أخبار لبنان

مشروع تزويد إقليم الخروب بمياه آبار حوض بسري في خواتيمه

تم النشر في 22 كانون الثاني 2025 | 00:00

سلك مشروع تأمين مصادر جديدة للمياه في منطقة إقليم الخروب (قضاء الشوف)، طريقه إلى التنفيذ على أرض الواقع، بعد معاناة مزمنة في شح المياه. وبات في مراحله النهائية، والذي كان يقضي بحفر 4 آبار ارتوازية في مجرى نهر بسري وجر مياهها إلى الإقليم.

يتغذى إقليم الخروب بالمياه من نبع الرعيان في منطقة نبع الصفا (الشوف الأعلى)، لكنها لا تسد حاجته المائية. فبدلا من حوالي 15 ألف متر مكعب، لا يصله أكثر من 5000 متر مكعب، وهي لا تكفيه لعدة عوامل، منها التزايد السكاني والعمراني من جهة، مع وجود عدد كبير من النازحين السوريين، وتعرض الشبكة الرئيسية للأعطال الدائمة، واهتراء شبكات القرى القديمة العهد من جهة أخرى.

وقال النائب السابق محمد الحجار، الذي يتابع أدق تفاصيل المشروع منذ بداياته الأولى وحتى الساعة، ويعرف بـ «الأب الروحي للمشروع»: «انطلقت فكرة التفتيش عن مصادر جديدة للمياه في إقليم الخروب بقوة، وبوشر العمل لتأمينها في العام 2015، وكانت للكويت بصمات جلية في تحقيقه، بهبة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، بقيمة مليوني ونصف المليون دولار لحفر أربعة آبار في منطقة حوض نهر بسري».

وقال الحجار: تأخر تنفيذ المشروع لأسباب عدة، أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ العام 2019، والتي انعكست سلبا عليه، فتوقف العمل به بعد أن بدأ العمل في حفر الآبار، ثم أعيد العمل به وأصبح في خواتيمه.

الحجار شرح لـ «الأنباء» مجمل التفاصيل، فأكد أنه كان أثار الموضوع في العام 2015 خلال نقاش في مجلس النواب لاتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، لتنفيذ مشروع تعزيز إمدادات المياه، والمقصود به إنشاء سد بسري.

وأضاف: بعد نقاش طويل وبضغط من كتلة المستقبل النيابية، تم اصدار توصية من مجلس النواب، بالطلب من مجلس الإنماء والإعمار ومن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، اتخاذ التدابير اللازمة والآيلة إلى تأمين مياه الشرب لقرى إقليم الخروب كافة. وتم تشكيل لجنة فرعية معنية بموضوع سد بسري، انبثقت عن لجنة الأشغال العامة النيابية وكانت برئاستي.

وتابع: قامت مؤسسة المياه بوضع الدراسة اللازمة للمشروع، وكان متوقعا بحسب الدراسة ان تكون قدرة الضخ لهذه الآبار الأربع بالحد الأدنى 15 ألف متر مكعب من المياه يوميا، بما يكفي حاجة الإقليم في المدى القريب والمتوسط.

وأشار الحجار إلى انه وبدعم من رئيس الحكومة وقتذاك سعد الحريري، تم في العام 2017 تأمين التمويل بهبة كريمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

واعتبر الحجار ان المشكلة كانت في تباطؤ المتعهد بحفر الآبار، والتي لم ينجزها كما كان مقدرا في شهر سبتمبر 2019، وتزامنت مع الأزمة الاقتصادية وانهيار القطاع المصرفي، فتوقف العمل كليا في المشروع، بعد خلاف بين مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد.

ولفت الحجار إلى انه واصل متابعة المشروع مع مجلس الإنماء والإعمار، وتم ادخال تعديلات على دفتر الشروط في العام 2022، ليقتصر على حفر وتجهيز بئرين بدل أربع، مع حفر بئر ثالثة دون تجهيزه، وتم تمديد المهلة التنفيذ لفترة 15 شهرا.

وأضاف: بالتوازي، عملت مع مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان م.جان جبران على تأمين مصادر تمويل إضافية لتشييد خزان في بلدة بسابا (الشوف) تضخ إليه مياه الآبار من بسري، ومنه إلى قرى وبلدات إقليم الخروب بسعة 2000 متر مكعب مع مد خطوط جر المياه، وهذا ما تأمن من خلال «اليونيسف» وهبة ألمانية لوزارة الطاقة والمياه، مصدرها البنك الالماني للتنمية (...) وبمساعدة من م.جبران تمكنا من الحصول من المسؤولين في البنك الالماني على وعد بأن يصار إلى تجهيز البئر الثالث، وحفر وتجهيز البئر الرابعة، وربما حفر وتجهيز بئر خامسة، اذا كان هناك من وفر في هذه الهبة وفي المشاريع التي ستمولها.

وأكد الحجار أنه من المنتظر ان يتم الانتهاء من اعمال حفر وتجهيز البئرين وحفر البئر الثالثة مع محطة الضخ اللازمة في حوض بسري، وخزان سعة 200 متر مكعب سيكون إلى جانب هاتين البئرين، بحدود شهر يوليو المقبل، بحيث سيكون للاقليم مصادر اضافية من المياه بحدود 6 إلى 7 آلاف متر مكعب بشكل يومي، وستصل إلى 15 ألفا مع ضخ من البئرين الثالثة والرابعة عندما يتم حفرهما وتجهيزهما من الهبة الألمانية.

وشكر الحجار الكويت على دعمها الدائم للبنان، وحرصها على تنفيذ المشاريع الحيوية التي تفيد اللبنانيين مباشرة، وتسهم في التخفيف من أزماتهم نتيجة الأوضاع.

بدوره، شدد مهندس المشروع لدى مجلس الإنماء والإعمار إيلي موصللي على أهمية المشروع بالنسبة إلى أبناء إقليم الخروب، اذ يؤمن زيادة من 6000 إلى 7000 متر مكعب بالحد الأدنى يوميا من المياه، وأشار إلى «ان معظم الأشغال المدنية نفذت، بما فيها حفر 3 آبار، وتنفيذ خط الجر والأشغال المدنية لمحطة الضخ».

وأشار إلى «انه المتبقي اليوم الذي يعمل على تنفيذه، هي الأشغال الالكتروميكانيكية والكهرباء، اي طلمبات وسكورة وتابلوهات الكهرباء ومولد الكهرباء».

وأكد «ان المشروع أخذ أمر المباشرة في العام 2018، ولكن توقف العمل فيه في العام 2019 بسبب ظروف مشروع سد بسري والوضع الاقتصادي»، وتوقع انجاز لأشغال في أواخر يوليو من سنة 2025.

وقال موصللي ان المرحلة الأولى نفذت، وان الجزء الثاني من المشروع، ستستكمله مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، ويضم ضخ المياه إلى خزان في بلدة بسابا (الشوف) التي تقع فوق مجرى نهر بسري «واعتقد ان الخزان أنجز واليوم نحن بصدد تلزيم خط الدفع».

المصدر: أحمد منصور-الأنباء الكويتية