أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستتصرف "بحكمة" إزاء ما يراه سياسات خطيرة من جانب الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إيران ستظل تسمح للسفن الحربية الأميركية بالمرور في مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، وقال أن بلاده ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية، إذ قال "هناك دائما سبلاً للالتفاف حول العقوبات. نحمل دكتوراه في ذلك المجال".
وقال ظريف في مقابلة مع "رويترز" في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "السفن يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض كبار القادة العسكريين قد هددوا بعرقلة مرور شحنات النفط القادمة من دول الخليج إذا حاولت واشنطن عرقلة صادرات النفط الإيرانية.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "إذا ظلت الولايات المتحدة محافظة على قواعد الاشتباك، قواعد اللعبة، وعلى قنوات الاتصال والبروتوكلات القائمة، فساعتها وعلى الرغم من حقيقة أننا نعتبر الوجود الأميركي في الخليج مزعزعا للاستقرار، لن نتخذ أي إجراء".
ووصف ظريف القرار الأميركي المتعلق بإدراج الحرس الثوري الإيراني في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، بأنه قرار "أحمق"، إلا أنه نفى عزم طهران الرد عسكرياً "ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية تعاملها مع القوات الإيرانية". وقال: "سنتحلى بالحكمة لكن هذا لا يعني أنه إذا غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة، أو غيرت قواعد الاشتباك، فإنها ستتمكن من الإفلات". وتتهم الولايات المتحدة إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعمل على دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في حرب أهلية بدأت عام 2011.
وظهر الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهو ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، على خط الجبهة عبر سوريا. وقال ظريف إن إيران ستظل "يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك، مضيفا "لن نتخل ببساطة عن ذلك، ذلك القتال".
وعن توقعات طهران حول إمكان شن الرئيس الأميركي حرباً عليها، قال ظريف: "أولئك الذين رسموا السياسات الجاري اتباعها لا يريدون ببساطة حلا يجري التوصل إليه بالتفاوض. لكن دعوني أقولها واضحة إن إيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها".
وحذر ظريف عبر ما وصفته "رويترز" بتصريح "مستتر" من احتمال أن يحاول أناس "تدبير حادث" من شأنه أن يثير أزمة أوسع.
وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترامب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران وبدأت في إعادة فرض العقوبات عليها. وأدرجت واشنطن هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني في قائمتها السوداء وطالبت مشتري النفط الإيراني بالتوقف عن الشراء بحلول مايو (أيار) وإلا واجهوا عقوبات.