سعد الحريري

الحريري وريفي: الدم ما بصير مي

تم النشر في 12 نيسان 2019 | 00:00

تابع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولته على القيادات الطرابلسية فزار بعد ظهر اليوم الوزير السابق اللواء اشرف ريفي في منزله وعقد معه اجتماعا تم خلال عرض آخر المستجدات.





في مستهل اللقاء تحدث اللواء ريفي فقال: اهلا وسهلا بك في طرابلس واهلا وسهلا بك في منزلك، الأخوة يبقون اخوة و"الدم ما بيصير ميّ " نهائيا.





نحن اليوم الى جانبك وانت تعلن ان هذه المدينة وقفت الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل المحطات، ووقفت كذلك وراءك والى جانبك في كل المحطات ايضا باذن الله.





التحديات في هذه المرحلة كبيرة، سواء على المستوى الإقليمي او الداخلي، وانت لا تحسد على الوضع الذي انت فيه.في الداخل هناك دويلة تحاول السيطرة على الدولة، وفي المقابل هناك تداعيات لداء السرطان الموجود، وهو الفساد وتجاوز القانون والخروج عن السيطرة ومحاولة تقويض الدولة وتحويلها الى دولة فاشلة.





لا شك انه من خلال صبرك وأناتك وسعة صدرك تتحمل الكثير، انما تأكّد جيدا ان هناك رجال بكل معنى الكلمة يقفون الى جانبك لاجتياز هذه المرحلة، وان شاء الله نتجاوزها نحن واياك.





وجود الدويلة هو كالسرطان وهو الداء الأساسي الذي ينتج عنه حكما تداعيات جانبية اذا لم تعالج أحيانا، كالفساد الذي نراه في البلد والذي يمكن ان يأكل هذا البلد.





أضاف: لا نشعر الا بصوتك، فانت حريص جدا سواء على اعداد الموازنة وتقليص العجز فيها وعلى تمرير مشروع الكهرباء، وآمل ان يكون هناك مشروع جدي للكهرباء. وفي المقابل جميعنا يعلم ان هناك فريقا سياسيا وضع يده على وزارة الطاقة طوال عشر سنوات، ولم يعطنا في الحقيقة الا كلاما بكلام، في المقابل فان وجودك يعطينا املا ان تذهب الأمور نحو مسارها الطبيعي على الرغم من كل الصعوبات .





وتابع: اؤكد مجددا اننا الى جانبك يا دولة الرئيس، وهذه المنطقة الشمالية التي تشكل خطّ دفاع أساسي عن سيادة البلد، وهي تقول لك انها الى جانبك وانها بكل قواها ستبذل التضحيات الكبرى لمساعدة البلد على العبور من الدويلة الى الدولة وهي الوحيدة القادرة ان تنقذنا، ونحن نؤمن كما انت تؤمن أيضا، ان الدولة يجب ان تكون هي السيدة الوحيدة المسيطرة على أراضيها. ونحن لا نعترف باي سلاح غير شرعي، ولا نعترف الا بسلاح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسلاح المؤسسات الأمنية الرسمية فقط لا غير. ما نعيشه هو وضع شاذ جدا، ونادرة هي الدول التي يوجد فيها دويلة تكون أحيانا اقوى من الدولة. علينا بصبر وبأناة وبتصميم ان نتابع العمل معك لنلغي وجود الدويلة وننهض كدولة واحدة فقط لا غير.





عيشنا المشترك كما تعلمون مقدّس من مقدساتنا وما جاء في خطبة الشيخ بلال اليوم يعبّر عن آرائنا جميعا، ويجب ان نلتفّ حول مرجعيتنا السياسية وحول مرجعيتنا الدينية وحول مرجعياتنا الوطنية لإقامة الدولة. اهلا وسهلا بك دولة الرئيس شرفتنا في بيتك.





 





من ناحيته ردّ الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: لقد عودنا أشرف على صراحته. كما قلت اخي أشرف ان " الدم ما بيصير ميّ" ونحن مشينا سويا مسارا طويلا، قد نكون قد اختلفنا في بعض المراحل ولكن في نهاية المطاف نعود الى جذورنا والى وضعنا وقضيتنا. فنحن نريد ان ينهض البلد بكل اطيافه.





وجودي اليوم هو بمناسبة الانتخابات التي تشارك فيها المرشحة ديما جمالي، ولكن الانماء في طرابلس وفي كل المناطق اللبنانية يجب ان يحصل. وميزة ما حصل خلال مؤتمر "سيدر" انه للمرة الأولى يكون هناك انماء متوازن يشمل كل المناطق اللبنانية، وقد جاء من يقول لنا ان لا حصة لطرابلس والشمال في مشاريع "سيدر"، لكن فعليا هناك حصة من هذه المشاريع لكل المناطق اللبنانية، هناك حصة للشمال، وتتجاوز حصة طرابلس العشرين بالمئة من اجمالي "سيدر" ، هذا غير المشاريع الوطنية التي يستفيد منها كل لبناني، اكان في الشمال او في الجنوب او البقاع او بيروت وكسروان وغيرها من المناطق.





فاذا انشأنا معملا للكهرباء في أي منطقة كان، في سلعاتا او الزهراني او الجية مثلا، سيستفيد منه كل اللبنانيين في كل المناطق. سنسمع دائما كلاما يصدر من البعض الذين لا يملكون مشروعا اقتصاديا فعليا، ويس لديهم أدنى فكرة عن كيفية النهوض باقتصاد البلد. اما نحن فلدينا مشروع للخروج من الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد بشكل قاسٍ، ولكن هذا لا يعني اننا بوضع غير مطمئن . فما يطمئن هو ان كل القوى السياسية اليوم، متفقة حول وجوب القيام بالإصلاحات والتقشف ومحاربة الفساد، والاهم من ذلك هو وقف الهدر الذي يجب ان لا يكون موجودا في الموازنة الجديدة التي نضعها.





 يجب ان نشدّ الحزام، وفي النهاية سأقول ما هي الإجراءات التي يجب ان نتخذها كدولة لنتمكن من انقاذ لبنان ونعيد بثّ الحيوية للاقتصاد، لان شبابنا وشاباتنا يريدون البقاء في البلد، خاصة وان التحديات الأمنية أصبحت وراءنا. لا تزال هناك بعض المشاكل هنا وهناك، ولكننا فعليا قد انتهينا من المعارك والانقسامات التي كانت تحصل، ونحن نسير قدما لاعادة النهوض بالاقتصاد.





أضاف: حكي الكثير عن موضوع العفو العام، وللتأكيد على هذا الموضوع اصريت على ادراجه في البيان الوزاري، لكي لا يشككّ احد في الموضوع، وقد اخذنا ثقة المجلس على أساس هذا البيان، فالعفو العام سيحصل.





البعض يتكلم دون ان يعرف حقيقة من هم هؤلاء الموقوفين الإسلاميين، ولا ان هناك أشخاصا ظلموا وهم قابعون في السجون منذ خمس او عشر سنوات من دون التحقيق معهم او محاكمتهم، في حين يستنكرون توقيف أحد لمدة يومين لاستجوابه! نحن سنعمل على موضوع العفو العام وكل القوى السياسية أصبحت مقتنعة بان ظلما قد لحق بهؤلاء.





وتابع قائلا: سنركز العمل على كل لبنان وخاصة على طرابلس والشمال لانها مناطق دفعت ثمنا لعدم النمو، وكذلك مناطق بعلبك والهرمل والبقاع فهي مناطق وكأنها منسيّة تاريخيا من خارطة الوطن. ولكن اطمئنكم ان كل مشاريع "سيدر" وكل ما نعمل من اجله ليل نهار في هذه الحكومة، يهدف الى ان تشمل المشاريع كل المناطق اللبنانية وخاصة الشمال، فهناك اليوم مشروع المنطقة الاقتصادية ومرفأ طرابلس والمعرض ومطار رينيه معوض والطرقات والكهرباء والمياه كلها مشاريع سننفذها. 





لقد اقرينا خطة الكهرباء والحمد لله، والان نعمل على إقرار الموازنة، ومن ثم سنقرّ كل مشاريع "سيدر" لنتمكن من ان نحصل على تمويل لها من مجلسي الوزراء والنواب، وهي مشاريع معروفة ومدروسة وعلينا فقط ان نقوم بالإصلاحات.





الاصلاح ضروري جدا، لانه خلال مؤتمر باريس-٢ الذي ساهم في انعقاده الرئيس الشهيد وتمكن خلاله من تحصيل أموال كثيرة للبلد، على ان أساس ان يترافق ذلك مع تنفيذ مشاريع للبنى التحتية واجراء إصلاحات. الا ان ما حصل هو انهم اخذوا الأموال ومنعوا رفيق الحريري من القيام بالإصلاح، وقد وصلنا الى ما نحن عليه اليوم لأننا لم بالإصلاحات المطلوبة ولا بتطوير نظامنا السياسي ولا بتحديث القوانين التي تعود الى خمسينات وستينات القرن الماضي.





علينا ان نطور أنفسنا، فاليوم هناك تكنولوجيا لم تكن موجودة منذ عشرين عاما، وانا اعرف انه خاصة في طرابلس، هناك شباب وشابات لديهم الطاقة والرغبة بإنجاز مشاريع كبيرة لمدينتهم، ولكن علينا نحن كدولة ان نؤمن لهم الكهرباء والطرقات والمنصات التكنولوجية والقوانين التي تسهل عملهم. وانا أؤكد لكم ان شباب وشابات طرابلس سينهضون بالمدينة أفضل بكثير من الدولة.





وختم: سنكمل هذه المسيرة مع بعضنا اخي أشرف، ومشروعنا واضح فنحن نريد الدولة وان نكون جميعا تحت راية هذه الدولة التي أرادها وآمن بها الرئيس رفيق الحريري، والتي اغتيل من اجلها. فهو طوّر البلد في حين ان هناك من يريد اعادته الى الوراء، ولكننا مصرون على المضي قدما، ولن ننسى ولن نسامح، ولكن في الوقت نفسه هناك مصلحة المواطن اللبناني التي يجب علينا ان نعمل من اجلها. وفي النهاية انا كرئيس للحكومة موظف لدى المواطن اللبناني الذي يدفع لي راتبي وكذلك النائب، فعلينا جميعا ان ندرك حجمنا، ومن يصل الى السلطة يجب ان لا يتسلّط على الناس بل ان يخدمهم بأمانة. 



1

وكان الرئيس الحريري قد زار والدة اللواء ريفي واطمأن الي صحتها.