خاص

الاشتباك الإيراني – الأميركي يحتدم.. فهل تقحم طهران "حزب الله"؟

تم النشر في 20 أيار 2019 | 00:00

يتفاعل الإشتباك الأميركي – الإيراني على امتداد الخارطة الإقليمية مع اشتداد الخناق المالي والاقتصادي والنفطي على طهران بشكل بات يتهدد وجودياً محورها المتمدد في عمق الساحات العربية، تحت وطأة انقطاع المدّ المالي إلى التنظيمات والميليشيات المسلحة التي ترتزق من خزائن المال الإيراني.





 





ووسط احتدام المشهد في سوريا واليمن والخليج العربي، ثمة سؤال يطرح نفسه في أروقة المتابعين: هل ستعمد إيران إلى إقحام "حزب الله" مباشرةً في اشتباكها مع الولايات المتحدة؟ وإذا كانت أغلبية الآراء تتفق على أنّ الحزب "مجبر لا بطل" في المعادلة الإقليمية إذا ما أتاه "تكليف شرعي" ما، غير أنّ البعض من المراقبين يميل إلى أرجحية استمرار إيران بالنأي بـ"حزب الله" عن الاشتباك المباشر مع واشنطن في المرحلة الراهنة لعدة اعتبارات أبرزها أنّ الحزب هو أحد أهم وآخر "الأوراق" التي قد تلجأ القيادة الإيرانية إلى استخدامها خشية إحراقها باكراً على طاولة الكبار، هذا من ناحية، بينما من ناحية ثانية يستدل أصحاب هذا الرأي (لتأكيد صوابية ترجيح استبعاد إقحام "حزب الله" في مواجهة طاحنة حالياً) على الاستنزاف الذي تعرض له "حزب الله" في الفترات الماضية مادياً ومعنوياً بالمقدرات والأرواح في سوريا وغير سوريا وصولاً إلى استفحال أزمته المالية راهناً حسبما بدأت تظهر مؤشراته تباعاً على ملامح قطاعات الحزب نتيجة إحكام العقوبات الأميركية قبضتها على مصادر تمويله.





 





وفي هذا الإطار، تبرز انعكسات درامية للعقوبات على مختلف مؤسسات "حزب الله" سواءً الإعلامية أو التربوية أو حتّى الطبيّة، وصولاً إلى بدء ملامح تسلل هذه الانعكاسات إلى منظومة الحزب العسكرية من خلال تقارير تكشف تفاصيل لافتة للانتباه خصوصاً تلك المتعلقة بفتح قيادة "حزب الله" باب الإستقالات أمام فئات ونوعيات محددة من المقاتلين لدواعي التخفيف من الأعباء المالية والحد من الاستنزاف الناتج عن الحصار الخانق.





 





ولعلها من المرات النادرة التي لا يستطيع أن يكابر فيها "حزب الله" في معرض إقراره بتأثيرات الحصار المالي على العديد من جوانبه التنظيمية، وهذا ما كان أكده السيد حسن نصرالله نفسه خلال إطلالاته الأخيرة.. وصولاً إلى ما كشفه "موظف" في "حزب الله" لصحيفة "واشنطن بوست" لناحية تأكيده "تسريح عدد من المقاتلين في الحزب ونقل عدد آخر إلى قوات الاحتياط. والعديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث كانوا لعبوا دوراً مهما في القتال"، مشيراً إلى إلغاء الامتيازات التي كان المقاتلون المسرّحون أو المحالون إلى الاحتياط يتقاضونها. وفي السياق عينه، سرت معلومات خلال اليومين الماضيين تتعلق بتوقيف قناة "المنار" بعض برامجها وإقالة عدد من الموظفين لديها "نتيجة الضائقة المالية".





 





.. إلى أقل من الثلث!





وفي خضم هذا الوضع المتأزم، تؤكد مصادر موثوقة من داخل بيئة "حزب الله" أن الأزمة المالية لن تؤثر على جهوزية الحزب الدائمة لمواجهة كافة الاحتمالات بما فيها الحرب مع إسرائيل، لكنها تقر في الوقت عينه بضراوة التداعيات السلبية لهذه الأزمة قائلةً لـ"مستقبل ويب": "بعض المتغيّرات بدأت تؤكد في الآونة الأخيرة مدى الإنعكسات السلبية على الحزب وبيئته الحاضنة من جراء الحصار المالي"، وكشفت على سبيل المثال عن وجود "محلات تجارية كانت تستفيد من بيع كميّات كبيرة من البضائع المُختلفة لـ"حزب الله" سواءً التموينية أو الإلكترونية أو أمور أخرى تخص مكاتبه الأمنية والشرعية الدينية، مقابل مبالغ شهرية كان يدفعها الحزب دورياً، لكن نتيجة التقشف الذي يعتمده الحزب راهناً تراجعت هذه الحركة المالية في أسواق بيئة الحزب إلى أقل من الثلث".