منذ ان انتصر على الإرهاب عند الحدود وأبطل مفعول تمدده إلى الداخل، تحوّل لبنان الرسمي إلى شريك أساسي في عملية مكافحة الإرهاب في المنطقة وتحديداً بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، الراعي الأبرز والأساسي لعملية تسليح الجيش اللبناني الذي أظهر كفاءات ومهارات قتالية عالية خلال معركة "فجر الجرود"، بشكل عزز أكثر فأكثر مسار تطوير العلاقات بين المؤسستين العسكريتين اللبنانية والأميركية في محطّات عديدة سواءً عبر الدعم العسكري واللوجستي والمادي أو من خلال الدعوات التي تُوجّه دورياً إلى قائد الجيش لزيارة أميركا للمشاركة مع كبار القادة العسكريين في محادثات سنوية حول تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز سبل التعاون في مكافحة الإرهاب.
ويوم السبت الفائت، غادر قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من الضباط إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية للمشاركة في اللقاء السنوي الذي يُعقد من أجل تقييم المساعدات الأميركية للجيش والحاجات المستقبلية. وهي زيارة تأتي، حسبما أوضحت مصادر عسكرية لـ"مستقبل ويب"، ضمن سلسلة لقاءات سنوية تُقيمها الولايات المتحدة لقادة الجيوش التي تدعمها بشكل مباشر، بهدف تقييم أوضاعها والوقوف عند احتياجاتها بالإضافة إلى الإطلاع على كافة البيانات المتعلقة بالسلاح الذي تُقدمه وكيفية استخدامه والنتائج المُحققة منه.
وإذ أكدت أنّ "لبنان أصبح شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وهو يحتل اليوم مكانة خاصّة وهامة بالنسبة إلى وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية". أشارت المصادر العسكرية إلى أنّ زيارة العماد عون "تأتي بدعوة حُددت مُسبقاً بالتنسيق مع السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، وسيلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الأميركيين المكلفين بملف برنامج المساعدات"، لافتةً إلى أنّ "الجانب الأبرز في المباحثات المرتقبة يتعلق بمسألة الجماعات الإرهابية ونفوذها في المنطقة والسُبل الهادفة إلى مكافحتها وعدم تمكينها من استعادة تموضعها مُجدداً ضمن النطاق الجغرافي الذي كانت تتواجد فيه لا سيما في المناطق الحدودية".
وفي هذا السياق كشفت المصادر العسكرية لـ"مستقبل ويب" عن "دعم أميركي جديد للمؤسسة العسكرية اللبنانية عبر حزمة أسلحة ستتسلمها قيادة الجيش قريباً"، وعادت المصادر بالذاكرة إلى وقائع زيارة العام الماضي لقائد الجيش إلى الولايات المتحدة، فنقلت ما كان سمعه الوفد اللبناني من مسؤولين أميركيين حينها بأنّ "الولايات المتحدة أشرفت على تدريب ما يُقارب الثلاثين جيشاً لكن الجيش اللبناني هو الأفضل على الإطلاق".
ورداً على سؤال حول احتدام الاشتباك الأميركي – الإيراني في المنطقة، اكتفت المصادر العسكرية بالقول: "بطبيعة الحال سوف تحضر الأحداث والتطورات الإقليمية الحاصلة على طاولة البحث، لكن في نهاية المطاف يعود القرار إلى السلطات الرسمية المعنية في لبنان بتحديد سياسته" إزاء محتلف التطورات.