عرب وعالم

بـ 150 دولاراً.. ايران تجند المرتزقة في سوريا

تم النشر في 3 أيار 2019 | 00:00

وصل عدد المرتزقة الذين جندتهم إيران للقتال إلى جانبها في الجنوب السوري، إلى قرابة 3000 متطوع، مقابل أجور متفاوتة من 150 دولاراً إلى 300 دولار، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.





ووسط انشغال الروس بعمليات قتالية في الشمال السوري، وفق المرصد، تقوم طهران بتجنيد متطوعين لصالحها، في ريف درعا، جنوب سوريا، وعبر حملات علنية وسرية، من خلال اللعب على الوتر الطائفي واستمرار عملية "التشييع" بحد ما ذكره المرصد السوري الذي أكد نقلا من مصادره الخاصة، أن عدد المرتزقة الذين جندتهم إيران في الجنوب السوري، للقتال إلى جانب ميليشياتها، بلغ 2910 عناصر.





وفيما أطلق عليه مصطلح حرب باردة بين طهران وموسكو، في سوريا، يقول المصدر السالف، إن نتائجها باتت تميل إلى صالح الطرف الإيراني، يرى المرصد، كون إيران استطاعت تجنيد آلاف السوريين للقتال ضمن ميليشياتها، وليس لأسباب مادية فقط، كما يقول، بل لأنها لعبت على وتر المذاهب.





ويضيف سببا آخر لميل الكفة لصالح الإيرانيين على حساب الروس، هو أن طهران كانت تستميل شبانا سوريين بالمال، وبالخطاب الفتنوي المذهبي عبر تحريض فئة من السوريين على سوريين آخرين، في مقابل ضمان عدم قيام نظام الأسد بسوقهم إلى الخدمة الإلزامية في جيشه.





تمدد إيران في سوريا حتى على حساب نظام الأسد ذاته، توسع في مناطق عديدة، بحسب المرصد، منها منطقة البادية السورية التي شهدت تجنيد المئات لصالح ميليشيات إيران في سوريا.





وقال إن إيران تدفع للمجند الواحد 150 دولارا كحد أدنى، ويصل إلى 300 دولار إذا كانت خدمته أقرب إلى منطقة الجولان السوري المحتل. ويؤكد أن المرتبات ترتفع كلما كانت المسافة أقرب إلى الجولان.





وفي الإطار ذاته، تسعى إيران إلى استمالة بعض أبناء العشائر في منطقة ريف دير الزور الشرقي على الحدود مع العراق، من أجل تأسيس حاضنة شعبية لها في المكان تؤمن لها خط طهران بغداد دمشق بيروت، وقال المرصد إن إيران تسعى إلى استمالة أبناء تلك المناطق السورية المحاذية للعراق، عبر توزيع مساعدات ومواد غذائية ومستلزمات للدراسة ومختلف صنوف الحاجات.





وأكد أن بعض أبناء الريف الشرقي لدير الزور، باتوا يلجأون للقوات الإيرانية، من أجل تحصيل مكاسب أو حقوق لهم مسلوبة من قبل أفراد بجيش النظام السوري أو مسلحين يدورون في فلكه.





وتنشر قوات إيرانية وميليشيات تابعة لها، كحزب الله اللبناني، في مناطق سورية عديدة، كمنطقة الكسوة وريف دمشق الجنوبي الغربي، وفي منطقة البوكمال التابعة لدير الزور، وبادية حمص في وسط البلاد، وريف حلب الجنوبي، وريف حلب الشمالي، والريف الشرقي لمحافظة إدلب والريف الشمالي والجنوبي لمحافظة حماة، ومنطقة القلمون وسهل الزبداني في ريف دمشق، فضلا عن مناطق أخرى.





وارتفعت لهجة أنصار رئيس النظام السوري بشار الأسد، في الفترة الأخيرة، بعد أزمة المحروقات وفقدانها من الأسواق، ضد حليفيه الروسي والإيراني، فيما رأت أقلية منهم، أن ثمن "انتصار" الأسد كان "غالياً جدا"، حيث تم منح الحليفين الاثنين امتيازات سيادية كبرى لا تقدّر بثمن، وفي المقابل لم يقوما برفد السوق حتى بمجرد مواد نفطية، لزيادة الضغط على النظام وتحصيل مكاسب إضافية منه، ربما كان "مرفأ طرطوس" أحدها، تبعاً لآراء وتعليقات معلنة لأنصار النظام السوري، في الأيام الأخيرة.





وتتقاسم طهران وموسكو نفوذا واسعا على مختلف مفاصل نظام الأسد. إلا أن التغلغل الإيراني بات في جميع مفاصل الحياة اليومية للسوريين الخاضعين لسلطة النظام، وأصبحت الاتفاقيات الاقتصادية التي تم إبرامها بين الأسد وطهران، عنوان سيطرة إيران على جزء هام مما تبقى من المؤسسة العسكرية السورية، وكذلك سيطرتها على قطاعات اقتصادية بمثابة شريان حياة للسوريين.





وقال المرصد السوري، في تقريره المشار إليه، إن إيران وزّعت مستلزمات دراسية تحمل كتابات باللغة الفارسية، في بعض المناطق، كريف دير الزور الشرقي.





ووصل النفوذ الإيراني في سوريا، بحسب تقارير مختلفة منها ما أشار إليه المرصد السوري، إلى درجة قيام الحرس الثوري الإيراني، بفتح باب التطويع في صفوفه المقاتلة في سوريا، في محافظة دير الزور المحاذية للعراق.