عرب وعالم

بعد النفي.. الحرس الثوري يعترف "هذا ما قامت به أميركا"

تم النشر في 25 شباط 2019 | 00:00

اعترف قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، بالتقارير التي أفادت بوجود برنامج سري أميركي لتعطيل منظومات الصواريخ الإيرانية، وسط تصاعد الجدل بين أجنحة النظام الإيراني حول هذه القضية.


ووفقاً لوكالة "فارس"، المقربة من الحرس الثوري، فقد أكد حاجي زادة في كلمة له خلال مهرجان "سلمان الفارسي"، الأحد، تعرض البرنامج الصاروخي للتخريب، لكنه ادعى أن "هذه المحاولات تم إحباطها".


وقال حاجي زادة: "أدركنا هذه القضية منذ أعوام لكننا لم نعلن عنها، فالأعداء يقومون بمحاولاتهم ونحن نقوم بما ينبغي علينا أن نقوم به، وهم قاموا بما تمكنوا منه، ومن ضمنه على سبيل المثال العمل على تخريب قطع صغيرة نبتاعها من الخارج بغية عدم وصول صواريخنا إلى الهدف المحدد أو أن تنفجر في الجو".


أضاف: "للإنصاف فقد عملوا بمهارة لكننا بالمقابل كنا أخذنا عداء الأعداء على محمل الجد من قبل، وأن أحد الافتراضات المسبقة التي أخذناها بنظر الاعتبار هو التخريب من قبل الأعداء".


وتابع: "لقد منعنا الأعداء في البداية من صنع الصواريخ، ومن ثم منعوا دخول القطع الكبيرة والمكائن إلى البلاد، وبعدها منعوا دخول اللوحات (Boards) والقطع الصغيرة ومن ثم منعوا دخول القطع الإلكترونية الصغيرة، وبعد أن رأوا أن العمل مستمراً لجأوا إلى عمليات التخريب التي لها ماضٍ في القطاعين النفطي والنووي إلا أنهم لم يستطيعوا ارتكاب أي حماقة لغاية الآن"، بحسب تعبيره.


ويتناقض هذا الاعتراف من قبل حاجي زادة، مع تصريحاته يوم الثلاثاء الماضي، والتي نفى خلالها التقارير التي تحدثت عن وجود برنامج سري أميركي أفشل إطلاق أقمار صناعية بواسطة الصواريخ، رغم اعتراف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بذلك.


وعزا ناشطون هذا التحول في التصريحات إلى الجدل الدائر حول هذه القضية منذ أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً في 13 فبراير/شباط الجاري، ذكرت فيه أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نفذت برنامجاً سرياً لتعطيل اختبارات الصواريخ الإيرانية.


كما أدى التقرير إلى موجة من ردود الأفعال داخل إيران، حيث يتجه البرلمان الإیراني لعقد جلسة سرية بحضور القادة العسكريين والأمنيين لبحث موضوع فشل إطلاق الأقمار الصناعیة الإيرانية.


وما زاد من تأجيج الموقف هو تصريح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في حوار له مع شبکة "إن بي سي" الأميركية، الأسبوع الماضي، عندما أشار إلى احتمال وجود عملية تخريبية أميركية أدت إلى إفشال المحاولة الأخيرة التي قامت بها طهران لإطلاق قمر صناعي.


وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت في تقريرها نقلاً عن مسؤولين حكوميين سابقين وحاليين، أن البرنامج السري لتخريب برنامج صواريخ إيران جزء من حملة موسعة من قبل الولايات المتحدة لتقويض قدرات طهران العسكرية وعزلها.


في هذا الاطار، أعلن مسؤولون أنه من المستحيل القياس بدقة مدى نجاح هذا البرنامج السري الذي لم يتم الاعتراف به علناً، لكن الصحيفة ربطت ذلك بفشل محاولتين من قبل إيران لإطلاق قمرين صناعيين بواسطة صاروخين في غضون دقائق.


ووفقاً للصحيفة، فإن تلك المحاولتين الفاشلتين في 15 يناير/كانون الثاني و5 فبراير/شباط كانتا جزءاً من برنامج مستمر خلال السنوات الـ11 الماضية.


وذكرت الصحيفة أن فشل إيران بنسبة 67% في الإطلاق وعدم وصول الأقمار على المدار، هي نسبة كبيرة بشكل مثير للدهشة مقارنة بمعدل فشل 5% في جميع أنحاء العالم لإطلاق أقمار صناعية مماثلة.


ونقلت "نيويورك تايمز" عن 6 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين الذين كشفوا أن واشنطن قامت بخلط قطع غيار ومواد مخربة في الأدوات الإيرانية المستوردة من أجل برنامجها الصاروخي الفضائي، ما أدى إلى إفشال إطلاق القمرين الصناعيين بواسطة صواريخ عابرة للقارات.