في جريمة مروعة تقشعرّ لها الابدان، اقدمت عاملة اثيوبية على قتل مخدومتها المسنّة بإقتلاع عينيها وقطع انفها بيديها بعدما عمدت الى ضربها بجهاز التلفزيون قامت بإنتزاعه عن الحائط حيث كان مثبّتاً.
وبدون سبب واضح، نفّذت العاملة غتينش تولوري(33 عاما) جريمتها بحق المغدورة ن.ح.(83 عاما)بعد اصابتها بنوبة عصبية دفعتها في البدء الى تحطيم محتويات المنزل وبعثرتها قبل ان "تنقضّ" على المغدورة المصابة بشلل نصفي، في منزلها الكائن في محلة الهلالية في صيدا.
في تلك الليلة، اعترفت العاملة بجريمتها، مؤكدة بانها اقتلعت عينا المغدورة وقطعت انفها بيدها من دون ان تحدّد سبباً واضحا لفعلتها، سوى انها كانت تكره مخدومتها، وتنزعج منها، كما اكدت بان احدا لم يحرّضها على الجريمة، لتعود وتفيد بانها لا تعرف ماذا فعلت ولا السبب ، وانها كانت تحب مخدومتها، نافية تعاطيها اي دواء خلال عملها.
في المرحلة الاولى من المحاكمة امام محكمة الجنايات في صيدا كررت المتهمة اقوالها وصدر حكم بحقها قضى بسجنها 15 عاما اشغالا شاقة، وبعد نقض الحكم بحقها من قبل وكيلتها المحامية حسنا عبد الرضا، أعادت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جوزف سماحة محاكمة العاملة فكررت اقوالها لجهة انها لا تعرف لماذا قتلت المغدورة "التي كانت مريضة ولا احد يهتم بها لاعطائها الدواء"، وتضيف:" لم اكن اكرهها انما هي لم تكن راضية عن عملي وكانت تعذّبني"، وعندما فقأت عيناها لا تعرف ما اذا كانت المغدورة حينها لا تزال على قيد الحياة، او اذا كانت مستيقظة او نائمة عندما ضربتها.
وبناء على طلب الدفاع ، استمعت المحكمة الى افادة اطباء متخصصين في الامراض العقلية والعصبية حيث افاد احدهم بان المتهمة مصابة بإنفصام في الشخصية وتشكل خطرا على السلامة العامة، فيما افاد طبيب آخر ان المتهمة كانت تستحم بملابسها ويصدر عنها اصوات غريبة في الليل، ولديها فترات وعي وفترات اخرى تصاب خلالها بنوبة وهي حالة لا يمكن السيطرة عليها بواسطة الدواء.
وفي المحصلة، فقد اعلنت محكمة التمييز عدم مسؤولية المتهمة كونها ارتكبت جريمتها وهي في حالة جنون وانفصام في الشخصية ، وقررت احتجازها في مأوى احترازي حتى ثبوت شفائها النهائي وزوال خطر إقدامها على الاعتداء على الغير.