نظمت منسقية المملكة المتحدة في "تيار المستقبل" الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قاعة Rudolf Steiner House في لندن، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بعضو المكتب السياسي الدكتور مصطفى علوش، وحضور عضو كتلة "المستقبل" النائب طارق المرعبي، سفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى، والمستشار الاول مروان فرنسيس، والقنصل حازم عبد الصمد، ومنسقة الاغتراب ميرنا منيمنة واعضاء المنسقية وممثلي حزب القوات اللبنانبة والتيار الوطني الحر والاحرار وحركة امل وفعاليات الجالية وصحافيين ومناصري التيار.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والبريطاني ودقيقة الصمتـ تم عرض شريط مؤثر لخص المرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد ولحظة الانفجار وردات الفعل التي تلت الاستشهاد .
الحجار
ثم رحب منسق التيار الدكتور ايمن الحجار بالحضور الكريم، لافتا الى انه "في هذه المناسبة نستذكر عطاءات رجل ابى الا ان يقدم كل ما كان يمتلكه من حيلة ووسيلة حتى قدم كخاتمة لهذه العطاءات روحه ليحيا من بعده وطن مزقه تقاتل ابنائه في حروب عبثية و بالوكالة، اراد الشهيد رفيق الحريري بشهادته ان يضيئ شعلة لن يطفأها احد".
وعاهد "صاحب الشهادة و حامل الامانة دولة الرئيس سعد الحريري ان نبقى على عهده، اوفياء له و لامانته، ولما كان بحلم به من بلد حضاري وشعب منفتح بعيد عن كل الوان التطرف والفساد الاجتماعي و السياسي".
مرتضى
اما السفير مرتضى فكانت له كلمة مميزة ابرز ما جاء فيها :"هي ذكرى و ان كانت من حيث التاريخ تاتي في 14 شباط الا ان منسقية "تيار المستقبل" في بريطانيا احسنت في اختيار احيائها في تاريخ اخر وبعد اكثر من شهر على حلولها، تأشيرا على رمزية ان الذكرى لا تختصر بيوم واحد، وانما تمتد طوال ايام السنة ،تماما كما كان صاحب الذكرى مالئا للدنيا و شاغلا للناس، وتماما كما جاء استشهاده ليملأ كامل صفحات رزنامة الوطن حزنا و تحسرا و اشتياقا وتصميما ومواصلة للنهج الذي لا يمكن اختصاره بيوم من ايام السنة".
وحيا "جاليتنا اللبنانية في هذا البلد الصديق بريطانيا ، جاليتنا المعروف عنها ، كما كل جالياتنا ، تمسكها الدقيق بقوانين و انظمة البلد الصديق، و حرصها على افضل العلاقات مع اهل هذه البلاد".
وأكد "اننا نتابع احوال وطننا الام لبنان و نفتخر بجذورنا اللبنانية العربية العريقة ، ونعمل بكد على الاخلاص لهذا البلد ،و الانفتاح على ثقافته العريقة . هكذا كان رفيق الحريري ، وحري بنا الا ننسى في دنيا الاغتراب ،ان رفيق الحريري كان مغتربا ايضا في مراحل طويلة من حياته ظن و انه من خلال قصة حياته ، سار على النهج الذي اختطه اللبنانيون منذ القرت التاسع عشر ، في جوب البحار و المحيطات لبتخذوا اوطانا جديدة ، بينما يبقى لبنان دائما شعلة في قلوبهم لا تنطفئ . "
تميم
بدوره استذكر ممثل دار الفتوي الشيخ هيثم تميم مزايا الرئيس الشهيد رفيق الحريري شاكرا المنسقية على تنظيم الذكرى لتدل على اهمية الرئيس الحريري في مسيرة وطن و شعب .
منيمينة
اما منسقة الاغتراب ميرنا منيمنة فلفتت الى ان" تاريخ 14 شباط هو تاريخ حزين و كؤلم و اجرح لا يزال ينزف و في 14 شباط ولد قطاع الاغتراب لان الانفجار الزلزال الذي هز البلد سمع صداه في ارجاء العالم . و انتفض اللبنانيون و ثاروا على الظلم و انتقلنا من الثورة الى التنظيم و لم تتوقفوا و لم تتعبوا و لن تتراجعوا . و طالبتم بالمحكمة الدولية و انشأت المحكمة لاننا طلاب عدالة . لانه في 14 شباط قتلوا المغترب الاب رفيق الحريري . وشاء القدر ان يترك الشاب المغترب سعد الحريري حياته في عالم الاعمال لينغمس في السياسة و يتعهد الحفاظ على العهد و المبادئ .
وقالت: "منذ 14 شباط 2005 اصبح للهجرة اسباب جديدة : فقدان الامل بعد الاغتيال . و ترك الكثيرون لبنان بحثا عن امان و فرص و استقرار و مستقبل . و نجح اللبناني و نسمع كل يوم قصص نجاح في الطب و التكنولوجيا و الثقافة و الفن و ما الى هنالك . و كل يوم نتحسر على هذه الطاقات و الادمغة التي نخسرها و العائلة التي تتفكك. لبنان يكاد يكون البلد الوحيد الذي يكون عدد مغتربيه اكثر بأضعاف من عدد مقيميه . البلد الوحيد الذي يصمد بسبب تحويلات مغتربيه".
وشددت على أن "دور المغترب ليس فقط دور مساندة و انقاذ انما سياسي انمائي ثقافي . الدور هو اثبات الوجود و الثبات على المبادئ و تعريف الاخر على الارث الذي تركه الرئيس الشهيد في ارساء العيش المشترك و التسامح و الاعتدال ن مفهوم العمل من اجل مستقبل افضل لان رفيق الحريري انهى الماضي الاليم و انهى الحرب و بنى الجسور بين المناطق و الغى خطوط التماس و انعش الوسط المهدم و المحروق".
كما أكدت "أن دوركم سياسي و انتهز هذه المناسبة لشكركم على المشاركة تسجيلا و اقتراعا في الانتخابات النيابية بالرغم من كل الصعوبات . و الشكر موصول للسفير مرتضى و طاقم السفارة على الجهد و المتابعة . و في الختام ، نقول نحن في تيار المستقبل ان المراة اللبنانية المقيمة و المغتربة تعاني من اجحاف كبير و نحن معنيين بتصويب الامور و اعطاء المراة حقوقها في كافة مجالات الحياة و يضع الرئيس سعد الحريري هذا الموضوع نصب عينيه. من هنا من لندن نوجه له التحية و نتمنى له السلامة و نقول"قلبنا الك و الحمد الله ع السلامة ."
من جهته، شكر النائب المرعبي الحضور الذي لبى هذه الدعوة التي لها معاني و العزيزة على قلب الجميع و أشاد بالكفاءات الكبيرة التي يتميز بها الاغتراب اللبناني و اغتراب تيار المستقبل . و أضاف:"ايمانكم بوطنكم هو الرافعة الأساسية و عنصر مهم في إنعاش الاقتصاد كما كان دائما.
و تطرق إلى الشق الاقتصادي فتناول مواضيع الاستهلاك و الانفاق الحكومي و ميزان المدفوعات و الاستثمار الخارجي . اضاف :" ان الأنظار شاخصة إلى مؤتمر سيدر الذي يحتاج إلى ثقة داخلية و دولية والى ثقة المغتربين ايضا . وعلينا الاستفادة من هذه الفرصة لاحياء قطاعات عديدة . نحن بحاجة الى دعمكم المعنوي و المساهمة في الاستثمار و الى التكاتف و التضامن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الى جانب الاستقرار السياسي الذي يعمل عليه دولة الرئيس سعد الحريري .
وأشار إلى أن "الرئيس الحريري قرر المضي بالإصلاحات من أجل تأمين نجاح مؤتمر سيدر لما يحمله من استثمار و من امل في ما يخص الشباب و بقائهم في لبنان . و استفيد من الاحتفال اليوم بعيد الام في بريطانيا للتوجه إلى جميع الأمهات بالمعايدة لما لهم من دور أساسي في التربية و التوجيه و اشعر بالحسرة عندما تطلب الأمهات من أبنائهن السفر لتأمين مستقبلهم بسبب ضئالة الفرص".
وختم بالقول: "أود أن تتجدد هذه الفرصة و ان القاكم من جديد و اطلب منكم الحفاظ على التواصل المستمر مع وطنكم الام و مجتماعتكم و عليكم واجب تربية اولادكم على حب لبنان.
علوش
و في مداخلة قيمة ،قال الدكتور علوش ان " مرجعية رفيق الحريري ووجوده في حياتنا و قضية اغتياله تشكل لنا معالم طريق معنوية واخلاقية و انسانية و سياسية .بضعة عناوين كانت اساس فلسفة رفيق الحريري للسعي الى عالم عربي افضل . فلسفة تتلخص بثلاثي "الاستقرار ، الحرية ،و النمو الاقتصادي".
أضاف: "في ظل الغموض المتوتر في لبنان ومحيطه مع التطورات التي لا يمكن الاحاطة بتبعاتها القريبة و البعيدة ، وعلى خطى والده، قرر سعد الحريري عدم الركون و الاستسلام و انتظار الاتي بشكل سلبي. قرر السعي الى تحقيق القدر الممكن من الاستقرار السياسي الداخلي طالما اننا غير قادرين على تغيير الواقع الاقليمي".
وأكد ان الحريري "اخترع مشروع سيدر كما فعل والده في السابق معتمدا على ثقة العالم به و بأرثه الاخلاقي . لقد قرر ان يذهب الى المزيد من البناء بدل الجمود و تحضير الارضية لاطلاق عجلة الاقتصاد المنتظرة بعد استقرار المنطقة في وقت ات حتى يكون لبنان جاهزا لتلقي الفرص المتاحة ، لاجل ذلك قام بتجاوز كل العقبات و الخطابات الحماسية و الندب الفارغ للذهاب الى العمل".
وتطرق إلى موضوع أزمة النازحين السوريين، فقال: "هناك سعي متماد للضغط على فريقنا السياسي للتفاهم مع نظام الاسد، و هم انفسهم فشلوا في تحقيق اي تقدم بهذا الموضوع رغم علاقتهم مع هذا النظام .لقد ذهب سعد الحريري الى منطق التعاون الدولي لتأمين هذه العودة و من ضمنها المبادرة الروسية التي تستند هي نفسها الى دعم دولي مالي و سياسي لا يبدو انه متوفر في هذه اللحظة و سياسيا الى قرارات مجلس الجامعة العربية بخصوص القرارات السياسية ".
وتميزت عريفة الحفل السيدة ثريا شلق في التعريف عن المناسبة وتقديم الضيوف.