ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، القداس الاحتفالي الذي دعا اليه راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، لمناسبة اختتام المسيرة المجمعية في أبرشية البترونية في عيد شفيع الابرشية البطريرك الاول للموارنة القديس يوحنا مارون.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "كان عرس في قانا الجليل" وقال فيها: "أبناء كنيستنا المارونية اليوم بحاجة ماسة إلى تثقيف إيمانهم، لأننا نشهد جهلا كبيرا للعقائد المسيحية ولأسرار الكنيسة السبعة. عندما نسمع في هذه الأيام كيف يتكلم مسيحيون عن الزواج المدني والزواج الديني، ندرك مدى الجهل والحاجة إلى ثقافة لاهوتية عند شعبنا".
أضاف: "وفي زمن كثرت فيه حاجات شعبنا الذي يفتقر يوما بعد يوم، ويحرم من أبسط سبل العيش الكريم بما فيها المأكل والغذاء السليم والماء والكهرباء والصحة، والعمل والسكن وتأسيس عائلة والتعليم والتربية وتحفيز القدرات، يدعونا القديس يوحنا مارون لافتقاد شعبنا في محنه، والوقوف الى جانبه والتضامن معه، ومساعدته كي يعيش بسلام داخلي وطمأنينة، وينعم بسعادة القلب. لكننا في الوقت عينه نطالب السلطة السياسية عندنا الكف عن إفقار الشعب وزجه في حالة العوز والحرمان والبطالة والقهر".
وتابع: "كيف تستطيع الحكومة الجديدة القيام بما وعدت به في بيانها الوزاري من إجراء إصلاحات جريئة من أجل النهوض الاقتصادي والمالي، فيما هي تحمل الخزينة أثقالا مالية جديدة باهظة من دون موازنة منجزة، ومن دون عرض شامل لوضعية الدين العام، وتصور وزارة المالية لإدارته وضبطه، ومن دون إقفال حساب العام الماضي لجهة مجمل الانفاق والمستحقات الراهنة، والايرادات المحققة، ومن دون ضبط الفساد وإعادة المال المسلوب إلى خزينة الدولة؟".
وختم: "وكيف تستطيع السلطة السياسية السكوت عن عدم تنفيذ أحكام مجلس شورى الدولة، لأن هذا أو ذاك من النافذين يمنع او يتمنع عن التنفيذ، إما تسلطا، وإما تهديدا، وإما بقوة السلاح. فأين هيبة الدولة، وأين مسؤوليتها عن مصالح المواطنين وحقوقهم؟ أهكذا تكون الدولة القادرة والقوية؟ وكيف يكون العدل أساس الملك فيها؟".