طرحت الصحف المحلية اليوم (الاربعاء) اكثر من علامة استفهام حول موازنة العام 2019، وما إذا كان الدخان الأبيض سيخرج من السراي الكبير اليوم، ايذاناً بجلسة إقرارها؟ أم ان الغلبة ستبقى "لصراع الإرادات"، بين الوزيرين علي حسن خليل (وزير المالية) وجبران باسيل (وزير الخارجية)، في ظل ضجة بدأت تضرب الأوساط الوزارية والسياسية والمالية من جرَّاء التأخير، وحرق الأعصاب، وشراء الوقت.
النهار
3 إيجابيات: الموازنة وسداد سندات والحدود
الجمهورية
موازنة "العجز" تُقرأ نهائيا اليوم
اللواء
الموازنة: التفاف على المطالب بالضرائب.. وإعادة السوريِّين بالضغط المالي!
تخفيضات على رواتب النواب وتشكيك عوني بالأرقام.. وخليل يلوِّح بالصيام إذا لم ينتهِ النقاش
الأخبار
باسيل: لسنا موافقين على الموازنة
الشرق الأوسط
بو صعب: نتحاور مع "حزب الله" حول استراتيجية لحصر السلاح
الحياة
مجلس الوزراء السعودي يطالب بموقف حازم يمنع النظام الإيراني من نشر الفوضى العالمية
الشرق
ختامها اليوم … فهل يكون مسكا ؟
الديار
عجز مشروع موازنة 2019 إنخفض إلى 4 مليارات دولار أميركي.. وهذا ما يحويه
المخاوف من إنكماش إقتصادي هذا العام في ظل إستمرار الأجواء السلبية
إجتماع يُمهِّد لجلسة إنجاز الموازنة اليوم
رجحت "الجمهورية" ان تقرّ الموازنة اليوم في مسودتها النهائية ليقرّها مجلس الوزراء نهائياً في جلسة يعقدها في القصر الجمهوري غداً، وذلك في حال توصّل اجتماع سيُعقد ظهر اليوم في السراي الحكومي قبَيل الجلسة الجديدة، ويضمّ رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل، الى معالجة العقبات الطارئة، تحضيراً لمتابعة النقاش والاقتراحات وتهدئة الاجواء، خصوصاً أنّ باسيل قال خلال جلسة أمس: "لسنا راضين على النتيجة، وهذا أسوأ مما كنا نتوقع، والـ 7,6% غير كافية. وكنّا قد اتفقنا في بعبدا على نسبة 7%".
لكن "اللواء" تحدثت عن إمكانية عقد اجتماع برئاسة الرئيس الحريري، وحضور عدد من الوزراء، قبيل عقد جلسة اليوم للتفاهم على إقرار الموازنة بصورتها النهائية. وعلمت "اللواء" انه سيحضر هذا الاجتماع الوزراء باسيل (التيار الوطني الحر) ومحمّد فنيش (عن حزب الله) وكميل أبو سليمان (القوات اللبنانية) ويمكن ان ينضم إليهم الوزير خليل (حركة أمل) ووائل أبوفاعور (الحزب الاشتراكي).
وقالت مصادر وزارية لـ"اللواء" انه بمحصلة هذا الاجتماع يُمكن ان يتكون الضوء الأخضر للافراج عن الموازنة، في ضوء تفاهم الكتل السياسية الأساسية التي تتشكل منها الحكومة، وانه لو اعتمدت الطريقة التي اتبعها الرئيس الحريري قبل بدء مجلس الوزراء في 30 نيسان الماضي درس الموازنة، لكان بالإمكان تفادي عقد 17 جلسة حتى الآن يسادها الشلل في سائر الوزارات، بسبب انهماك الوزراء في حضور جلسات شبه يومية.
كباش باسيل – خليل
لفتت "الجمهورية" إلى أن موقف باسيل جاء مخالفاً لتفاؤل وزير المال بالتوصّل الى الخفض بنسبة 7,6 في المئة. علماً انّ موقف باسيل رسم صورة ضبابية حول الموازنة دفعت البعض الى التشاؤم، وتوقّع ان لا يختم النقاش بها اليوم ويمتد الى جلسات إضافية.
اعتبرت "الجمهورية" انّ الموازنة وصلت الى خواتيمها وهي على لياليها، خصوصاً بعدما حذّر وزير المال من أنّ أي اضافة الى موادها ستدفعه الى مغادرة مجلس الوزراء، وليتحمّل الجميع المسؤولية. وهو قال أمس: "انا خلصت ووزارة المال انتهت من إعداد الموازنة، وما تقومون به لا علاقة له بالموازنة التي أنجزت ارقامها وأظهرت رقماً مشجعاً جداً وانخفاضاً بنسبة العجز أدّى الغرض المطلوب". وكان باسيل واضحاً في تلميحه ان ما يتّخذه مجلس الوزراء ما كان ليمرّ لولا ضغط الموازنة، ويجب الاستفادة من هذا الأمر.
وأصرّ باسيل بعد الجلسة على أنه "لا يزال هناك كثير يمكن فعله"، وقال: "يجب أن نتحدث إيجاباً عن نقاشاتنا. وصلنا الى مواد فاقت التسعين، وقرارات الوزيرين وائل ابو فاعور ومنصور بطيش استثنائية لأنها أمور نطالب بها منذ اكثر من سنتين، ولو لم نشترط ان تقرّ مع الموازنة ونربطها بها لبقيت أسيرة المماطلة. كذلك اتخذنا قرارات لها علاقة بالنازحين تشجّعهم على العودة لإقفال المؤسسات غير الشرعية ورفع الرسوم والغرامات على الاقامات للسوريين وعائلاتهم، وهذا كله لمصلحة البلد وهي مواضيع لم نستطع القيام بها منذ 6 سنوات".
ولاحظت المصادر الوزارية لـ"اللواء"، ان ما يجري داخل مجلس الوزراء هو عبارة عن "كباش ظاهري وباطني بين الوزيرين باسيل وخليل".
في المقابل، قال وزير المال لـ"الجمهورية"، انه راضٍ عن النتيجة. وكرر "أنّ مناقشة الموازنة انتهت ولم يحصل فيها أي تعديل حقيقي، وغداً (اليوم) مشهد جديد، والمهم ان نواكبه بعمل حكومي".
وسيعقد وزير المال مؤتمراً صحافياً يتحدث فيه بعد الجلسة، في رفقة رئيس الوزراء سعد الحريري الذي سيبشر اللبنانيين بإقرار مشروع الموازنة، أو وحيداً إذا احتاج النقاش الى جلسة اضافية. وقال لـ"النهار" أمس: "غداً (اليوم) سأتحدّث لو شو ما صار". وكان توجّه إلى الوزير جبران باسيل قائلاً: "إذا بكرا رح ترجع تعيد من الأول، سأبقى خارج الجلسة".
"الأخبار": هل يطلب باسيل التصويت على الموازنة؟!
لاحظت "الأخبار" أن باسيل لم يوضح ما إذا كان لموقفه بُعد "إجرائي" يتمثّل بطلب التصويت على الموازنة، علماً بأنه "يملك" الثلث المعطّل لإسقاطها، إذا جرى التوصيت وكان وزير الدولة لشؤون التجارة الدولية، حسن مراد، ووزير الدولة لشؤون النازحين، صالح الغريب، إلى جانبه.
وفيما رفض وزراء في تكتل "لبنان القوي" الإجابة عن سؤال "الأخبار" عن إمكان فرض التصويت على بنود الموازنة، شنّت قناة "أو تي في" التابعة للتيار الوطني الحر مساء أمس هجوماً على الموازنة في مقدمة نشرتها المسائية، في خطاب بدا أقرب إلى خطاب قوى المعارضة منه إلى خطاب حزب العهد وثلث الحكومة.
في المقابل، خلصت "النهار" إلى أن مناقشات مشروع الموازنة في جلسات متتالية طويلة وشائكة، كشفت هشاشة التضامن الوزاري بعد بلوغ العلاقات بين بعض مكونات الحكومة المرحلة الأسوأ، في ظل حرص على عدم تفجير تصيب شظاياه جميع من في الحكومة.
كتب رضوان عقيل في "النهار": على هدير الموازنة ... وزير يردّد: "البلد فلتان"!:
لم تجتمع مكونات الحكومة على ولادة الموازنة العامة إلا مكرهة بعد شريط طويل من الجلسات في السرايا والتي لم تخلُ من كشف التباعد الحاصل في توحيد الرؤية حيال هذا المشروع الذي يشكل اساس انتظام مالية الدولة ونفقاتها. وبات واضحاً وجود انعدام للثقة بين وزراء "التيار الوطني الحر" ووزير المال علي حسن خليل، ولا سيما مع الوزيرين جبران باسيل ومنصور بطيش. ويقول وزير عوني هنا: "لم نعد نفهم على خليل ولا نثق بالارقام التي يقدمها ولا نصدّقها. نحن نعمل على زيادة موارد الدولة وهو لا يقبل طروحاتنا، ولسنا مقتنعين بأكثرية بنود هذه الموازنة. وعندما نعلن مواقفنا هذه لا نكون نريد النيل من الرئيس نبيه بري ونعرف موقعه جيداً ونريد أفضل العلاقات معه. نريد مساعدة وزير المال ولسنا من هواة وضع العصي في طريق اقرار الموازنة والاصلاح وتحصين مالية الدولة". ويضيف: "اذا انتهت الموازنة على هذا المنوال فلن نحصد الا الخسائر. وسيذوب الثلج غداً ويظهر المرج". وكان لتأخير انتاج الموازنة لهذه السنة انعكاسات سلبية في الشارع الى درجة ان الامر وصل الى حد اصطدام العسكريين المتقاعدين مع زملاء لهم في الخدمة في مشهد اساء الى الروح المعنوية والتراتبية بين رفاق السلاح. ولم يكن ينقص المشهد إلا وقوف أرتال من السيارات امام محطات الوقود في بيروت والمناطق، والذي كان بحاجة ايضاً الى وقوف طوابير المواطنين امام الافران ليستعيدوا صوراً من أيام الحرب. ولم يجد وزير ناشط في الحكومة (غير عوني) سوى التعليق على هذه المشهدية بالقول ان "البلد فلتان". وعندما يطلق مسؤول كلاماً من هذا النوع، ماذا يترك للموظفين القلقين على مستقبلهم في دولة أثبتت ان سلطاتها غير قادرة على ان تمون على موظفين في الجمارك ليفكّوا اضرابهم! قبل وصول هدير الموازنة الى البرلمان بعد طول اشتياق نيابي، يبدو ان الرئيس بري لا يريد حصول اي اشتباك سياسي ويتعاطى مع الحكومة بحسن نية، وإن كانت في جعبته جملة من الملاحظات على الاداء الحاصل ولا يستثني الحريري منها.
4 مواد جديدة
وكانت 4 مواد جديدة فقط أُدخلت الى الموازنة تتعلق برسم الزجاج الداكن الذي اقترحت وزيرة الداخلية ريا الحسن زيادته من 500 الف ليرة الى مليون ليرة، ورسم على رخص السلاح، كذلك اقترحت الحسن بيع 700 نمرة عمومية موجودة في الوزارة بمبلغ 40 مليون ليرة بدلاً من 11 مليون ليرة، في اعتبار انها تؤمن أكثر من مليار ليرة للخزينة.
لفتت "الجمهورية" إلى أنه للمرة الاولى منذ التسعينات تمّ تحقيق الآتي:
ـ إقرار رسم نوعي على 20 سلعة اقترحها وزير الاقتصاد والتجارة بعد التشاور مع وزير الصناعة، وهذا من شأنه إعادة إطلاق الانتاج الوطني وحمايته من الاغراق ودعم الصناعة الوطنية، ممّا يولّد فرص عمل للبنانيين ويتوقع ان تؤمّن 100 مليار ليرة ايرادات سنوياً
ـ إقرار 2% على الاستيراد من الخارج ما عدا الآلات وما يستخدم في الانتاج الوطني والادوية والسيارات الصديقة للبيئة، ويتوقّع أن تؤمّن 400 مليار ليرة لبنانية كإيرادات سنوية.
ـ وضع سقوف وضوابط للانفاق في القطاع العام من دون المسّ بالأجور والرواتب، وقد شمل ذلك العطاءات.
ـ إتخذ قرار بضبط الحدود ومنع التهريب من خلال اجراءات عملية بحراً وبراً وجوّاً، كذلك اتخذت اجراءات للجم التهرّب الضريبي.
ـ خفض الحد الادنى للتصريح الالزامي عن الضريبة على القيمة المضافة من 100 الى 50 مليون ليرة، ما يخفف بمقدار كبير التهرب الضريبي اذ انه يوجد نحو 84 الف شخص ومؤسسة معنية بهذا الاجراء.
ـ الطلب من البلديات إجراء مسح لكل من يمارس مهنة او نشاطاً تجارياً او صناعياً او حرفياً، وعدم اعطاء اي ترخيص نهائي لا يملك رقماً مالياً.
ضريبة جديدة؟!
بدا واضحا لـ"اللواء"ً، ان الموازنة، وان بدت وكأنها نأت عن تخفيضات مباشرة على الرواتب، إلا انها التفت على مطالب القطاعات الوظيفية بعدم الاقتطاع أو الحسم او التخفيض، من خلال ضرائب على الدخل، طالت حتى المتقاعدين، فضلاً عن تخفيضات على التقديمات الاجتماعية قريبة من النسب التي طاولت النواب، بالإضافة إلى ضرائب على الاستيراد، من شأنه ان يرفع الأسعار بعد إقرار الموازنة.
أشارت "الجمهورية" إلى أن رسم الـ2 في المئة الذي فُرض على استيراد كل السلع (باستثناء المواد الاولية المخصصة للصناعة)، يثير ردود فعل متناقضة. وفيما يُبدي الصناعيون ارتياحهم الى القرار، يُطرح سؤال في الشارع مفاده: هل سيؤدي هذا الرسم الى رفع اسعار السلع، وبالتالي الى خفض القدرة الشرائية للمواطن؟ والسؤال الآخر المطروح: ألا يعتبر هذا الرسم بمثابة ضريبة جديدة على الناس، في حين انّ الحكومة سبق وأعلنت وتعهّدت بأن لا ضرائب جديدة في موازنة 2019؟
من الواضح لـ"الجمهورية" انّ الحكومة استعاضت عن رفع الضريبة على القيمة المضافة (TVA)، بهذه الضريبة التي مرّرتها بذريعة دعم الصناعة، وتوفير اموال للقروض السكنية. ولكن ما الذي يضمن انّ هذه الاموال التي ستجنيها الخزينة والمقدّرة بنحو 350 مليون دولار سنوياً ستذهب فعلاً لدعم قروض الاسكان، ولن تمتصّها الخزينة لخفض العجز المتفاقم؟
في المقابل، وتعليقاً على الموازنة، نقلت "النهار" قول خبير الأسواق الناشئة لدى "كابيتال إيكونوميكس" جيسون توفي: "إن الأرقام ستمنح المستثمرين بعض الشعور بالراحة، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل". وأضاف: "حتى إذا تمكنت السلطات من كبح العجز، فمن المرجح ألا يكون ذلك كافياً لتحقيق الاستقرار في نسبة الدين، وتزداد على ما يبدو احتمالات إجراء نوع من إعادة الهيكلة على مدى السنتين المقبلتين".
وفي شأن ايجابي أيضاً، نجح لبنان في سداد سندات دولية بقيمة 650 مليون دولار، وقالت مصادر مطلعة إن مصرف لبنان قدم التمويل لوزارة المال لايفاء الدين. والسداد الذي جرى الإثنين مهم في ضوء تنامي قلق السوق من أزمة في شأن موازنة لبنان قد تعرقل جمعه تمويلاً جديداً، كما قالت وكالة "رويترز".
فنيش: إنجاز
قال الوزير محمد فنيش لـ"الجمهورية": "ليس المهم اقرار الموازنة وحسب إنما المهم ان تضع الحكومة مساراً إصلاحياً نتيجة هذا النقاش". وأضاف: "خفض النفقات وزيادات الايرادات أوصلنا الى نسبة عجز انخفضت الى 7,6% بالنسبة للناتج المحلي، وهذا إنجاز، والمهم أن نستطيع الالتزام بدقة بتطبيق ما تم إقراره، لا نزيد نفقات ولا نقلل إيرادات".
"النهار": على دين ملوكنا... أكيد!
كتب نبيل بو منصف في "النهار": على دين ملوكنا... أكيد!
كدنا نضيع مثلا في مقارنة السلبيات الطالعة من جلسات مجلس الوزراء او من خارجها مع نماذج الشعبويات التي فرضتها عراضات اعلامية اريد لها ان تطيل امد المبارزة بالمزايدات في مناقشات الموازنة التي لا صلة جوهرية لهذه العراضات بأي اصلاح جدي والا لما اثيرت في توقيت مفتعل يثبت بان مصير البلاد برمتها يحكمه نهج شعبوي. ولكن رمي التبعة في انزلاق البلاد نحو مزيد من البؤس على جهة تتفرد بشعبويتها بات أشد خطرا لان الصامتين او المتربصين او المتواطئين او الخانعين يتساوون تماما امام مسؤولية ترك الفوضى تغدو سلوك سلطة ولا نقول دولة. تماما كانت ولا تزال صورة الحكم والسلطة والحكومة كمشهد المتقاعدين العسكريين الزاحفين نحو السرايا ولو بفارق بين الشكليات المهذبة والشكليات الخشنة. هنا فوضى اشعال المعتصمين بالشائعات والتوظيف السياسي الخبيث وهناك فوضى حكومة أخضعت وتخضع لأعراف طارئة ولا من يردعون. بذلك نتساءل ولو قامت صيحات التهليل لانجاز الموازنة "التاريخي": ماذا غدا عن الاستحقاقات الاشد اثارة للغرائز والطموحات ومعها الانقسامات العميقة مثل الملفات السيادية وترسيم الحدود او الموقف اللبناني من طلائع المواجهات الضخمة في المنطقة والخليج او مسألة النازحين السوريين التي نامت قليلا الآن ولن تلبث ان تستفيق... الخ. حسبنا ان نأخذ نموذج الموازنة والتداعيات التي اثارتها وستثيرها في قابل الايام لنتخوف اكثر فاكثر من ذلك التزاوج القسري بين شعبوية وفوضى باتتا تظللان لبنان وتتركانه في مهب يوميات الفوضى "الخلاقة". ومادامت المزايدات الصاعدة على وقع تبادل الشتائم والسجالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتت اللغة الاكثر تداولا بين السياسيين والوزراء والنواب فكيف تلام سائر الفئات والقطاعات الوظيفية والاجتماعية اذا تلاعبت بها أصابع التوظيف السياسي الماكر والمفضوح ولو من خلف الستار؟ اليس في هذه الحكومة من يسأل مثلا كيف ومن ولماذا ترك العسكريون المتقاعدون يقومون فجأة بعملية اقتحامية للسرايا على وقع شائعات مزعومة؟
"النهار": صدامٌ غير مسبوق بين الدولة والشعب
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": صدامٌ غير مسبوق بين الدولة والشعب
يناقشون مشروع الموازنة ويتناحرون في مجلس الوزراء، لكنهم يتناحرون أيضاً في الشارع. يبحثون في بنود تقشف ستوجع قطاعات كثيرة ولا يريدون أن يفقدوا تأييد الشارع وتأثيرهم فيه. لماذا لا يقولون لجمهورهم ما الذي أوصل البلد الى هذه الحال.. حتى الذين حاولوا الحوار مع المحتجّين لم يكونوا هم أنفسهم مقتنعين، فالحكومة التي تضم "أوسع تمثيل" للأطراف السياسية لم تبحث ولم تقرّ في الوقت المناسب معايير التقشّف بل تركتها لـ"التفاهمات". لذلك لم يدافع الوزراء بصوت واحد عن موجبات الإجراءات القاسية، ولم يتمكّنوا من تهدئة الغضب أو الإقناع بأن ثمة واجباً "وطنياً" يستوجب التضحية، لأن أحداً حتى في جمهورهم سيصدّقهم، ولأن كلاً منهم يريد الحفاظ على حقيبته من دون أن يحترق في الشارع. مع الحكومة وضدّها في آن، هذا ما تمارسه الأطراف "الأوسع تمثيلاً"، إذ تكتشف أن المشاحنات التي خاضتها وأخّرت لشهور طويلة تشكيل الحكومة لن تأتيها بمكاسب تمنّتها، وأن هناك تفليسة يجب تقاسم أوزارها. غداة مؤتمر "سيدر" كان واضحاً للمعنيين من مسؤولين في الحكم وخبراء عاملين على الخطط المطلوبة أن موازنة تقشّفية وإصلاحية تنطوي على مخاطر أزمة اقتصادية نقدية اجتماعية، ولا بدّ من مقاربتها بكثير من الحذر والحصافة والقليل من المزايدات والشعبوية. وبدلاً من انخراط الأجهزة الوزارية في التحضير لاستحقاقات "سيدر"، انشغل الجميع بالانتخابات وبتوازنات ما بعدها، إذ كان "حزب الله" مأخوذاً بـ "انتصاراته" ولم تكن أزمته المالية قد تفاقمت بعد ولم يسعفه "بُعد النظر" في تقليص مماحكات تشكيل الحكومة، بل انه لم يوفّر مشروع "سيدر" من انتقادات سياسية بعيدة من الواقع. ما يشهده الشارع فلا يزال ضمن المتوقّع لكنه مجرد بداية، والأهم من تمرير الموازنة في المجلس، على افتراض أن "حسن النية" ساد إعدادها، هو مَن يشرح اجراءاتها للناس بنزاهة وواقعية. السياسيون مشكوك في أهليّتهم لمهمة دقيقة كهذه، ولن يهدأ ارتياب الشارع بأن السياسيين توافقوا على انقاذ مصالحهم واستسهال خفض رواتب مَن يعيشون على رواتبهم. هذه المواجهة الأولى بين الدولة والشعب قد تكون الأخطر من نوعها في تاريخ الجمهورية ولا يفيد فيها أي توافق بين الطوائف.
برّي متفائل: موازنة "افتح يا سمسم"!
نقلت "اللواء" عن موقع "مستقبل ويب" إبداء رئيس مجلس النواب نبيه ارتياحه لإنهاء درس الموازنة في الحكومة، رغم انها تأخرت كثيراً، مكرراً اصراره على انه سيسعى إلى إنجاز مناقشة الموازنة واقرارها في المجلس خلال شهر واحد، مؤكداً ان لا شيء فوق صوت الموازنة، لأنها مفتاح الانفراج الاقتصادي.
ووصف برّي الموازنة لـ"مستقبل ويب"، بأنها "موازنة "افتح يا سمسم" لأنه عندما تقر سينطلق "سيدر" ويشهد البلد انفراجاً ملحوظاً، وهذا هو الأهم، الآن، لأن البديل الانهيار، مؤكداً انه متفائل.
وبحسب ما نقلت "اللواء" عن "مستقبل ويب" أيضاً، فإن الرئيس برّي لا يُخفي استياءه "من بعض التحركات الميدانية التي خرجت من مسارها الطبيعي وخصوصاً امام السراي أمس الأوّل، حيث هالته مشاهد معيبة من بينها مشهد العسكر في مواجهة العسكر"، مشدداً على ان لبنان "لا يقوم بنظام عسكري"، ويصف بيان كتلة "المستقبل" بهذا الخصوص "بالجيد".
"المستقبل": رئاسة الحكومة ليست أرضاً سائبة
عبرت كتلة المستقبل النيابية عبّرت بعد اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب بهية الحريري، عن ارتياحها الى "النتائج التي توصلت إليها مناقشات مجلس الوزراء، خصوصاً لجهة ما يعلن عن إجراءات وسياسات هدفها تخفيض نسبة العجز في الموازنة وإقفال ابواب الهدر في مختلف الوزارات".
وأسفت "لبعض التحركات الاستباقية والمشبوهة التي تتجاوز حدود المنطق في مقاربة الشأن الاقتصادي وإعداد موازنة تقشفية وتحقيق الاصلاحات المطلوبة، وذلك على صورة ما شهده محيط السراي الحكومي امس ومحاولات الاقتحام والمواجهات والشتائم والتهديدات"، مؤكدة أنّ "مقر رئاسة الحكومة وسائر المقرات الرسمية اللبنانية ليست أرضاً سائبة لأيّ جهة تعطي نفسها حقوقاً باقتحام المؤسسات الدستورية والتطاول عليها.
"الجمهورية": "المستقبل" غاضب.. وروكز يردّ: السراي ليست ملكه
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": "المستقبل" غاضب.. وروكز يردّ: السراي ليست ملكه
لم يمرّ التحرّك الغاضب للعسكريين المتقاعدين امام السراي الحكومي امس الأول مرور الكرام على تيارالمستقبل، الذي استفزّه تهديد المحتجين باقتحام السراي وطرد الوزراء خلال اجتماع الحكومة، الى حد انّ كتلته النيابية أصدرت بياناً شديد اللهجة ضد هذا التحرّك، لم يخلُ من رسائل سياسية بين السطور. وأبلغ مصدر بارز في المستقبل الى "الجمهورية"، انّه ممنوع على أي طرف او فئة أو مجموعة أو حزب او مخلوق استباحة السراي الحكومي او أي مقرّ رسمي آخر، لافتاً الى انّ هذه الرسالة الحازمة موجّهة الى العسكريين المتقاعدين والى كل من يعتقد أنّ في إمكانه التطاول على موقع رئاسة الحكومة. ويعتبر المصدر، انّ ما جرى امس الاول يشكّل إساءة الى موقع رئاسة مجلس الوزراء وما يمثله، مشدداً على انّ طق الحنق الذي حصل مرفوض، والسراي ليس مكسر عصا حتى يصبح مقصداً لكل من يريد ان يفش خلقه. ويلفت المصدر القريب من الحريري، الى انّ التلويح باقتحام السراي يعكس استخفافاً برمزية هذا المكان وبحرمة المؤسسات الدستورية، مضيفاً: السراي هو موقع متقدّم للشرعية الدستورية والاقتراب منه محظور. ويعتقد المصدر، انّ تحرّك العسكريين المتقاعدين ليس بريئاً او عفوياً، مرجحاً أن يكون هناك من يقف خلفهم ويدفشهم في اتجاه التصعيد وتجاوز الخط الاحمر. المصدر يشير الى انّ استنتاجه الشخصي يدفعه الى الاعتقاد «نّ هناك أحداً ما في التيار الوطني الحر هو الذي يحرّض العسكريين المتقاعدين ويسعى الى توظيفهم في حساباته السياسية والشخصية، إما ليصنع بطولات وجماهيرية، وإما ليضغط على الرئيس سعد الحريري في ملف الموازنة. وتعليقاً على بيان كتلة المستقبل، قال النائب العميد شامل روكز لـ"الجمهورية": ما عليهم سوى عدم المس بحقوق العسكريين المتقاعدين، وعندها بيكونوا بلفونا وخربوا مخططاتنا. (مبتسماً) ويلفت روكز الى أنّ السراي الحكومي والقصر الجمهوري ومجلس النواب مقار لبنانية يُفترض ان تعبّر عن الشعب اللبناني ومصالحه، وبالتالي فانّ السراي الحكومي ليس ملكاً لـ"المستقبل " ولا هو محمية طائفية، ويحق للعسكريين المتقاعدين ان يتظاهروا ويعتصموا امامه دفاعاً عن حقوقهم. ويتساءل روكز: «ماذا ينتظرون من عسكري يشعر أنّ حقوقه مهدّدة وهو الذي لم يبخل بأي تضحية وجهد من أجل بقاء لبنان وحماية الدولة؟ وهل العيب في أن يُطلق المتقاعدون صرختهم المدوية والمحقة؟
"النهار": الصدمات "المكبوتة": لكلّ صمت دوافعه!
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": الصدمات "المكبوتة": لكلّ صمت دوافعه!
السؤال الذي أثاره نواب وسياسيون يتصل بما ستكون الخطوة التالية فيما لو نجح العسكريون المتقاعدون في اقتحام السرايا، والى أين يدفعون بالبلد ومن سيدفع الكلفة على كل الصعد، سياسيا او اقتصاديا او ماليا. ولم يفهم كثر لماذا لم تنجح مبادرة وزير الدفاع التي جرت مع العسكريين الاسبوع الماضي؟ أو لماذا تم تجاوزه والقفز فوق التطمينات والوعود التي قدمها؟ كما أن الاسئلة طاولت الاسباب التي ترمى فيها مقاربة موضوع رواتب الجيش ومخصصاته، بما في ذلك التدبير الرقم 3 في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما تنفلت الضوابط المرتبطة بالعسكريين المتقاعدين، وهي تساؤلات تسري بالمقدار نفسه على ما يجري في القضاء، وهو ايضا في خانة رئيس الجمهورية. أما الاسئلة التي طاولت محاولة اقتحام السرايا واستهداف موقع رئاسة الحكومة بالذات، كما استهداف حاكمية المصرف المركزي في اعتصامات العسكريين المتقاعدين تحديدا، وخصوصا أن لا علاقة لهذا الاخير بأي قرار يتخذ في شأن رواتب العسكريين المتقاعدين أو مخصصاتهم يدفع الى استخلاص توجيه رسائل سياسية ضاغطة، أقل ما يقال انها لم تكن يفترض ان تحصل ولا يتوقع حصولها في ظل وجود رئيس للجمهورية هو العماد ميشال عون، باعتبار أن تجارب مماثلة حصلت في السابق انما في ظروف سياسية مختلفة، وغالبيتها زمن الوصاية السورية. وليس الاعتراض او التظاهر في ذاته هو مصدر الاستغراب، بل عدم إدانة محاولة اقتحام السرايا التي هي مؤسسة رسمية لها حصانتها ولا يجوز المس بها، شأنها شأن كل المؤسسات، فيما يستسهل التصويب عليها ربما لاعتبارات سياسية. ولا بد من الاشارة الى أن الصمت الذي لف المسؤولين والزعماء كان لافتا، على رغم أن كل المعطيات تفيد عن وقوع البعض من هؤلاء تحت وطأة الصدمة التي حملها اداء العسكريين المتقاعدين في الوقت الذي انصب الاهتمام على معرفة الابعاد والاهداف والرسائل من وراء ذلك. هناك البعض ممن اعتبر أن التحرك كان عفويا ولا يجوز تحميله أكثر مما يحتمل، لكن هذه اشكالية في ذاتها، لأن المتظاهرين ليسوا متظاهرين عاديين بأي مقاييس. إزاء التزام رئيس الحكومة سعد الحريري التعاطي الحذر والهادئ، على رغم ان غضبا يساوره من الكثير من الاداء، فإن ذلك يقيد الزعماء السنة فلا يودون تجاوزه في سرد الملاحظات او الانتقادات حول الاداء الذي لا ينبغي القبول به.
"النهار": محاولة اقتحام السرايا الحكومية تتفاعل: انعدام ثقة أم استهداف؟
كتب عباس الصباغ في "النهار": محاولة اقتحام السرايا الحكومية تتفاعل: انعدام ثقة أم استهداف؟
محاولة اقتحام السرايا الحكومية، لم تكن عابرة عصر الاثنين. فهل كان الامر عفوياً ام ان الامر ابعد من احتجاج على بنود في الموازنة؟ على مدار اكثر من اربع سنوات لم ينجح لا الحراك المدني ولا المحتجين من أحزاب وتنظيمات في خرق الحواجز الأمنية المحيطة بالسرايا الحكومية. بيد ان محاولة العسكريين المتقاعدين هي تعد غير مسبوق في الشكل والمضمون. فمن بين من حاول اقتحام السرايا عسكريون كانوا قبل فترة في الخدمة الفعلية وبعضهم كان يحمي المقار الرسمية ومن ضمنها السرايا الحكومية، إضافة الى ان قسماً لا بأس به من الذين قادوا ذلك التحرك تربطهم علاقات سواء تراتبية او غيرها بعدد من العناصر المولجة حماية السرايا وبالتالي لم يكن استخدام القوة امراً سهلاً لمنع اجتياز الحاجز الأول ومن ثم تركه يتهاوى بسهولة وبسرعة قياسية امام هجوم العسكريين المتقاعدين. الوزير السابق مروان شربل يؤكد ان "انعدام الثقة بين المواطنين والحكومة هو الذي أوصل الأمور الى ما وصلت اليه، وان العسكريين المتقاعدين لم يضعوا رئيس الحكومة او وزراء محددين في مرمى أهدافهم، وانما كانوا يعترضون على الحكومة بكامل أعضائها". اما عن المبرر لتحرك العسكريين على الرغم من تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري ان الحكومة لا تنوي الاقتطاع من رواتب المتقاعدين، فيشير شربل الى ان المسألة هي مسألة ثقة لا اكثر ولا اقل، عدا عن ان البلاد ومنذ العام 1992 تعاني من أزمات اقتصادية وكان الجميع على دراية ان الأمور ستصل الى ذلك الحد ، ولكن لم يصار الى اتخاذ إجراءات وقائية". في المحصلة لا إجابات عن الأسباب الموجبة لما حدث في ساحة رياض الصلح، ومن صاحب المصلحة في زيادة ترهل الدولة. واذا كان البعض يتفهم عدم استخدام القوى الأمنية القوة لمنع اجتياز الحاجز الأول، فإنه من غير المفهوم حتى تاريخه أسباب تحرك العسكريين على الرغم من التطمينات المتواصلة التي تصلهم من جميع المسؤولين.
"الاخبار": ملاحظات على هامش "انتفاضة العسكريين"
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": ملاحظات على هامش "انتفاضة العسكريين"
تطرح انتفاضة العسكريين المتقاعدين في وجه التخفيضات التي قد تطاول أفراد المؤسسات الأمنية، الذين أعطوا وجهة نظرهم، ضرورة التوقف عند سلسلة اعتبارات من وجهة نظر مختلفة. هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التعامل ــ مالياً ــ مع الجيش من قِبَل طرف سياسي موالٍ للمؤسسة العسكرية تاريخاً. بصرف النظر عن الخلافات داخل البيت الواحد، كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وخلفية المواقف من التخفيضات، فإن التعرض لأموال الجيش كان عادة يأتي من جانب الرئيس الراحل رفيق الحريري، قبل أن تتوزع القوى الأمنية بين الأطراف السياسيين. اليوم، في ظل قيادة للجيش محسوبة على رئيس الجمهورية، ووزارة الدفاع التي طالب بها رئيس التيار الوطني الحر (يمكن تخيل الوضع لو كانت القوات اللبنانية أو غيرها مثلاً على رأس وزارة الدفاع في هذه المرحلة)، تأخذ مقاربة هذا الجانب المالي أبعاداً مختلفة، بدليل أن المعترضين تريثوا في التحرك حتى تنجلي الصورة الداخلية تماماً. ورغم أن رئيس الجمهورية كرر أن لا مسّ برواتب الجيش، إلا أن ما يحصل من تباينات وتسريبات تتحدث عن مصاريف وهدر في المؤسسة، وضرورة إجراء تقشف في قطاعات حيوية فيها، تعكس في جانب منها التجاذب الداخلي حول الجيش. ولا يمكن عزل ما يحكى عن هدر في مصاريف الجيش عن المراقبة الغربية لسلوكياته، ولا سيما أن دولاً غربية، في مقدمها الولايات المتحدة، تقدم دعماً كبيراً له. فموازنة الجيش عادة ليست رواتب فحسب، وأهميتها تكمن في تدريباته وآلياته وأسلحته وتجهيزاته، وهذا ما يُقدَّم في معظمه على شكل هبات ومساعدات ولا تتحمل الدولة مسؤوليته. في حين أن دوائر غربية على صلة وثيقة بالجيش، وهي تعرف تماماً مكامن الهدر في لبنان، أبدت أكثر من مرة ملاحظات على أسلوب عيش عدد لا بأس به من أفراد المؤسسات العسكرية، بخلاف الضباط الغربيين، ومنهم من يدرب الضباط اللبنانيين. للمرة الأولى أيضاً تثير التجاذبات حول رواتب العسكريين، انقساماً في الرأي العام، على هذا النحو. عادة، أي كلام عن رواتب العسكر، إلى أي فئة انتموا، كانت من المحرمات، والقوى السياسية والشعبية كانت تتفاداه احتراماً لشهادة العسكريين والضباط، ولدور المؤسسات العسكرية والأمنية.
"الاخبار": العسكريون غير صامتين: المتقاعدون يدافعون عن حقوقنا!
كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": العسكريون غير صامتين: المتقاعدون يدافعون عن حقوقنا!
يقول عميد (في الخدمة الفعلية) لـ"الأخبار": وفق النظام التقاعدي، هذا حقي، كيف يسمح أي كان بأن تنتزعه منّي؟. يضيف زميل له: هذه النسب التي يُراد خفضها اليوم، أنا دخلت السلك على أساسها. كيف تُغيِّر العقد بعدما قضيت عمري في الخدمة؟ هذا تزوير واحتيال. يتحدث هذا الضابط عن بدعة مقارنة العميد بالمدير العام ليقول: كيف يستسهلون الاحتجاج على أنّ المدير العام المدني لن يقبض تعويضات نهاية خدمة، فيما يحصل عليها العميد؟ هل أخذوا بالاعتبار كافة المخاطر والسنوات التي قضاها الضابط للوصول إلى رتبته الحالية؟. يُحمّل العسكريون والضابط المسؤولية لقادتهم الذين لم يرفعوا الصوت احتجاجاً على ما يُقترح لخفض رواتب العسكريين وتعويضاتهم. يستغربون، وهم ليسوا جميعاً من العاملين في الجيش، أن يكون العماد جوزف عون في ظل هذه المعمعة في الولايات المتحدة الأميركية. وفي السياق نفسه، يرى مسؤول أمني رفيع المستوى أن ما وصلت إليه النقاشات بشأن رواتب العاملين في الأسلاك العسكرية والأمنية مردّه إلى انكفاء الجيش، ومديرية الاستخبارات، عن أداء دور سياسي. يقول: في العادة، تكون للمؤسسة العسكرية علاقة مميزة بعشرات النواب والوزراء، الذين يدافعون عن حقوق أبنائها. في العهد الحالي، ابتعدت قيادة الجيش عن نسج علاقات مع القوى السياسية. وعندما احتجنا لمدد سياسي، لم يقف التيار الوطني الحر إلى جانبنا. ويعلّق ضابط مطلع على تقارير الأمن العسكري في أحد الأسلاك قائلاً: وزير الخارجية جبران باسيل قدّم سلسلة الرتب والرواتب كإنجاز يساهم في تشجيع الشباب المسيحيين على الانخراط في الجيش والأجهزة الأمنية. وبعد النقاش الجاري، كيف سيشجّعون الشباب اللبنانيين عامة، والمسيحيين خاصة، على التطوع؟. ما يُحكى اليوم عن تراجع السلطة السياسية عن أفكار خفض رواتب العسكريين وتعويضاتهم لا يُطمئن أبناء السلك. هم لا يثقون بالسياسيين الذين يتعاملون معنا بأسلوب خسيس. ورغم اعتراضهم على بعض ما يقوم به المتقاعدون في اعتصاماتهم، إلا أنهم يرون فيه دفاعاً عن حقوقهم.
بو صعب لـ"الشرق الأوسط:: نتحاور مع "حزب الله" حول استراتيجية لحصر السلاح
قال وزير الدفاع إلياس بو صعب لـ"الشرق الأوسط"، إن استراتيجية الدفاع الوطني التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون، في خطاب القسم، تؤكد أن الجيش اللبناني يجب أن يكون الجيش الوحيد الذي يحمل سلاحاً ويحمي الوطن.
وأعلن أن مناقشة الاستراتيجية ستبدأ مباشرة بعد الانتهاء من الملفات الكبيرة المطروحة وصولاً إلى "حصر السلاح بيد الجيش اللبناني". وقال: "لكي نبدأ مناقشة استراتيجية دفاع وطني ونقرها، علينا محاورة جميع الأفرقاء، بمن فيهم "حزب الله".
وشدد على ضرورة "النأي بالنفس" عن أزمات المنطقة. وأكد خفض موازنة وزارته 300 مليون دولار.
"النهار": قيادة المنطقة من العرب إلى مسلمين وغير مسلمين؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": قيادة المنطقة من العرب إلى مسلمين وغير مسلمين؟
اللقاء الثاني مع المسؤول الأميركي الكبير السابق نفسه، تحدثت عن الوضع الاجتماعي – الاقتصادي – الصعب للبنان وعن بدء الاحتجاجات الشعبية وعن عجز الحكومة عن الاصلاح وتلبية طلبات الناس وحاجاتهم، وأبديت تخوفاً من انفجار يؤدي الى تحرك خلطة ظاهرها عسكري أو سندها عسكري. فعلق متسائلاً: وباطنها "حزب الله"؟ أجبت: لا أدري. فسأل: "هل تعتقد أن أحداً غيره قادر على ذلك؟ أنا لا اعتقد". أجبت: لا أحد غيره قادر. علّق: "لكن السؤال الذي يُطرح هل له مصلحة في ذلك؟". أجبت: ربما. اذا بقي في سوريا مع ايران يكون أكثر قدرة على فعل ذلك وعلى نحو مباشر أو على حكم لبنان بالواسطة. واذا خرج منها ومعه إيران لن يبقى له وربما لفئات أخرى الا لبنان. ولذلك سيجد نفسه مضطراً للمحافظة على نفسه وعلى "شعبه" ما دام يمتلك القوة أو قبل أن يفقدها إذا فقدها.
"الجمهورية": هكذا "يتعايش" الأعداء: واشنطن و"حزب الله"!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": هكذا "يتعايش" الأعداء: واشنطن و"حزب الله"!
يرفع الأميركيون مستوى ضغوطهم على حزب الله، لكنهم يوقفونها عند حدود الاستقرار. وفي المقابل، يتشارك الحزب مع إيران في تحدّي الولايات المتحدة وإعلان الاستعداد لمواجهتها، لكنه على أرض الواقع يلتزم حدود تهدئة لافتة… ويساعده حلفاؤه اللبنانيون على ذلك. وهذا التعايش المثير على أرض لبنان بين واشنطن والحزب شهد محطات مهمّة. ومنها مثلاً أنّ الحزب استفاد من المعلومات التي كان يمتلكها الجيش ، بدعم أميركي، في الحرب على الإرهاب في صيف 2017. إذاً، ماذا يريد الأميركيون اليوم من حزب الله؟ وكيف سيتصرَّف الحزب؟ بالنسبة إلى واشنطن، لا مشكلة في وجود حزب شيعي قوي وفاعل. لكنّ المشكلة هي في سيطرته على القرار السياسي، وفي كونه جزءاً من الأداة العقائدية والعسكرية الإيرانية، وما يمكن أن تمثِّله من مخاطر استراتيجية على إسرائيل. ولذلك، يعمل الأميركيون على انتزاع أكبر مقدار من القوة من يد الحزب: قطعُ طريق السلاح (إسرائيل تتولّى مهمَّة الإغارة حيث يلزم)، وقطعُ منابع التمويل. وفي تقديرهم أنّ موازنة حزب الله السنوية تقارب المليار دولار. طبعاً، هناك كلام كثير يدور في الأيام الأخيرة حول تقشّف «الحزب» وتقنين مصاريفه… حتى تلك المتعلقة بعملياته في سوريا. ولكن، يحتفظ «الحزب» بمصادر تمويل مختلفة، بعضها مستتر، ولكنّ انخراطه في الحكومة الحالية بقوة يمنحه قدرةً على الصمود في الحدّ الأدنى. والعصب الذي تعتمده إدارة الرئيس دونالد ترامب في مواجهاتها الاستراتيجية الكبرى هو المال. وحتى عندما تستعرض قواها العسكرية العملاقة، كما يجري اليوم في مواجهة إيران، فإنها ترمي إلى حماية منابع المال من جهة، والحصول على فرصٍ لصفقات استثمار. والرئيس الأميركي غالباً ما يستعرض القوة من أجل إنجاح الصفقة لا من أجل القتال. وأياً تكن صفقة طهران مع ترامب، فإنّ حلفاءها الإقليميين سيكونون جزءاً منها. وحزب الله واحدٌ منهم، وهو يعرف هذه الحقيقة. ويعرف أنّ التطورات المقبلة ربما تكون مصيرية بالنسبة إليه. ولذلك، سيكون مناسباً له أن يحمي نفسه باستمرار منطق التعايش المثير مع واشنطن، محميّاً بكل أوراق القوة اللبنانية، وليس المواجهة الإقليمية المكشوفة.
"النهار": المواد الأولية
كتب سمير عطاللله في "النهار": المواد الأولية
مأساة عبد الناصر الكبرى كانت في الامال والوعود التي اعطاها، أو التي توقعتها الجماهير تلقائياً. ومع ذلك رفضت الناس تنحيه واستقالته لأنها لم تشك في صدق نياته أو في محبته الحقيقية لها. ارتكب اخطاء غير بسيطة، إلا الخطأ القاتل: الغطرسة. ولذلك، خرج في جنازته ما وصفته "التايمس" بأنه أكبر تجمع بشري في التاريخ. لم يكن هذا حال زين العابدين بن علي، وبوتفليقة، وعمر البشير، ومعمر القذافي، وصدام حسين، الذين لم يحبوا إلا أنفسهم، وحولوا منازلهم الى بنوك مركزية. لقد اشتهى أهل أخصب أرض "ما بين النهرين" حبوب العدس، وكانت ليبيا الغنية بالنفط تقف بالطوابير من أجل علبة كلينكس. وصار الدولار في السودان، ذات يوم، أكبر وأخصب بلدان افريقيا، صار يساوي 72 الف جنيه بدل سبعة. وفي اللحظة التي اعتقل فيها البشير، بدأ الجنيه بالتحسن. يقول الدكتور بطرس لبكي إن 50% من خريجي لبنان يهاجرون كل عام. الباقون لم يعثروا، على الأرجح، على مهجر. تحرص البنوك، لسلامة البلد، على عدم نشر عدد الافلاسات. الشوارع مليئة بالمضربين. موظفو البنك المركزي ومتقاعدو القوات العسكرية، في الساحات. القضاة في الاعتصام. والاباطرة يهددون الناس بليرتهم إن هم لم يرعووا ويتعظوا ويصغروا للتقشف. يبدّد صراع الديكتاتوريات الصغيرة ما بقي من الوطن والدولة. وفوق الصدور اليائسة والمقهورة تخاض حروب الرئاسات والتشكيلات. وتبلغ عبادة الذات ما بعد المتخيَّل فيما يظن القابضون على السلطة ان استغاثة ركاب "التيتانيك" هتاف لهم.
"الاخبار": ألا يستدعي قيام الجمهورية إلغاء المناصفة؟
كتب عمر نشابه في "الاخبار": ألا يستدعي قيام الجمهورية إلغاء المناصفة؟
ان انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية أعطى أملا لكثير من اللبنانيين بقيام جمهورية حقيقية واستعادة حقوق المواطنين والمواطنات في بلدهم ودولتهم والإدارات العامة. ولا شك في أن أحد بواعث ذلك الأمل تركيز رئيس الجمهورية على الخطاب الوطني الجامع لا على شعارات طائفية وتمييز بين الناس على أساس ديني؛ وهو الذي يعلم أن سرّ صمود اللبنانيين ووفائهم لبلدهم اثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 لم يكن بسبب انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، بل بسبب ولائهم للبنان. لكن يبدو أن الشعارات التي يرفعها بعض الوزراء في الحكومة اليوم تدل على بوادر العودة الى أبعد بكثير من أحداث عام 2006، أي الى التوتر الذي كان سائداً قبل اندلاع الاقتتال الأهلي في سبعينيات القرن السابق. فبحجة اختلال التوازن الطائفي والخشية من عودة التوتر، يمكن اليوم إلغاء دورة توظيف في أي مؤسسة أو إدارة رسمية حتى لو كانت المباراة عادلة والامتحانات دقيقة والكفاءة مثبتة والحاجة ملحّة. ويدّعي البعض أن إلغاء دورة توظيف لا تراعي المناصفة بين الطائفتين يهدف الى معالجة الخلل وتخفيف التوتر. لكن أليس التحلي بالقيم الوطنية الجامعة في الحياة العامة وترك الدين والعبادة للحياة الخاصة السبيل الأصح والأنجح لمعالجة المشكلة وبناء الدولة الجامعة؟ وأليس الاستمرار في تذكير الناس بأن هناك ما يفرّق بينهم منذ ولادتهم مشجّعاً على مزيد من الانقسام وواعداً بمزيد من التوتر في المستقبل؟ المطلوب اليوم إصلاح جديّ وتغيير جديّ. والمطلوب شجاعة وابتكار. فليجرّب القيّمون على الدولة معيار الانتماء الى الدولة المدنية الموحدة الديمقراطية الراقية، وليتم اختيار الموظفين من اللاطائفيين اللافئويين، وليُمتحن المتقدمون إلى الالتحاق بمؤسسات الدولة بمدى تكاتفهم مع إخوتهم وأخواتهم في الوطن لا بمدى عصبيّتهم الدينية.
"الجمهورية": قانون برِّي والسير المبكر بين الألغام المسيحية
كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": قانون برِّي والسير المبكر بين الألغام المسيحية
لا يملك أحد الى الآن جواباً حول سبب وتوقيت إقدام رئيس مجلس النواب نبيه بري على طرح تعديل قانون الانتخاب، هناك من يضع خطوة رئيس المجلس في خانة مناكفة الوزير جبران باسيل الذي يناكف بري والرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مجتمعين. تنتظر القوات اللبنانية زيارة وفد بري ولا تريد استباق إعطاء موقف من القانون، لكن ما سُرِّب عن هذا القانون يجعل القوات تبدي الحذر خصوصاً في ما يتعلق بالدائرة الواحدة، وبإلغاء الصوت التفضيلي، اللذين كانا أحد انجازات القانون الحالي. ترى القوات انّ عدم المَسّ بميثاقية مجلس النواب وبالمناصفة شبه الفعلية، وبتحسّن التمثيل المسيحي الذي أنتجه القانون الحالي، كلها امور يجب التمسك بها، فأهمية قانون الانتخاب تكمن في إشعار الطوائف بالاطمئنان الى حسن تمثيلها، كذلك تكمن في منع تكرار ظاهرة المحادل في الدائرة الكبيرة، وتعتبر انّ تقسيم الدوائر والصوت التفضيلي هما أحد ضمانات التمثيل الصحيح، ولهذا فهي تتمسك بالقانون الحالي، الّا اذا طرحت تعديلات تعزز الأهداف التي تتمسك بها. اما عن حزب الكتائب فقد أبلغ رئيسه سامي الجميّل الى وفد بري ملاحظات عملية حول القانون منها ما يتعلق بصعوبة تقريشه، على المناطق والطوائف والمذاهب، ما يجعل من صيغته معقّدةً للناخب. أما موقف التيار الوطني الحر فقد أشارت مصادره الى أنّ أيَّ قانون يسمح بتصويت الناخب لمرشح من خارج دائرته الانتخابية، مع إمكان القبول باختيار لائحة في دوائر صغرى عدة، أما عن الصوت التفضيلي فيرفض التيار ايضاً، اعتماده خارج الدائرة الصغرى، حتى لو كان للناخب الحق بأكثر من صوت تفضيلي. يمكن الجزم انّ قانون بري يُبحر في حقل ألغام مسيحي، سببه فوبيا صحة التمثيل، والخوف من طغيان الاكثرية، والتحسّس على كل ما يمكن أن يهدّد رؤساء الاحزاب والكتل، ولن يتلقى بري رفضاً واضحاً لقانونه، لكن مجمل هذه القوى تتحفظ بالعمق عمّا قد يؤدي اليه من نتائج، وهي تلعب مع مَن طرح مشروع القانون المبكر لعبة النفس الطويل، لكن عندما يحين أوان النقاش الجدي، فهي لن تسير بالقانون في صيغته الاساسية.
المجلس الدستوري يبحث في طعني "الكهرباء" و"جمالي"
عقد المجلس الدستوري أمس اول اجتماع له منذ ان تسلّم الطعنين المرفوعين اليه، الاول في شأن قانون الكهرباء الذي قدّمته كتلة نواب "الكتائب" ومجموعة من النواب الآخرين. والثاني الطعن بنيابة النائب ديما جمالي نتيجة انتخابات طرابلس ـ المنية.
وعلمت "الجمهورية" انّ المجلس الذي اجتمع في حضور جميع اعضائه برئاسة رئيسه القاضي عصام سليمان، أجرى قراءة ثانية لمضمون الطعن الخاص بملف الكهرباء، ووزّع الأعمال على أعضائه في انتظار التقرير الذي سيتقدّم به احد أعضائه الذي سمّي مقرراً ضمن المهلة الدستورية.
وفي شأن الطعن الطرابلسي الإنتخابي، سلّم المجلس اوراق الطعن المرفوعة على جمالي، وأمهلها بما تقول به المهلة الدستورية 15 يوما للإجابة على ما فيه من ملاحظات بني على اساسها الطعن بنيابتها مرة جديدة، ليعود بعدها الى اتخاذ القرار النهائي في شأنه.
"الديار": لماذا تنشط الوساطة الاميركية... وما هي اجواء ساترفيلد العائد من اسرائيل؟
كتب محمد بلوط في "الديار": لماذا تنشط الوساطة الاميركية... وما هي اجواء ساترفيلد العائد من اسرائيل؟
نقل مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد للمسؤولين اللبنانيين ان المسؤولين الاسرائيليين ابدوا تجاوباً واستعدادا للمفاوضات حول ترسيم الحدود وفق آلية اللجنة الثلاثية، وانه لمس منهم ان هناك قراراً اسرائيليا اليوم بالرغبة في حسم وحل هذا الموضوع. ولم يكشف عن خلفيات واسباب هذا التطور بالموقف الاسرائيلي، لكن الاوساط المراقبة تعتقد بأن هناك قناعة اخذت تتعزز اكثر فأكثر لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن السير نحو الحل من خلال التفاوض هو السبيل الافضل لانهاء هذه المشكلة، وان اسرائيل ربما قادرة على خوض معركة وحرب من اجل هذه القضية، وانها تستطيع ان تدير دفة هذه الحرب بقوتها العسكرية الضخمة لكنها لا تستطيع ان تنهيها. وتشير الاوساط الى ان اسرائيل ترغب في حسم هذا الملف لاهداف مالية، باعتبار انها تراهن على مشروع انبوب الشرق، وترى ان حل المشكلة مع لبنان والابتعاد عن مسارات الحروب هو الحل الاقصر والافضل لتوفير مثل هذه المكاسب المالية الضخمة. اما السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذا النشاط وهذه الحيوية لدى الادارة الاميركية وقيامها بهذه الوساطة اليوم بعد أن احتجبت عن ممارستها لسنوات؟ في تقدير الاوساط المراقبة ان هذه الوساطة تجري لأسباب عديدة ابرزها:1- حرص الولايات المتحدة على الامساك بهذا الملف دون سواها، خصوصا ان ملفات النفط الاخرى في المنطقة ليست في يدها، وان ملف جارة لبنان سوريا هو في يد موسكو التي تتطلع الى مكاسب اخرى (بنظر الاميركيين). 2- ترغب واشنطن في ان تحل هذا المشكل الكبير بين لبنان واسرائيل لأنها تريد استثمارهذه المهمة في مجال الثروة النفطية. 3- يبدو ان الادارة الاميركية مدركة لخطورة اي انفجار محتمل بين لبنان واسرائيل، لذلك تريد ان يبقى لبنان في دائرة الاستقرار وان تبقى حدوده الجنوبية هادئة، وبالتالي وجب القيام او الانتقال بالقرار 1701 الى البحر، او بمعنى آخر الانتقال الى 1701 للحدود البحرية.
"النهار": شبح التوطين يطل برأسه من جديد
كتب غسان حجار في "النهار": شبح التوطين يطل برأسه من جديد
بات اكيداً لعدد من المتابعين ان الصحوة الاميركية على تقديم تسهيلات في موضوع ترسيم الحدود ما بين لبنان واسرائيل، انما ترتبط بتحضير الارضية اللازمة، ونزع فتائل التفجير والتوتر، تمهيدا لطرح فكرة "صفقة القرن"، والتي من تداعياتها المحتملة على لبنان ودول الجوار، ابقاء اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم، وبالتالي توطينهم. ويضاف الى ذلك الخوف المتنامي لبنانيا، من بقاء عدد كبير من النازحين السوريين الذين لا يحبذون العودة الى بلادهم. ويؤكد هؤلاء ان زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الثانية في غضون اسابيع، وتراجع الاصرار الاميركي على اعتماد ما صار معروفا بـ"خط هوف" انما يصب في هذا الاطار، خصوصاً لناحية تصفية ذيول القضية الفلسطينية وازالة عبء اللاجئين والمطالبة بعودتهم عن كاهل اسرائيل. وتبدي المصادر المتابعة تخوفها من ان يطل "شبح التوطين" برأسه مجددا، خصوصاً مع تجمع عدد من المعطيات التي تشي بذلك، خارجية، او داخلية. وتؤكد عدم اتهامها جهات داخلية سياسية او طائفية بالعمل على التوطين، وانما خضوع جهات عدة، رسمية وسياسية واهلية، لاملاءات دولية ومطالب اممية، انسانية واجتماعية، تصب في هذا الاطار. وتبدي تخوفها الكبير من ان يربط المجتمع الدولي مساعداته المالية للبنان بهذا الملف، خصوصاً بعدما بلغت ديون لبنان نحو مئة مليار دولار اذ ان الارقام الرسمية تتجنب تحديد الرقم. واذ تذكّر المصادر عبر "النهار" بعدم موافقة مؤسسات الامم المتحدة على دفع النازحين السوريين للعودة الى بلادهم، واصرارها على عودة طوعية، وآمنة، بل وتحذيرهم من مغبة العودة في ظل عدم وجود الخدمات الاساسية وظروف حياتية مناسبة لعيشهم، ودخولها في مشكلة مع عدد من المكوّنات السياسية اللبنانية، تلفت الى المساعي العربية التي تصب في هذا الاطار. وابدت مصادر عبر "النهار" تخوفها من "اقتراح مشروع قانون لإدارة مخيم نهر البارد وسائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان" وهو مشروع قانون معد لعرضه على مجلس النواب قريباً.(...)
"الجمهورية": يروِّجون للتوطين!
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": يروِّجون للتوطين!
رأت مصادر ديبلوماسية، ان الحركة الغربية الناشطة في دول جوار صفقة القرن، تحضر بوجوه أمنية تارة وسياسية تارة أخرى، وديبلوماسية في بعض الاحيان، والهدف منها استطلاع أجواء ما قبل لحظة الاعلان. ولبنان، بحسب تلك المصادر، ليس في منأى عن هذه الحركة، ذلك انّ الاسابيع الاخيرة شهدت تقاطراً لشخصيات سياسية وأمنية واستخباراتية، من جنسيات غربية وأوروبية مختلفة، الجامع بينها أمران: الاول، التأكيد انّ الصفقة سيتم الاعلان عنها في الموعد الذي حدده جاريد كوشنر، وسيتولى الاعلان عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في احتفالية ضخمة بمشاركة دولية واسرائيلية وعربية. الثاني، انها تبدو مكلفة الحصول على أجوبة عن مجموعة اسئلة، يبدو انّ اصحاب الصفقة يولونها اهمية بالغة، واللافت للانتباه انّ هذه الشخصيات ركّزت على عيّنات من السياسيين، وحتى بعض النواب، ممّن يرفضون الصفقةلطرح الاسئلة الآتية: 1- ألا تعتقدون انّ الأجدى للبنان ان لا يقف في مواجهة التسونامي السياسي وغير السياسي الذي قد تحدثه الصفقة؟ 2- كيف تتوقعون ان يكون رد حزب الله، وهل ثمة احتمال لأن يهتزّ الاستقرار في الجنوب اللبناني؟ 3- كيف تتوقعون ان يكون وضع المخيمات الفلسطينية بعد إعلان الصفقة؟ 4- ألا تعتقدون انّ الفرصة مؤاتية للبنان في هذه المرحلة للالتزام الأكيد بمبدأ النأي بالنفس والالتفات الى وضعه الداخلي بمعزل عمّا يجري في المنطقة، والحفاظ على استقراره الداخلي الذي يمكّنه من معالجة أزمته الاقتصادية التي وصل معها الى حد الاختناق، وذلك عبر التوجّه نحو استخراج ثرواته البحرية والاستفادة منها لإنقاذ نفسه من وضعه الاقتصادي الصعب؟ ربطاً بهذا السؤال، فإنّ هذا الكلام طرحه ديبلوماسي اوروبي امام أحد السياسيين اللبنانيين، وكشف له معلومات تفيد أنّ الاميركيين قرروا منذ مدة ان يلعبوا دور الوسيط بين لبنان واسرائيل، لإيجاد حل للخلاف البحري بينهما. والاميركيون تحديداً عينهم على لبنان، وعلى موقعه في المستقبل، وهم الآن يرغبون في أن يبدأ لبنان باستخراج النفط والغاز، وكذلك الامر بالنسبة الى اسرائيل، فواشنطن تريد الهدوء الذي تخدم فيه مصلحتها وسياستها في المنطقة. 5- هل تعتقدون انّ لبنان سيتمكن من اعادة النازحين السوريين الى سوريا، وهل يستطيع ان يتحمّل عبئهم الكبير، اذا فشل في إعادتهم؟ 6- هل تعتقدون انّ الفرصة مؤاتية الآن لتوطين الفلسطينيين، بل ألا تعتقدون انّ الفرصة صارت مؤاتية لتوطين الفلسطينيين؟
"الشرق الاوسط": الجيش يفكك مخيمات فارغة للنازحين السوريين في عرسال
كتب حسين درويش في "الشرق الاوسط": الجيش يفكك مخيمات فارغة للنازحين السوريين في عرسال
يُعقد غداً (الخميس)، اجتماع يحضره ممثلون عن وزارتَي الداخلية والبلديات والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية المعنية لتدارك حصول أي إشكال في أثناء عملية إزالة الباطون (الإسمنت) ورفع الأنقاض من مخيمات للاجئين السوريين في عرسال، حيث ستُزال الأسقف والجدران الإسمنتية التي بُنيت في المخيمات، بشكل مخالف للقانون. وأفاد مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط " بأن عدداً كبيراً من الأبنية المكتملة انتشرت بشكل عشوائي ووصل عدد الأبنية إلى حدود 1400 بناء، وباتت تُعرف بما تسمى مخيمات الباطون وأبرزها في مخيم البراء شمال غربي عرسال الذي يعتبر ذروة التمدد، الأمر الذي استوجب رفع الصوت من قِبل محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي أصدر مذكرة منع بموجبها إدخال مواد البناء من الحديد والإسمنت إلى بلدة عرسال لا سيما إلى محيط المخيمات تلافياً لتمدد المخيمات والحد من انتشار الغرف الإسمنية في 126 مخيماً داخل عرسال البلدة وعلى أطرافها. ووجه خضر آنذاك مذكرة إلى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، طالبه فيها بتطبيق بنود المذكرة ونسخة مماثلة للأجهزة الأمنية وإلى فصيلة درك عرسال بالتشدد في التطبيق. وقالت مصادر ميدانية لـ"الشرق الأوسط" إن أبرز ما تسرب من بنود الاجتماع الذي انعقد في مركز قيادة اللواء التاسع في اللبوة لتنفيذ مقررات مجلس الدفاع الأعلى، هو منع رفع البناء أكثر من متر واحد، أي بما يساوي خمسة مداميك في كل خيمة، لأسباب إنسانية، بما يسمح بمنع دخول الحشرات والزواحف إلى الخيم ورد الهواء البارد في فصل الشتاء وعدم تسرب مياه الثلوج إلى الخيام.
أسرار وكواليس
النهار
ـ قال متابع لملف الاتحاد العمالي العام ان الرئيس بري هو الذي أوعز مساء الأحد الى بشارة الأسمر للاستقالة استباقاً لموجة سياسية كانت تريد النيل من تركيبة الاتحاد وليس من الأسمر فقط.
ـ قال وزير سابق إن تحرك العسكريين المتقاعدين وفّر الحماية لمكاسب العسكريين الحاليين و"اللعبة واضحة من عنوانها".
ـ يتعامل رئيس الجامعة اللبنانية باستنسابية في موضوع الاطلالات الاعلامية ففي حين حاول فرض عقوبة على استاذ كتب مقالة في "النهار"، يطل أحد الأساتذة القريبين منه في مجلس الجامعة، يومياً عبر الصحف أو التلفزيونات ليدلي بدلوه في مختلف المواضي
الجمهورية
ـ التقى نائب سابق في باريس معارضين مسيحيين سوريين وعربا في إطار التحضير لمؤتمر مسيحي عربي مناهض لتحالف الأقليات سيعقد قريبا.
ـ يتجه مرجع إقتصادي كبير إلى دعوة قطاع هام ومؤثر على الساحة الإقتصادية للإجتماع قريباً للعمل على دوزنة الإتجاهات في هذا الظرف المثير للقلق.
ـ سأل وزير بارز زميل له على طاولة مجلس الوزراء خلال مناقشة الموازنة والضرائب الجديدة لخفض العجز إذا ما كان سيدفع الحزب الذي ينتمي إليه رسوم الزجاج الداكن ورخص الأسلحة للدولة خصوصا وأن لديه خصوصية وحاجة كبيرة لمثل هذه الأمور.
اللواء
ـ تلتزم المؤسسات المالية والدولية الصمت، وتراقب عن كثب المجريات الرقمية والتغييرية في مفاصل مداخيل الموازنة وتخفيضاتها.
ـ يواظب نفر من الوزراء، على الاستماع للمجادلات المالية في مجلس الوزراء، من دون مشاركة مباشرة.
ـ وصلت معلومات لجهات رسمية مسؤولة ان الدبلوماسي المخضرم ساترفيلد نقل ما يشبه التحذير الى لبنان، على خلفية التدخل في أية مواجهة إقليمية محتملة؟
لبنان في الصحف العربية
"السياسة": موقف لبنان محسوم في الدفاع عن مصالح الدول العربية والخليجية في مواجهة الإرهاب الإيراني
أبدت أوساط سياسية لبنانية ثقتها “بقدرة القمتين العربية والخليجية وكذلك القمة الإسلامية التي ستعقد في مكة المكرمة، على توجيه إنذار حازم إلى إيران بضرورة وقف ممارساتها العدوانية ضد جيرانها الخليجيين، وإلا فإن الأمور قد تذهب باتجاه منحى آخر، بعد التهديدات التي وجهتها الإدارة الأميركية للقيادة الإيرانية، من أنها ستواجه بكل عنف في حال تجاوزت الخطوط الحمر، واستمرت في تصرفاتها الاستفزازية التي ستكلفها غالياً.
وأشارت الأوساط لـ"السياسة"، إلى أن الموقف اللبناني محسوم لناحية دعم الموقف العربي والخليجي، في الدفاع عن مصالح الأمن القومي العربي، وكذلك الأمر مصالح دول مجلس التعاون الخليجي التي تقف إلى جانب لبنان بشكل دائم، ما يفرض على الحكومة اللبنانية أن تبادل الأشقاء الخليجيين بالمثل، وتعلن وقوفها التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وكل الدول الخليجية، في مواجهة التهديدات الإيرانية المرفوضة بكافة المقاييس.
مصادرلـ"الانباء": لماذا لم يزر ماكرون "ابو سيدر" لبنان حتى اليوم؟!
الغموض الكامن وراء تعذر حسم موعد الجلسة الأخيرة من جلسات الموازنة عائد الى اصرار وزير الخارجية جبران باسيل على مناقشة ورقة افكاره حول الموازنة، الأمر الذي يقابله استعجال من وزير المال علي حسن خليل مدعوما من الرئيس سعد الحريري على انجاز الموازنة المنجزة ارقامها تقريبا ـ وهنا المسألة الأهم وفق المصادر السياسية المتابعة لـ"الأنباء" الكويتية الى قناعة البعض بأن ثمة من في السلطة اللبنانية متحمسين لتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر الفرنسي ـ الأوروبي التي تتناول قروضا ميسرة للبنان مقابل اصلاحات بنيوية، وثمة اطراف اقل حماسة ان لم نقل رافضة لـ "سيدر" ومقرراته تحت ذريعة الحاجة الى مساعدات لا الى المزيد من القروض والمواقف تؤشر على هوية اصحابها، المصادر سألت: لماذا لم يزر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ابو سيدر لبنان حتى اليوم؟!
"الراي": ساترفيلد في بيروت بـقبّعتيْن وفي جعبته... ماء ونار
على طريقة "العصا والجزرة"، بدت مهمّة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد في بيروت، في ضوء ما يتكشف تباعاً عن أنه يقوم بدور الديبلوماسي بقبّعتيْن، واحدة تبريدية على جبهة النزاع الحدودي البحري والبري بين لبنان واسرائيل وثانية تحذيرية من أي جرّ لـبلاد الأرز لاستخدامها منصّة لرسائل إقليمية في سياق التصعيد في المنطقة.
رأتْ أوساط سياسية واسعة الإطلاع في بيروت عبر "الراي" الكويتية أن الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد يبدو في مهمته وكأنه يحمل في جعبته الماء والنار، إذ أنه من جهة يعمل على تحقيق اختراق في جبهة التفاوض وآلياته وإطاره التنفيذي وسط إشاعة بوادر إيجابيات ممكنة تؤسس لمضيّه في مسعاه المكوكي، وفي الوقت نفسه ينقل الى المسؤولين اللبنانيين تحذيرات واضحة من أي استهداف للمصالح الأميركية في لبنان من إيران أو حلفائها (حزب الله) مع التأكيد على أهمية بقاء بيروت بمنأى عن أي محاولة لاستخدام الأراضي اللبنانية في سياق التصعيد الإقليمي لما قد يكون لذلك من تداعيات خطيرة على استقرار البلاد، مشدداً على قلق واشنطن من محاولاتِ التصعيد في المنطقة ومشيراً الى أنّ على الإيرانيين ألا يختبروا تصميم الولايات المتحدة في الردّ على أي استهداف.
وإذ لم تستبعد هذه الأوساط أن يكون التزخيمُ الأميركي لمَساعي فضِّ النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل في إطار محاولاتِ تحييد الجبهة اللبنانية عن فوهة المنطقة والتمهيد في الوقت نفسه لسحْب المزيد من الذرائع من أمام استمرار الدور العسكري لـحزب الله وبقاء سلاحه، فإنها توقفت بالمقدار نفسه أمام المرونة التي يُبديها حزب الله حيال اضطلاع واشنطن بواسطة في هذا الملف الحساس على عكْس الكلام الكبير الذي سَبَقَ لأمينه العام السيد حسن نصرالله أن أَطْلقه في خطابه الأخير رفضاً لأي وساطة أميركية في هذا الإطار.
وفي رأي الأوساط نفسها أن تَراجُع حزب الله خطوة في هذا المجال يحتمل تفسيرات عدة لا يمكن فصْلها عن حال الغليان في المنطقة وربما الحاجة لتعزيز الستاتيكو الهادىء على الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية بما يعنيه ذلك عسكرياً وسياسياً.
"عكاظ": كيف نقضي على حزب الله؟
كتب احمد عدنان في "عكاظ": كيف نقضي على حزب الله؟:
هناك من يرى بأن حزب الله ابتلع الدولة اللبنانية، لذا فالعمل واجب على مرحلتين؛ الأولى عزل حزب الله عن الدولة اللبنانية، أو إخراج الدولة من معدة الحزب، والثانية هي الاستئصال الموضعي للحزب بعد عزله عن حلفائه. من الممكن توزيع قوة حزب الله إلى 4 مراكز: القوة العقائدية والأخلاقية، القوة المالية، القوة العسكرية والقوة السياسية. القوة العقائدية هي انعكاس لبقية القوى، أي أن حزب الله قوي عقائديا بسبب قوته المالية والسياسية والعسكرية، وليس العكس. ضرب القوة العقائدية يتم على مستويات: 1 -كلما انكسرت إيران كلما ضعف الرابط العقائدي بين عناصر الحزب وبين جمهوره. 2 -تشجيع مفكرين شيعة ضد نظرية ولاية الفقيه سيؤدي مستقبلا إلى خلق أرضية تدفع الجمهور المؤمن بهذه النظرية إلى تقبل فكرة اعتناق غيرها. 3 -خلق خطاب إعلامي مكثف على المستويين الإقليمي والدولي يظهر الجانب غير الأخلاقي في سياسات وأفعال الحزب: تجارة المخدرات، الدعارة، غسيل الأموال، القتل والتهجير، الفساد، حماية المجرمين.. فيما يخص القوة المالية، من الواضح أن إلغاء الاتفاق النووي وتشديد العقوبات الأمريكية أوقع الحزب في أزمة أو في بوادر أزمة، لكن النجاح التام للعقوبات يستدعي معالجة ثغراتها. أولى الثغرات وأخطرها استخدام الحزب للدولة اللبنانية كمنفذ تمويلي لخدمات الحزب، ومن أمثلة ذلك: نفوذ الحزب في المنافذ الجمركية (المطار والميناء)، واستخدام الوزارات الخدمية مثل وزارة الصحة التي يتولاها أحد أنصار الحزب، او الوزارات الأخرى التي يستخدمها حلفاء الحزب. ثاني الثغرات، استخدام حزب الله لشخصيات سنية ومسيحية في تمويل نشاطاته وتنويع مصادر دخله، أو استخدام هذه الشخصيات من خارج طائفته لتوسيع سلطته داخل الدولة، وهؤلاء يجب أن تشملهم العقوبات. من الضروري أن يشعر المواطن اللبناني بأن التصاقه بالحزب، أو حتى مجرد سكوته، سيؤدي إلى خسارة مالية مباشرة عليه ، وما ينطبق في المال يمتد إلى السياسة، فأهم سند لقوة حزب الله، أنه مركز توزيع السلطة في لبنان، فمن يحالفه يصبح رئيسا للجمهورية، ومن يعاديه يتسول حصته في الحكومة أو يتم إهماله. ولإضعاف قوة حزب الله السياسية - كما المالية - يجب أن تتوقف تماما قدرة حزب الله على منح السلطة، وأن يفقد قدرته على استخدام الدولة اللبنانية كوسيلة تمويلية أو خدماتية، وأن تشمل العقوبات كل شخص يتحالف معه سياسيا أو ماليا، فحليف حزب الله هو حزب الله أيضا. باختصار يجب أن يدرك رجال السياسة والمال في لبنان بأن حزب الله مريض بالجرب، ومن يقترب منه سيصاب بالعدوى،. إضعاف قوة الحزب السياسية من أسبابها تقوية موقع رئاسة الحكومة، فهذا الموقع هو الرمز الحقيقي والتنفيذي للدولة... تتويج إنهاء قوة حزب الله العسكرية يتم بأمرين، الأول توسيع القرار الدولي 1701 كي يغطي كل الحدود اللبنانية، وبالتالي قطع الإمداد العسكري من سوريا الأسد إلى الحزب، وهذا التوسيع سيؤدي حكما - من حسن الحظ - إلى ازدهار المناطق اللبنانية المحرومة، والثاني - في حال الاستعصاء - تأسيس تحالف دولي أو تحالف إقليمي مغطى دوليا، لمحاربة المليشيات الإيرانية، على نسق شكل وأسلوب التحالف الدولي لمحاربة داعش. لقد شن حزب الله حربا شعواء ضد المحكمة الدولية لأنها مدخل رئيس يحقق العدالة ويكشف حقيقة الحزب، والمرجو أن تستعيد المحكمة الاهتمام الدولي الذي تستحقه، وهذا متوقع مع اقتراب صدور أحكامها، المهم اليوم هو التفكير في مرحلة ما بعد الأحكام، وأساسه إصدار قرار دولي يفعل أهم بنود المحكمة مسؤولية المتبوع عن أفعال التابع، وإدخال نتائج المحكمة تحت الفصل السابع، وأن يمتد عمل المحكمة ليشمل كذلك اغتيال العميد وسام الحسن والوزير محمد شطح.