يبدو أنّ العلاقة بين "حزب الله" ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" لم تغادر بعد جادة "القطيعة" رغم الجهود التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري لجمع الطرفين في عين التينة الأسبوع الماضي. فبعدما كانت التوقعات تتجه نحو إعادة "تنظيم الخلاف" بين الطرفين عبر احتواء الخلاف المتجدد على لبنانية مزارع شبعا، عادت الأمور إلى الوراء بفعل الموقف الحاد الذي اتخذه وفد "حزب الله" إلى عين التينة حين آثر عدم إبداء مرونة في الموقف إزاء كل ما طرح في اللقاء مع "الاشتراكي" تحت عنوان: العودة إلى القيادة للوقوف عند رأيها.
ووسط الأجواء الملبّدة في فضاء العلاقة بين المختارة وحارة حريك، ثمة قرار "جنبلاطي" واضح وحازم بعدم السكوت عن حملات التخوين، والرد عليها بطرح الأمور "كما هي" مع الحفاظ على الأدبيّات السياسية واحترام الرأي الأخر. وفي هذا الإطار بدا لافتاً للانتباه أمس الكلام الذي غمز من خلاله جنبلاط من قناة سلاح "حزب الله" عبر مطالبته بوجوب "تثبيت أقدام الدولة وأن تكون للجيش الإمرة على كامل الأراضي اللبنانية" مع إعادة تمسكه بضرورة "تثبيت لبنانية مزارع شبعا".
.. لكل طرف يسيء "التقديرات"
وعلى خط التصدي "الاشتراكي" لحملات التخوين، برز تشديد النائب هادي أبو الحسن على أنّ "كل محاولات الإخضاع والتطويع والتركيع لن تثنينا ولن تدفعنا إلى التنازل عن ثوابتنا وقناعاتنا"، تلاه تصويب مفوّض الاعلام "الإشتراكي" رامي الريّس على ما وصفه بأنه "مطبخ إستخباراتي صغير" يفبرك روايات تخوينية ويبتدع بطولات وهمية. فمن المقصود بهذه الردود؟
مصادر قيادية "إشتراكية" تؤكد لـ"مستقبل ويب" أنّها موجّهة "لكل طرف يُسيء التقديرات في حفظ تاريخ وليد جنبلاط ومكانته الوطنية والعربية". وأردفت: "نحن نتعايش في بلد ديمقراطي وحق التعبير السياسي فيه محفوظ لكل الأطراف لكن يُمنع تجاوز الأعراف والتقاليد وأدبيات التخاطب السياسي في طريقة التعبير عن الموقف".
وإذ أكدت أنّ "الاشتراكي" لا يبحث عن سجال "مع أي جهة"، استدركت المصادر بالقول: "لكن ذلك لا يعني أننا لن نقدم وجهة نظرنا من الملفات المطروحة فنحن حزب سياسي موجود وله حضوره ولديه وجهة نظر من كل التطورات القائمة ونُعبّر عن ذلك على طريقتنا وبالشكل المطلوب والمناسب".
وعما إذا كان هناك أي لقاء جديد مُرتقب في عين التينة مع "حزب الله"، اكتفت المصادر "الاشتراكية" بالإجابة: "يدنا ممدودة لأي مسعى يهدف إلى تقريب وجهات النظر وشرحها، خصوصاً وأننا من مدرسة لا تعترف بمقولة إمّا معنا وإما ضدنا".