رغم تراجع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استقالته المفاجئة وعودته إلى عمله بعد أن رفضها الرئيس حسن روحاني يوم الأربعاء ما زالت التحليلات تطرح حول أسباب استقالة ظريف.
ومع أن الاستقالة كانت نتيجة لعدم إبلاغه بلقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بالرئيس روحاني، لكن السؤال "لماذا لم يخبر أحد ظريف؟".
يقول البعض إن قائد "قوات القدس" الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، هو السبب في إقصاء ظريف من لقاءات الأسد، خاصة وأنه من دعا الأسد إلى طهران. لكن نظراً إلى عمق الصداقة التي تربط قاسم سليماني بظريف والمواقف المتقاربة بينهما، يعد هذا الفرض مستبعداً.
,يمكن البحث عن سبب عدم دعوة ظريف لحضور لقاء الأسد بالرئيس روحاني في مواقف بعض المسؤولين الإيرانيين ومن ضمنهم قاسم سليماني نفسه وأيضاً بعض كتابات الناشطين المقربين من الحكومة الإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي.
استقالة ظريف
تقول كثير من المصادر المتطابقة إن ظريف لام روحاني في رسالة استقالته بسبب عدم إخباره بلقاء الأسد. وحسب المصادر، اعتبر ظريف أن مكتب وزارة الخارجية قريب من مكتب الرئاسة، حتى لو لم يكن روحاني على علم مسبق بزيارة الأسد، فكان بإمكان مكتب الرئاسة استدعاؤه بعد وصول الأسد للقاء روحاني.
وكانت قد كشفت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت" أنه كان مقرراً أن يلتقي الأسد المرشد علي خامنئي فقط، ولدواعٍ أمنية ثلاثة مسؤولين إيرانيين فقط كانوا على علم بالزيارة، وهم سليماني وخامنئي ورئيس مكتب خامنئي.
وأضافت المصادر أنه "قبل حوالي ساعة من موعد عودة الأسد إلى المطار، اقترح سليماني أن يلتقي الرئيس حسن روحاني أيضاً".
وتابعت: "روحاني الذي لم يكن لديه علم بمجيء رئيس النظام السوري إلى طهران، كان يقوم بجولة في وزارة التعاون، فجرى على الفور الاتصال به وإبلاغه باللقاء، حينها أنهى جولته في الوزارة وعاد إلى مكتبه مسرعاً".
إلى ذلك، كشفت المصادر أن اللقاء جرى بشكل سريع دون أي بروتوكول دبلوماسي لعدم وجود تحضيرات مسبقة، لذا لم يتم وضع العلم السوري في مكتب الرئيس، وهذا ما ظهر في الصور أيضاً".
سبب عدم إخبار ظريف
قاسم سليماني قال الأربعاء في حديث نشرته وسائل الإعلام الإيرانية أن سبب عدم إخبار ظريف لحضور لقاء الأسد وروحاني "حدوث بعض الإرباك في مكتب الرئاسة" وأن الأمر "غير متعمد" على حد قوله.
واعتبر قاسم سليماني أن ظريف "هو المسؤول عن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية" وأنه يحظى بدعم المرشد الإيراني علي خامنئي.
"الإرباك" ودور رئيس مكتب روحاني
ما هو المقصود بالإرباك في مكتب الرئاسة؟ بعد أن أعلن ظريف استقالته مساء الاثنين عبر تطبيق الإنستغرام، غرد بعض المقربين من رئيس مكتب روحاني محمود واعظي واعتبروه أحد أهم المرشحين لخلافة ظريف.
كان واعظي أحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية في حكومة روحاني. الكثير من السياسيين الإيرانيين والمقربين من الحكومة، يتحدثون عن استمرار مساعيه لقيادة عجلة الدبلوماسية الإيرانية. هذا ما ذكره النائب السابق في البرلمان الإيراني من التيار المتشدد حميد رسايي أيضاً، حيث اعتبر في تغريدة واعظي الخليفة الحتمي لظريف.
يبدو أن مساعي واعظي لـ"تهميش" ظريف استمرت بعد عودته لنشاط الأخير كوزير خارجية أيضاً. ففي حفل توقيع الاتفاقيات مع الوفد الأرميني في طهران الذي أقيم مساء الأربعاء، دعا عريف الحفل وزير الخارجية الأرميني لتوقيع إحدى الاتفاقيات ودعا أحد مساعدي روحاني لتوقيع نفس الاتفاقية من الجانب الإيراني. لكن روحاني انتبه للموضوع وطلب أن يوقع الاتفاقية وزير الخارجية محمد جواد ظريف. هذا ما لاحظه المغردون الإيرانيون أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل هذا أيضاً كانت قد تحدثت وسائل الإعلام الإيرانية عن دور واعظي في الحكومة، حيث سرب خبراً قبل عدة أشهر عن نية النائب الأول لروحاني إسحاق جهانغيري الاستقالة بسبب "تصرفات واعظي"، ولكنه تراجع بعد أن التقى روحاني وتحدثا عن الموضوع.