عرب وعالم

سلامي أمام مهمة "صعبة"!

تم النشر في 23 نيسان 2019 | 00:00

كان مفاجأة بالنسبة إلى كثيرين قرار المرشد الإيراني، علي خامنئي، إقالة الجنرال محمد علي جعفري من قيادة الحرس الثوري التي تربع عليها منذ 12 عاما، وتعيين حسين سلامي مكانه.





لكن التدقيق في أداء جعفري المتداعي وسيرة سلامي يوضح الصورة الأكثر، ويكشف سبب إقدام المرشد على هذا القرار، الذي يأتي في وقت تتعرض فيه طهران إلى ضغوط أميركية هائلة، فضلا عن ضربات إسرائيلية شبه يومية على قواعد الحرس الثوري بسوريا، لم يستطع الرد عليها.





وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، فقد رقى خامنئي سلامي ( 59 عاما) إلى رتبة لواء، وشارك في حفل تنصيبه قائدا عاما للحرس، الذي يعتبر جيشا موازيا في إيران.





وقبل هذا التعيين، كان سلامي يشغل منصب نائب قائد الحرس الثوري لمدة تسع سنوات، كما مارس التدريس في جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا.





مهام وشهادات





ولد حسين سلامي في محافظة أصفهان وسط إيران، عام 1960، والتحق بجامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا عام 1978.





وانضم إلى الحرس الثوري مع اندلاع الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980-1988، وخدم مدة عام قائدا لفرقة "كربلاء الخامسة والعشرين"، وقائدا لفرقة "الإمام الحسين" خلال الحرب.





وبعد الحرب، حصل سلامي على ماجستير في فرع الإدارة الدفاعية من كلية القيادة والأركان، وتولى مهام نائب رئيس الأركان المشتركة للحرس الثوري لشؤون العمليات.





وشغل لاحقا منصب قائد القوة الجوية للحرس الثوري، ثم نائبا لقائد الحرس، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية.





 





 أربعة عوامل أساسية




ويرى خبراء أن سلامي صعد إلى قمة الجيش الموازي في إيران، نظرا إلى أربعة عوامل أساسية اجتمعت، فدفعت المرشد إلى اتخاذ قرار التعيين الأخير.





ويخضع الحرس الثوري لسلطة المرشد مباشرة، ويمارس نفوذا عميقا في السياسة والاقتصاد داخل إيران، ولديه فضلا عن قوات المشاة أسلحة بحرية وجوية واستخبارية.





والأهم من ذلك كله، فيلق القدس الذي يدير العمليات الخارجية للحرس، بما في ذلك دعم الميليشيات الإرهابية المزعزعة لاستقرار المنطقة.





ويقول المتخصص في الشأن الإيراني، يوسف عزيزي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك خلافات واضحة بين قادة الحرس الثوري، ولاسيما بين سلامي وجعفري، ساهمت في إقالة الأخير.





وكان من المقرر أن تنتهي ولاية جعفري في 2017، لكن المرشد خامنئي مدد فترة ولايته، حتى بدا أنها ستطول، لكن قرار الإقالة كان مفاجئا بحسب عزيزي.





وأشار عزيزي إلى قرار تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية، مطلع أبريل الجاري، كأحد العوامل التي أسهمت في إبعاد جعفري.





وقال إن المرشد، على ما يبدو، يريد إلى جواره شخصا متشدد في قيادة الحرس الثوري، خاصة بعد خطوة الولايات المتحدة.





ويحسب سلامي على الصقور، بينما كان جعفري يحسب على الحمائم، كما تجري التصنيفات في إيران، وفق عزيزي.





 





تهديدات صوتية




وعرف عن الجنرال سلامي إطلاقه التهديدات اللفظية، إذ قال قبل عدة أشهر إنه ينصح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بـ"التدرب على السباحة في المتوسط لأنه قريبا لن يكون أمامك خيار سوى الهرب بحرا".





وقد شكلت هذه التصريحات جزءا من سياسة سلامي مع استلام منصبه الجديد، على اعتبار أنه واحد من "الأقوياء في النظام الإيراني".





الضربات الإسرائيلية القوية





ولفت الخبير في الشؤون الإيرانية إلى سبب ثالث وراء تعيين سلامي، إذ قال إن الحرس الثوري تعرض إلى ضربات إسرائيلية قوية خلال العامين الماضيين في سوريا، الأمر الذي أثّر بشكل سيء على سمعة جعفري والحرس الثوري بشكل عام.





وكشف قائد الجيش الإسرائيلي السابق، الجنرال غادي إيزنكوت، أنه في عام 2018 وحده، أسقطت إسرائيل 2000 قنبلة على أهداف إيرانية في سوريا.





وفي يناير 2017، حصل إيزنكوت على موافقة الحكومة بالإجماع على تغيير قواعد اللعبة مع إيران على الأراضي السورية، إذ أصبحت الهجمات الإسرائيلية شبه يومية.





وفي مايو 2018، حاول قائد فليق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني الانتقام من خلال إطلاق "أكثر من 30 صاروخا باتجاه إسرائيل" لم تبلغ أهدافها، فردت إسرائيل بهجوم غاضب أصاب 80 هدفا.





ويبدو أن هذه الهجمات الإسرائيلية تركت أثرا كبيرا على قدرة القوات الإيرانية في سوريا، إن لم تكن قد قوضتها أصلا.





اختراقات استخبارية





وفي سبب رابع، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، يوسف عزيزي، أن اختراقات أجهزة الاستخبارات الأجنبية للكيانات السياسية والعسكرية في إيران ربما عجلت أيضا في إقالة جعفري وتعيين سلامي.





واستشهد بتصريح وزير الاستخبارات الإيراني، الذي قال إنه تم القضاء على شبكات تجسس في معظم الكيانات السياسية والعسكرية في طهران.





ولم يستبعد عزيزي أن يصل الاختراق الاستخباري إلى قلب الحرس الثوري.