أين تقع الروشة؟ ومن نقلها إلى الأرجنتين؟ ومن أوصلها للامتياز في TRIP ADVISOR؟ تجربة في عالم المغامرة والمثابرة يرويها الشاب اللبناني علي وهبي لـ"مستقبل ويب".. وهذه تفاصيلها.
منذ ثماني سنوات، وصل علي إلى العاصمة الأرجنيتية "بوينس آيريس" باحثاً عن الاستقرار العائلي والاقتصادي، فزوجته الأرجنتينية من أم لبنانية والتي كانت تتابع دراستها في جامعة بوينس آيريس في مجال الطب كانت السبب الأول الذي دفعه إلى سبر غوار المدينة اللاتينية.
ولد علي في مدينة الخبر من أبوين لبنانيين من الجنوب اللبناني وعاش مع عائلته في المدينة حيث تلقى علومه الابتدائية والتكميلية وكانوا ينتقلون إلى لبنان كلما سمحت الظروف الأمنية. وعندما هاجر قرّر أن يطلق المطبخ اللبناني التقليدي من قلب العاصمة الأرجنتينية في أكثر المناطق السياحية زحمةً ومنافسة، فآثر أن ينقل "الروشة " إلى الجهة المقابلة للحديقة الأكثر شهرة في الارجنتين والتي صنّفت عام 1996 معلماً وطنياً JARDIN BOTANICO CARLOS THAYS في باليرمو.
كان علي "البيروتي" كما يُحب أن يُقال عنه، مولعاً بالكزدورة على كورنيش الروشة وعندما عرف أنه سوف يُحرم منها، قرر أن يكون إسم المطعم الذي يملكه "الروشة" ليتحوّل بذلك من طاه إلى مرشد سياحي يشرح لرواد المطعم عن الروشة وموقعها ويصف جمالها ويدعو لزيارة لبنان. حتى انه عندما يغادر منزله صباحاً يقول "رايح ع الروشة" أو عندما يوجّه دعوة لأحدهم يقول "تفضّل ع الروشة".
أما علي الطاهي فجعل من مطعم "الروشة" بعد جهد كبير ومواجهة تحديات كبيرة، لكن بسرعة ملحوظة، الرقم 420 على قائمة أفضل المطاعم الأرجنتينية التي تضمّ 5600 مطعماً وحاز خلال عامي 2016 و 2018 على جائزة الامتياز من Trip advisor بينما احتلّ مطعم "الروشة " المرتبة الثانية وفق Middle East Food .
وعند سؤاله عن ميزات مطبخ "الروشة" يجيب علي بكل هدوء "النكهة اللبنانية.. فأنا أقوم بالطهي وكوننا هنا لا نستطيع الحصول على المواد الأولية من لبنان لصعوبة الاستيراد فأنا اقوم بتركيب البهارات وصنع اللبنة البلدية واللبن وأعمل على تطوير قائمة الطعام وتنويعها مع المحافظة على الطابع اللبناني. و يقصدني الكثير من السفراء الأجانب الذين عاشوا في لبنان ويجدون الطعم نفسه الذي اعتادوا عليه في لبنان".
وعمّن وقف إلى جانبه في بداية طريقه، يقول بلا تردد: "عائلتي اللبنانية والأرجنتينية. كنت أوصف بالمجنون لأنني نويت إثبات نفسي وبشعار "الحلال" في منطقة مزدحم" بالمنافسة.
وما هو سر النجاح؟ يجيب: "كنتُ أسمع عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما كنا في المملكة العربية السعودية أنه رجل صادق، يلتزم المشروع ويسلّمه قبل المهلة المحددة للتسليم. وكان يقول "شعاري هو الصدق". وكلمة "الصدق" بحذ ذاتها كلمة كبيرة". ويضيف علي: "اعتمدت الصدق في تجربتي المهنية وفي طريقة تعاملي مع الزبائن ونجحت والحمد لله. وأنا فخور كوني استطعت أن أصبح "علامة فارقة"، أعمل من الساعة السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً مع فريق يكبر كل يوم وكذلك هم زبائني في ازدياد. وهنا أشكر النادي اللبناني والسفارة اللبنانية على رأسها السفير جوني ابراهيم والسفارات الماليزية والباكستانية والاندونيسية وغيرها على ثقتهم بـ"الروشة". زارتنا الكثير من الوفود خلال قمة العشرين وتعرفوا إلى "الروشة" والأطباق اللبنانية وهم يعودون لزيارتنا كلما زاروا العاصمة".
أما إلى ماذا يحن؟ فيجيب علي وفي صوته غصة: "أحنّ إلى قبر أمي".