خاص

أمير داعش في عين الحلوة: "قاتلو القضاة الأربعة قُتلوا"

تم النشر في 22 شباط 2019 | 00:00

يروي عماد ياسين،" امير" تنظيم داعش في مخيم عين الحلوة، وعن "امير" عصبة الانصار احمد عبد الكريم السعدي الملقب ب"ابو محجن"، بأن الاخير قد كلّف كل من حسين شاهين وجهاد السواركة المعروف ب"ابو همام "تنفيذ جريمة اغتيال القضاة الاربعة الشهداء حسن عثمان وعاصم بو ضاهر ووليد هرموش و عماد شهاب، وان حسان الشهابي رافقهما، والثلاثة المذكورين قُتلا ، الاول شاهين قام 'أبو محجن" بقتله خنقا، والثاني قتل على الحدود السورية-التركية، اما الثالث فقتلته"الدولة" اثناء سلبه مع آخرين احد المصارف.








و"برّأ" ياسين الموقوف الوحيد في هذه الجريمة وسام طحيبش، الذي لا يعرفه شخصيا مناقضاً بذلك اقواله الاولية عن انه نصح المتهم بالابتعاد عن احد ضباط حركة "فتح"، كما نفى ما ذكره المدعو عامر الدرويش اوليا بان "ابو محجن" كان يخطط لاغتيال احد كبار القضاة وعنا بذلك القاضي عدنان عضوم الذي كان حينها النائب العام التمييزي.





لم يشارك "أبو محجن" شخصياً في جريمة اغتيال القضاة ، بحسب علم ياسين، الذي استمع اليه المجلس كشاهد في القضية، فهو " كان متخفيا بعد حادثة اغتيال الشيخ نزار الحلبي"، ورد اسباب الجريمة الى قرار "أبو محجن" ب"زعزعة السلم الاهلي"، وعما اذا كان "أبو محجن" على علم بالحكم الذي اصدرته هيئة محكمة الجنايات في صيدا بحقه بتهمة قتله امين كايد وزوجته ومرافقيه، قال ياسين ان "أبو محجن" كل شي بيعرف"، مؤكدا بان الاخير "أصدر" حكم الاعدام بحق كايد بعد اتهامه بقتل الشيخ هشام الشريدي "امير عصبة الانصار"، وهو بالفعل اعطى الامر بقتله، "فهو كان يصدر الاحكام بالقتل ويكلّف اشخاصا للتنفيذ". 





وكان المجلس قد انعقد بعد ظهر اليوم برئاسة القاضي جان فهد وبحضور ممثلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلاس. وحضر عن المتهم المحامي ناجي ياغي وتمثلت جهة الادعاء بالمحامين منيف حمدان وياسر عاصي وبلال بو ضاهر وغادة جنبلاط.





وقبل ان يستمع المجلس الى افادة ياسين استوضح المتهم عما اذا كان يؤيد افادته التي ادلى بها امامه فأكد عليها "بالحرف"، وكرر بانه"مظلوم ودفع ثمن جرائمه السابقة 11 عاما سجنا"، ليعود ويتم توقيفه في هذه الجريمة التي لا علاقة له بها وهو علم بها، من خلال شاشات التلفزة داخل صالون حلاقة اثناء بيعه الخضار في سوق الخضار في المخيم .





وافاد ياسين انه كان يقوم بواجب التعزية بسبب وفاة والد "أبو محجن" الذي كان متواريا، وكان حاضرا حينها شقيق الاخير هيثم السعدي(ابو طارق)، حيث جاءهم شخصان واعلموهما ان اطلاق نار وقع في قصر عدل صيدا.


على الاثر توجه هيثم الى مكان وجود شقيقه لاعلامه بالامر كون الاخير احد مسؤولي المخيم، وبعد اسبوع ارسل "أبو محجن" وراء الشاهد ليقدم الاخير واجب العزاء له بوفاة والده، بحضور المتهم محمود مصطفى(ابو عبيدة) وابو شريف عقل (وفيق عقل) وابو طارق السعدي(هيثم السعدي) والمتهمين حسين شاهين وابو همام حيث علم منه ان الاخيرين على علاقة بالاغتيال فعاتب الشاهد "أبو محجن" كون"لا عداوة بيننا وبين الدولة اللبنانية"، الا ان "أبو محجن" ردّ بعبارات تهديد وبانه ينوي ضرب السلم الاهلي.





واكد الشاهد بان ابو محجن بدا راضيا عن الجريمة لكنه "إنزعج" من توقيتها الذي تزامن مع وفاة والده. وفي الليلة نفسها-يضيف الشاهد- اقدم ابو محجن على قتل شاهين خنقا لإخفاء الادلة وسلّم ابو همام مبلغا من المال بواسطة شقيقه للسفر الى سوريا لكنه قُتل على الحدود اثناء دخوله الى تركيا، وان الشهابي الذي رافقهما في العملية قُتل اثناء سلبه احد المصارف.





"يعني ان الذين قتلوا القضاة ماتوا جميعا؟"-سأل رئيس المجلس الشاهد الذي اجاب:"هذه رواية ابو محجن الذي لم يشارك في الجريمة".





واوضح الشاهد انه كان يعمل مرافقا لابو محجن وتركه في العام 1995 ، وهو حاليا موجود في المخيم، ويرأس العصبة المتهم محمود مصطفى.





وقال الشاهد عن الموقوف طحيبش بانه ابن المخيم ويعرفه بائع خضار وحلويات ويساعد والده في بيع السمك ويسكن في حي عصبة الانصار وهو متزوج من ابنة الشريدي والانتماء الى العصبة هو نتيجة زواجه انما فعليا لا ينتمي اليها.واكد عدم علاقة طحيبش في الجريمة، وقال "لا اعتقد ان محمود مصطفى له علاقة بها وكان موجودا في العزاء اثناء وقوعها".





واكد الشاهد بانه كان على وفاق مع العصبة بعد تركها لكن الخلاف وقع معها بسبب تقربها من حركة فتح، نافيا معرفته بعامر درويش"واذا شاهدته قد اعرفه".





وسئل عن اسماء اشخاص فأشار الى ان عددا منهم هم في عصبة الانصار نافيا اقوال درويش عنه بانه كان لديه دورا تنظيميا في العصبة"انا فقط كنت مرافق ابو محجن". 





وبرر الشاهد قرارات الاغتيال التي يتخذها ابو محجن بالقول:"الخلافات تؤدي الى قتل متبادل"، جازما بان المنفذين للجريمة لم يستعينوا بآخرين"لان ابو محجن يكلف بالتنفيذ مَن تلقّوا الامر دون سواهم"، مؤكدا في الوقت نفسه ان ابراهيم مصطفى(ابو عبيدة) الذي يرتدي زيّا افغانيا، كان يستعين بأشخاص من ابناء منطقته لتنفيذ اوامر ابو محجن.





وسئل عما ادلى به سابقا ان لطحيبش علاقة بالجريمة فأنكر ذلك وقال ان ابو محجن كلف شاهين وابو همام اللذين اصطحبا معهما الشهابي والاخير كان بعمر ال16 فيما الآخران كانا بعمر ال25 .





وتحدث الشاهد عن انواع الاسلحة التي يستخدمها مسلحو العصبة وهي من نوع كلاشينكوف، فيما ابو عبيدة يحمل مسدسا وبندقية ام 16 ، ولم يكن يوجد اي تمويل للعصبة فعناصرها كان يعملون ويموّلونها.


وفي رده على اسئلة القاضية كلاس افاد ان ابو محجن لم يذكر امام دور كل من شاهين وابو همام والشهابي في تنفيذ الجريمة .





وعرضت جهة الادعاء على الشاهد صورتين تشبيهيتين فقال عن الاولى انها قد تعود ل"ابو همام"، والثانية لا يعرفها اما الصورة الثالثة وهي حقيقية فقال انها قد تكون لشقيق ابو عبيدة المدعو ابو حديفة.





وحول "النصيحة " التي قدمها لطحيبش في عدم الاقتراب من احد ضباط فتح، فيما قال امام المجلس انه لا يعرف الموقوف شخصيا، اوضح الشاهد انه قد يكون التقاء في منزل الشريدي والد زوجة المتهم ولا يعرف اذا كان طحيبش يعرج في مشيته حينها.





وتلا الادعاء بعضا ما جاء في افادة الشاهد الاولية التي ذكر فيها ان طحيبش شارك في عدة عمليات اغتيال، ليجيب بانه نقل ذلك عن ابو طارق السعدي شقيق ابو محجن، ليتدخل وكيل المتهم موضحا من جهته ان موكله حوكم في هذه القضايا وصدرت احكام بحقه قضت ببراءته.





وعرض المجلس على طحيبش الصور نفسها التي عُرضت على الشاهد فلم يتعرف على الصورتين التشبيهيتين، اما الثالثة فقد تكون لشقيق ابو عبيدة ابو جبر او شقيقه الثاني الذي قُتل في العراق.








وعند الساعة السادسة والنصف مساء، رفع المجلس الجلسة الى 29 آذار المقبل لسماع افادات عامر الدرويش والموقوف نصر ابو صيام وابراهيم غصن وسعيد شمس الدين الذي كان كاتب المحكمة اثناء وقوع الجريمة.