سعد الحريري

الحريري من دارة ميقاتي: لا منطقة اقتصادية إلاّ في طرابلس

تم النشر في 12 نيسان 2019 | 00:00

في إطار جولته الطرابلسية، زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم دارة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، حيث استقبله في حضور عدد من نواب وفعاليات المدينة والمرشحة ديما جمالي، وعقد معه اجتماعا، تناول آخر المستجدات السياسية وأوضاع ومطالب مدينة طرابلس.





 



ميقاتي

 





 




الرئيس ميقاتي




بعد الاجتماع، قال الرئيس ميقاتي: "تناول اللقاء مع دولة الرئيس الحريري هواجس مدينة طرابلس، والكلام الذي تردد حول حصة طرابلس وأهميتها وكيف يمكن لها أن تلعب الدور الأساسي في السياسة اللبنانية وعملية الإنماء والإعمار الموعودة. وقد أكدت خلال اللقاء أن الخطوة التي قمت بها، والوحدة التي نراها اليوم، هي قوامها أمران: دعم مقام رئاسة الحكومة، من مبدأ حفظ التوازنات في البلد، وفي الوقت نفسه أن تكون طرابلس موجودة في أي برنامج سيوضع في المستقبل. أقول هذا الكلام لأن طرابلس هي أساس في دعم مقام رئاسة الوزراء، وفي تاريخ لبنان الحديث، كان رئيس الوزراء بحاجة إلى هذه المدينة لتكون إلى جانبه، لأنها عنوان الدعم اللازم لرئاسة الحكومة. من هذا المنطلق، وعد دولة الرئيس أنه سيكون لطرابلس حيز كبير سواء في المشاريع المطروحة حالياً حيث اتفقنا على عقد سلسلة من الاجتماعات، لاستدراك أي نقص. كما أننا طالبنا أن يكون لشباب طرابلس وشاباتها دور في الإدارة اللبنانية، خاصة وأن هذه المشاركة ضعيفة نوعاً ما. فكان الرئيس الحريري متجاوباً جداً، وأكد لنا الإيجابية في عدة مواضيع أترك تفصليها له بلسانه، سواء على مستوى المنطقة الاقتصادية الخاصة، أو أي مشاريع أخرى ستصل إلى طرابلس لاحقاً". 




أضاف: "أرحب بالرئيس الحريري، وقلت أن العنوان العريض هو لقاؤنا على الأسس التي أشرت إليها، ولكن هناك أيضاً مناسبة خلال 48 ساعة المقبلة، وهي الانتخابات الفرعية في طرابلس. وليس وجودنا معاً وتشابك أيدينا إلا لنطلب من أهالي طرابلس المشاركة الكثيفة في الاقتراع، وأنا أعرف ان اللقاءات التي تحصل سواء لقائي مع الرئيس الحريري أو لقائه مع الوزير أشرف ريفي أو أي لقاء للفعاليات الطرابلسية، فإن هذه الانتخابات ستعبر عن هذه الروح، وأتمنى من أهل طرابلس ان يكون صوتهم لهذه الوحدة التي هي مصدر الثقة والسرور لدى جميع المواطنين. أهلاً بكم دولة الرئيس وشرفتم داركم".




 



طرابلس

 





 





الرئيس الحريري




ثم تحدث الرئيس الحريري، فقال: "إنه شرف لي أن أكون اليوم في ضيافتك، ومعك، خاصة وأنه لدينا بعد يومين استحقاق انتخابي لديما جمالي التي تم الطعن بنيابتها، وجميعنا يعرف ما حصل. المهم أن هذه الانتخابات يجب أن تجري، وهي إن شاء الله ستجري، وجميعنا نقف صفا واحدا لمصلحة طرابلس وديما، علينا جميعا أن ننزل إلى صناديق الاقتراع وننتخب ديما جمالي، لكي نرص الصفوف ونعمل لمصلحة طرابلس.




هنا أود أن أتحدث بكلام واضح وصريح للجميع، لا شك أنه خلال السنوات الماضية كانت هناك انقسامات بالسياسة بيني وبين الرئيس ميقاتي، وهذا ما أدى في مكان ما إلى تأخير العديد من الأمور في البلد، إضافة إلى الانقسامات التي كانت حاصلة في كل لبنان، حتى وصلنا إلى مكان بات فيه كل البلد مشلولا. اليوم قررنا خلط الأوراق، وأنتم تعرفون المبادرة التي قمت بها، والتي كان أساسها أن ندعم المؤسسات ونعيد العمل السياسي والمؤسساتي إلى الطريق الصحيح، وأن نعمل جميعا معا للنهوض بالبلد. هناك تحديات كبرى تنتظرنا، ولبنان بحاجة إلى تعاون كل الأحزاب مع بعضها البعض لكي نتمكن من الخروج من الضائقة الاقتصادية والمالية التي نعيشها، كما أنه علينا أن نتخذ إجراءات أساسية تقشفية إصلاحية، لكي نشجع العالم على العودة إلى لبنان، ولكي نحث اللبناني أولا على العودة إلى وطنه ويستثمر، خاصة وأن هذا المستثمر موجود في كل العالم، فالأحرى به أن يستثمر في بلده. من هنا، بدأنا ورشة عمل لتحديث القوانين وموازنة تقشفية وسلسلة إجراءات سنتخذها بالمستقبل".




أضاف: "أما في ما يخص إنماء طرابلس والشمال، فهو أمر أساسي في مؤتمر "سيدر". هناك كلام صدر في الأيام الماضية يشكك في حصة طرابلس والشمال، وكم حصتها من مؤتمر سيدر. نحن حين ننهض بقطاع الكهرباء، فذلك لكل لبنان، وطرابلس جزء من لبنان. ليس كما كان في السابق، نقوم بمشاريع وننسى طرابلس والشمال وعكار والبقاع الشمالي، التي لم يكن ينفذ فيها الحد الأدنى من المشاريع الإنمائية. لذلك في مؤتمر سيدر، حين وضعنا كل المشاريع على الطاولة، وعملنا مع البنك الدولي، خصصنا مشاريع لكل المناطق اللبنانية تحدث فعليا إنماء متوازنا. دخلنا إلى سيدر على هذا الأساس، ولكني أود أن أكرر أمرا أساسيا، وهو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح. إذا اعتقدنا أن الناس ستأتي وتستثمر في بلدنا بدون إصلاح حقيقي وتقشف فعلي لمنع الهدر والفساد، فإننا سنكون مخطئين، ولن يأتي أحد إلينا ليستثمر، كمن يدخل إلى منزل آيل للسقوط ويريد أن يحوله فندقا. علينا بالبداية أن نحسن وضع المنزل ونجري فيه الإصلاحات اللازمة. 




أما في موضوع المنطقة الاقتصادية، فإني لا أريد أن أتحدث بمنطق طائفي أو مذهبي. في كل العالم، وفي أي بلد، تكون هناك منطقة اقتصادية واحدة، وتكون مبنية على أساس جدوى اقتصادية لكيفية عملها. لو كانت المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم أصلا في صور على سبيل المثال، أو البترون أو أي مكان آخر، فإني، كسعد الحريري، أو الرئيس ميقاتي، لن نسمح لأنفسنا أن نقيم مناطق اقتصادية أخرى لأنه لا جدوى لها. المشكلة الحاصلة اليوم أنه، لأن هناك منطقة اقتصادية في طرابلس، نريد أن نقيم منطقة اقتصادية في منطقة أخرى، وفي النهاية، بدل أن نعمل خيرا للبلد، ننفق أموالا لا فائدة منها ولا مصلحة فيها لا للمنطقة المعنية ولا للبنان. وصحيح أن هذه المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم في طرابلس، لكنها تفيد كل لبنان. ليست هناك منطقة في لبنان لن تستفيد من المنطقة الاقتصادية في طرابلس. قد تكون إفادة أهل طرابلس أكثر بقليل من الآخرين، لكن هذا لا يعني أن كل الصناعيين والتجار الذي سيستخدمون هذه المنطقة سيكونون من طرابلس، يمكنهم أن يكونوا من أقصى الجنوب أو البقاع أول باقي المناطق اللبنانية. لذلك، فإن المنطقة الاقتصادية الوحيدة بالنسبة إلي هي تلك التي في طرابلس. هناك مناطق صناعية أقررناها في مجلس الوزراء في البقاع وعكار ومناطق أخرى، وهذه المناطق علينا أن نفعلها ونستثمر فيها ونزيد من عددها، لأنها تفيد بالفعل المواطن اللبناني والصناعيين وتخلق فرص عمل، كما أنها تخرج الصناعات من المدن الكبرى، حيث العقارات كلفتها مرتفعة جدا، إلى مناطق صناعية، موجودة في كل دول العالم، خارج المدن الكبرى".




 



الحريري

 





 





وتابع: "لقد آن الأوان، بعد صدور قانون PPP، أي الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، أن نطبق هذا القانون في كل المجالات. فعلى سبيل المثال، معرض رشيد كرامي، الذي هو من أجمل المناطق التي يمكن أن يحصل فيها استثمار، أداره القطاع العام ولم يحقق أي نجاح فيه. لذلك، علينا أن نحدث هذه القوانين لكي ندخل القطاع الخاص إلى هذه المنطقة، وكذلك إلى المرافئ الأساسية في البلد، مثل مرفأ طرابلس وبيروت وجونية وصور وصيدا. كل هذه المرافئ الموجودة، علينا أن ندع القطاع الخاص يشغلها، لأنه يعرف كيف يديرها بشكل عملي أكثر ويخلق فرص عمل ويطلق اقتصادا أكبر. من هنا، الاتجاه بالنسبة إلينا هو أن يبقى القطاع العام، مع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص الذي يحسن إدارة هذه القطاعات.




أخيرا أقول أن وحدة الصف التي نسير بها ليست في وجه أحد، بل على العكس، هي للتكامل مع الآخرين، ولكي نتمكن جميعنا من القيام بمشاريع لبلدنا، الذي يحتاج بالفعل إلى مشاريع تؤمن فرص عمل للشباب والشابات، الذين يتخرجون كل عام من الجامعات ولا يجدوا فرص عمل، فيضطروا للسفر. همنا الأساسي كان في البداية، ولكي يكون هناك استثمار في طرابلس، أن يكون هناك استقرار سياسي، وهذا ما يحصل، والرئيس ميقاتي وأنا نتوافق أكثر فأكثر، وكذلك مع اللواء أشرف ريفي والأخ أبو العبد كبارة والوزير محمد الصفدي وكل القوى السياسية الموجودة، لكي ننهض بالبلد. ليس هناك خلاف بينا سيؤثر على النمو. لذلك، اتخذنا قرارا، الرئيس ميقاتي وكل البقية وأنا، أن نبقى مستمرين في هذا المشوار معا، لأنه السبيل الوحيد لإفادة طرابلس من المشاريع التي يمكن القيام بها".




وختم قائلا: "شكرا دولة الرئيس على هذا الغداء، وإن شاء الله سيكون هناك عدة لقاءات وزيارة إلى طرابلس".


الحريري

 





 




سئل الرئيس الحريري: بماذا ترد على كل الذين يقولون أنك لا تزور طرابلس إلا قبل الاستحقاقات الانتخابية؟ وأنك تطلق وعودا إنمائية وغير إنمائية، ولا تفي بها؟




أجاب: لقد استغرقنا تسعة أشهر لكي نشكل الحكومة، وحتى لو زرت طرابلس في هذه الفترة، ما كنت أستطيع أن أقيم مشاريع فيها. وأنا لم يكن في ودي أن تحصل هذه الانتخابات الفرعية، لأننا كنا منطلقين من مبدأ أن الانتخابات انتهت، وسنبدأ في حكومة إلى العمل، ونبدأ في تطبيق خطة الكهرباء والموازنة التقشفية وسيدر وغيرها. لكن هناك تسعة أشهر ضاعت، وهذه الحكومة عمرها بالكاد شهرين، فهي حصلت على الثقة في 15 شباط الماضي. وعليه، هذه الزيارة إلى طرابلس أتت لأنه حصل أمر طارئ، ولكن لو تم تشكيل الحكومة بعد شهر من الانتخابات، صدقوني، لكنتم رأيتموني أكثر بكثير في طرابلس، ولكانت هناك مشاريع أكثر للمدينة. ولكن ما زال أمامنا ثلاث سنوات، وسترون سعد الحريري موجودا في طرابلس وفي صور وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي والمنية والضنية وزغرتا، ولن أترك مكانا دون أن أزوره في لبنان وأقوم بالمشاريع التي وعدت بها، وأطبق سيدر كما قلت.




سئل الرئيس الحريري: ماذا تقول للمواطنين الذين لا يرغبون بالنزول إلى مراكز الاقتراع؟




أجاب: أنا أود أن أقول أمرا واحدا، المواطن اللبناني يجب أن يدرك قيمة الصوت الذي يمتلكه. انظروا إلى ما حصل في العالم العربي والربيع العربي، الناس يريدون أن يلجؤوا إلى هذا الصوت لكي ينزل في هذا الصندوق. نحن لدينا هذه الميزة منذ نشأة لبنان، ونحن من يستهتر به. أنا أقول لكل مواطن لبناني وطرابلسي، إذا لم يتمكن سعد الحريري من إنجاز ما وعد به، فلا تصوتوا له. لكن انزلوا إلى صناديق الاقتراع، لأن هذا ما يحدث تغييرا في البلد ويحدّث الحياة السياسية. بعد استشهاد الوالد رحمه الله، حصل انقسام حاد في البلد، وكنا لا نتحدث مع بعضنا البعض، وكل منا كان يصرخ ولا أحد يسمع الآخر. أما اليوم، فنحن نسمع بعضنا البعض ونعمل معا. هناك خلافات سياسية ما زالت قاسية، الموضوع الإقليمي على سبيل المثال، نحن مختلفون عليه، وحزب الله وأنا لا يمكن أن نلتقي إقليميا على نفس المبدأ السياسي. لكن هذا لا يعني أن المواطن اللبناني يجب أن يدفع الثمن، وقد اتفقنا مع الأفرقاء الآخرين أن نضع هذه الأمور جانبا، وأن نركز على مصلحة المواطن اللبناني.




سئل الرئيس الحريري: هل تتخوفون من أن يكون هذا التحالف سياسيا فقط من دون ترجمته في صناديق الاقتراع؟




أجاب: كلا أنا لا أخاف من ذلك، لكني أقول بصراحة: لا شك أن العلاقة بيني وبين الرئيس ميقاتي مرت بمراحل صعبة، كما حصل مع اللواء أشرف ريفي، لكن هذا الأمر طبيعي في السياسة، ومن العادي أن نفترق في لحظة ما، لكن الأهم أن تكون لدى المرء الشجاعة أن ينظر إلى مصلحة البلد ومصلحة المواطن ومصلحة السياسة. الرئيس ميقاتي لديه طموحه السياسي بالتأكيد، وهذا حقه السياسي وهذه هي الديمقراطية، ولا أستطيع أن أقول له ممنوع أن يكون لديك طموح سياسي، ولا هو يستطيع أن يقول لي أنه ممنوع أن يكون لدي طموح سياسي. لكن عندما نعمل معا ونثبت أنفسنا على أهداف سياسية، إذا أتى في النهاية سعد أو نجيب أو فلان، على أساس إنماء البلد، فلن نختلف على هذا الموضوع. المهم بالنسبة إلينا، وهو ما أكرره دائما وكذلك الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، أن نؤمن بأن ليس هناك أحد أكبر من بلده. أنتم ترون عملي كيف كان في السابق وكيف أصبح اليوم، وكذلك عمل الرئيس ميقاتين كلنا نتغير وكلنا نتعلم من أخطائنا، والمهم ألا نعيد أخطائنا ونعمل من أجل مصلحة البلد.




سئل الرئيس الحريري: هل ستعود النائب ديما جمالي إلى النيابة مرة أخرى؟




أجاب: بإذن الله، هذا ما نريده، ونتمنى على المواطن الطرابلسي أن يعرف أهمية هذه المعركة، وأن كل ما نريده هو مصلحة طرابلس.




 



سعد

 





مأدبة غداء




وفي الختام، أولم الرئيس ميقاتي على شرف الرئيس الحريري في حضور شخصيات وفعاليات طرابلسية وشمالية.