أخبار لبنان

باسيل اتصل بالحريري

تم النشر في 4 آذار 2019 | 00:00

 الى زمن الاشتباك السياسي الناري، عادت العلاقة بين ركني التسوية السياسية الرئاسية، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، ليس لخلاف على قضية او ملف عالق  بينهما، وهما اللذان رست علاقتهما منذ 31 تشرين الثاني 2016 ، او قبل هذا التاريخ بقليل، على بر آمن مستقر لا تشوبه شائبة ولا غيمة صيف ولا "ابراء مستحيل" وُضع على الرف، بل لاصطفاف احدهما الى جانب فريق سياسي، هو حزب الله، على خلفية حملته على الرئيس فؤاد السنيورة، من باب الحرص على الشفافية والمالية العامة للدولة ومكافحة الفساد عبر البحث عن الـ11 مليار دولار المفقودة، والتي تبناها اعلام التيار فأشعل العلاقة مع حليف التسوية بمقدمة تلفزيونية استخدمت ادبيات سياسية استعادت زمن النزاع بين الجانبين ونبشت الماضي التي اعتقد البعض انه طوي مع التسوية الرئاسية. رد المستقبل لم يتعدَ الساعات الاربع والعشرين وبالوسيلة نفسها واللغة عينها. أطلت المحطة "الزرقاء" برد يكاد يكون الاعنف في وجه الحليف البرتقالي، دفاعا عن الرئيس السنيورة وحسماً لموقف وموقع "المستقبل" منه. "ان فؤاد السنيورة اليوم هو تيّار "المستقبل" وهو الحزب والموقع، وهو رئيس الحكومة، وهو الطائفة التي يمثلها إذا شئتم"، وما يجمع بين الرئيس سعد الحريري والرئيس السنيورة هو قضية وطن وشعب". أمّاً الابراء المستحيل، "فيمكنهم ان يبلوُّه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه". فالى اين تتجه العلاقة وهل تشهد المزيد من التدهور ام ان الحريصين على العهد وسيده سيسارعون الى رأب الصدع واعادة المياه البرتقالية الى المجاري الزرقاء الصافية؟





تؤكد مصادر مطّلعة على حركة الاتصالات السياسية لـ"المركزية" ان التصعيد الاعلامي الذي لم يرتقِ الى المرتبة السياسية، تم حصر مفاعيله ووأدها في مهدها، كاشفة ان عدم تمدد الاشتباك ولا انسحابه على الطبقة السياسية والمناصرين ومواقع التواصل الاجتماعي كالعادة، يعكس في طياته ايعازا سريعا من اعلى المرجعيات والمواقع لمنع الانزلاق الى التوتر وحرق التسوية. وتكشف في السياق، عن اتصال اجراه رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل برئيس الحكومة سعد الحريري واضعا "المقدمة البرتقالية" في اطار الاجتهاد الشخصي لا السياسي ومؤكدا ان التيار لا يتبنى ما ورد فيها، مشددا على وجوب حصر الخلاف ومنع تمدده او توظيفه سياسيا.





بيد ان المصادر تسأل هل ان مقدمة كتلك التي سمعها اللبنانيون مساء السبت عبر محطة "او.تي.في" بما تضمنت يمكن ان تنسج من دون ايعاز سياسي؟ وهل من يتجرأ على ذلك؟ وهل ان موقف التيار يشكل غطاء لحملة حزب الله على "المستقبل" بعدما عجز عن بلوغ هدفه من "الابراء المستحيل"؟





ايا يكن الجواب تعتبر المصادر ان التيار اوصل الرسالة وسارع الى تطويق مفاعيلها، كما ان "المستقبل" تلقفها جيدا وفهم مراميها فرد "بالمناسب التحذيري"، قاطعا الطريق على من يحاول اللعب على وتر التباين بين الحريري والسنيورة.





في مطلق الاحوال، تقول المصادر ان مقدمة "التيار" التلفزيونية شكلت دعسة ناقصة وخطأ كان يمكن تلافيه، ما دام الغير يخوض عنه معركته، خصوصا ان الصراع المتجدد للتيار ليس محصورا مع فريق سياسي واحد بل مع اكثر من جهة. هذا المناخ برأي المصادر لا يخدم الانطلاقة الحكومية، التي اكثر ما تحتاج في الظرف الحالي، الابتعاد عن المناكفات والمشاحنات كما يكرر الرئيسان ميشال عون والحريري. والاجدى بالتيار صون عهده والحفاظ عليه بالابتعاد عن الازمات المفتعلة والاجواء المشحونة والنأي بنفسه عن السجال السياسي وتصفية حسابات الماضي لتمكين العهد من تحقيق انجاز الحد الادنى ومحاولة انتشال البلد من قعر الهاوية...والا!