صحافة بيروت

عون قال كلمته و"مشى".. مسألة النازحين لم تعد بازاراً!

تم النشر في 24 شباط 2019 | 00:00

قال رئيس الجمهورية كلمته "ومشى" رافعاً جلسة مجلس الوزراء على خلفية ملف النازحين وليس العلاقة مع سوريا او التدخل بها وقد حصر المضامين فيه واضعاً اياه في سلم اول الاوليات، وجاء كلام رئيس البلاد العماد ميشال عون على خلفية تلقيه تقارير مؤكدة ان اعداد النازحين السوريين في لبنان لا يقتصر على المليون ونصف فقط انما العدد الحقيقي هو اكثر من مليونين واربعماية الف، وهذا ما دفعه حسب اوساط متابعة في بعبدا الى رفع الصوت عالياً والضرب على الطاولة وان المسألة ليست "مزحة" بل تتعلق بوجود الكيان اللبناني.





وتقول هذه الاوساط: ان الرئيس عون لم يعد باستطاعته ترك هذا الملف بين ايدي الخارج ومخططاته التي لا يعرفها احد، فيما رأس جبل الجليد فيها منظور ومفهوم، ويتمثل بمحاولة توطين السوريين في لبنان تحت ذرائع شتى ولا يمكنه القبول ابداً بالسكوت او التراخي فيما المياه تجري تحت اقدامنا وان الخطر كبير جداً على البلاد اذا ما استمر السجال قائماً حول مفردات العودة اذا كانت طوعية او آمنة فيما اهل الربط والحل في المجتمع الدولي غير ابهين بالانهيار والكارثة التي تصيب الشعب اللبناني.





وتتابع هذه الاوساط مبدية عجبها من البعض الذي وضع كلام رئيس الجمهورية في اطار الصلاحيات وهذا امر غير صحيح والدستور واضح لهذه الناحية "بان رئيس البلاد هو المؤتمن على الدستور وسلامة اراضي الوطن"، اما ما يثار عن عتب من هنا وهناك والقول بان رئيس الحكومة سعد الحريري لم يرد لا تأييداً ولا رفضاً، ولكن هذه الاوساط تعتبر ان الحريري يعي المصلحة الوطنية العليا للبلاد تماماً ولا يوجد اي سوء فهم او تفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لان مسألة النازحين امر مبتوت به ويجب ان يعودوا الى بلادهم واي امر مخالف لهذا الامر يضع الجميع تحت مسؤولياتهم الوطنية الكبيرة.





واكثر من ذلك، ذكرت هذه الاوساط عينها ان الرئيس عون كان قد اثار مع الموفد السعودي نزار العلولا هذا الامر، واكد له انه يوجد في لبنان ملايين النازحين وهم يضغطون على لقمة عيش اللبنانيين والاقتصاد الوطني اصبح في الحضيض وان القرار اللبناني واضح لناحية عودتهم الى بلادهم وهناك مخاوف جدية من اعادة ترتيب بعض الخلايا الارهابية صفوفها داخل لبنان ان من خلال مخيمات النازحين السوريين او غيرها وهذا لا يمكن التهاون به.





من جهتها تلفت مصادر سياسية مطلعة ان الحريري يهمه اعادة ايضاً النازحين الى بلادهم ويعطي للمبادرة الروسية افقاً يمكن من خلاله تحقيق المرتجى، لكن هذه المصادر تلفت الى ان هذا الملف بالذات لم يعد يقبع داخل الاشتباكات السياسية او يمكن اعتباره مصدراً للابتزاز محلياً او دولياً حتى ولو كانت مواقف الدول الكبرى المعنية مغايرة، ذلك ان ارادة اللبنانيين ووحدتهم كفيلان بمعالجة الموضوع مهما كانت هناك من مخططات لاحت بوادرها منذ العام 1975 من خلال خلق اجواء مؤاتية لتوطين الفلسطينيين، لكن حتى الساعة هذا الامر فشل والعناوين الاولى للدستور اللبناني تتضمن رفضاً قانونياً للتوطين ولا يمكن لاحد القفز فوق اهم فقرات الطائف الذي اصبح دستوراً للبلاد.





لا شك ان كلام رئيس البلاد جاء ليضع حداً نهائياً لبعض المحاولات التي تشي للسوريين ان هناك انقساماً بين اللبنانيين بشأن عودتهم الى ديارهم يمكن ان يشجعهم على البقاء وهذا خطأ وطني وخطيئة مصيرية.