احتفلت وكالة داخلية الجرد وفرع شارون في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، بذكرى تأسيس الحزب وعيد العمال العالمي، بلقاء سياسي مع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن، أقيم في قاعة "بني أحمد" في بلدة شارون.
وقال: "نقارب اليوم، كافة الملفات المطروحة والاهتمامات اليومية، من دون مراعاة أو استثناءات، مما يجعلنا كحزب، في موقع التلاقي أحيانا، والتعارض أحيانا أخرى، مع بعض القوى والأحزاب ، وهذا أمر طبيعي، يجب ألا يؤدي إطلاقا إلى ما نشهده حاليا من مواقف، لدى هذا البعض، تقوم على قاعدة الفرز والتشكيك والتخوين ومحاولات التدجين، وعلى قاعدة إما معنا وإما ضدنا".
أضاف: "لسنا نحن من نخاطب بأسلوب كهذا، هذا أمر مرفوض، ولأصحابه مردود. فمن يحمل هذا التراث الوطني، ويمتلك ذلك البعد العربي والإنساني، ومن ناصر القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ومن فتح طريق المقاومة إلى بيروت العربية وإلى البلدات الجنوبية يرفض هذه الأساليب، من قدم الغالي والنفيس من أجل وحدة لبنان وسيادته وعروبته واستقلاله، هو دائما في الموقع المتقدم والرائد والحريص، في طرح كافة الهواجس والآراء والمواقف، على كافة المستويات وفي كل الاتجاهات".
وتابع: "فليكن الجهد الأساسي، العمل على تحصين الساحة الداخلية، وتوفير شبكة أمان اجتماعية، وهذا ما استشرفناه في الحزب منذ زمن بعيد، منذ المؤتمر العام الأخير للحزب، حين أطلقنا البرنامج الرؤيوي تحت عنوان "نحو حقبة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي"، الذي انبثقث عنه رؤية شاملة شكلت العناوين الانتخابية للحزب وللقاء الديمقراطي، لتترجم لاحقا، بالورقة الاقتصادية والمقترحات الإنقاذية، التي حددت مكامن الخلل وكيفية معالجتها، وحمت الطبقة العمالية والشعبية، من خلال رفض المس بحقوقها وبجيوبها".
وأردف: "اليوم ندعو الجميع إلى تبني تلك المقترحات كاملة، بعدما أخذ بجزء منها في مشروع الموازنة العامة، فلا مجال بعد اليوم لهدر الوقت، لا مجال بعد اليوم لتقاذف الاتهامات ولإضاعة الفرص وتفويت المبادرات، لا مجال بعد اليوم للمناكفات والبهلوانيات والمزايدات".
واستطرد: "كل ذلك يجري في حين أن الأزمة المالية والاقتصادية تستفحل أكثر، وأزمات المنطقة تشتد خطورتها، لتصبح أكبر وأخطر، مع ما يحاك من صفقات مشبوهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، التي ستترك تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وعلينا كلبنانيين، وإن ما نشهده اليوم، ينذر بمستقبل قاتم، فيما الغيوم تتلبد في الأفق البعيد، وهذا يحتاج إلى التضامن وإلى توحيد النظرة الوطنية وتحصين الوحدة الداخلية، وتوفير قبة أمان سياسية، وهذا يتطلب أيضا، تعقلا ونقاشا موضوعيا هادئا وحوارا سياسيا منفتحا، وليس توترا وانفعالا واستفزازا، أو إرسال الرسائل المسمومة، من خلال بعض الأدوات الموتورة الصغيرة والحاقدة، التي لا قيمة لها، ولن تفيد أصحابها بشيء".
وقال: "مقاربتنا المسؤولة لقضية النازحين السوريين وغيرها من المسائل الحساسة، تأتي ضمن حدود مسؤوليتنا الوطنية، ولن نسمح لأحد بأن يقيد حركتنا، أو أن يضع لنا حدودا في أي مجال، ولنا الحق أن نقول ما نشاء، وأن نعلن ما نشاء، وأن نصارح الناس، ونزيل أي التباس حول العديد من المسائل المطروحة، وهذا ليس مستغربا، بل المستغرب هو هذا الانفعال، وهذا التحريض من جوقة الشتامين التابعين المدفوعين".
وسأل: "ضد من تحرضون؟ ضد وليد جنبلاط؟ ضد هذا المارد الوطني، حامل إرث كمال جنبلاط السياسي، كمال جنبلاط الذي وقف عام 1970 على تلال الجنوب وجال من عيثرون إلى الخيام إلى مرجعيون، مطالبا بتعزيز صمود الأهالي وبناء المدارس وإقامة التحصينات والملاجئ، وحدد العدو ونبه من خطورة الأطماع الإسرائيلية؟ كمال جنبلاط الذي انطلقت المقاومة الوطنية من منزله في بيروت عام 1982، مع الرفيقين جورج حاوي ومحسن ابراهيم؟ كمال جنبلاط حليف جمال عبد الناصر ونصير القضية الفلسطينية وشهيدها؟.
ضد من تحرضون؟ ضد وليد جنبلاط، الذي تحمل الآلام وضمد الجراح واتخذ القرار الصعب، لا بل الأصعب عام 1977، لأنه لا يخطئ الهدف ولا يضيع الاتجاه، مهما عصفت الرياح؟ وليد جنبلاط الذي قاد الحزب وقاد العمل الوطني مع رفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية، وأسقط مع كل الوطنيين الشرفاء المشروع التقسيمي الإسرائيلي؟ ضد من تحرضون؟ ضد من وقف مع حليفه ورفيق دربه الرئيس نبيه بري، ورفاقه الوطنيين، وأسقطوا اتفاق الذل والعار، اتفاق السابع عشر من أيار، وحقق الانتصار تلو الانتصار؟.
ضد من تحرضون؟ ضد من أهدى بكل قناعة جزءا من سلاحه النوعي عام 1991، إلى المقاومة من أجل تحرير الأرض؟ ضد من قاد المصالحة الوطنية الكبرى مع المغفور له البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي غاب عنا فجر هذا اليوم، وبغيابه نفتقد أحد أعمدة السيادة والاستقلال في لبنان؟ فكم سنفتقدك أيها الأصيل، أيها المارد الوطني الكبير، ويبقى الوفاء لك ولمسيرتك ونهجك كي يبقى الوطن لبنان".
ومضى قائلا: "لا يا سادة، ما هكذا يكافأ وليد جنبلاط. ما هكذا يكافأ الوطنيون الشرفاء، ما هكذا يخاطب أصحاب القضية الأوفياء، لكنكم لم تتعظوا، في كل مرة تحاولون استهدافه وتقييده ومحاصرته، يفك الحصار ويخرج قويا منيعا عزيزا كبيرا، بحنكته وقدرته وقيادته وريادته وصوابية قراره، وبفضل وفاء الأوفياء ونقاء الشرفاء، لينقلب السحر على الساحر، ويصبح الموهوم بالانتصار خاسرا. هذا هو وليد جنبلاط، فاهدأوا وتواضعوا وضعوا المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فليكن التعاطي معنا على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية، لا نفرض رأينا على أحد، ولن نسمح لأحد أن يفرض رأيه علينا".
وختم "حماية لبنان مسؤوليتنا جميعا، فعودوا إلى المشترك في ما بيننا، ولنجمع على إيجاد أفضل الوسائل والاستراتيجيات لحماية وطننا. هذه مسؤوليتنا جميعا، ولا بد أن نصل إلى اللحظة التي تصبح فيها الدولة وحدها، صاحبة الأمرة والقدرة والقرار، عودوا إلى التلاقي عودوا إلى الحوار، ونحن سنبقى على ثوابتنا وعلى قناعاتنا، ولن تثنينا كل محاولات الإخضاع والتطويع والتركيع".