أخبار لبنان

لبنان لن يتخلى عن انتمائه العربي: ندين الاعتداء على السعودية والإمارات

تم النشر في 31 أيار 2019 | 00:00

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فجر اليوم في مؤتمر القمة العربية الطارئة التي عقدت في مدينة مكه المكرمة:





"رئيس المؤتمر ، خادم الحرمين الشريفي الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ،





اصحاب الجلالة والفخامة والدولة، الحضور الكرام،





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





يسرني بداية، ان انقل اليكم تحيات فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وتمنيات اللبنانيين بنجاح اعمال هذه القمة، التي تنعقد في ظل تحديات تواجه البلدان والمجتمعات العربية.





اننا لا نحتاج لكبير جهد، في اي محاولة لتوصيف الواقع المأساوي الذي تعانيه بعض الدول الشقيقة، وهو واقع ينشأ اساسا عن التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، ويرمي باثاره الامنية والاجتماعية والاقتصادية على الدول المحيطة، وبينها لبنان، الذي دفع في العقود الماضية ضريبة قاسية للاعتداءات الاسرائيلية ولحروب الاخرين على ارضه.





كما ان لبنان يدفع اليوم، ضريبة مكلفة جدا للجوء مئات الاف من الاشقاء السوريين الى اراضيه، هربا من الحريق المستمر في سوريا . وهذه مناسبة للتأكيد في ضوء ما ينشر من تقارير  اعلامية واستخبارتية، على رفض لبنان لكل ما يشاع عن مشاريع التوطين، والتزام اللبنانيين موجبات الدستور ومقتضيات الوفاق الوفاق الوطني، ومناشدتهم الاشقاء العرب، حماية الصيغة اللبنانية من عواصف المنطقة، ومشاركتهم في ايجاد الحل العاجل لمأساة النزوح السوري، وقطع الطريق على المحاولات المتواصلة لاختراق المجتمعات العربية. كما اؤكد دعمنا للشعب الفلسطيني في نضاله المحق لاجل نيل حقوقه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.





لقد خرج لبنان من محنته، عندما تضامن الاشقاء العرب على مساعدته ودعمه، فكان اتفاق الطائف الذي تحقق في هذه الديار، التي باركها رب العالمين، وجعلها قبلة للعرب وكل المسلمين.





اننا ندين اشد ادانة، الاعتداءات التي تعرضت لها دولتا الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وندعو الى اوسع تضامن عربي في مواجهتها.





ان التضامن العربي يبقى السلاح الامضى في يد العرب، وفي ايدي البلدان التي تجتمع اليوم على حماية الهوية العربية. 





نحن في لبنان نتطلع الى هذا التضامن ونراهن عليه لتفعيل قواعد العمل العربي المشترك ونجد فيه السبيل الحقيقي للاستقرار المطلوب على كل المستويات ، ولكبح اي جنوح في المنطقة للتصعيد غير المسؤول والاخلال بمقتضيات الجوار والحوار، لبنان جزء لا يتجزأ من هذه الامة وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وهو لن يتخلى تحت اي ظرف من الظروف عن هذا الانتماء ،وسيبقى وفيا لوفاء الاشقاء وامينا على تطوير علاقاته معها.





الاجتماع في مكه المكرمة اجتماع على الوحدة والايمان والحكمة، اجتماع على كلمة سواء، بين كافة المسلمين لمواجهة الفتنه وكل ما ينفخ في نارها، نحن في اطهر ارض نتضرع فيها الى الله سبحانه وتعالى نسأله ان يوحد العرب ويحمي ديارهم ويعينهم على معالجة قضاياهم بالحكمة والصبر والشورى.





شكرا للملكة العربية السعودية وشعبها على حسن الضيافة، وشكرا لخادم الحرمين الشريفين في بلاد الحرمين الشريفين".