اليوم الثاني من الاشتباكات سجلا ارتفاعاً غير مسبوقا في وتيرتها لا سيما بدءا من الظهر ، وبعد استقدام فتح للمزيد من السلاح المتوسط لمواجهة المجموعات المسلحة التي تتهمها الحركة باغتيال العرموشي ورفاقه والتي تتحصن داخل حي الطوارئ المتداخل بين المخيم ومنطقة تعمير عين الحلوة قبال منطقة البركسات معقل فتح والذي تركزت على هذا المحور الاشتباكات في يومها الثاني ، قبل أن تمتد مجددا الى المحاور الأخرى ، ثم توسعت مجددا لتشمل محور الراس الأحمر – حطين من دون تسجيل تقدم لأي من الفريقين .
وخلفت الاشتباكات دماراً وأضرارا كبيرة لاسيما في الشارع الفوقاتي ومنطقة تعمير عين الحلوة ذات الأكثرية اللبنانية حيث حي الطوارىء المتداخل مع المخيم ويقع هذا الحي مباشرة خلف موقع عسكري للجيش اللبناني من جهة التعمير. فيما لم يعرف بعد حجم الإصابات الناجمة عن الاشتباكات سواء في صفوف الفريقين أو في صفوف المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين رغم أن المعلومات ألأولية تحدثت عن ارتفاع بعدد القتلى والجرحى .
وتزامناً عزز الجيش اللبناني اجراءاته الاستثنائية المتخذة على مداخل المخيم الأربعة، بعدما أغلقها بالاتجاهين الا أمام فرق وسيارات الإسعاف والمواطنين النازحين من المخيم . وسجل ليل الأحد ونهار الاثنين تحليق مكثف في أجواء المخيم لطائرات استطلاع تابعة للجيش .
وتزامنا نشطت الاتصالات اللقاءات الفلسطينية – الفلسطينية والفلسطينية – اللبنانية على خط مساعي ومحاولات التوصل لوقف لإطلاق النار .ومنها اجتماع لهيئة العمل الفلسطيني المشترك يعقد الواحدة ظهر الاثنين في مكتب النائب أسامة سعد ، ويشارك فيه ممثلون عن أحزاب لبنانية.
وكان عقد في مستشفى "الهمشري" في صيدا، اجتماع ضم السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، حيث جرى البحث في تطورات الوضع الأمني في المخيم . وصدر عن المجتمعين بيان تلاه أبو العردات واكد استمرار التنسيق والتعاون من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة والصعبة وتثبيت الاستقرار الأمني في المخيمات وبسط سيادة الدولة وادان جريمة اغتيال العرموشي ومرافقيه معتبراً أنها تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء في الوطن والشتات، وعبثاً بأمن المخيمات وضربا لمقومات الأمان داخلها وعناصرها التي تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لتثبيت معادلة الأمن في المخيمات والجوار. كما اعتبر المجتمعون ان التطرف هو أحد أخطر الآفات في مجتمعاتنا وان الحكومة اللبنانية بالتعاون مع القيادة الفلسطينية وهيئة العمل المشترك سيعملون بحزم على إنهاء تلك الظواهر الشاذة حتى تستقيم الأمور وترتاح النفوس.
وتأثرت مدينة صيدا لليوم الثاني باشتباكات المخيم التي طال رصاصها الطائش وبعض قذائفها احياء ومناطق في المدينة والجوار وتسببت الرصاص بإصابة مواطنين ومنازل ومؤسسات.
ووسط اقفال للعديد من مرافقها الرسمية والتربوية لا سيما المواجهة للمخيم مثل سراي صيدا الحكومي والجامعة اللبنانية ومدارس ومؤسسات بالإضافة الى اغلاق مدخل أوتوستراد الجنوب من جهة طريق الحسبة وتحويل السير الى الطريق البحرية حفاظا على سلامة العابرين خاصة عند احتدام المعارك ، فبدت شوارعها وطرقاتها تزامناً شبه خالية من المارة والسيارات . وكانت مئات العائلات الفلسطينية التي نزحت قسرا من المخيم امضت ليلتها في المساجد والساحات العامة وهي لا تزال تنتظر وقف اطلاق النار لتعود لتفقد ارزاقها وممتلكاتها .
رأفت نعيم