بتاريخ الثامن من آب 2023 ، أصدر وزير السياحة وليد نصار قراراً بإدراج " كنيسة السيدة" في بلدة لبعا الجزينية على خارطة السياحة الدينية في لبنان والعالم ، بمسعى من مطران صيدا للموارنة مارون العمار وبالتنسيق مع رئيس بلدية لبعا ( نائب رئيس اتحاد بلديات جزين ) الأستاذ فادي رومانوس .
واليوم ، كانت لبعا وكنيستها اليوم وجهة سياحية وإعلامية عبر جولة لممثلي وسائل إعلام مرئية ومكتوبة ومسموعة محلية وعربية ودولية نظمها رئيس البلدية الأستاذ فادي رومانوس بالتعاون مع "ASSOCIATION AVEC EXPAT " للتعرف على معالم البلدة تخللها زيارة لكنيسة السيدة التراثية اصطحبهم خلالها كاهن الرعية المونسنيور الياس الأسمر ممثلا مطران صيدا ودير القمر للموارنة مارون العمار في رحلة الى تاريخ انشاء هذه الكنيسة مروراً بالمراحل التي مرت بها .
وكانت المحطة الأولى من جولة الوفد برفقة رومانوس في مركز كاريتاس (بيت جورجيت وحنا رومانوس لذوي الاحتياجات الخاصة) ، حيث كان في استقبالهم رئيس المركز الأب جهاد فرنسيس الذي القى كلمة ترحيبية بالوفد وقدم نبذة عن المركز وبرامجه وتقديماته .ومن هناك انتقل الوفد الى كنيسة سيدة لبعا حيث استقبلهم - بحضور رومانوس – المونسنيور الساس الأسمر، فاستمعوا منه الى شرح عن تاريخها ، قبل أن يقوموا برفقته بجولة بداخلها.
الأسمر
وقال المونسنيور الأسمر " أهلا وسهلا بكم في رعيتكم وبلدتكم وان شاء الله تتمتعون بهذا اليوم الذي خصصته البلدية لتتعرفوا على لبعا هذه البلدة الجميلة بين صيدا وجزين وهي ملتقى بين المدينتين اللتين يكملان بعضهما ، جزين مصيف لأهالي صيدا وصيدا مشتى لأهالي جزين ".
وأضاف " لقاؤنا اليوم هو لمناسبة ادراج كنيسة سيدة لبعا على خارطة السياحة الدينية في لبنان والعالم ، وبالطبع هذا الحدث السياحي كان بهمة المطران مارون العمار بالتنسيق مع رئيس البلدية الأستاذ فادي رومانوس وجهود معالي وزير السياحة وليد نصار . وهذه الكنيسة بنيت سنة 1885 كما هو مؤرخ على عتبتها والأرجح أنها رممت في هذا التاريخ أي بعد أحداث سنة 1860 .. لكن بحسب ما هو موثق عن زيارة المطران يوحنا الحلو (الذي كان نائباً بطريركياً على أبرشية صور وصيدا حينها) لهذه الكنيسة، فإن هذه الزيارة كانت سنة 1805 وقام خلالها المطران الحلو برسامة شمامسة . غير أن الوجود المسيحي في هذه المنطقة يعود الى سنة 1732 وما قبل ، لأن المجمع الماروني سنة 1736 طلب ان يكون هناك كنائس في جميع أقاليم الأبرشيات وخاصة في ابرشية صور وصيدا التي كانت تابعة للبطريركية .ووفقاً لسجلات المدرسة المارونية في روما سنة 1732 هناك 3 طلاب أرسلوا من هذه البلدة هم " نقولا شلهوب ومخايل شلهوب وبولس شلهوب المعوشي".
وتابع الأسمر " هذه المنطقة لطالما تميزت تاريخياً بالعيش المشترك وبالتواصل بين صيدا وجزين والذي لا زال قائماً الى اليوم ، وكما نلاحظ اهالي شرق صيدا يترددون بشكل دائم على صيدا ويعتبرون صيدا مدينتهم ، ومعظم أهالي صيدا يقطنون في مناطق شرق صيدا وهذا يسمونه العيش الواحد ضمن المنطقة الواحدة بين صيدا وجزين ".
رومانوس
من جهته قال صاحب الدعوة رئيس البلدية فادي رومانوس " يعلم الجميع أن منطقة جزين فيها الكثير من المعالم السياحية بدءاً من دير مشموشة الى كنيسة كفرجرة الى مزار مار يوحنا في كرخا وكنيسة بسري العجائبية وغيرها .. ورغم معاناة هذه المنطقة ابان الاحتلال الاسرائيلي بسبب كونها كانت خط تماس ، إلا أن إرادة العودة لدى أبناء بلدتنا للعيش والبقاء فيها كانت الأقوى لأننا نعتبرها أرضاً مقدسة بعدما وطأتها أقدام السيد المسيح خلال زيارته مدينتي صيدا وصور ، والتي كانت بمثابة رسالة لنا لنرسخ جذورنا في هذه البلدة عبر وضع كل امكاناتنا في انشاء مشاريع استثمارية تشجع وتساند أهلنا على البقاء والإستمرار. وعلى سبيل المثال انا والدتي من صيدا ووالدي من لبعا ، لذلك وانطلاقاً من إيماننا بوجودنا على هذه الأرض ، نعمل على تحسين وتطوير كل ما من شأنه تدعيم بقائنا فيها ."
وتوجه رومانوس بالشكر لوزير الإعلام زياد المكاري الذي " لم يستطع مشاركتنا هذا اليوم بسبب وفاة عمته مع تقديم عزائنا الى معاليه" . وخص بالشكر الكبير " راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمار ووزير السياحة وليد نصار لقراره وضع كنيسة سيدة لبعا على خارطة المواقع السياحية الدينية في لبنان والعالم وشكر جميع الإعلاميين الزائرين لتلبيتهم الدعوة للتعرف على الأماكن السياحية ليس فقط في لبعا بل في كل منطقة جزين ."
بعد ذلك انتقل الوفد الإعلامي برفقة رومانوس الى دير الراهبات في البلدة ، ومن هناك الى مركز البلدية ومعمل الصابون ، ثم معصرة الزيتون بقسميها القديم والجديد. وتخلل الجولة زرع شتول بأسماء الإعلاميين الزائرين في "محمية المطران ابراهيم ابراهيم " في البلدة. واختتمت بغداء أقامه رومانوس في دارته بالمناسبة . .
رأفت نعيم