كرم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الحكومي رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، خلال حفل عشاء أقامه على شرفه، وقلده خلاله باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الاستحقاق الوطني -الدرجة الفضية، تقديرا لعطاءاته في العمل البلدي والعام، في حضور الرئيس تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته، الوزير جمال الجراح، النائب بهية الحريري وعدد من النواب، السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، محافظ الجنوب منصور ضو، مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، مفتي مرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، مطارنة صيدا: إيلي حداد، الياس كفوري ومارون عمار، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والقضائية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
الحريري
استهل الحفل بكلمة للرئيس الحريري قال فيها: "إنها نكهة خاصة، نكهة صيداوية، نكهة بدايات الحلم، والإنتماء...الريس محمد السعودي، هو من قامة الرجالات التي لطالما تقدمت بها صيدا إلى الوطن، خصوصا عندما يكون الوطن يبحث عن حلول ومعالجات وإنجازات.
الثوابت الوطنية والعربية لرجالات صيدا خيار لا يحتمل التردد والتراجع، وميزة رجالات المدينة أنهم يمضون أعمارهم يناضلون ويكافحون ويعملون وينجحون، ثم يعودون بحماسة للعطاء لمدينتهم وللبنان.
الريس محمد السعودي من هذه القامات، عرفته صادقا ومتحمسا ومحبا لمدينته ووطنه، قليل الكلام، يسعى إلى الإنجاز بعيدا عن الإستعراض، ويعتبر الموقع مسؤولية وواجبا، غير مهتم للجاه، متعته متابعة المشاريع بمراحلها وتفاصيلها، وسعادته في تحقيق الحلم وتعميم المنفعة على الناس.
من يتعرف إلى الريس محمد السعودي، يتعرف إلى إنسان مطبوع بالإنفتاح على كل الآراء وبالسعي لتحقيق ما تريده صيدا من تطور وإنماء، يضع مصالح المواطنين فوق كل اعتبار، ويدور الزوايا في كل الظروف لتحقيقها.
أمضى عمره في العمل الناجح في القطاع الخاص، وتكيف مع آليات العمل في الإدارة العامة، واستخدم خبرته لبث روح الحماسة في العمل اليومي، والإفادة من كل طاقة أو كفاءة.
الريس محمد السعودي أرسى تجربة نموذجية للعلاقة بين العمل البلدي والنيابي، مع العمة بهية ومع الرئيس فؤاد السنيورة. ولا عجب، فهو مثلهما، يتعب ولا يتعب، لأجل المدينة وأهلها. كما أرسى تجربة رائدة في رئاسة إتحاد بلديات صيدا-الزهراني، وفي العلاقة مع بلدات وقرى شرق صيدا وجزين، بسلوك وطني وثقافة انفتاح وشراكة، لتعزيز العيش الواحد والوحدة الوطنية، وكرس فهما جريئا للممارسة المسؤولة. واليوم، أؤكد له أمامكم جميعا، أنني عازم على السعي الدؤوب لتحقيق ما تطمح له صيدا من مشاريع وتطلعات، وإذا كانت صعوبات تأليف الحكومة لم تسمح بوزير من صيدا، فأنا شخصيا من يمثلها، ومشاريع صيدا وحاجاتها دائما في عقلي وقلبي.
حضرة الأستاذ محمد السعودي المحترم تقديرا لعطاءاتك في العمل البلدي والعام، منحك فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الاستحقاق اللبناني الفضي، الذي أضعه اليوم على صدرك متمنيا لك دوام الصحة والتوفيق.
الريس محمد، استحقيت الوسام عن جدارة، وأنت الوسام الدائم على صدر صيدا وعلى صدر لبنان، وشكر".
كلمة السعودي
ثم ألقى المهندس السعودي الكلمة الآتية: "صيدا منذ 80 عاما أبصرت فيها النور، ومنذ اللحظة الاولى كأي صيداوي تبدأ حكاية الحب لهذه المدينة، حكاية نسجت خيوطها امواج شاطئ الأملة مقابل بيتنا، ورسمت خطوطها طرقات البلد القديمة، ورسختها في القلب والوجدان خريطة غنية من الصداقات والعلاقات العائلية.
مضت السنين وغبت عن صيدا طلبا للرزق، تنقلت بين مصر والسعودية واليونان وكندا وغيرها من البلدان، وفي كثير منها كان لي منزل، ولكن، كم من منزل في الارض يعشقه الفتى وحنينه ابدا لاول منزل.
صيدا...اينما كنت حول العالم كنت احمل في قلبي الحنين لها وللاهل والاصدقاء، هذا ما دفعني دائما ان اعود، لكن في زيارات خاطفة، حتى كان العام 2010 يوم وضعت خبراتي في خدمة المدينة من خلال ملتقى رجال الاعمال الصيداويين. يومها لعله كان واردا في حساباتي ان اعود يوما الى الاستقرار في صيدا انما ما لم يكن واردا هو ما طرحه علي الرئيس السنيورة والنائب بهية الحريري في ان اكون رئيسا للبلدية فكان جوابي الاول بالرفض. لكن انت تشاء وأنا اشاء والست بهية تفعل ما تشاء. انت تشاء وانا اشاء والله يفعل ما يشاء. وشاء الله ان يسخر يومها الظروف التي منعتني من السفر، مما اعطى الموضوع وقتا اكثر للنقاش فكانت النتيجة ان اقتنعت بالترشح يومها بناء على جدول اعمال ومشاريع تحتاجها المدينة.
سنوات مرت، استطعنا فيها بفضل الله ان ننجز الكثير، مشاريع كانت على جدول الاعمال وأخرى من خارجه. اصبنا في معظم الامور وأخطأنا في القليل منها، وجل من لا يخطئ. لكن الاكيد ان طوال السنوات كل ما اردت هو رفع مستوى التنمية في المدينة على المستويات كافة، لتبقى صيدا رائدة في محيطها وعلى مستوى لبنان، وقد نجحنا الحمدالله في تحقيق جزء كبير من ذلك.
وأستغل المناسبة اليوم، لاتوجه بالشكر الى كل من ساعدني خلال التسع سنوات الماضية، من نواب المدينة وبالأخص الرئيس السنيورة والنائب بهية الحريري، وأعضاء المجلس البلدي، وموظفي بلدية صيدا وجنود معروفين ومجهولين. لا يتسع الكلام لذكرهم جميعا لكني اشكرهم من قلبي فردا فردا. وأتوجه بالشكر الخاص الى عائلتي الصغيرة والكبيرة والتي اعلم ان عملي في الشأن العام قد انتقص من حقهم علي، لكن رغم ذلك كانوا دعما وسندا اساسيا لي في كل المراحل. كما أخص بالشكر الجزيل فخامة الرئيس ميشال عون على منحي هذا الاستحقاق، والشكر الكبير لدولة الرئيس سعد رفيق الحريري على دعمه الدائم لمدينة صيدا وبلديتها.
واليوم، اقف امامكم في تكريم لم اعمل لحظة لاجله، بل كل ما وضعته نصب عيني منذ اليوم الاول منذ تسع سنوات، وسأبقى اضعه نصب عيني حتى نهاية ولاية المجلس البلدي هو ان ارد لمدينتي وأبناءها بعضا من فضلهم علي، وأن اكون اهلا للثقة التي منحوني اياها في دورتين انتخابيتين لأكون رئيسا لبلدية صيدا وهذا اقل واجب.
وأن تكون رئيسا بلدية صيدا ليس بالامر الهين، لانه يختزل في موقعه امانة المسيرة التي قادها يوما رياض الصلح، ومعروف سعد، ونزيه البزري، ورفيق الحريري وغيرهم الكثير من ابناء المدينة وكانوا اهلا لها.
وأرجو ان اكون قد وفقت الى حفظها والمساهمة في جزء صغير من مسيرة المدينة.
شكرا للجميع والسلام عليكم.
فيلم قصير
ثم كان عرض لفيلم قصير لخص إنجازات المهندس السعودي في بلدية صيدا.