رعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، افتتاح "المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين"، وتكريس مذبح كنيسة السيدة في دير مار سركيس وباخوس في ريفون، الذي رممته البطريركية المارونية، في حضور الاساقفة الموارنة أعضاء السينودس المقدس، والوزيرين فيوليت الصفدي وريشار قيومجيان، والنواب: شامل روكز، نعمة افرام، روجيه عازار و فريد الخازن، ورئيس "اتحاد بلديات كسروان" وفعاليات رسمية واجتماعية وثقافية ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وحشد من المؤمنين من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.
وكان الدير أنشئ عام 1655 على يد القس سليمان مبارك.
استهل الحفل الذي قدمه الإعلامي يزبك وهبة بالنشيد الوطني، ومن ثم وقف الحضور في الباحة الخارجية للدير، دقيقة صمت، عن نفس المثلث الرحمة غبطة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.
وهبة
وألقى وهبة كلمة رحب خلالها بصاحب الغبطة والحضور، لافتا إلى "المكانة الخاصة لهذا الدير عند ابناء المنطقة، وفرحتهم بإهتمام البطريركية المارونية باعادة ترميمه، للتأكيد أن مجتمعنا ما زال في ألف خير، فهذا الدير العريق بتاريخه يشهد على ولادة مركز إشعاع لخدمة الخير العام".
صلاة التكريس
بعدها توجه الراعي الى داخل الكنيسة مع أعضاء السينودس المقدس، حيث رفع صلاة البدء ورتبة تكريس المذبح.
الراعي
وقال الراعي: "اننا اليوم، وانطلاقا من واقعنا الأليم الذي نعيشه، نأمل في أن يحقق شبابنا وشاباتنا مهاراتهم، ويستفيدون من تعبهم، ريثما تنجلي الأيام الصعبة عن بلدنا الحبيب وتنفرج علينا باذنه تعالى".
أضاف: "الحلم تحقق ورأيناه الآن بصورة أوضح، ويبقى تطبيقه عمليا على الأرض".
وتابع: "لقاؤنا الليلة هو جزء من السينودس المقدس فنحن طرحنا موضوع الشأن الاجتماعي وكانت هذه محطة أساسية في السينودس".
و شدد الراعي على "ضرورة ان يتحمل المعنيون في لبنان مسؤلياتهم حيال المواطنين الذين يعانون في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان".
أضاف: "لطالما تأسفت لرؤية هذا الدير العريق مهدما، ولكنني فكرت دائما بان هذا المركز يجب ان يرمم، لكي تعود اليه هو المكان الذي عاش فيه البطاركة والمطارنة والكهنة وابناء هذه البلدة حياته المليئة بنفحات القداسة".
وتابع: "نشكر للجميع تقديمهم العون إلينا، لخدمة شعبنا في هذا المكان، وننطلق من واقع مؤلم يعيشه شعبنا، من قلة عمل وقلة انتاج، وشبان وشابات لا يعملون مع ندرة فرص العمل، في ظل وضع اقتصادي خانق، ولكننا بافتتاح هذا المركز نأمل في أن يحققوا مهاراتهم ويستفيدوا من تعبهم حتى تنفرج علينا في بلدنا الحبيب لبنان".
وختم: "هذه اهدافنا من مؤسساتنا، ونحن على يقين الان ان غبطة ابينا البطريرك المثلث الرحمة مار نصر الله بطرس صفير ينظر إلينا بفرح ويباركنا".
بو هدير
وكان مدير المركز الأب توفيق بو هدير أوجز أهداف المركز وعمله وآليته، بالتعاون مع مؤسسات وجامعات، شاكرا للبطريرك الراعي "اهتمامه بالمركز لبناء شراكة مع المجتمع المدني والأهلي، وليكون نقطة انطلاق تعيد الى هذا المكان وهجه وعراقته، وان يكون مركز إشعاع ومنصة ينطلق منه الشباب الى كل مكان وزمان".
مزوق
كما وألقت الدكتورة ميرنا مزوق كلمة اشارت فيها الى ان "الكنيسة المارونية تعيش مع الناس وتتفاعل معهم، وان الأديرة كانت وما زالت مرجعا لعيش الأفراد والجماعات على كل الأصعدة، وهي ستبقى قريبة ومتابعة لحاجات الناس".
وتابعت: "نشكر لابينا البطريرك الراعي، لانه أراد من هذا المركز ان يقوي مجتمعنا لينطلق في إشعاع كنسي وثقافي واجتماعي في كل لبنان".
وبعد ما أزاح الراعي الستارة، كانت جولة على مختلف أرجاء الدير.
ويهدف "المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين" الى تعزيز قدرات الشبيبة والعائلات والمجتمعات المحلية لضمان تنميتهم على الصعيد الروحي، وإشعاعهم على الصعيد المجتمعي والثقافي والاقتصادي، منسجما مع التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، وتجاوبا مع دعوة المجمع البطريركي الماروني وتوصياته.