أطلقت رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري "منتدى الصحة العامة لمدينة صيدا " تحت عنوان " واقع القطاع الصحي والعمل الاستراتيجي " والذي نظمته مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة في خان الافرنج ويهدف لخلق حوار علمي بمنهجية محددة حول النظام الصحي في المدينة للتوصل الى صياغة سياسة صحية مبنية على حاجات المجتمع واولوياته .
ويرتكز المنتدى على اشراك القطاع الاستشفائي والطبي واهل الاختصاص في تحديد الأولويات الصحية بما يساهم بتعزيز العمل التشاركي والتكاملي لتحديد الأمراض الأكثر انتشارا في المدينة وفق منهجية علمية محددة للوقاية والحد من المشاكل الصحية وفق المعايير والأهداف العالمية الصحية ، كما يفتح المنتدى المجال امام النقاش الفعال حول المشاريع الحالية والمستقبلية المتعلقة بالقطاع الصحي وصولاً الى صياغة مشاريع وتدخلات محلية تعنى بالصحة العامة بمشاركة كافة الجهات المعنية . وانطلق هذا المنتدى من تقييم وعرض مستخرجات اليوم الصحي المجاني الذي نظمته المؤسسة في "مستوصف الحريري الطبي الإجتماعي" في صيدا القديمة .
حضر اطلاق المنتدى الى جانب الحريري ، ممثل بلدية صيدا عضو المجلس البلدي الدكتور حازم بديع، رئيس مستشفى قصب الدكتور وليد قصب ، مدير عام مركز لبيب الطبي السيد معين أبو ظهر ، ومديرة مستشفى الجنوب السيدة وفاء شعيب، وممثلون عن طبابة القضاء في وزارة الصحة وعن مستشفيات " صيدا الحكومي ، المستشفى التركي، حمود الجامعي ، دلاعة " ومديرة كلية الصحة العامة – الفرع الخامس الدكتورة حكمت العاكوم على راس وفد من الكلية ، وممثلون عن قطاعات طبية ومراكز صحية وصيدلانية وحشد من الأطباء والمهتمين واللجنة الطبية والشبابية المنظمة .
الحريري
استهل المنتدى بكلمة ترحيب من النائب الحريري التي توجهت بداية بالشكر الى كل المستشفيات والمؤسسات والهيئات والأفراد الذين شاركوا في اليوم الصحي وقالت " ليس جديدا على صيدا انها استطاعت ان تخلق اطاراً تشاركياً وتشبيكا في كثير من القطاعات ، والصحة واحدة منها ولكننا نطمح لأكثر من ذلك . وكما اطلقنا منذ اسبوعين منتدى التراث والسياحة نطلق اليوم منتدى الصحة الذي سيكون اطارا للنقاش والحوار حول دور المدينة باعتبارها المدينة الصحية الثانية في لبنان ، ولإستكمال هذا الدور هناك قضايا متممة يجب ان نفكر مع بعضنا البعض لنصل اليها ، ومنها موضوع البحث العلمي والصحي الذي يجب ان يشارك فيه اصحاب الاختصاص لنستطيع مقاربة الملف الصحي بالعلم والأرقام ، لأنه لم يعد بالامكان العمل بدون ارقام وبدون بحث علمي ، وكلما تشاركنا بأفكارنا ومقترحاتنا ووجدنا آليات للعمل المشترك اعتقد اننا نكمل بعملية التكامل بين كل مكونات المجتمع في صيدا والجوار" .
واعلنت الحريري ان هذه البداية التي نحاول ان نؤسسها هي بداية لعمل منظم يجمع بين المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الرسمية والحكومية لنستطيع ان نخرج بنتائج يبنى عليها. فاذا قبلنا التحدي بأن نخلق من مدينتنا نموذجاً بالمقاييس الدولية والمعايير الوطنية نستطيع ان نحقق كثيرا من القضايا الايجابية".
وشددت الحريري على اهمية ان نصل الى ان يكون هناك ملف واحد للمريض او سجل صحي موحد له في كل المستشفيات والمراكز الصحية من خلال برنامج مشترك بينها .
د. حمود
ثم انطلقت اعمال المنتدى بجلسة أولى ادارها الدكتور ناصر حمود الذي استعرض بداية تجربة اعادة احياء مستوصف الحريري الطبي الاجتماعي وتفعيل دوره في مجال العلاج والطب الوقائي، وتنظيم اليوم الصحي المجاني وما انتهى اليه من نتائج ومعلومات عن الواقع الصحي في المدينة القديمة قال انه يمكن الانطلاق منها في البدء باستشراف خطة صحية وشبكة امان على صعيد المدينة ككل تشارك فيها المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات والأطباء ، معتبرا ان من حق المريض على دولته ومجتمعه تأمين الطبابة المستدامة واقل ما يمكن ان نقوم به هو الطب الوقائي .وقال " وربما تطور هذه الخطوة لتصبح صيدا عاصمة للسياحة الطبية لأنه لا ينقصها شيء وهذا لا يتم الا بالتعاون بين الجميع ".
اليوم الصحي
بعد ذلك عرض الفريق الشبابي المنظم للمنتدى من قبل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالأرقام والإحصاءات مستخرجات اليوم الصحي المجاني الذي نظمته المؤسسة في صيدا القديمة ، وابرزها " انواع الاختصاصات وعدد غرف المعاينات وعدد المرضى او المواطنين الذين شاركوا وخضعوا للمعاينة واماكن سكنهم وجنسياتهم وأعمارهم بحسب الجندر ، والعوامل التي تساعد في زيادة نسب التعرض للمرض ، ونسب المعاينات بحسب الاختصاص ، ونتائجها من حيث أعراض ونسب الاصابة ببعض الأمراض ومقاربة اللياقة البدنية مع هذه النسب ، والأمراض الأكثر شيوعا ، وتوصيات الطبيب المعاين لجهة وصف الدواء والحاجة الى صور اشعة وفحوص مخبرية ومتابعة اخصائي ، والمتابعة ما بعد اليوم الصحي ".
واوصت اللجنة المنظمة بناء على هذه المستخرجات بـ" وضع منهجية تعاون بين المعنيين بالقطاع الصحي لتحسيبن واقعه واجراء مسح لواقع القطاع الصحي من خلال احصاءات او نشاطات تعطي معلومات كافية ، ووضع استراتيحية طبية تستهدف هذه الفئة من الأشخاص والمتابعة الدقيقة والشفافة لها ".
د. لطفي
ثم كانت مداخلة للدكتورة تمارا لطفي حول المنهجية المتبعة والبعد الاستراتيجي في المتابعة مع الفئة التي تم استهدافها في اليوم الصحي حيث اعتبرت ان النتائج والأرقام لم تكن بعيدة عن عما يسجل على مستوى لبنان وربما توقعنا في بعض الحالات أسوأ من ذلك ، معتبرة ان هذا يساعد بتحديد النقاط التي يمكن ان نعمل عليها والأمور التي تعتبر اولولية من وجهة نظر كل مستشفى لجهة انواع الأمراض التي تتزايد وكيفية مواجهتها والحد منها من خلال استراتيجية مشتركة.
د. الصلح
وبعد نقاش عام حول تقييم اليوم الصحي ومستخرجاته ، افتتحت الجلسة الثانية بمداخلة للدكتور حسان الصلح الذي نوه بالجهد المميز للفريق الذي اشتغل على تقييم واستخراج نتائج اليوم الصحي وقال" للمرة الأولى ارى احصاءا صحيا في منطقة محددة بهذا المستوى الجيد واهنئكم عليه . فمن المهم جدا ان نعرف ما لدينا وماذا نريد وان ننطلق من المشاكل الصحية الموجودة لنرى الأمور التي نستطيع ان نقدمها للمواطنين في المدينة . ومن المهم في وضع اي استراتيجية عدم الاكتفاء بالتشخيص فقط ، بل بأن نحدد كيف يمكن ان نعالج الأمراض الموجودة وهذا يجب ان يكون من خلال خطة استراتيجية تعتمد على البرامج الوقائية والتوعية اولاً".
واضاف" ما نحن بصدده اليوم اسميه نقلة نوعية ويجب ان تكون نموذجا لبقية المناطق، وصيدا ليس جديدا عليها هذا الأمر خاصة بالجهود التي تقوم السيدة بهية الحريري. وهذا المنتدى اليوم بداية جيدة والخطوة التالية هي ان نرى ما هي البرامج الوقائية والتوعوية التي يجب ان نقوم بها بالتعاون مع كل المستشفيات والقطاع الطبي وكل المراكز الصحية ."
وتطرق الدكتور الصلح الى موضوع الصحة النفسية وانعكاسها على العائلة والمجتمع والى كلفة الرعاية الصحية المرتفعة واهمية ان يأخذ القطاع الخاص دوره في المبادرة بهذا الخصوص. واقترح الصلح تنظيم هذا المنتدى بشكل دوري كل شهر .
د.أرناؤوط
وكانت مداخلة للدكتور سمير ارناؤوط الذي هنأ منظمي المنتدى على هذا العمل وقال " نستطيع ان نعتبر النتائج التي عرضتموها نموذجا وبداية للتوصل للقيام بمسح اجتماعي وصحي عن صيدا القديمة لنحدد المرضى ونستهدفهم في أيام التوعية الصحية، ونستشرف من خلالهم الوضع الصحي لصيدا القديمة ، ومشددا على اهمية الوقاية في بناء سياسة صحية سليمة ."
مداخلات الدكاترة في مدينة صيدا
ثم كانت جلسة نقاش عام حول الأولويات الصحية والخطوات القادمة حيث كانت هناك مداخلات عديدة للمشاركين من ممثلي مستشفيات واطباء وصيادلة وعاملين في القطاع الصحي، والبعض منها كالتالي:
تحدث رئيس مستشفى قصب الدكتور وليد قصب فحيا النائب الحريري على الديناميكية التي اعطتها للمنتدى والحيوية والمتابعة واثنى على جهود فريق العمل المنظم ، متوقفا عند بعض البيانات والأرقام التي وردت ضمن تقييم اليوم الصحي ولا سيما ما يتعلق منها بنسبة الاقبال على عيادة الأطفال.
وتحدثت الدكتورة ريما عبود عن طبابة قضاء صيدا في وزارة الصحة مثنية على الجهد المبذول في المنتدى ومتوقفة عند اهمية تفعيل دور المستوصفات الموجودة في صيدا القديمة ومعتبرة اعادة افتتاح مستوصف الحريري الطبي الاجتماعي خطوة بالاتجاه الصحيح وأعربت عن الاستعداد للمساعدة ببعض البرامج لنصل الى مكان متقدم ومنها اعتماد وسيلة التواصل المباشر" door to door "، وبرنامج الترصد الوبائي وبرنامج التلقيح والتحصين للمجتمع والحد من التسرب في اللقاحات في أعمار صغيرة، وكذلك برنامج سلامة الغذاء وسلامة المياه ".
وكانت مداخلة لرئيس رابطة اطباء الأسنان في صيدا والجنوب الدكتور جودت الددا تحدث فيها عن اهمية التوعية حول صحة الأسنان كونها تؤثر على الصحة العامة حيث هناك مشاكل كثيرة ناجمة عن امراض الأسنان يجهلها المريض لأن بعض امراض الأسنان تكون مخفية وهي قد تؤذي وظائف حيوية في الجسم.
وتحدثت مديرة كلية الصحة العامة – الفرع الخامس الدكتورة حكمت العاكوم مبدية كل استعداد الكلية في عملية المسح الصحي الاجتماعي للخروج بدراسات وافية وشاملة في هذا المجال على صعيد صيدا والجوار.
وتناول الدكتور صبحي الددا موضوع التوعية والوقاية من امراض القلب وارتفاع ضغط الدم معتبرا ان هناك حاجة ملحة واساسية الى ارقام ودراسات بهذا الخصوص واعلن عن مشروع مع جمعية اطباء القلب من اجل تأمين وتركيب اجهزة صدمات كهربائية لحالات التوقف المفاجىء للقلب في جميع المناطق ومنها صيدا .
وتحدثت الين بوسابا بإسم ادارة " مستشفى صيدا الحكومي " فاشارت الى ان المستشفى حاضر للتعاون في ما يطلب منه ولافتة الى اهمية الاضاءة ايضا على دور الصيدليات في توجيه المرضى.
الحريري
واختتم المنتدى بكلمة للنائب الحريري اعلنت فيها انه سيتم جمع كل الأفكار والمقترحات التي تقدم بها المشاركون وصياغتها على شكل توصيات سيتم اعلانها لاحقا . وقالت: نعلن في ختام هذا المنتدى أنه سيكون نواة "المنتدى الصحي المستدام لمدينة صيدا " الذي سنكمل به من خلال لقاءات صحية مماثلة ومع مزيد من القطاعات المعنية ستكون ايضا بالتوازي مع ملتقيات اخرى متخصصة بقطاعات ومجالات عدة في المدينة، مشددة على دور البلدية في رعاية واحتضان كل الحيويات والمبادرات في المدينة باعتبارها مظلة للجميع . واضافت " يجب دائما ان ننظر الى الجزء الممتلىء من الكوب وان نشتغل على الايجابيات بكل انسان ومؤسسة ومجتمع لنستطيع ان نخرج من الواقع الذي نحن فيه الى واقع افضل بالتعاون والتشبيك بين الجميع".