سعد الحريري

الحريري: أمامنا فرصة لن أدعها تضيع

تم النشر في 16 أيار 2019 | 00:00

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن "اليوم أمامنا فرصة، أنا لن أدعها تضيع، ومن يرغب في إضاعتها ليتحمل المسؤولية". وقال: "هناك فرصة لنصحح أوضاعنا، وبدون إصلاحات جدية ليس هناك من تصحيح، ولا استثمارات ولا فرص عمل". 





موقف الرئيس الحريري جاء خلال كلمة ألقاها غروب اليوم في حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في مركز سي سايد أرينا بحضور عدد من الشخصيات وممثلي العائلات البيروتية، وفي ما يلي نص الكلمة: 





صحيح أننا نجتمع اليوم بدعوة من اتحاد عائلات بيروت، لكن الحقيقة أننا جميعا تحت مظلة عائلة واحدة، هي عيلة بيروت. بيروت تجمعنا، لأن بيروت روح البلد، ولا بلد بلا روح. 





حبيبكم الرئيس رفيق الحريري، عرف هذا الأمر من بداية الطريق. رأى أن البلد لا يمكن أن يشفى من الحرب إن لم تكن صحة بيروت بخير، وإن لم يكن أهل بيروت بسلام وأمان. 





بدأ من بيروت، لأنه هنا حجر الأساس لكل البلد. ومن كانت "عينن ضيقة"، بالعمل الذي حصل ببيروت، نقول لهم: بيروت روح البلد، وكل البلد موجود في بيروت، والعمل فيها عمل لكل الناس من كل المناطق. 





بيروت في هذه الأيام تنتظر، كما ينتظر كل اللبنانيين، ما ستقوم به الحكومة في الوضع المالي والاقتصادي. الناس خائفون على لقمة عيشهم. وهناك أشخاص خائفون على مداخيلهم. لكن هناك شباب وشابات بالآلاف ينتظرون باب ضوء لفرصة عمل في البلد. تجارب الماضي لم تشجع الناس كثيرا على الثقة بالبلد، لأن الوعود كانت كثيرة وتنفيذ الوعود لم يكن صحيحا. 





أنتم تعرفون كيف كانوا يعرقلون عمل الرئيس رفيق الحريري، وما كان يحصل بعد باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 ... 





رفيق الحريري كان يأخذ الأمور بصدره، ويقول للمجتمع الدولي: أنا الضمانة. وكان هناك في البلد مع الأسف، من هو جاهز لتعطيل كل الضمانات. 





اليوم أمامنا فرصة، أنا لن أدعها تضيع، ومن يرغب في إضاعتها ليتحمل المسؤولية.  هناك فرصة لنصحح أوضاعنا، وبدون إصلاحات جدية ليس هناك من تصحيح، ولا استثمارات ولا فرص عمل. 





كلنا نسعم كل يوم نظريات اقتصادية على التلفزيونات، والكل بات يفهم بالاقتصاد وبالليرة اللبنانية ومشاريع البنى التحتية. نحن نعرف أين هو البلد، وما هي المصاعب التي تواجهنا في الاقتصاد. لذلك علينا جميعا أن نعمل لكي نخرج من هذا الوضع الاقتصادي، لأنه لدينا بالفعل فرصة. صحيح نقول أننا نريد أن نتقشف ونشد الحزام ونقلل من المصاريف، لكن في الوقت نفسه، هناك مشروع سيدر، حيث هناك 12 مليار دولار من البنى التحتية. هل يعتقد أحد أن البنى التحتية لدينا بخير؟ بالتأكيد كلا. لذلك علينا أن نشد الحزام من جهة، وأن ننفذ هذه المشاريع من جهة أخرى، فهي تخلق فرص عمل بين 30 و50 ألف فرصة عمل سنويا. 





وأنا أؤكد لكم أننا في هذه الموازنة سنصل إلى حلول ترضي الجميع، وإذا شعر الجميع أنه يضحي اليوم، إلا أن ما نطلبه هو فترة. نحن لا نقول أننا سنتقشف على مدة عشر سنوات، علما أن هناك دولا حولنا رأينا ما حل بها لكي تخرج من أزمتها الاقتصادية، وهي لم تتمكن من الخروج بعد ست وسبع سنوات.





ما نقوم به ليس مسكنا بلا علاجا، لذلك علينا أن نقوم بهذه الإصلاحات. أنا سأكون صادقا دائما معكم، أنتم أهل بيروت واتحاد عائلات بيروت، الذين كان الوالد رحمه الله يعتبركم حزبه. سنكمل المشوار معا، وقد تكون الأمور صعبة في هذه الأيام، لكن في الأيام المقبلة بعد إقرار الموازنة ستكون الأمور إن شاء الله أفضل وأفضل، لأننا نكون قد وصلنا إلى المكان الذي يجب أن نصل إليه كدولة وكحكومة، وبعد سيدر وكل مشاريعه ستنطلق، فاطمئنوا. هناك تهويل كثير في البلد، لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد بالأمس أن الليرة بخير، وأنا أؤكد لكم أن الليرة بخير، لأنه لدينا حاكم مصرف لبنان اسمه رياض سلامة، يعمل بقوة، وعلينا جميعا أن نعمل معا، وليس هناك من فريق سياسي يستطيع أن يقوم بالبلد وحده، فكل واحد يخرج اليوم ويعقد مؤتمرات صحفية و"يشد ويقد" بالبلد، لكني أؤكد لكم أنه، لا سعد الحريري ولا أي فريق وحده، يمكنه أن يقوم بالبلد، بل علينا جميعا إن ننهض بلبنان، كما كان يفعل رحمه الله الشهيد رفيق الحريري.





شكرا على هذا الإفطار وعلى وجودكم، وهذه الحكومة ستكون إن شاء الله حكومة إلى العمل، ونحن سننطلق بالعمل إن شاء الله.





كلمة يموت





وكان رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت قد ألقى كلمة قال فيها: "أهلا بالبيارتة الشرفاء، أهلا بالبيارتة الصابرين، أهلا بالبيارتة المناضلين، أهلا بالبيارتة الأصليين، أهلا بعائلات بيروت الطيبة العصية الأبية المكافحة لتأمين لقمة عيشها والعيش بعزة وكرامة في ظل وضع اقتصادي ضاغط وصعب جدا.





أنحني أمامكم تقديرا واحتراما وامتنانا لإيمانكم بهذا الوطن وصبركم على ما نتحمله معا جميعا في سبيل الاستمرار بأدنى قدر من العيش الكريم.





إن اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، والذي أصبح اليوم يضم حوالي 90 جمعية عائلية بيروتية، وما زال يعمل بالتعاون مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لمعالجة كل الأمور التي تخص مدينتنا الحبيبة بيروت. كما وجدنا تعاونا مع محافظ مدينة بيروت ورئيس مجلس بلديتها لمعالجة المواضيع المتعلقة بإنارة أرصفة وبنى تحتية ومواقف سيارات وحدائق عامة وغيرها.





كما أغتنم هذه الفرصة لشكر رؤساء وقادة الأجهزة الأمنية على تعاونهم مع مطالب البيارتة المحقة، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.





ويتساءل البيارتة ماذا فعل الاتحاد لنا؟





هذا سؤال نسمعه كثيرا. فبيروت تعتز بمرجعيتها الدينية الممثلة بدار الفتوى وبمرجعيتها السياسية الممثلة برئاسة مجلس الوزراء. ولقد تمكنا بحمد الله وعونه، دولة الرئيس سعد الحريري من تثبيت اتحاد جمعيات العائلات البيروتية مرجعية شعبية.





لقد تمكنت الهيئة الإدارية الحالية، وفي غضون سنتين ونصف السنة من اعتماد بطاقة الاتحاد الصحية التي وزعت على حوالي 3500 شخصا من أهل بيروت، كما أنشأنا بتوجيه من دولة الرئيس سعد الحريري، وبالتعاون مع وزير الداخلية ومحافظ مدينة بيروت ورئيس مجلس بلديتها، مركزا صحيا للبيارتة المتواجدين في بشامون وجوارها، والتي يعود الفضل بها إلى الدكتور عبد الرحمن الحوت والمهندس عماد مدور واللجنة الصحية.





كما شاركنا في إعداد دورات تدريبية بالتعاون مع جمعية "نهوض" لتمكين المتقدمين إلى الوظائف العامة من الاستعداد للمشاركة في مبارياتها. كما نشكر المحامي ماجد دمشقية واللجنة القانونية على إنشاء لجنة محامين متطوعين، مؤلفة من 22 محام للدفاع الأولي عن قضايا البيارتة في المخافر.





أما على صعيد التواصل مع أهلنا البيارتة، فقد خصصنا بعد ظهر يوم الجمعة من كل أسبوع لاستقبال مراجعات أهلنا البيارتة، وقمنا بمتابعة مطالبهم مع المراجع المختصة. هذا فضلا عن النشاطات الثقافية من محاضرات وندوات متخصصة ومعارض فنية.





سيبقى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أمينا على رسالة العاصمة وحقوق أهلها، فبيروت عزنا، وأهلها حراس الوطن. وكل عام وأنتم بحير.





تكريم عيتاني





وفي الختام، كرم الاتحاد النائب السابق ورئيس الاتحاد الأسبق محمد الأمين عيتاني ومنحه درع الاتحاد.





وبالمناسبة، نوه عيتاني بالجهد الذي بذله الرئيس الحريري خلال فترة استنهاض الاتحاد والفترة التي تلت، وقد حمى الاتحاد وقت الشدة وساعده على اكتمال مهمته بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقال: "كان هم الرئيس الحريري أن يؤكد أن بيروت قد عادت لأصحابها الأصليين، إلى عائلاتها، فأعطى الاتحاد كامل ثقته وحرصه على تدعيم مسيرته والحفاظ على وحدته ومنعه من التفكك، رغم ما يتعرض وحكومته في كل يوم لكثير من المطبات والحواجز".