أشار موقع ذا هيل الأميركي إلى أن العالم يدخل على ما يبدو في مرحلة طويلة من التوترات في الخليج، في الوقت الذي تزيد فيه الولايات المتحدة من الضغط على إيران عبر العقوبات.
وأوضح في تقرير له نشر، الخميس، أن الجيش الإيراني لا يملك فرصة كبيرة في مجابهة الجيش الأميركي، لا سيما في نزاع طويل الأمد، إلا أن الحكومة الإيرانية تمتلك مجموعة من القدرات التي يمكن أن تهدد المصالح الأميركية.
كما لفت إلى أن إيران اتخذت مسبقًا إجراءات غير متماثلة، من بينها مهاجمة ناقلات النفط، وإسقاط الطائرة الأميركية بدون طيار، وزيادة عمليات الوكلاء في الشرق الأوسط، ما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة الرد بصورة متناسبة على تلك العمليات الصغيرة.
إجراءات سرية أم علنية؟
ففي حين تملك طهران العديد من الأدوات المتاحة في تلك الحرب أو المناوشات عبر الوكلاء، يتعين على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت سترد بإجراءات سرية – والتي ستكون بطبيعتها أقل فاعلية في ثني إيران عن القيام بمزيدٍ من الهجمات – أو بإجراءاتٍ علنية مثل الهجمات الصاروخية المقترحة التي ستُشن على المواقع العسكرية الإيرانية، والتي قد تشكل تصعيدًا قوياً، بحسب ما أفاد "ذي هيل".
إلا أن الطبيعة المبهمة لجهاز الأمن الإيراني، بحسب الموقع الأميركي، تصعب التنبؤ بالأدوات التي ستسقط إيران في الشرك.
تكتيكات إيرانية
وتابع التقرير معدداً بعض التكتيكات التي يمكن أن تستخدمها إيران ضد الولايات المتحدة، والتحديات التي يواجهها البيت الأبيض في الرد عليها.
- هجمات إلكترونية
ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران بالقيام بعمليات قرصنة إلكترونية على البنوك الأميركية بين عامي 2011 و2013 وفندق ساندز في لاس فيغاس في عام 2014. وقد أظهرت تلك الهجمات في حينه قدرة إيران الناشئة على اختراق النظام المالي الأميركي. فقد أتلف الهجوم الذي استهدف فندق ساندز، البنية التحتية لتقنية المعلومات الخاصة بالشركة.
كما أظهرت الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي تستخدم برمجية الفدية Ransomware على شبكات الحكومات المحلية في الولايات المتحدة – بما في ذلك بالتيمور وأتلانتا – أن المدن الأميركية عرضة لمثل هذه العمليات أيضًا، ومن المحتمل أن تستعد إيران لجولة جديدة من العمليات الإلكترونية التي يمكنها حجب الخدمة عن الخوادم في الولايات المتحدة.
وبالنظر إلى عدم وجود معايير دولية راسخة حول كيفية الرد بالمثل على الهجمات الإلكترونية، فإن صناع القرار السياسي في البيت الأبيض قد يواجهون تحديا في إيجاد استجابة مناسبة.
-وكلاء إيران
إلى ذلك، لفت التقرير إلى إمكانية إيران تحريك بعض وكلائها في الشرق الأوسط.
فعبر العقد الماضي، سجلت عدة هجمات مرتبطة بجناح الحرس الثوري غير التقليدي المعروف باسم "فيلق القدس"، الذي يدعم مجموعة من الميليشيات والوكلاء في الشرق الأوسط.
وكان الوكلاء المدعومون من إيران مسؤولين عن مقتل عدة مئات من أفراد الخدمة الأميركية خلال حرب العراق بين عامي 2003 و2011، كما قدم دعمًا حاسمًا لكل من نظام الأسد في سوريا والميليشيات الحوثية في اليمن.
وبينما تتطلع إيران إلى تطوير خيارات لمواجهة القوة العسكرية الكاسحة للولايات المتحدة، فإن هؤلاء الوكلاء والميليشيات قد يلعبون دورًا رئيسيًا عبر هجمات مباشرة وغير مباشرة على الولايات المتحدة أو حلفائها.
ولعل أبرز تلك الهجمات، هجمات الحوثي ضد البنية التحتية المدنية – بما في ذلك المطارات – في المملكة العربية السعودية.
إلى ذلك، ذكر التقرير بهجمات إيرانية تعود إلى الثمانينيات، مشيراً إلى أن تورط إيران المباشر في الهجمات الإرهابية يعود إلى الثمانينات، عندما شارك عملاء من الأجهزة الأمنية التابعة لها في برنامج عمليات فتّاك ضد خصوم النظام في الخارج، في الشرق الأوسط وأوروبا.
كما لفت التقرير إلى أنه في العام 2001، اعتُقِل مواطن مزدوج الجنسية أميركي-إيراني بتهمة التخطيط لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، المؤامرة التي زلزلت تحليلات خبراء مكافحة الإرهاب التي تفيد بأن إيران لن تجرؤ على شن هجماتٍ مباشرة داخل الولايات المتحدة، ما لم يواجه النظام أزمة وجودية.
وحذر التقرير من أن مثل تلك الهجمات تحتم على قوات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الاستعداد لها.
كما أوضح أن مثل هذا السيناريو سيقدم للولايات المتحدة مبرراً واضحاً لاتخاذ إجراء عسكري قوي ضد إيران.
كما اعتبر أنه على البيت الأبيض أن يضمن أن أي خطوات قد يتخذها ردًا على تصرفات إيران يجب أن تكون انعكاسا لمناقشات مع الشركاء الأجانب الرئيسيين والحلفاء، كما يفترض التشاور الدقيق مع خبراء في الحكومة الأميركية الذين لهم باع طويل في الشأن الإيراني.
إلى ذلك، حذر من أن أي محاولة فاشلة للردع النسبي قد تؤدي إلى استخدام إيران تلك القدرات وإحداث دوامة خطيرة من التصعيد.
كما اعتبر موقع "ذي هيل" أنه بالنظر إلى مجموعة الأدوات التي يمكن لإيران استخدامها ضد الولايات المتحدة، فقد حان الوقت الآن لصناع القرار السياسي بالعمل عبر عدة سيناريوهات لضمان ألا تؤدي محاولات الردع إلى التصعيد.