولاد ليتقدموا ويندمجوا لاحقا في المدارس العادية .

وفي الختام تحدث البطريرك العبسي فعبّر عن سروره وفرحه بهذه الزيارة مشددا انه اخذ من هذا المركز الكثير وتعلم الكثير خصوصاً وهو ينظر بعيني الأطفال والأهالي التواقين لأن يكون ابناؤهم مندمجين في المجتمع بشكل طبيعي كما ناشد جميع المعنيين لتفعيل هكذا مراكز وتطويرها اكثر بحيث تصبح هناك مراكز تضم اطفالاً ينمون ويعملون في المستقبل .واعلن رئيس المركز انه بالتعاون مع كاريتاس سيقام نوع من مشاغل تعلم الأطفال المهنة وتدمجهم بسوق العمل تحت رعاية المدرسة وكاريتاس لبنان .

وفي الختام قدم رئيس المدرسة درعا تذكارية الى البطريرك وقدم رومانوس باقة ورد تحمل محبة أبناء المنطقة الى غبطته .ودوّن البطريرك العبسي في سجل الزيارات كلمة عبر فيها عن سروره وفرحه بهذه الزيارة وتمنى التقدم والازدهار للمدرسة المختصة .

في مغدوشة

وظهر الأحد ، ترأس البطريرك العبسي الذبيحة الالهية في بازيليك سيدة المنطرة في مغدوشة، مناسبة ختام اليوبيل الذهبي لكاريتاس – لبنان، عاونه المطران ايلي حداد، وكاهن الرعية، في حضور عدد من الشخصيات الرسمية والامنية والقضائية وحشد من المؤمنين .

بعد الانجيل المقدس، القى العبسي كلمة قال فيها: " اجتمعنا لنشكر الله تعالى على أعمال الرحمة التي عملتها كاريتاس في بلدنا في خدمة المحتاجين والمهمشين والمنسيين ومن إليهم. اجتمعنا في هذا المقام المقدس، سيدة المنطرة، في بلدة مغدوشة المحبوبة جدا، في ربوع أبنائنا الأكارم المحبوبين الحاملين الرب يسوع وأمه العذراء في قلوبهم المفعمة بالإيمان. بارك الله عليهم وخيمت العذراء بجناحيها عليهم. وما يزيد احتفالنا جمالا حضور الحجاج والزوار" .

وتابع :" كما جاء المسيح إلينا وجعلنا قريبين إليه بصنعه الرحمة والإحسان إلينا، هكذا نحن نذهب إلى الناس أجمعين ونجعل منهم أقرباء لنا. لذلك علينا أن نقاوم كل ميل فينا إلى الانعزال والتقوقع والمحافظة على ما نرى فيه مكاسب وامتيازات وحقوق وما إليها، وعلينا أن نبذل ما لدينا، متجنين في الوقت عينه أن نستعمل أعمال الرحمة للضغط أو الابتزاز، لنجعل من نحسن إليهم ينضمون إلينا في التفكير والرأي والدين والسياسة كما تفعل بعض الدول أو بعض المؤسسات العالمية".

وعن كاريتاس، قال: " على مدى خمسين عاما جسدت كاريتاس لبنان روح السامري الرحيم. كان أعضاؤها منارة ومرساة للرجاء ولمحبة الله العاملة. بإزاء الفقر والصراعات والتشرد والنزوح بادرت وسارعت كاريتاس لبنان إلى المساعدة بتفان لا يتزعزع مقدمة المساعدات الطارئة والخدمات الطبية والاجتماعية والأدوات التربوية والمواد الغذائية لمن هم في عوز. إن كاريتاس لبنان بخدمتها المتجردة كانت شاهدة على قوة المحبة والرحمة. لقد علمتنا أننا حين نشرع قلوبنا وأيادينا لإخوتنا وأخواتنا نصير أدوات شفاء ونعمة في العالم. نطلب إلى الله أن يفيض بركاته على كاريتاس لبنان، وعلى العاملين فيها: المحسنين والمتبرعين والإداريين والموظفين والمتطوعين من كل الفئات، وعلى الذي تخدمهم كاريتاس".

وختم بالقول :" منذ خمسين عاما انطلقت كاريتاس لبنان من صيدا واليوم تعود إليها لتنطلق منها مرة ثانية إلى خمسين وخمسين وخمسين أخرى. فتحية لصيدا الصامدة ولأهل صيدا وأهل الجنوب الصامدين في أرضهم والمتمسكين بالعيش الواحد والمحافظين على القيم الوطنية والأخلاقية والإيمانية. تحية لمغدوشة الأبية ولأهل مغدوشة المحبوبين. نطلب كلنا إلى السيدة العذراء أن تثبتنا في هذه المنطقة وأن تحمينا وتحفظنا مع الجميع".

رأفت نعيم