خاص

.. ولن يُسكتوا صوت المفتي الشهيد خالد

تم النشر في 16 أيار 2019 | 00:00

ثلاثون عاما على اغتيال المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في 16 أيار 1989. كانت الوسيلة سيارة ملغومة أودت بحياة 16 شخصا ومرافقين في عائشة بكار ، أما الهدف فإسكات أصوات جميع من نادوا أو راهنوا على سلطة الدولة  ومؤسساتها أو حتى السعى الى النهوض بالوطن خارج سلطة الوصاية ومحاولات التقسيم ، وهو الأمر الذي جعل العين حمراء على كثيرين أمثال الشيخ أحمد عساف والدكتور صبحي الصالح وسليم اللوزي ومحمد شقير وناظم القادري وغيرهم ممن ساروا على درب الشهادة قبل وبعد ربيع بيروت في وجه شبه كبير بين ذلك اليوم المشؤوم الذي لن ينساه اللبنانيون في حدود الواحدة ظهراً ،وبين الرابع عشر من شباط من العام 2005  وفي حدود الواحدة ظهراً أيضاً.





{"preview_thumbnail":"/storage/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/2JnsNOUeSnE.jpg?itok=NPRSxBbq","video_url":"https://youtu.be/2JnsNOUeSnE","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":0},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive)."]}





 





 



"

وكان على المفتي الشهيد أن يختار قدره بالسير على درب الشهادة منذ رفع الصوت على المنابر موجزا أحوال البلد في حينه:""تعلمنا أن العدو يعتمد ثلاث خطوات : إما أن يرشي الحاكم ليصبح عبدا له، أو يحرض الشعب عليه، وإما يقتله وهذا ما يحصل اليوم في بلادنا "، ومؤسسا للقاء الاسلامي الذي شكل الهيئة المدنية الوحيدة المواجهة للفوضى المسلحة والداعمة للدولة في مرجعيتها لكل اللبنانيين من دون استثاء ،وترجمت خلال اللقاءات التي كانت تعقد في دار الفتوى أو في دارته في عرمون تمسكه بالثوابت الإسلامية الوطنية وبنودها العشرة عام 83، والتي أعلنها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين ، وأكدت على "سيادة لبنان ووحدته وعروبته، كوطنٍ نهائيّ لجميع ابنائه، بدون تفرقة او تمييز"، وأعقبها مواقف  بلغت ذروتها في صلاة الملعب البلدي، التي شارك فيها عشرات الالاف من المسلمين بثيابهم البيضاء، بكل أطيافهم ومذاهبهم، مؤكدين رهانهم على وحدة البلاد ورفضهم المطلق، لمنطق دويلات الأمر الواقع وأمرائها، والتي أعلن فيها المفتي الشهيد موقفه الشهير:" لبنان لا يبنى بفئة او طائفة او مذهب او حزب،وانما يبقى بوحدته الوطنية وعيشه المشترك ونهوض الدولة العادلة والقادرة حيث لا سلاح الا سلاحها، ولا سلطة الا سلطتها، ولا شرعية الا شرعيتها، فلا للمليشيات وأمرائها ايا كانوا ولاي طائفة انتموا ".



"

وقبل موقفه هذا ، كان هو نفسه رجل الدين الذي يذكر في كل خطبة جمعة بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ، وحين استشهد ابن بيروت خليل الجمل على أرض فلسطين مدافعاً عنها  بعد هزيمة العام 1967 ،نظم المفتي الشهيد مسيرة انطلقت من المسجد العمريّ الكبير، الى مقبرة الشهداء، حيث وقف مصليًّا على الشهيد الجمل، داعيا الى انطلاق الثورة الفلسطينيّة لتحرير فلسطين من بحرها الى نهرها، على ايدي المؤمنين بقضية فلسطين ودورها ورسالتها.



"

في آخر خطبة  وقف المفتي الشهيد متأملا في المدينة وقال :"هذه بيروت حافظوا عليها بمبادئها لا تغيروا فيها ولا في تقاليدها "، وكأنه بشهادته افتدى البلد لتتوقف الحرب تاركا وصيته :" إن أعز نداء إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته، وأن تعيشوا في ظلاله إخوة متلاقين، متحابين في السراء والضراء. وإن أكرم المواطنين على هذا الوطن الحبيب هم أولئك الذين يعيشون فيه معاني الحب ومظاهره، ويمدونه بالعطاء في العلم والعمل والبناء. ولا غرو، فالقيمة الحقيقية للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب، لا بما يحقق لنفسه من مكاسب."



"