أخبار لبنان

أبو الحسن: ما هكذا يكافأ جنبلاط!‏

تم النشر في 12 أيار 2019 | 00:00

احتفلت وكالة داخلية الجرد وفرع شارون في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، بذكرى تأسيس ‏الحزب وعيد العمال العالمي، بلقاء سياسي مع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو ‏الحسن، أقيم في قاعة "بني أحمد" في بلدة شارون.‏


وقال: "نقارب اليوم، كافة الملفات المطروحة والاهتمامات اليومية، من دون مراعاة أو ‏استثناءات، مما يجعلنا كحزب، في موقع التلاقي أحيانا، والتعارض أحيانا أخرى، مع بعض ‏القوى والأحزاب ، وهذا أمر طبيعي، يجب ألا يؤدي إطلاقا إلى ما نشهده حاليا من مواقف، لدى ‏هذا البعض، تقوم على قاعدة الفرز والتشكيك والتخوين ومحاولات التدجين، وعلى قاعدة إما ‏معنا وإما ضدنا".‏


أضاف: "لسنا نحن من نخاطب بأسلوب كهذا، هذا أمر مرفوض، ولأصحابه مردود. فمن يحمل ‏هذا التراث الوطني، ويمتلك ذلك البعد العربي والإنساني، ومن ناصر القضايا الوطنية والقومية ‏وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ومن فتح طريق المقاومة إلى بيروت العربية وإلى البلدات ‏الجنوبية يرفض هذه الأساليب، من قدم الغالي والنفيس من أجل وحدة لبنان وسيادته وعروبته ‏واستقلاله، هو دائما في الموقع المتقدم والرائد والحريص، في طرح كافة الهواجس والآراء ‏والمواقف، على كافة المستويات وفي كل الاتجاهات".‏


وتابع: "فليكن الجهد الأساسي، العمل على تحصين الساحة الداخلية، وتوفير شبكة أمان اجتماعية، ‏وهذا ما استشرفناه في الحزب منذ زمن بعيد، منذ المؤتمر العام الأخير للحزب، حين أطلقنا ‏البرنامج الرؤيوي تحت عنوان "نحو حقبة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي"، الذي انبثقث ‏عنه رؤية شاملة شكلت العناوين الانتخابية للحزب وللقاء الديمقراطي، لتترجم لاحقا، بالورقة ‏الاقتصادية والمقترحات الإنقاذية، التي حددت مكامن الخلل وكيفية معالجتها، وحمت الطبقة ‏العمالية والشعبية، من خلال رفض المس بحقوقها وبجيوبها".‏


وأردف: "اليوم ندعو الجميع إلى تبني تلك المقترحات كاملة، بعدما أخذ بجزء منها في مشروع ‏الموازنة العامة، فلا مجال بعد اليوم لهدر الوقت، لا مجال بعد اليوم لتقاذف الاتهامات ولإضاعة ‏الفرص وتفويت المبادرات، لا مجال بعد اليوم للمناكفات والبهلوانيات والمزايدات".‏


واستطرد: "كل ذلك يجري في حين أن الأزمة المالية والاقتصادية تستفحل أكثر، وأزمات ‏المنطقة تشتد خطورتها، لتصبح أكبر وأخطر، مع ما يحاك من صفقات مشبوهة تهدف إلى ‏تصفية القضية الفلسطينية، التي ستترك تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وعلينا كلبنانيين، ‏وإن ما نشهده اليوم، ينذر بمستقبل قاتم، فيما الغيوم تتلبد في الأفق البعيد، وهذا يحتاج إلى ‏التضامن وإلى توحيد النظرة الوطنية وتحصين الوحدة الداخلية، وتوفير قبة أمان سياسية، وهذا ‏يتطلب أيضا، تعقلا ونقاشا موضوعيا هادئا وحوارا سياسيا منفتحا، وليس توترا وانفعالا ‏واستفزازا، أو إرسال الرسائل المسمومة، من خلال بعض الأدوات الموتورة الصغيرة والحاقدة، ‏التي لا قيمة لها، ولن تفيد أصحابها بشيء".‏


وقال: "مقاربتنا المسؤولة لقضية النازحين السوريين وغيرها من المسائل الحساسة، تأتي ضمن ‏حدود مسؤوليتنا الوطنية، ولن نسمح لأحد بأن يقيد حركتنا، أو أن يضع لنا حدودا في أي مجال، ‏ولنا الحق أن نقول ما نشاء، وأن نعلن ما نشاء، وأن نصارح الناس، ونزيل أي التباس حول ‏العديد من المسائل المطروحة، وهذا ليس مستغربا، بل المستغرب هو هذا الانفعال، وهذا ‏التحريض من جوقة الشتامين التابعين المدفوعين".‏


وسأل: "ضد من تحرضون؟ ضد وليد جنبلاط؟ ضد هذا المارد الوطني، حامل إرث كمال ‏جنبلاط السياسي، كمال جنبلاط الذي وقف عام 1970 على تلال الجنوب وجال من عيثرون إلى ‏الخيام إلى مرجعيون، مطالبا بتعزيز صمود الأهالي وبناء المدارس وإقامة التحصينات ‏والملاجئ، وحدد العدو ونبه من خطورة الأطماع الإسرائيلية؟ كمال جنبلاط الذي انطلقت ‏المقاومة الوطنية من منزله في بيروت عام 1982، مع الرفيقين جورج حاوي ومحسن ابراهيم؟ ‏كمال جنبلاط حليف جمال عبد الناصر ونصير القضية الفلسطينية وشهيدها؟.‏


ضد من تحرضون؟ ضد وليد جنبلاط، الذي تحمل الآلام وضمد الجراح واتخذ القرار الصعب، ‏لا بل الأصعب عام 1977، لأنه لا يخطئ الهدف ولا يضيع الاتجاه، مهما عصفت الرياح؟ وليد ‏جنبلاط الذي قاد الحزب وقاد العمل الوطني مع رفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية، وأسقط مع ‏كل الوطنيين الشرفاء المشروع التقسيمي الإسرائيلي؟ ضد من تحرضون؟ ضد من وقف مع ‏حليفه ورفيق دربه الرئيس نبيه بري، ورفاقه الوطنيين، وأسقطوا اتفاق الذل والعار، اتفاق السابع ‏عشر من أيار، وحقق الانتصار تلو الانتصار؟.‏


ضد من تحرضون؟ ضد من أهدى بكل قناعة جزءا من سلاحه النوعي عام 1991، إلى ‏المقاومة من أجل تحرير الأرض؟ ضد من قاد المصالحة الوطنية الكبرى مع المغفور له ‏البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي غاب عنا فجر هذا اليوم، وبغيابه نفتقد أحد أعمدة ‏السيادة والاستقلال في لبنان؟ فكم سنفتقدك أيها الأصيل، أيها المارد الوطني الكبير، ويبقى الوفاء ‏لك ولمسيرتك ونهجك كي يبقى الوطن لبنان".‏


ومضى قائلا: "لا يا سادة، ما هكذا يكافأ وليد جنبلاط. ما هكذا يكافأ الوطنيون الشرفاء، ما هكذا ‏يخاطب أصحاب القضية الأوفياء، لكنكم لم تتعظوا، في كل مرة تحاولون استهدافه وتقييده ‏ومحاصرته، يفك الحصار ويخرج قويا منيعا عزيزا كبيرا، بحنكته وقدرته وقيادته وريادته ‏وصوابية قراره، وبفضل وفاء الأوفياء ونقاء الشرفاء، لينقلب السحر على الساحر، ويصبح ‏الموهوم بالانتصار خاسرا. هذا هو وليد جنبلاط، فاهدأوا وتواضعوا وضعوا المصلحة الوطنية ‏فوق كل اعتبار، فليكن التعاطي معنا على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية، لا نفرض رأينا على ‏أحد، ولن نسمح لأحد أن يفرض رأيه علينا".‏


وختم "حماية لبنان مسؤوليتنا جميعا، فعودوا إلى المشترك في ما بيننا، ولنجمع على إيجاد أفضل ‏الوسائل والاستراتيجيات لحماية وطننا. هذه مسؤوليتنا جميعا، ولا بد أن نصل إلى اللحظة التي ‏تصبح فيها الدولة وحدها، صاحبة الأمرة والقدرة والقرار، عودوا إلى التلاقي عودوا إلى الحوار، ‏ونحن سنبقى على ثوابتنا وعلى قناعاتنا، ولن تثنينا كل محاولات الإخضاع والتطويع والتركيع".‏