صحافة بيروت

وثائق جديدة تكشف المستور عن "داعش"!

تم النشر في 25 شباط 2019 | 00:00

انقسم المحللون تجاه هوية داعش ونشأتها، غير أن هناك تساؤلات كثيرة عن دور الاستخبارات الأميركية، وتسند ذلك إشارات كثيرة، منها ظهور داعش المفاجئ من دون مقدمات وبشكل فعّال، ما يوحي بوجود قوة كبيرة خلفها.





ففي مقالة للكاتب إسحاق الشيخ يعقوب يقول فيها: «أن تقول داعش صناعة أميركية: هو ما يستهوي داعش ويستهوي أهلها الذين يمسكون بتراث الظلام فينا. أن تكون داعش صناعة أميركية يعني أن يكون شيء منها من الصناعة الأميركية، أفي داعش شيء من الصناعة الأميركية؟ أفي داعش من عِلْمِ أميركا ومن حداثة أميركا ومن التقدم العلمي والتكنولوجي والفني والسينمائي في أميركا؟ أفي داعش بهجة ودهشة هوليود في أميركا؟ لا شيء في داعش من أميركا؟ فكيف تكون داعش صناعة أميركية؟ إن ما في داعش هو شيء منا وفينا ومن لحمنا ودمنا، داعش صناعة بعض كبت التراث عندنا.. أفي داعش التي تدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية شيء من كتب التراث الأميركي، أم من كتب التراث عندنا؟».





ومع التقدير للكاتب إسحاق الشيخ يعقوب، فعلى افتراض أن أميركا هي من يقف خلف داعش فهل تريد منها إعلاناً بذلك؟ إنها ستحرص قطعاً على ألا تترك أي أثر يربطها بداعش، بل هي تريد أن تقول إن هذا الورم السرطاني المدعو داعش لن يُزال إلا عن طريقنا، وهو مبرر قوي لوجود أميركي في المنطقة.





وعلى افتراض أن داعش جناح إسلامي متطرف لا يتبين أي علامة على مواقفه تجاه الكيان الصهيوني، وهذا يعزز إمكان أن تقف خلفه الاستخبارات الأميركية، وفي مشوار العنف الذي قطعه الداعشيون في سورية أو العراق لا ملامح تعكس أنهم يمثلون الإسلام المعتدل، بل إنهم يعبّرون عن وحشية طاغية وعنف مبالغ فيه، لا يفرقون به بين مختلف الديانات أو الطوائف، أي نوع من الفوضى الخلاقة، وهو ما تجيده الإدارة الأميركية.





كما نلفت إلى رواية الجندي الأميركي السابق الذي خدم في العراق استيبان سنتياجو بعد تنفيذه هجوم مطار فلوريدا، من أنه خلال زيارة سابقة لمكتب التحقيقات الفيديرالي (إف.بي.آي) تم إجباره على العمل مع تنظيم داعش، وأكد أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) سيطرت على عقله لإرغامه على مشاهدة أشرطة فيديو للتنظيم الإرهابي.





بينما ندد رئيس أفغانستان السابق حميد كرازي بالولايات المتحدة، ذاكراً أن «تنظيم داعش هو وليد الولايات المتحدة، ولقد ظهر في أفغانستان في العام 2015 في زمن الوجود الأميركي، وهو سلاح في يد واشنطن».





بل إنه سبق للرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو أن اعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولتان عن نشوء «داعش»، وقال لوكالة كوبية رسمية، إن «الموساد الإسرائيلي تآمر مع السيناتور الأميركى جون ماكين من أجل إنشاء داعش»، وأضاف كاسترو أن ماكين هو حليف إسرائيل الدائم، إذ أنشأ الطرفان «داعش»، والتي تتحكم حالياً بجزء كبير وحيوي من العراق، وأكثر من ثلث سورية. (سبتمبر 2014).





من جهته، ذكر الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن أن الوكالة وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية (MI6) والموساد الإسرائيلي وراء ظهور تنظيم «داعش».





وتعاونت أجهزة مخابرات ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، في عملية يرمز لها بـ «عش الدبابير»، وفقاً لموقع «ذي إنترسيبت» في تسريبات نقلها عن سنودن.





وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أنها قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ «عش الدبابير» لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء تنظيم شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر مغاير.





ووفقاً لوثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية إسرائيل يكمن في خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجّه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده.