يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، تركيا في إطار جولة شرق أوسطية، للبحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب بقطاع غزة، وفي محاولة لرفع آخر العوائق أمام انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وصل بلينكن إلى إسطنبول في إطار جولة إقليمية جديدة، تقوده أيضاً إلى إسرائيل وقطر، للدفع باتجاه مساعدات إضافية لقطاع غزة والبحث في سبل تجنب توسع النزاع في المنطقة، بعد ثلاثة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ويأخذ أردوغان الذي كان غائباً عن أنقرة لدى زيارة بلينكن السابقة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، على واشنطن دعمها لإسرائيل التي أدت حملتها العسكرية على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 22600 شخص، غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
«في أقرب وقت»
ويشكل ملف انضمام السويد الشائك إلى الناتو، السبب الثاني لزيارة بلينكن إلى تركيا.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الحلف ممهدة الطريق أمام هذه العملية، إلا أن بروتوكول الانضمام يجب أن يقر من جانب غالبية النواب، لوضع حد لحالة الترقب المستمرة منذ حوالي 20 شهراً.
وتركيا هي الدولة العضو الأخيرة في حلف شمال الأطلسي إلى جانب المجر، التي تعطل انضمام البلد الاسكندينافي إلى الناتو.
وتأخذ أنقرة على السويد تساهلها المفترض حيال ناشطين أكراد أتراك لاجئين إلى أراضيها، وتستخدم نفوذها لتعطيل تسليم أنقرة 40 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف -16 وحزمات تحديث لتلك التي تملكها أساساً.
وأفاد مصدر دبلوماسي في تركيا بأن ملف طائرات «إف-16» كان في صلب مباحثات هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان.
والبرلمان التركي في عطلة برلمانية حتى 15 كانون الثاني/ يناير الحالي رسمياً، لكن يمكن للرئيس التركي أن يدعوه إلى جلسة استثنائية.
ولا تعارض الحكومة الأمريكية بيع طائرات إف -16 إلى تركيا إلا أن الكونغرس يعارض ذلك حتى الآن بسبب التوترات التاريخية بين تركيا واليونان العضو أيضاً في الناتو، مع أن العلاقات بين البلدين تحسّنت في الأشهر الأخيرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الأربعاء: «لا نرى أنه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات إف -16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونغرس لهم رأي مخالف وربطوا بين القضيتين».
وأضاف «أرى أن أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم، هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد».
ويجري بلينكن في إسطنبول أيضاً محادثات مع نظيره التركي، وسينتقل عصراً إلى اليونان في محطة قصيرة بعدما أعربت أثينا عن قلقها من بيع هذه الطائرات المقاتلة إلى أنقرة.