خاص

إشكال السعديات بين أبناء "الخط الواحد".. وهذا ما كشفه الأهالي والحجار لـ"مستقبل ويب"

تم النشر في 29 أيار 2019 | 00:00

حتّى اليوم لم تتمكن الدولة من إيجاد الدواء المرتجى لداء السلاح المتفلت رغم تفشيه في مفاصل حياة المدنيين الآمنين الذين لا حول لهم ولا قوة، فتارةً يحاصر أرزاقهم وطوراً يعبث بأمنهم وأمانهم وصولاً إلى خطف أنفاسهم وسلبهم حياتهم، على غرار ما حصل للشاب محمد علي المولى الذي قضى برصاص ميليشيا "سرايا المقاومة" لحظة عبوره من أمام مركز تابع لها في منطقة السعديات، مطلع الأسبوع.





محمد، هو الضحية التي تحمل الرقم الضائع بين أعداد الضحايا الذين سقطوا بسلاح مُفخّخ شكلاً ومضموناً تحت مسمى "سرايا المقاومة"، لكن هذه المرّة باشتباك مُسلّح بين أبناء الخط الواحد (بعض عناصر السرايا ومشغليهم من "حزب الله")، وذلك بحسب ما أوردت العديد من وسائل الإعلام اللبنانية اليوم، أبرزها "المؤسسة اللبنانية للإرسال" التي أشارت إلى أن "ما جرى في السعديات هو خلاف داخلي بين أبناء "حزب الله" لا علاقة لأحد به".





 





الأهالي.. والاستفزازات الميليشيوية





ومن بوابة منطقة السعديات فجر أول من أمس، كان رصاص الغدر على موعد مع محمد علي المولى وحيد أهله الذي صودف مروره على دراجته النارية خلال اشتباك مُسلح بالقرب من مركز تابع لـ"حزب الله". وقد أكد وجهاء من أهالي المنطقة لـ"مستقبل ويب" أن النقطة التي جرى فيها الإشكال المسلح وقيل إنه وقع على خلفية إلقاء قنبلة صوتية، إنما هي "نقطة توتر دائمة سواءً بين عناصر من "حزب الله" وبين مقاتلين من "سرايا المقاومة" ربطاً بخلافات تنظيمية ومالية، وأحياناً بينهما وبين أهالي المنطقة نتيجة استفزازات متكررة من ميليشياويي "السرايا"، بعضها مذهبي وبعضها الآخر يتعلق بإزعاجات مفتعلة وإجراءات ميدانية مرفوضة من قبل الأهالي". وأوضح وجهاء السعديات أن "عمليات إستفزازية تحصل في كل مناسبة بحق أهالينا. فعلى سبيل المثال الطريق الذي نخرج عبره من منازلنا صباحاً، يُمكن أن يُقفل خلال عودتنا في المساء، ودائماً تحت أسباب واهية يُحيلها عناصر حزب الله لـ"أسباب أمنية". هذا بالإضافة إلى دعواتهم المتكررة للأهالي لإزالة سياراتهم من أمام منازلهم".. ما يؤدي تباعاً لاختلاق إشكالات وتوترات في المنطقة.





 





الحجار: مركز حزبي تحت غطاء ديني





وتعقيباً على الموضوع، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار لـ"مستقبل ويب" متابعته لهذا الملف لا سيما بعد الإشكال المسلح الذي وقع في السعديات "وذهب ضحيته شاب بريء لا ذنب له سوى أنه كان يمر في منطقة لبنانية من المفترض أنها تخضع لقانون الدولة، لا لقانون المليشيات والسلاح المتفلت". 





وإذ قال: "من حقنا أن نعرف من هي الجهة التي أطلقت النار وتسببت بهذا الوضع المأساوي"، أردف الحجار متسائلاً: "هل الحديث عن أن سيارة هي التي رمت قنبلة باتجاه مُصلّى لـ"حزب الله"، وأن إطلاق الرصاص كان بهدف الرد هو أمر صحيح، أم أنه مُفبرك؟ خصوصاً وأن أهالي المنطقة يعرفون أن "المصلى" الذي يحكى عنه إنما هو مركز حزبي فيه سلاح، لكنه يعمل تحت غطاء ديني". 





ورداً على سؤال، كشف الحجار عن معلومات تفيد بأنّ الإشكال المُسلح هو بين عناصر من تنظيم "سرايا المقاومة"، وليس كما تم الترويج بأنه إشكال مع أشخاص رموا قنبلة وفروا إلى جهة مجهولة، لافتاً الانتباه إلى أنّ "موقع "حزب الله" في السعديات هو واحد من المواقع العسكرية التابعة له والمُنتشرة على طول الساحل اللبناني.





وعن مجريات التحقيقات الأمنية، أجاب الحجار: "حتى الساعة لم تصلني معلومات كافية من الأجهزة المختصة تتعلق بحقيقة الإشكال المسلح"، غير أنه توجه برسالة إلى "حزب الله" داعياً إياه التنبه إلى أنّ هذا الواقع الشاذ "يُنذر بفتن كبيرة وإذا كانت قيادة الحزب تُريد فعلاً تجنيب المنطقة والبلد خضّات مماثلة، فما عليها سوى لجم عناصرها المسلحين وإغلاق مكاتبهم العسكرية في المناطق والأحياء السكنية، لأن المواطنين جميعهم في النهاية محكومون بالعيش المشترك".