برعاية وحضور أساقفة صيدا " للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري ، للروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد وللموارنة المطران مارون العمار" ورئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف أقامت "منسقية اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية في الجنوب " صلاة وحدة الكنائس والتي أعدها ونظمها منسق اللجنة في الجنوب أمين سر مطرانية صيدا للروم الكاثوليك الأب سليمان وهبي واستضافتها هذا العام رعية كنيسة السيدة للموارنة - لبعا في قاعتها الجديدة وشارك فيها أيضاً : مطران صور للروم الكاثوليك جورج إسكندر ورئيس الدائرة البطريركية للسريان الكاثوليك المطران شارل مراد ورئيس الكنيسة الانجيلية في الجنوب القسيس مخايل سبيت، وكاهن رعية لبعا المونسنيور الياس الأسمر ، وذلك بحضور: وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور هيكتور حجار والنائبين " الدكتور ميشال موسى والدكتورة غادة أيوب "، والنائب السابق الأستاذ إبراهيم عازار وممثل الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب شارل ديب والرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز ، وامين سر محافظة لبنان الجنوبي الأستاذ نقولا بو ضاهر ، ورئيس بلدية لبعا الأستاذ فادي رومانوس وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ولفيف من الآباء والكهنة من الأبرشيات الثلاث ومنسقو أحزاب" القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب " في منطقتي جزين والزهراني وفاعليات رسمية وقضائية وأمنية واجتماعية وحشد من أبناء لبعا والجوار .
الأب وهبي
بداية كان تقديم من منسق اللجنة في الجنوب الأب سليمان وهبي قال فيه " ما اجمل أن يجتمع الأخوة معاً .. موضوع صلاتنا لهذه السنة من أجل وحدة المسيحيين ، هي "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وقريبك كنفسك". نطلب من الرب أن يقدس جمعنا ويجعلنا واحداً وعلى رأي واحد ومحبة واحدة وقلب واحد وفكر واحد . فالإنقسامات بين المسيحيين هي عائق في سبيل التبشير والإنجيل ، لا يقدر العالم أن يصدق أننا نحن تلاميذ يسوع ما دام حبنا غير كامل لبعضنا البعض ونشعر بألم هذا الإنقسام . اليوم نصلي معاً من أجل وحدة المسيحيين .. نطلب لكي يقودنا الروح القدس في هذا الطريق الى الوحدة فليفكر كل منا اليوم وكل يوم ماذا يستطيع أن يفعل لكي تخف الإنقسامات وتعود المياه الى مجاريها . اشكر سيادة المطران مارون العمار والمونسنيور الياس الأسمر ومجلس وقف سيدة لبعا على استقبالهم لنا لنصلي معكم صلاة وحدة المسيحيين . وكل الشكر لجوقات الأبرشيات الثلاث "الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة " على مشاركتهم معنا ، ولرئيس البلدية الأستاذ فادي رومانوس على انجاز تجهيز القاعة" .
المطران العمار
ثم كانت كلمة ترحيب من المطران مارون العمار الذي نوه بتطور هذا المجمع الكبير في لبعا والذي ينمو ويتقدم على الرغم من كل الصعوبات التي يمر بها الوطن وقال" هذا يعلمنا أنه أمام الصعوبات ولو كانت كبيرة ، دائماً الإرادة الطيبة تغلب في النهاية وهذا ما يحدث معنا في لبعا وفي رعايا كثيرة من أبرشيتنا ، والنوايا الحسنة تعود وتنمو وتكبر ونعود لنكمل .. لذلك أضم صلاتي اليوم لصلاة كل المسيحيين في هذا الأسبوع لوحدة الكنائس لتعود رعايانا تتوحد بإراداتها الطيبة والخيرة ولنعود وننتصر على الدمار الذي أصابنا في هذه الظروف التي تعرفونها . اشكر حضوركم اليوم فرداً فرادا ًوأشكر كل من يفكر بهذا الوطن وبخير وإنماء هذا الوطن على الرغم من الصعوبات التي نمر بها" .
المطران كفوري
وألقى المطران الياس كفوري عظة تناول فيها معاني الوحدة المسيحية المنشودة فقال " نجتمع مجدداً بنعمة الرب للصلاة من أجل وحدة المسيحيين ، محصنين بكلام الرب ليكونوا واحداً تجمعنا المحبة التي دعتنا الى عيشها الوصية التي اتخذتها الكنائس هذه السنة عنواناً لإجتماعنا "أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك وفكرك وقريبك كنفسك" . نحن نتحمل مسؤولية تشرذمنا وانقسامنا ، فاذا كان المسيح اتى وصالحنا مع الله ومع أنفسنا ، أفلا يجدر بنا نحن الخطأة ان نتصالح بعضنا مع بعض . نحن مسؤولون أمام الله عن كل يوم تأخير في إجراء هذه المصالحة وفي السعي الى هذه الوحدة ، الى ان ننتهي جميعنا الى وحدة الإيمان .. هذه الوحدة تحتاج الى حوار عميق قائم على المحبة والإحترام المتبادل ، ويجب ان نتعلم من خبرة الآخرين في هذا المجال ".
وأضاف" عنوان اجتماعنا اليوم هو المحبة ، المحبة تتطلب التضحية ، لا يمكنك أن تحب قريبك كنفسك وأنت غير مستعد أن تتنازل عن شيء من خصوصياتك من أجل ذلك.. يفترض أن تعمل الكنائس معاً من أجل الوصول الى هذا الهدف . لدينا مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط، فلنعمل على استثمار العمل فيهما من اجل التقدم في الحوار كونهما منبرين مهمين للتواصل بين الكنائس ومحاولة التغلب على العقبات الكثيرة في طريق الوحدة ، وهذا العمل لا يمكن أن يتم الا اذا سادت المحبة ".
المطران سويف
وبعد تلاوة من الإنجيل من المطران ايلي الحداد ، تحدث رئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية المطران يوسف سويف فقال " يسرني أن نلتقي معاً في هذا الأسبوع المخصص للصلاة من اجل وحدة المسيحيين .. بإسم لجنة العلاقات المسكونية المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك أحيي أخواني السادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنات والمؤمنين طالبين من الرب ان يجددنا في نعمة المحبة والوحدة ".
وتوقف المطران سويف عند عنوان أسبوع الوحدة "أحب الرب الهك وأحب قريبك مثلما تحب نفسك " ، و"حب الغريب الذي أوصانا به الرب" ، معتبراً أنه حب يتجسد بأفعال توحدنا في روحانية الخدمة ، فنعيش المسكونية أولاً كأفراد ننتمي الى تقاليد كنسية متعددة ولكن نحن في العمق الإيماني ننتمي الى معمودية واحدة. وقال " انه الإنسان الذي يتقدم نحو أخيه الإنسان المجروح والمتروك والمختلف عنه في العقيدة وفي الإنتماء الإجتماعي والخيار السياسي " معدداً " الأفعال التي توحدنا " وهي : أولاً المبادرة ، ثانياً مشاعر التضامن مع الآخر ، ثالثاً العناية الإنسانية، رابعاً المرافقة والسير معاً ، حتى تصل المسيرة الى خامساً وهذا هو الحب المطلق والرحمة لا حد لها وهي مبعث الفرح في قلب الإنسان ".
ورأى أننا "مدعوون في رعايانا ومجتمعاتنا وفي الكنيسة لننطلق نحو الآخر المتروك ونحمل اليه فرح الإنجيل ونتقاسم معه خبز الرجاء ونثبت واياه في المحبة فنشهد لإيماننا . انها نعمة المبادرة التي نعيشها على المستوى الشخصي وتنتقل الى الجماعة وهي علامة نضج واكتمال في الحب ، وهكذا نتحرك على إيقاع مسكونية المبادرة ".
وقال" نشكر الله معا على مبادرات عديدة نقوم بها في الكنيسة لترسيخ الوحدة ونسأله ان يزيدها فتطال وطننا الحبيب لبنان بلد القديسين لا سيما وأننا شهدنا اليوم وضع أيقونة موزاييك مار شربل في بازيليك مار بطرس في روما لما لهذا القديس من أثر عميق في عيش الوحدة بروح القداسة والوحدة على مستوى العالم".
واعتبر المطران سويف أن " لبنان يحتاج الى مبادرات فردية وجماعية خاصة ورسمية لإنقاذه من الهوة بروح المسؤولية لضمان غد آمن ومستقر رافضين كل أنواع الحروب ومتضرعين لأجل تحقيق العدالة والسلام". وختم " نجدد معاً الشكر للرب على نعمة الصلاة ، ونحن نصلي اليوم في الجنوب القلق والصامد حتى ينعم بالطمأنينة والسلام ونتضرع الى الله بشفاعة العذراء مريم وجميع القديسين ان يزيدنا ايمانا ويحثنا على المبادرة دون كلل أو ملل حتى نتابع الصلاة معاً ونعمل معاً في الحقل الرعوي والواحة الإجتماعية والإنسانية لنشهد للوحدة في المحبة" .
المونسنيور الأسمر
وكانت كلمة شكر من كاهن رعية لبعا المونسنيور الياس الأسمر وبإسم المطران مارون العمار لـ"أصحاب السيادة الذين ارتقوا ان تكون صلاة الوحدة في هذه الرعية ولجميع المطارنة والرؤساء العامين والآباء المشاركين وللحضور الرسمي والسياسي والفاعليات الحزبية والعسكرية والقصائية والمدنية ورؤساء البلديات والمخاتير والجوقات الثلاث والقوى الأمنية الساهرة على الأمن وخص بالشكر منسق هذه الصلاة الأب سليمان وهبي على جهوده .
فادي رومانوس
وألقى رئيس بلدية لبعا فادي رومانوس كلمة قال فيها " .. هكذا نشأت الكنيسة الأولى من الصلاة والأعظم ، والأجمل ان تقترن الصلاة بوحدة الكنيسة .. الآن نجتمع كنيسة واحدة لنصلي من أجل بعضنا البعض متحدين بالمسيح الذي علمنا الصلاة ونأمل أن تكون صلاتنا أيضا من أجل وحدة الحكام ليتوحدوا وينتخبوا رئيساً للجمهورية .. نصلي من أجل وحدة رعايانا للتوحد في الخير العام ومن أجل بلدتنا لبعا لتكون واحدة بالقلب والفكر والعمل ومن أجل ازدهارها ونموها بشفاعة سيدة لبعا حارسة البلدة. آملين بصلاتكم ان نعود كنيسة جامعة واحدة رسولية" .
وتخلل الصلاة ترانيم كنسية مارونية وأرثوذكسية وكاثوليكية رتلتها جوقات الأبرشيات الثلاث ، وتلاوات من الإنجيل المقدس من عدد الشخصيات المشاركة.
وفي الختام رفع المطارنة " كفوري والعمار والحداد وسويف ومراد واسكندر والقسيس سبيت" صلاة الوحدة وبركة الأساقفة .
وبعد الصلاة أولم رومانوس على شرف المشاركين في دارته في لبعا .
رأفت نعيم