كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، أن التوقعات تشير إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة سيحصلخلال هذا الأسبوع وعلى الأرجح في نهايته.
وفي حديث ضمن برنامج "عشرين 30" على قناة الـ"LBCI" اوضح انه : "لا اتوقع أنّه ستكون هناك عراقيل في موضوع البيان الوزاري".
وقال "إذا أردنا السير بلبنان الجديد علينا أن نتصارح ونتصالح مع بعضنا البعض. مررنا بتطورات مهمة على الساحة اللبنانية منذ مطلع العام وأريد أن أتكلّم بصراحة وأخبر الناس برؤيتي".
وفي ما يخص تسميته لرئاسة الحكومة، أكّد أنّ "كتلاً نيابية كبيرة اتصلت بي ورشحتني لمنصب رئاسة الحكومة وكان ذلك يوم الأحد قبل إثنين الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة".
تابع: "الرئيس نواف سلام لم يكن بوارد تكليفه لكن ما برز هو جو عام سياسي باتجاه إحداث خطوة تغيير على صعيد تسمية رئيس مكلف. كتلة اللقاء الديمقراطي كانت متجهة لتمسيتي للرئاسة والجو السياسي العام تبدّل صباح يوم إثنين الاستشارات ولذلك أبلغتُ العديد من الكتل إنسحابي".
وعن الدور الفرنسي، أوضح أن "الفرنسيين أيدوا حصول تغيير على صعيد رئاسة الحكومة"، كاشفاً أنّ "اتصالات حصلت تؤيد حصول التغيير وهذا الأمر أسس لمزاج سياسي جديد أفضى إلى النتيجة التي شهدتها الإستشارات".
وتمنى ميقاتي الخير للرئيس المكلف نواف سلام، معلناً عن دعمه له، وقال: "لقد اتصلت بالرئيس سلام خلال الإستشارات النيابية وباركت له".
أما عن الموقف السعودي بشأن الملف الحكومي، فأكد ميقاتي أنّ "السعودية لا تميز بين أشخاص في رئاسة الحكومة بل تعمل وفق الأداء"، وتابع: "حتّى الآن أرى في تشكيل الحكومة استنساخاً لحكومات سابقة لكن يجب أن ننتظر ونرى".
وأكمل: "لا أرى أن هناك عراقيل من قبل الثنائي الشيعي على صعيد تشكيل الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري قال إن البلد بدو يمشي".
وقال: "طلبت من الكتل السنية أن تُعطي الرئيس نواف سلام في إثنين الاستشارات لكي نوفر له غطاءً سُنياً. كذلك، فإنَّ السعودية مهتمة جداً بلبنان واستقراره وازدهاره".
وأوضح ميقاتي أن "العلاقة مستمرّة مع الرئيس جوزاف عون وأكنُّ له كل الاحترام"، وأضاف: "إذا فشل تأليف الحكومة فلن أقبل نهائياً بتكليفي مُجدداً لرئاسة الحكومة وأنا مع نجاح مهمة الرئيس نواف سلام".
وعن الحقائب الوزارية، قال ميقاتي: "قرأنا في الإعلام أن الثنائي الشيعي توافق مع الرئيس نواف سلام على الحقائب الوزارية وهناك انتظار للأسماء. الرئيس سلام يملك العديد من الأفكار الجديدة والحديثة ونتمنى تحقيقها في المستقبل".
وفي ما يخص خطاب القسم الذي قاله رئيس الجمهورية جوزاف عون، اعتبر ميقاتي أنه "بحاجة إلى حكومة لترجمة تفاصيله وننتظر تشكيلها لمعرفة تركيبتها".
ورداً على سؤال، قال ميقاتي: "البيان الوزاري الخاص بحكومتي الأخيرة لم يتضمن عبارة "جيش وشعب ومقاومة".
وأضاف: "أنا مستمر بالعمل السياسي وأي شيء يخدم لبنان فأنا مستعدّ للقيام به على أكمل وجه. السياسة هي مصالح مشتركة وأي شيء يخدم مصلحة لبنان فأنا أؤيده. كل من أراد تأييدي يعرف تاريخي السياسيّ ويعي تماماً الوسطية التي أتبناها وأسير بها، هدفي الأساس كان بقاء الدولة سالمة".
أما عن فترة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، فأوضح ميقاتي أن "هناك تحديات كبيرة في البلد"، وقال: "لقد تعبت جداً خلال الأشهر الأخيرة لاسيما خلال العدوان الإسرائيليّ".
وتابع: "تحاشيت عن التعاطي في موضوع اتفاق وقف اطلاق النار، لأنني كنت أريد وقف إطلاق النار بأي ثمن بخاصة مع وجود النازحين".
وشدد ميقاتي على عدم قبوله بوجود سلاح غير شرعي، قائلاً: "لا أقبل بوجود سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية كافة".
وفي ما يتعلق بانتهاء مهلة الـ 60 يوما وانسحاب الجيش الاسرائيلي، كشف ميقاتي أنّه "لن تكون هناك عازلة في جنوب لبنان وآلية الانسحاب الاسرائيلي بدأت ومستمرة".
وعلى صعيد انجازات الحكومة الحالية، أكّد ميقاتي أننا "تمكنا من تمرير المرحلة التي شهدناها بمسؤولية كبرى وبكل الإمكانيات المتوافرة".
ورداً على سؤال، قال: "القضاء يأخذ دوره في الملف المرتبط بالعمولات المشبوهة المتصلة بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة".
أما عن ملف ترحيل عبد الرحمن القرضاوي، فأوضح ميقاتي أن "مجلس الوزراء وافق على قرار ترحيل القرضاوي من لبنان".
ورداً على سؤال على قضية تفجير مرفأ بيروت، شدد ميقاتي على تمسكه بضرورة ظهور الحقيقة بأسرع وقت ممكن.
تابع: "ملف استئناف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت كان مقرراً منذ أيلول الماضي والأمر غير مرتبط بتشكيل الحكومة الجديدة".
ورداً على سؤال توقيت الزيارة إلى سوريا، قال ميقاتي: "اتصل بي وزير خارجية سوريا وطلب أن أزور سوريا بسبب المشاكل التي تحصل مع السوريين على الحدود وتلقّيت بعدها اتصالاً من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وتمّ تبادل الأخبار عن الأوضاع في البلدين".
وتابع: "الاتصال مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع كان إيجابياً وقد طلب اجتماعاً عاجلاً لتسوية العديد من الملفات الشائكة بين لبنان وسوريا. لقد زرت دمشق من أجل مصلحة لبنان والرئيس عون واكب زيارتي إلى سوريا قبل حصولها وبعده".
وأعلن أنه خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، طالب بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، معلناً أن "هذا الأمر سيبدأ".
إلى ذلك، أوضح ميقاتي أنّه لا يملك أي قرض متعلق بالإسكان، وقال: "دخلت إلى السياسة عام 98 وخلفيتي هي الأعمال وكنت مُساهماً بحصة صغيرة في شركة سيليس للاتصالات والحكومة اللبنانية هي من تعاقدت معها ومبلغ الـ500 دولار على الخليوي تقاضته الدولة بقرار منها".
وعن التفاؤل حول العودة السعودية إلى لبنان، قال ميقاتي:"الرئيس عون سيزور السعودية وسيتم من هناك الإعلان عن سبل التعاون وتطبيع العلاقات بيننا وبين المملكة".
وفي الختام، حيا ميقاتي كل الوزراء في حكومته وتمنى أن يكون العام 2025 خيراً على اللبنانيين، وأضاف: "أوجّه تحية لأهالي غزة ولا حلّ إلّا بخطوة حل الدولتين".