ركبوا بوسطة الحرب وسلكوا شوارع الإقتتال، إختبأوا وراء سواتر المعارك، وتنقلوا في زواريب التناحر، هم مقاتلون نزعوا عنهم لعنة المأساة ، لينطلقوا في رحلة محبة وتسامح لمحو بصمة الوجع من العقول والنفوس.
من محاربين بالأمس على الجبهات، إلى مقاتلين من أجل السلام، ومن رمز اندلاع الحرب الأهلية،أرادوا أن تكون جولتهم في 13 نيسان، ب " بوسطة جديدة "جامعة للوطن، يحملون في داخلها تجاربهم، ليجوبوا بها بين الناشئة كي لا يغرقوا مجددا في بحر المحظور.
"غيرنا البوسطة"، شعار لنشاط أرادته جمعية" محاربون من اجل السلام"، بحسب ما يوضحه عضو الجمعية فؤاد ديراني ل "مستقبل ويب"، للقول "بأن الحرب لم تكن نزهة فطعمها المر لا يزال تحت أضراس كل من عايشها"، لافتا إلى "أن الهدف هو التوعية على مخاطر الحرب والتأكيد على أن العنف ليس حلا و الوسائل الحوارية هي الأجدى.
"تجربة لا اكررها"، عبارة يختصر فيها ديراني، الأستاذ الجامعي، تجربته في الحرب ويقول:" نشاطتنا بالتزامن مع ذكرى اندلاع الحرب هو رسالة للتذكير بأنها لم تجلب سوى المآسي إلى الجميع، وللتوعية بأن السلام الحقيقي المبني على الحقوق هو غايتنا".
انطلقت البوسطة مع ركابها الداعيين إلى السلام، في جولة في شوارع العاصمة بشعارات تشدد على التسامح ونبذ العنف، ثم تمركزت في بلدية الشياح، حيث كان لقاء مع تلامذة من 9 مدارس من مختلف مناطق لبنان، فسرد المقاتلون السابقون يومياتهم البشعة من مرحلة أرادوها أن تبقى عبرة كي لا تنعاد .
ويشار إلى أن النشاط هو من تنظيم الجمعية والبلدية و"لجنة دعم السلم الأهلي في الشياح"، وبالتعاون مع جمعيات "منتدى خدمة السلام المدنية"،" لبن"، و"المشغل".