أخبار لبنان

إحياء ذكرى اغتيال محمد شطح في طرابلس

تم النشر في 29 كانون الأول 2024 | 00:00

أقام أصدقاء الوزير الشهيد محمد شطح، إحياء للذكرى السنوية 13 لإغتياله، لقاء تكريميا في قاعة الإجتماعات في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس، حضره الوزير السابق رشيد درباس، الرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، السفير خالد زيادة والسفير خضر الحلوة، عبد الغني كبارة، الكابتن الطيار مروان الباف والأساتذة الجامعيون سعيد الولي، لامع ميقاتي، احمد العلمي، باسم بخاش، جان بول قندلفت.

وحضر اللقاء رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، الإعلامي جوزيف وهبة ناشر جريدة "حرمون"، والإعلامي رائد الخطيب رئيس الحراك المدني في الشمال، والكاتب إيلي خلاط، الناشط سامر دبليز، وعائلة وأصدقاء الشهيد.

في مستهل اللقاء القى الحلوة كلمة ترحيبية تساءل في مستهلها عن اسباب إغتيال الوزير محمد شطح "وخاصة في تلك الظروف المصيرية التي كان يجتازها لبنان آنذاك وكان احوج ما يكون فيها إلى وزيرنا الشهيد وإلى أمثاله لمتابعة أوضاع البلد التي كانت سائدة آنذاك وتستوجب خططا ودراسات لإنقاذ لبنان وتنفيذ الخرائط التي وضعت على طاولة البحث والتخطيط للقيام بالأعباء المطلوبة وتحمّل المسؤولية كدولة وكشعب من منطلق تأمين حاجيات البلد ومنع إنهياره. وفي خضم ذلك وقعت الفاجعة ونفّذ القتلة عملية التفجير ليعم السؤال على كل شفة ولسان: لماذا إغتالوك يا معالي الوزير؟ ومن هو المسؤول ولماذا تم الإغتيال في ذلك اليوم؟ والبلد كان يعاني إقتصاديا وإجتماعيا والجواب لمسناه فيما بعد وفي أعقاب جولات العنف المتتالية التي كادت ان تطيح بالبلد نحو المجهول".

درباس

وتحدث درباس ناقلا تحيات الرئيس فؤاد السنيورة إلى الحضور وإلى عائلة ومحبي الوزير الشهيد محمد شطح وتوقف عند ابرز مشاريعه "التي كان يهتم بتنفيذها سواء في مدينته طرابلس او في العاصمة بيروت وعلى صعيد المناطق اللبنانية كافة إنطلاقا من دوره الوزاري والسياسي آنذاك"، لافتا إلى "التدهور الذي لحق بهذه المؤسسات والمشاريع في أعقاب إغتياله". وإستذكر "الموقع والدور الذي لعبته منشآت النفط في طرابلس آنذاك وما لحق بها من تدهور وصل إلى حدود الشلل على ايدي الاشاوس".

وقال: "اسمحوا لي بالتوقف عند مثلين لإظهار مدى التدهور الإقتصادي الذي أصاب المدينة وقضاياها الإقتصادية بصورة خاصة، وكلنا يذكر أن تلك الفترة قد شهدت إنجاز قوانين إقتصادية عديدة منها إنشاء المنطقة الإقتصادية الخاصة ومركزها طرابلس وذلك بسعي من الرئيس السنيورة والرئيس بري والوزير سمير الجسر، وهذا المشروع كان معرض إهتمامنا به مع الوزير شطح، وكلنا يذكر الدور الذي كانت المنطقة الإقتصادية بصدد تفعيله وما يمكن ان تقدمه من خدمات، واذكر هنا انه بعد فترة علمت أن كبار المسؤولين آنذاك كانوا بصدد عرقلة هذه المنطقة وتجميدها إن لم ينتقل مقرها إلى منطقة محددة وبهذا الصدد عمدوا إلى وضع المراسيم التطبيقية لهذا المشروع بالدِرج ونسوه".

أضاف: "يومها كنت ووزير الدفاع في الطائرة بطريقنا مع رئيس الجمهورية إلى الخارج وتطرق الحديث إلى "المنطقة الإقتصادية الخاصة بطرابلس"، ويومذاك عجبت من الحضور ان لا أحد منهم يعلم شيئا عن هذه المؤسسة، وعندما شرحت لهم عن دورها تحمس الرئيس سليمان والوزير جبران الذي كشف انه ينوي إقامة منطقة إقتصادية مماثلة في البترون. ولم نُدرك يومذاك انه كان يقصد تعطيل هذا المشروع في طرابلس ونقله إلى منطقته الإنتخابية، من خلال تجميد الإعتمادات اللازمة لتسيير هذا المشروع وبالتالي توقف لعدم توفير البنى التحتية، وهذا هو المثل الثاني عن تلك الخطوات التي سعى البعض من خلالها إلى دفع مناطقنا إلى التخبط في الازمات".

وتابع: "في تلك الفترة توقفت إن لم نقل اُلغيت إن جاز التعبير كل الإعتمادات اللازمة للبنى التحتية في مناطقنا وبدأت العراقيل تشمل مختلف رخص البناء واعمال الإستيراد والتصدير في حين كانت هذه المواد مباحة في مناطق اخرى، مما تسبب بتراجع المداخيل وجمود الحركة التجارية. تصوروا معي أنه من شباك واحد كان يتم إنجاز معاملات الإقامة، ورخص البناء، والإستيراد ، وإدخال البضائع من الخارج وطبعا كان ذلك يستغرق اوقاتا طويلة ولا يمكن إنجازها إلآ بعد أن يتم دفع المطلوب وفهمكم كفاية، حتى إعتقد البعض أنه ليس هناك مدينة إسمها طرابلس. وعندما فكرنا بإقامة مرآب في وسط ساحة التل لتنظيم حركة السير ووضع حد للإزدحام سعوا بكافة الوسائل وبترويج الإشاعات الباطلة وإتّباع كافة الأساليب لعدم نجاح هذا المشروع الحضاري والذي من شأنه المساهمة في الحركة التجارية بين طرابلس والمناطق المجاورة".

وقال: "سعوا بكافة السبل لإلحاق الضرر بالمدينة كما في مناطق أخرى، وإفتعال المشاكل لإغراق الناس في خلافات مع وزارة المال بشكل خاص وحجب ما تقوم به من إنجازات، كل ذلك ألا يدل برأيكم عن أسماء من خططوا ونفذوا عمليات الإغتيال وإغتيال الوزير محمد شطح تحديدا؟ لا تؤاخذوني أني إستغليت هذه المناسبة لأحكي عن مدينتي، فهناك في قانون العقوبات شيء إسمه القاتل الذهني، ويعني ذلك المحرّض، إن عملية إغتيال الوزير شطح هي خطة ممنهجة للقتل، والقاتل الذهني شغله أن يقتل ما في رأس المستهدف في حين ان القاتل الفعلي مهمته إستهداف جسم الضحية".

وختم: "أهمية الوزير شطح انه كان منفتحا على كل التيارات العربية وكان عقله جبارا ويستطيع تحليل ما يقرأ وبالتالي يستنتج ويكتب ويعرض أفكاره ويناقشها مع الآخرين، أما القاتل الفكري الذي كان يكمن في مكان ما إستنتج أن هذا الرجل خطير ويجب التخلص منه، وإستفاد من تواجد الوزير شطح يوم ذاك وحيدا بإستثناء سائق سيارته، وكان مستغرقا في التفكير بالأحداث الجارية ولم يخطر بباله أن هناك شخصا يُقتل بمجرد أنه كان يفكر".

وتحدث زيادة فقال: "أول ما يخطر ببالنا أننا اليوم نفتقد إلى معالي الوزير الشهيد لأن كل التطورات التي حصلت آنذاك وقبل اشهر قليلة من إغتياله كنا نشعر خلال محادثاتنا معه أنه من كبار المحللين للأوضاع والظروف التي كنا نعيش فيها، ويشرح لنا بدقة ووعي التطورات الجارية ونتائجها الخطيرة الآتية وكنا نُدرك أنه لم يكن يسعى وراء مناصب بل كان يعتمد على فكره وما يمتاز به على صعيد تحليل الأحداث، وكنا نلتقي معه ونتحدث عن الأوضاع ولا أنسى حضوره مع الوزير متري في العام 2008 إلى القاهرة للمشاركة في إجتماع وزراء الخارجية العرب وكان لبنان يعيش آنذاك تأثير أحداث 7 ايار الخطيرة حيث دام الإجتماع اكثر من 7 ساعات، واليوم اقول اننا فقدنا شخصية مهمة قلما تعوّض".

بدوره قال منجد: "من موقعنا نؤكد أن ثأرنا ماضٍ في حراكه ولا ريب في ذلك وبالطرق التي بإمكانها تصحيح المسار الوطني، وبناء الوطن وتقدمه دفعنا ثمنه غاليا للحفاظ عليه، وسنفعل ذلك مرّات ومرّات فقيامة لبنان تستدعي منا ان ننفض من صفوفنا وأمتنا كل من ساهم وسعى إلى تهديم وتفتيت هذا الوطن وشارك في مقتل شهدائنا أبطالنا، وهاهم الأحرار يعودون إلى الصفوف الأولى للدفاع عن وطن بنيناه والإختصاص من قتلة ومجرمين يتكشفون يوما بعد يوم".

وختم: "ها نحن ننتصر لشهداء 4 آذار في كل موقع ومكان".

أما وهبة فقال: "الحق لا يموت، هكذا قالت الأديان وهكذا تقول شرائع الحياة، الرئيس السوري بشار الأسد مخلوعا وحيدا في موسكو بإنتظار محاكمته الدولية، والحكم في إيران يهتز بعد أن قُطعت اذرعه الواحدة تلو الأخرى ولا بد سيسقط، بعد ان تنتهي جولة الحوثيين في اليمن السعيد وبعد ان تنتهي صولات الحشد الشعبي في العراق".

أضاف: "وحدها روح محمد شطح ستبقى ترفرف في سماء مدينته، في سماء لبنان وسماء كل وطن ينشد الحرية والعدالة".

وختم: "نحن كنا نعلم قدرة وقيمة الوزير شطح العلمية والسياسية ولكن العدو كان يدرك أكثر منا مدى خطورة ذلك فإستبق خطوات شهيدنا الراحل ورماه بسيارة مفخخة تماما كما رمى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي شهداء ثورة الأرز".

وتحدث كبارة قائلا: "كنا 10 اشخاص مدعوين إلى إجتماع لمسؤولين ونواب سابقين وحاليين في تيار المستقبل في بيت الوسط في بيروت، وكنا بإنتظار إكتمال النصاب وكان الرئيس الحريري مسافرا والرئيس السنيورة هو الداعي إلى هذا اللقاء، وبإنتظار اكتمال النصاب والتآم جمعنا سمعنا إنفجارا ضخما وشعرنا بالقلقتخوفا من ان يكون المستهدف أحد زملائنا المتآخرين وعلى ما أذكر كان عددهم 3 زملاء وما لبث ان إكتمل عدد الحضور بإستثناء الوزير شطح الأمر الذي أثار فينا موجة من التساؤلات وسرعان ما حلّ بنا الحزن الشديد عندما عرفنا الحقيقة. واقولها بضمير مرتاح ان الشهيد شطح هو احد المؤسسين الرئيسيين لـ 14 آذار وكان المحفّز الرئيسي لنا في مواقفنا وآرائنا وكان رحمه الله خير الناصحين لنا في أعمالنا وتحركاتنا".

اما الباف فقال: "تعرفت إلى الراحل الشهيد خلال رحلاته إلى الخارج وتعززت لقاءاتنا وحواراتنا السياسية، وقبل إغتياله بيومين زرته في طرابلس وكنت حينها اقيم في بيروت واليوم نستذكر شهيدنا الكبير وآراءه ومواقفه سيما واننا كنا نلمس محبته لمدينته طرابلس وسعيه لإنجاز المشاريع فيها والتي كانت مدار إهتمام لدى ابناء الميناء لإدراكهم ان هذه المشاريع ستكون فوائدها لمصلحة المدينتين معا".

وقال دبليز: "كنت احد متتبعي كتابات ومواقف شهيدنا الراحل وخاصة ما يتعلق بالمشاريع التنموية وقد عرفته صاحب فكر وتحليل للأحداث والتطورات. لا يباع ولا يشترى وهذا ما اخاف اعداءه الذين سارعوا إلى التخلص منه فإغتالوه".