النهار
التعطيل "من داخل" بكمّاشة الحزب وباسيل؟
الجمهورية
"مصالحة عين التينة": الخلافات من الماضي.. الحكومة متعثرة.. وأزمة الجبل تتفاعل
اللواء
اللقاء الثلاثي: خارطة طريق لما بعد لململة ذيول الأحد الدامي
الحكومة فوق برميل بارود فهل تنجح المساعي في منع الإنفجار
بري: تاريخ لبنان يعرف من خصوصية الجبل
الاخبار
جنبلاط يحتمي بالميثاقية!
صندوق النقد يشكّك بإصلاحات الحكومة: خطوة أولى على طريق طويل
الشرق الاوسط
جنبلاط يدعو عون إلى وضع حد لتصرفات باسيل
الحياة
اللواء ابراهيم التقى رئيس "التقدمي" في كليمنصو: عليكم ان تفهموا من كلامه ما يقصد
جنبلاط يطالب عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية وخطاب الإستفزاز "المذهبي الدرزي" يحذّر من المسّ بوحدة الطائفة ويرفض لغة الاستقواء
الديار
ضربة قاضية لمسرحية الموازنة قام بها صندوق النقد الدولي في تقريره
الحقيقة المرّة... لا مهرب من زيادة الضرائب والرسوم في موازنة 2019
صندوق النقد لمصرف لبنان... إنسحب من سوق سندات الخزينة اللبنانية
الشرق
مساعي ابراهيم تتقدم وجنبلاط منفتح على “كل الحلول”
"مصالحة عين التينة": الخلافات من الماضي
برز لـ"الجمهورية" "عشاء المصالحة" في عين التينة مساء امس، الذي جمع فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري كلاً من رئيس الحكومة سعد الحريري، والنائب السابق وليد جنبلاط. وكان هذا العشاء ضمن لقاء ثلاثي استمر من الثامنة والنصف مساء امس، واستمر الى ما بعد العاشرة ليلاً، واكّدت خلاله المعلومات عن اللقاء، بأنّ بري والحريري وجنبلاط عرضوا ﻵخر التطورات والمستجدات السياسية واﻻمنية إضافة الى الخطوات اﻵيلة لتصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم اﻻهلي. واكّدت مصادر المجتمعين "انّ ما اعترى العلاقات بين الجانبين من شوائب في المرحلة السابقة تمّ تبديدها وباتت من الماضي".
وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ "اللواء" ان ما تضمنه بيان عين التينة بعد اللقاء الثلاثي، الذي ضم إلى الرئيس نبيه برّي، الرئيس الحريري والنائب السابق جنبلاط، لجهة "تبديد ما اعتري العلاقة بين الجانبين (الحريري وجنبلاط) من شوائب المرحلة السابقة، تمّ تبديدها وباتت من الماضي"، يقع في محله الصحيح وان الثلاثة عرضوا لمسار المرحلة المقبلة، سواء على صعيد الأمن والاستقرار، ومواجهة المخططات الخارجية، فضلا عن العودة إلى جلسات مجلس الوزراء، وجلسات الموازنة في مجلس النواب، وذلك بعد دفن الضحيتين في الجبل. واعتبر مصدر مطلع لـ"اللواء" ان اللقاء وضع خارطة طريق لما بعد الحادث الأليم في قبرشمون في الجبل.
وكان الرئيس برّي استبق هذا اللقاء، بتأكيده على الخصوصية الذي يتصف بها الجبل، مشيراً إلى ان ما حصل لا يعالج بالأمن وحده، ولا بالسياسة وحدها، ولا بالقضاء وحده، وإنما بترابط هذه الملفات الثلاثة مع بعضها البعض، وهو في ذلك التقى مع المقاربة التي قدمها الرئيس الحريري في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، بوجوب تحصين الإجراءات الأمنية باتصالات سياسية تعيد الهدوء إلى الجبل، وتفسح في المجال امام القضاء ليقوم بدوره كاملاً من دون تدخلات سياسية، أو تغليب وجهة نظر على أخرى.
وبحسب مصادر قريبة من الحزب الاشتراكي لـ"اللواء"، فإن النقاش الذي دار في عين التينة مساءً، تركز على عناوين ثلاثة:
ـ استعداد جنبلاط للحوار والانفتاح على كل الحلول، حسب ما كان أكّد بعد اللقاء الذي كان جمعه في وقت سابق في كليمنصو مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إذا كانت المشكلة التي حدثت داخلية فعلاً، وليست من ضمن مخطط خارجي - داخلي لاستهدافه سياسياً واستهداف الخط السياسي والوطني الذي يمثله.
ـ تأكيده التعاون مع وساطة اللواء إبراهيم في الشق الأمني من المعالجات تمهيداً لمعالجة الشق السياسي، وذلك عبر تسليم المزيد من المطلوبين في احداث الجبل، والذين يبلغ عددهم - حسب مصادر حزبية - 32 شخصاً، اغلبهم من الحزب الاشتراكي.
ـ اعتراض جنبلاط على الأداء السياسي لإدارة شؤون البلاد، سواء على صعيد الحكومة أو في رئاسة الجمهورية، أو في الممارسات الاستفزازية لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، من دون ان يستبعد في هذا الإطار وجود حصار سياسي حوله، بدأت مؤشراته في الانتخابات النيابية، ومن ثم في تشكيل الحكومة، وبالتالي تعزيز النفوذ السياسي لخصومه السياسيين، عبر نظرية «الثنائية" في كل الطوائف والمذاهب، الا انه أكّد انه قادر على معالجة نظرته الثنائية، في حال أكدت السلطة وقوفها على الحياد في الصراع الداخلي، ولم تتورط في لعبة اللعب على التوازنات الدقيقة في الجبل، داخل الطائفة الدرزية، وفي العلاقة بين الدروز والمسيحيين، وفي تقوية نفوذ خصومه في الإدارة والسياسة.
"النهار": التعطيل "من داخل" بكمّاشة الحزب وباسيل؟
أشارت "النهار" إلى أن الاتصالات والمساعي السياسية والوزارية التي تلاحقت أمس لم تؤد الى نتيجة ايجابية على صعيد تحديد موعد جديد لجلسة مجلس الوزراء التي ارجأها رئيس الوزراء سعد الحريري الثلثاء على أمل ان تؤدي الاتصالات الى توافق حكومي على نقطة الخلاف في موضوع احالة احداث الجبل الاخيرة على المجلس العدلي، علما أنه كان من المفترض ان يحدد موعد الجلسة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا.
وأثار تشبث الفريق المشترط احالة الحادث على المجلس العدلي تساؤلات مريبة لدى أوساط وزارية ونيابية وقانونية رأت لـ"النهار" في الاصرار على هذا الشرط ما يتجاوز البعد المتصل بالحادث الى توظيف تداعياته في الواقع الناشئ بعد الحادث. فمن جهة، ثمة في رأي هذه الاوساط استباق سافر لعمل الاجهزة الامنية والسلطة القضائية في اكمال مهماتها في التحقيقات والتوقيفات الجارية والتي على اساسها فقط يجري توصيف الحادث وما اذا كان ينطبق عليه حقيقة انه كان محاولة اغتيال كما يقول الفريق المنادي باحالته على المجلس العدلي، أم حصل بفعل اشتباك وظروف تسبب بها دخول موكب الوزير وسط عراضة مسلحة واطلاق نار كثيف كما يقول الفريق الرافض للاحالة على المجلس العدلي.
ومعلوم، بحسب "النهار"، ان الافرقاء الرافضين لاحالة الحادث على المجلس العدلي هم الرئيس الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب "القوات اللبنانية"، كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يبد حماسة للاحالة. وأشارت الى ان تجاوز الاصول القانونية في وصف الحادث أدى أيضاً بالافرقاء الآخرين بعد تسببهم باطاحة جلسة مجلس الوزراء الثلثاء الى تعطيل الجلسة اليوم على رغم ادعاءات الاوساط القريبة منهم انهم لا يعتمدون التعطيل وانهم لم يتخذوا المواقف المشروطة باحالة الحادث على المجلس العدلي بقصد التعطيل. ذلك ان التعطيل حصل كأمر واقع قسري مكشوف ولو جهد رئيس الوزراء لتجنب انفجار حكومته من الداخل. ولو لم تكن نية التعطيل قائمة لفرض تنفيذ المطلب الذي قدمه الافرقاء المؤيدون للنائب ارسلان والوزير الغريب لكانت المبادرة الايجابية التي قام بها الرئيس الحريري بارجائه جلسة الثلثاء قوبلت بمرونة كافية في الساعات الاخيرة لمنع اعطاء الانطباع ان البلاد تقف عند حافة ازمة حكومية هي في غنى عنها تماماً في هذه الظروف المعقدة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً والتي جاء حادث قبرشمون ليزيدها تعقيدا وقتامة.
واعتبرت الاوساط الوزارية النيابية لـ"النهار" ان "حزب الله" ووزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عادا واقعياً الى اتباع نمط الضغوط بالتعطيل ومن داخل الحكومة هذه المرة بما يهدد جدياً مناعة هذه الحكومة وقدرتها على مواجهة الاستحقاقات المتنوعة والمتعددة الاتجاهات ويضع مجمل الواقع الحكومي أمام محك شديد الحرج. وقالت ان الوزير باسيل لم يؤخر عبثاً جلسة الثلثاء أكثر من ساعتين مع وزراء تياره محولا وزارة الخارجية الى مقر حزبي ونيابي ووزاري لتياره على نحو لم يسبقه اليه أي طرف سياسي. وملامح توزيع الادوار والشراكة بينه وبين "حزب الله" كانت واضحة بدليل استعادة صورة "الجبهة " الوزارية "الممانعة" من خلال التهويل ضمناً بالثلث المعطل الذي سارع الرئيس الحريري الى تعطيل استعماله بارجائه الجلسة، علماً ان مقدمات هذا النهج المنسق بدأت مع دخول "حزب الله" على خط دعم ارسلان والغريب منذ اجتماع خلدة ليل الاحد.ولم يكن محسوماً اتجاه "التيار الوطني الحر" لدعم مطلب احالة الحادث على المجلس العدلي الا يوم الثلثاء بالذات.
الحكومة متعثرة
يبدو لـ"الجمهورية" انّ جلسة مجلس الوزراء مؤجّلة الى اجل غير مسمّى، بالنظر الى الانقسام السياسي، الذي أفرزته حادثة قبرشمون والخلاف المستحكم بين مكونات الحكومة على إحالة هذه الحادثة على المجلس العدلي.
وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ اسباب تعثر الحكومة ما زالت قائمة، والاساس فيها هو الانقسام بين مكوناتها حول موضوع إحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي، حيث ينقسم مجلس الوزراء بين فريق يصرّ على الإحالة، ويتمثل بـ"لتيار الوطني الحر" ومعه الوزير صالح الغريب، (مع الاشارة هنا الى انّ "حزب الله" لم يعبّر عن موقف علني داعم للاحالة)، وبين فريق رافض، يبدأ من "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وينسحب على سائر المكونات التي تدعو الى المقاربة الموضوعية للحادثة، وترك القضاء يأخذ مجراه فيها، قبل الشروع في اي خطوة اخرى.
وعلمت "الجمهورية"، انّ بعض الوزراء أبلغوا زملاءهم في الحكومة، انه في حال الإصرار على إحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي، سيكون هناك اصرار في المقابل على إحالة حادثة الشويفات على المجلس العدلي، "وما حدا احسن من حدا".
الحكومة تجلد نفسها
قال مرجع سياسي كبير لـ"الجمهورية": "انّ الحكومة ليست في احسن حالاتها، فبالإضافة الى انّ السهام تُطلق عليها من خارجها، مع الاسف، فإنّها تشارك الآخرين عليها وتساهم في جلد نفسها".
المعلومات التي توافرت لـ"الجمهورية"، كشفت انّ اتصالات مكثفة، سبقت الموعد الذي كان مقرراً لعقد جلسة مجلس الوزراء في السراي امس الاول، وتوزعت الاتصالات بين عين التينة وبيت الوسط و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
وعلمت "الجمهورية"، انّ الحريري أجرى اتصالاً بـ"حزب الله"، وتحادث مع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، وجرى التداول حول موضوع عقد الجلسة. وكان رأي الحزب بضرورة التريث في عقد الجلسة لأنّ انعقادها في هذه الأجواء، قد يؤدي الى نتائج سلبية، إذ ليس ثمة ما يضمن ان تشهد مداولات مجلس الوزراء سجالات حادة وتصعيدية بين الوزراء المعنيين بالحادثة (اكرم شهيب، وائل ابو فاعور وصالح الغريب ووزراء التيار)، فعندها ستتطور الامور الى الاسوأ. وبحسب المعلومات، فإنّ الحريري، ابقى على موعد الجلسة قائماً، فيما تواصل الوزير باسيل مع "حزب الله"، حيث وُضِع وزير الخارجية في أجواء الحديث بين الحزب والحريري، فأبلغ أنّه سيعقد اجتماعاً لوزراء التيار في وزارة الخارجية، من دون ان يتوجهوا الى السراي الحكومي في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات. وتضيف المعلومات، انّه بعد وصول الحريري ومجموعة من الوزراء الى السراي، جرت حركة اتصالات بين الحريري وباسيل، وشارك فيها وزير المال علي حسن خليل، الذي كان على تواصل مستمر مع الرئيس بري، خلصت في النهاية الى صرف النظر عن الجلسة على ان يُحدّد موعدها تبعاً للتطورات التي تلي.
"الجمهورية": باسيل ينكر تفاهمه مع الحريري قبل صياح الديك
كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": باسيل ينكر تفاهمه مع الحريري قبل صياح الديك
لم يكد الرئيس سعد الحريري يخرج مطمئناً من استضافته الوزير جبران باسيل في لقاء الخمس ساعات، والذي أعقبه بيان متفائل صدر عن الحريري بطلب من باسيل، حتى أنكرت تطورات الجبل والهجوم على الوزيرة ريا الحسن وثلث باسيل المعطّل، التفاهم قبل صياح الديك. لن يكون قرار باسيل بالإصرار على زيارة طرابلس سوى استمرار لإحراج الحريري، وسط رفض فاعليات المدينة هذه الزيارة أسوة بالرفض الذي قوبلت فيه في الجبل، على الرغم من انّ الحريري تلقى وعداً من الرئيس ميشال عون بإلغاء زيارة طرابلس، نظراً لتوقيتها السيئ، ولاحتمال حصول رفض شعبي لها، بعدما شنّت مواقع طرابلسية على وسائل التواصل حملات مكثفة رفضاً للزيارة. كيف ترد مصادر التيار الوطني الحر على هذا الكلام؟ تشدّد المصادر على أنّ العلاقة مع الرئيس سعد الحريري سليمة جداً، وتشير الى أنّ استعمال الثلث المعطل حق دستوري لمن يمتلك هذا الثلث، وتضيف أنّ المقصود ليس الرئيس الحريري، بل تحقيق العدالة من خلال إحالة ملف حادثة الجبل الى المجلس العدلي، فهناك وزير تعرّضَ لمحاولة اغتيال، وهناك كمين مسلح، وتعرّض للسلم الأهلي. أما عن حادثة الجبل فتعود المصادر الى الوراء، وتقول إنّ ما حصل يثبت أنّ المصالحة شكلية، وأنّ باب الجبل يراد ان يكون مفتاحه في يد جنبلاط. وتكشف المصادر أنّ أحد أسباب الاحتقان قيام وزير المهجرين غسان عطالله بوَقف ملفات الترميم المنجز، وعدم التزام اللوائح التي يقدّمها الحزب التقدمي الاشتراكي للإخلاءات، وتخصيص مبلغ 40 مليار ليرة للتعويض على المسيحيين في الجبل. في كل الاحوال، إنّ الاشتباك داخل التسوية والحكومة يشقّ طريقه. وبعيداً جداً عن الحدث ومن زاوية المراقب في الفضاء الافتراضي وفي مكتبه بالأشرفية، يقرأ فارس سعيد نتائج المواجهة الأخيرة ويستخلص استنتاجات تحتاج دقتها الى الاختبار: باسيل خسر وطنياً وربح مسيحياً، فهو نزع من منافسيه المسيحيين عدة الشغل، بظهوره بمظهر القوي وفق معادلة معاداة المسلمين. بعد جنبلاط سينتقل حزب الله الى الاجهاز على ما تبقى من أركان التسوية، الذين نجح باستفرادهم. وأصبح باسيل رأس حربة حزب الله، في الدعوة الى بدء تعديل النظام، والمرحلة المقبلة ستشهد على ذلك متى رأى أنّ التوقيت أصبح مناسباً. يختم سعيد: أللهم اشهد أننا قد بلّغنا، فما يحصل اليوم هو نتيجة لِما قام به بالتواتر كلّ من دق إسفيناً في جسد 14 آذار.
أزمة الجبل تتفاعل
لاحظت "الجمهورية" أن قطار المعالجات يسير بين النقاط السياسية والأمنية لاحتواء حادثة قبرشمون، ولكن من دون ان يبلغ محطة الحل النهائي بعد، بالنظر الى عمق التوتر القائم بين أطراف هذه الحادثة والاحتقان الكبير، الذي يُخرج المشهد الدرزي من دائرة الاحتمالات الصعبة وخصوصاً، انّ مكونات هذا المشهد، ما زالت تسير في اتجاه تصاعدي، ولم تستجب بشكل كامل لحركة الجهود التي تجري لنزع فتيل التوتر، بل انّها انصرفت الى حشد الدعم المذهبي والسياسي لمواقفها.
جنبلاط: مواجهة التطويق .. ووضع حد لتصرفات باسيل الصبيانية
انعقد الاجتماع الاستثنائي للمجلس المذهبي الدرزي، في حضور رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وقاطعه رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، الذي توجّه مع الوزير صالح الغريب، بالتزامن مع انعقاد المجلس الى وزارة الدفاع.
وعلمت "الجمهورية"، انّ "نظرية الكمين"، كانت عنوان البحث الاساس في اجتماع المجلس الدرزي واجتماع اليرزة. وبحسب معلومات موثوقة، فإنّ جنبلاط، قدّم خلال اجتماع المجلس الدرزي عرضاً لما حصل، شارحاً كل ملابساته، مشيراً الى انّ هناك اموراً غير بريئة تحصل ضدنا. وهو ما لا يمكن القبول به، مشدداً في هذا المجال على رفض سياسة الاستهداف والتطويق، وعلى مواجهتها.
وإذ نفى جنبلاط امام الحاضرين فرضية الكمين، اعلن انّ "الحزب التقدمي الاشتراكي" هو تحت سقف القانون، وتحت سقف القضاء. ومؤكّداً في الوقت نفسه، على استيعاب الوضع على قاعدة الثوابت، وفي مقدّمها وحدة الطائفة الدرزية، على محاولات إشعال الفتنة وعلى قاعدة قطع الطريق.
وحرص جنبلاط على توجيه رسالتين، بحسب "اللواء":
ـ الأولى للمّ شمل الشارع الدرزي، من خلال تأكيد على ان للجبل أكثر من باب، ومنها بوابة خلدة (على الرغم من كل شتائم النائب طلال أرسلان له) وبوابة وئام وهّاب وصالح الغريب وغيرهم.
ـ الثانية إلى الوزير باسيل الطامح إلى خلافة الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، عندما نصحه بأن "يروق شوية، وإذا كان بدو يوصل مش بها الطريقة".
ولم يخل تصريح جنبلاط من كلام عالي السقف، حيث طالب الرئيس عون بوضع حدّ لما وصفه "بالتصرفات الصبيانية"، سواء للوزير الياس بوصعب الذي استبق التحقيقات القضائية، أو الوزير باسيل، الذي سأله: كيف علم انه يوجد كمين؟ ولماذا العودة إلى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات؟ ولماذا لا يذهب وحده من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكب الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟
الكمين!
فيما قال الوزير اكرم شهيب لـ"الجمهورية": "ما يُقال عن وجود كمين، هو نكتة الموسم"، حمل أرسلان معه الى وزارة الدفاع، مجموعة "فيديوهات" حول حادثة قبرشمون، اضافة الى كثير من التفاصيل، ومعلومات وصفها بـ"الدقيقة" حول ما وصفه بـ "الكمين المحكم لاغتيال الوزير صالح الغريب".
واللافت للانتباه في تكتل لبنان القوي لـ"نظرية الكمين" كما عبّر وزير الدفاع الياس بو صعب بقوله: "لقد كنا على مسافة 5 دقائق عن مكان اطلاق النار في عاليه، والوقائع تظهر ان ما حصل في المنطقة هو مكمن وعرقلة، ولكن لا اريد ان استبق التحقيق او توجيهه في اتجاه معين، ولن اقول شيئاً لم يقله التحقيق بعد، وسننتظر النتيجة من الاجهزة الامنية".
وردّ عليه مفوض الاعلام في الحزب التقدمي رامي الريس بتغريدة قال فيها: "اضاف وزير الدفاع منصباً جديداً الى جانب موقعه كمدير المكتب الاعلامي لوزير الخارجية، وهو منصب قاضي التحقيق .. مبروك".
واذا كان جنبلاط قد سأل بعد اجتماع المجلس المذهبي الدرزي: "كيف عرف (الوزير جبران) باسيل ان هناك كميناً، واطالب رئيس الجمهورية بوضع حد للتصرفات "الصبيانية"، فإنّ معلومات "الجمهورية" التي استقتها من مصادر امنية معينة شككت بفرضية الكمين واستبعدتها، وهو ما اكّدته لـ"الجمهورية" ايضاً جهة سياسية حليفة للنائب ارسلان بقولها: "نحن تابعنا ما جرى، والمعطيات التي توفرت لدينا، لم تبين لنا وجود كمين، بل كان هناك توتر شعبي، وغليان شعبي غير منضبط. وفي رأيي فليُترك الامر للتحقيق القضائي الذي سيوضح كل الأمور في نهاية المطاف".
وكان اللواء ابراهيم قد واصل امس تحرّكه بين الجهات المعنية بحادثة قبرشمون، واثمر هذا التحرّك تسليماً لمزيد من المطلوبين، في وقت لوحظ امس، انّ الجيش اللبناني بدأ بتنفيذ اجراءات امنية مشددة في العديد من المناطق.
واوضحت مصادر "اللواء" التي اطلعت على موقف كلّ من ارسلان والوزير باسيل، ان الامر الان مركز على تسليم المطلوبين جميعا ما يؤدي الى تراجع سخونة الوضع ويمهّد لمقاربة معالجة المشكلات الاخرى، كدفن الضحيتين وتبريد الجو في الجبل، والبحث عن مخارج لا بد منها، واحداها ايجاد مخرج لموضوع احالة الجريمة على المجلس العدلي، واكدت ان باسيل مستمر بالتهدئة بل يسعى اليها بدليل كلامه امس الاول بعد اجتماع "تكتل لبنان القوي" ، لكنه مستمر ايضا في تأييد موقف ارسلان الى حين ايجاد المخرج الكامل للأزمة.
وعلمت "اللواء" ان وزير "حزب الله" محمود قماطي زار وهّاب في إطار البحث عن مخارج للمشكلة وتكريس التهدئة، وان وهّاب قام بنقل هذا الجو إلى أرسلان.
"النهار": ما الذي ربحه جنبلاط وما الذي خسره في حادثة الجبل؟
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": ما الذي ربحه جنبلاط وما الذي خسره في حادثة الجبل؟
سيد المختارة نفّذ خلال الفترة الماضية حملة ممنهجة عنوانها تضخيم ما يسميه "خطر حصاره وعزله او تهميشه"، ويرون ان لا محل لها على صفحة الواقع السياسي لاعتبارين: الاول انه يرفض التكيف مع التحولات التي حصلت في الاعوام الاخيرة وأنهت تلقائياً مقولة انه "الفتى المدلل " او بيضة القبان الوازنة في كل العهود. والثاني ان جنبلاط هو المسؤول عن خطأ رهاناته. في أي حال، إذا صحَّ ان جنبلاط كان ينتظر خلال الساعات الماضية اجابات من لدن الرئاسات الثلاث لكي يبني على الشيء مقتضاه، فان المؤكد وفق كل المؤشرات ان كل الاجابات المنتظرة قد وردت ولم تعد هناك أي مفاجأة في ظهر الغيب. ووفق التقويمات الاولية، فان الاجابات التي سرعان ما أتت من الرئاستين الثانية والثالثة هي الى حد ما ملتبسة وغير حازمة. ففي حين ان الرئاسة الثانية أبلغت جنبلاط، ولو متأخرة، انها مازالت مستعدة للتواصل معه وانها ماضية في موجبات حلفها القديم على اساس العودة الى حظيرة التهدئة والارتضاء بالامر الواقع على شاكلة ما هو مقدم عليه، فان الرئاسة الثالثة أتقنت معه لعبة "اللعب على الحبلين"، فهي غابت عن السمع خلال الـ24 ساعة الاولى من حادثة قبر شمون ولم يصدر عنها ما يوحي انها معه ظالماً أم مظلوماً، ثم أطّلت اخيراً من باب دعوته الى تبريد الرؤوس الحامية، فكان الامر بالنسبة الى المراقبين بمثابة رسالة ضمنية جوهرها "اننا لسنا بصدد القطيعة معك، ولكننا لسنا في وارد اعادة النظر في تحالفاتنا وتفاهماتنا المبرمة سابقا، فما كُتب قد كُتب". أما الرئاسة الاولى فانها لم تكن "رحيمة" حياله، وقد أدارت عملية المواجهة معه بأعصاب فولاذية وأفهمته ان حلفاءها ليسوا "لقمة سائغة" وإن كانت لم تصل في علاقتها معه الى حد الكسر والقطيعة. باختصار، سواء كان جنبلاط هو مَن هيأ المسرح لهذا كله، ام انه استُدرج الى هذا الواقع المر، فانه استنتج ولا شك ان من الاستحالة بمكان ان يعيد عجلة الامور الى الوراء، وانه بات يتعين عليه "التكيّف" مع مقتضيات المرحلة وتقبُّل تحولاتها.
"النهار": جنبلاط يكسر الحصار ويحبط الانقلاب وباسيل يسعى إلى "معادلة حكم جديدة"
كتب ابراهيم حيدر في "النهار": جنبلاط يكسر الحصار ويحبط الانقلاب وباسيل يسعى إلى "معادلة حكم جديدة"
ما كان يعد للجبل وفق سياسي لبناني هو أخطر بكثير من مجرد زيارة يقوم بها باسيل، إذ انّ قراراً كان اتخذ بتصفية جنبلاط سياسياً. واياً تكن النتائج التي ستنتهي اليها معركة الجبل، فإن أخطرها قد يكون إحالة الحادثة الى المجلس العدلي، اي أن يتم وضع جنبلاط في قفص الاتهام. وهذا وفق السياسي يتوج الحملة التي بدأت قبل سنتين، حين تشكلت الحكومة واضطر وليد جنبلاط إلى التخلي عن اسم الوزير الدرزي الثالث، فانطلقت عملية محاصرته محلياً وإقليمياً، إلى حد شعر أنه وحده في مواجهة حملات الإطباق عليه. منذ ذلك الوقت كان الهدف محاصرته في الجبل وإضعافه، إذ أن اختيار وزير درزي محسوب على جهة سياسية ممانعة وزيراً لشؤون النازحين وهو الوزير الطرف في إشكال قبرشمون والبساتين، كان هدفه إبلاغ جنبلاط أن الأمور لا تسير وفق مشيئته درزياً، ثم حصر موقعه لبنانياً في دائرة ضيقة، وتشتيت قوته وإذا أمكن إلغاؤه أيضاً. الاتهامات التي وجهت الى جنبلاط من دارة خلدة، وموقف "حزب الله" ثم استمرار باسيل في خطابه وكأن شيئا لم يكن، يدل على أن الحملة مستمرة ولن تكون هذه الجولة الأخيرة في المواجهة وفق السياسي الذي يرى أن الامور قد تذهب الى مزيد من الاصطفافات ما لم يتقدم العهد في شكل رئيسي بمبادرة تخرجه كطرف الى جانب تياره السياسي والطائفي وإعادة ضبط التوازنات التي كرّسها اتفاق الطائف في البلد. ويتوقف السياسي أمام طريقة تعامل باسيل، ليس مع جنبلاط فحسب، بل أيضاً مع الحكومة وكل القوى الأخرى، بمن فيهم ركن التسوية الآخر أي الرئيس سعد الحريري. بعث جبران باسيل برسائل أنه مقرر في الحكومة ايضاً ويستطيع تعطيلها عندما لم يتأمن النصاب، تماماً كما فعل عند مناقشة بنود موازنة 2019. ويظهر باسيل وكأنه يخل بالتوازنات مع كل القوى التي أرست التسوية، ويريد من الجميع موقفاً حاسماً إلى جانبه في وجه جنبلاط الذي دعا إلى التهدئة والالتزام بالقانون مشترطاً إحالة كل الحوادث على المجلس العدلي خصوصاً جريمة الشويفات. ويرى المصدر أن ما حصل قد يجعل من قوى تصطف الى جانب جنبلاط على الأقل داخلياً وفي مقدمتها الرئيس نبيه بري غير الموافق على طريقة ادارة التسوية في البلد.
"الاخبار": جنبلاط يحتمي بالميثاقية!
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": جنبلاط يحتمي بالميثاقية!
لا جلسة لمجلس الوزراء اليوم، ولا قبل أن يفرج الوزير جبران باسيل عنه. فمطلب تسليم المطلوبين باحداث الجبل هو الحد الفاصل بين انعقاد المجلس وعدم انعقاده. توجهٌ فرضه باسيل كأبسط ردّ اعتبار على محاولة لكسره في الجبل. ولا يزال باسيل مصراً على زيارة طرابلس، انطلاقاً من أن التراجع عن الزيارة، بعد التراجع عن زيارة كفرمتى، تحت الضغط الشعبي والمسلح للحزب الاشتراكي، ستكون أضراره كبيرة على صورته مرشحاً لرئاسة الجهمورية. يدرك باسيل أنه المستهدف الأول من كل ما حصل في قبرشمون، ويدرك أيضاً أن وليد جنبلاط تمكن من فرض معادلته بالقوة العسكرية، التي أعلن جاهزيتها للدفاع عن الوجود الجنبلاطي في وجه من يريد القضاء على دوره. أمس أيضاً، ثبّت جنبلاط المعادلة بالتأكيد أن مفاصل الطائفة في يده، وأن المثالثة في الجبل مجرد وهم، لكن من دون أن يلغي الوجود السياسي لخصميه طلال أرسلان ووئام وهّاب. بقي أمامه تصويب العلاقة مع حليفه القديم سعد الحريري، فكان له ذلك بمبادرة من الرئيس نبيه بري، الذي جمع الطرفين في عين التينة، أمس، ونجح في تبديد الشوائب التي اعترت العلاقة بينهما. والترميم هنا إنما ظهر على شكل حرص من الرئاسة الثانية على إعادة إحياء حلف الطائف، أكثر منه سعياً إلى ترميم العلاقة بين حليفيه. علماً أن ذلك لن يكون سهلاً في ظل الأولوية التي يوليها الحريري للتسوية الرئاسية وحلفه المتين مع باسيل. بالنتيجة، أدرك جميع الأطراف أن تحويل جريمة البساتين إلى المجلس العدلي لن يتحقق. الحد الأقصى تسليم المطلوبين الأساسيين، في المقابل، فإن لوليد جنبلاط شروطه التي نقلها إلى اللواء عباس إبراهيم: ليس الاشتراكيون وحدهم من أطلق النار، وبالتالي على النائب طلال أرسلان أن يسلّم بدوره من أطلق النار من ناحيته. تمكّن جنبلاط من قلب الآية. فأرسلان لم يعد كما في اليوم الأول قادراً على رفع الصوت وفرض شروطه، بالرغم من أن الدم لا يزال على الأرض، وبالرغم من أن الضحايا لم يدفنوا بعد. صار بحاجة إلى مخرج لا يكسره ولا يعلي خصومه. أما مطلب إحالة القضية على المجلس العدلي، فقد رفضها الحريري، قبل لقائه جنبلاط، وهو حكماً سيتمسك بقراره بعد اللقاء، وإن سأله أرسلان، بعد لقائه وزير الدفاع الياس بو صعب، أمس، بأيّ مبرر سيقف رئيس الحكومة للقول إن هذا الكمين وهذا التعرض للوزير لا يحتاج إلى مجلس عدلي»، داعياً إلى عدم مقاربة الموضوع بخلفية سياسية.
"الجمهورية": جنبلاط لم يعد وحيداً
كتب جوني منير في "الجمهورية": جنبلاط لم يعد وحيداً
مع انتزاع ورقة التحكم بانعقاد جلسة مجلس الوزراء من يد الرئيس سعد الحريري ما جعله مستاءً، فإنه لا بد من توقع نزاعٍ صعبٍ حول التعيينات وتوزيع الحصص كون المسافة آخذة في التقلص أكثر فأكثر بين الخماسي: الحريري وبري وجنبلاط وجعجع وفرنجيّة. ولا شك في أنّ الحريري المحشور أمام شارعه مضطر الى أن يسدّد ضربة إنتقامية لاحقاً كي لا يضاعف خسائره في شارعه.في بلدة "تل دنوب" في البقاع الغربي انفجرت التناقضات دفعة واحدة. وما لا يعرفه البعض أنّ تقارير أرسلها أحد الأجهزة الأمنية لكلام على لسان باسيل ردّده في اجتماعات خاصة في مركز ميرنا شالوحي وشكّل تكملة لخطاب تل دنوب، ما أدى الى اعتراض سني على تساهل الحريري، وبالتالي أرغم باسيل على التراجع خطوة الى الوراء. لكنّ محطة عاليه أدخلت الإعتراض الى مرحلة جديدة وفتحت الأبواب أمام اعتراض الشارع، وهو ما سيحول دون زيارة باسيل لطرابلس التي تختزن مخاطر كثيرة.وبالتالي هنالك من اراد أن يقول أن خيار باسيل الرئاسي اصبح صعباً. ما حصل في الجبل جرى التحضير له قبل أيام من خلال التعبئة والتجييش. ويوم الأحد بقي جنبلاط خارج السمع، وهو الموجود خارجاً، الى حين وقوع المحظور. وهو بخلاف المراحل السابقة كان متخلياً عن حذره وتحفّظه، وبقي موقف الحزب الاشتراكي متقدّماً ولم يظهر عليه التراجع. بل أكثر فإنّ النائب فيصل الصايغ المعروف بمرونته، ردّ بعنف على كلام المسؤول في حزب الله الوزير محمود قماطي. الواضح أنه كان رد وليد جنبلاط. كل ذلك، أوحى أنّ جنبلاط يتكئ على غطاء كبير مجدداً، جعله يتخلّى عن سياسته الحذرة. غطاء يريد له إعادة إحياء دور جنبلاط لمواجهة حزب الله في ظل الوضع الجديد والدقيق الذي تعيشه المنطقة وسط النزاع مع ايران. واللافت أنّ أيّ بيان أو تعليق غربي على أحداث الجبل لم يصدر، ورغم وجود السفير ديفيد ساترفيلد في لبنان، بل أكثر فإنّ هنالك مَن قرأ في الغارة الاسرائيلية على سوريا ليل الأحد جانباً له علاقة بلبنان. قد يكون حزب الله قرأ الرسالة وهو المنزعج من توقيت ما حصل، ومن منح جنبلاط الأعذار ليتحرك، فيما كان قد نصح باسيل سابقاً بأن يخفّف من اخطائه، لأنّ اعداءه أصبحوا كُثراً. وهو ما أدّى الى وقوفه تقريباً وحده في حادثة الأمس، وفي اللحظة غير المناسبة.
"النهار": جنبلاط إلى موسكو و"حزب الله" يخسر جبلَيّ الدروز في لبنان وسوريا؟
كتب احمد عياش في "النهار": جنبلاط إلى موسكو و"حزب الله" يخسر جبلَيّ الدروز في لبنان وسوريا؟
في معلومات لـ"النهار" من اوساط سياسية، ان "حزب الله" دأب منذ فترة غير قصيرة على دعم خصوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سواء ضمن طائفة الموحدين الدروز، أو ضمن سائر الطوائف، وفي طليعتهم "التيار الوطني الحر". وبعد سلسلة طويلة من الاشكالات في السياسة والامن، كان قرار الاشتراكي أخيراً منع رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل من إكمال جولته في المناطق الدرزية من قضاء عاليه. وكاد أنصار جنبلاط يتنفسون الصعداء عندما تناهى اليهم ان باسيل قرر عدم إكمال جولته بناء على تقارير أمنية. لكن هذا الارتياح سرعان ما تبخّر عندما وقعت سلسلة من المواجهات مع موكب وزير شؤون المهجرين صالح الغريب الذي ينضوي ضمن التكتل الوزاري الذي يرأسه باسيل. وتعترف هذه الاوساط بان مشهد انسحاب باسيل من المنطقة، كاد أن يكون مكسباً سياسياً لـ"الاشتراكي". لكن سقوط الدم الدرزي بسبب موكب الغريب، تحوّل الى مكسب سياسي لـ"التيار العوني". مع تسليم هذه المصادر بأن "حزب الله" شعر بأن ميزان القوى في الجبل تبدّل الاحد الماضي لمصلحة جنبلاط، إلا انه أصرّ على عدم انكسار حليفه أرسلان، فغطّاه اولاً ميدانياً في قطع شريانَيّ التواصل مع الجنوب والبقاع. ثم غطّاه سياسياً في مطلب إحالة الملف على المجلس العدلي ما عطّل انعقاد مجلس الوزراء الثلثاء. في الصورة الاوسع التي رسمتها مصادر ديبلوماسية لـ"النهار"، ان نفوذ زعيم الحزب الاشتراكي فعل فعله في الفترة الاخيرة في منطقة السويداء جنوب سوريا. وبموجب ترتيبات استطاع جنبلاط إيجاد مخرج لامتناع شباب جبل العرب (الدرزي) عن تأدية الخدمة العسكرية في جيش نظام بشار الاسد. وبعد سلسلة من الاتصالات، شارك فيها جنبلاط مع الجانب الروسي، تم الاتفاق على ان يؤدي الشبان هناك الخدمة في فرع الجيش الذي قامت موسكو ببنائه في موازاة الجيش الذي يقوده شقيق الاسد ماهر بدعم مطلق من إيران. وبفضل هذه الترتيبات جرى التوصل الى حل موضوع الفراغ الامني في الجنوب السوري على الحدود مع إسرائيل، ما أنهى أي وجود لقوات تابعة لإيران في مقدمها "حزب الله" الذي انتهى وجوده كلياً في تلك المنطقة.. العلاقة بين موسكو والمختارة والتي شهدت برودة لأعوام خلت، سلكت في الاشهر الاخيرة مسلكاً دافئاً سيكون من ثماره قيام جنبلاط بزيارة العاصمة الروسية متوّجاً تحوّلاً في العلاقات بين الجانبين ستكون له آثاره في لبنان بعدما ظهرت مفاعيله في السويداء. بين أحداث الجبل اللبناني الاحد الماضي التي أعادت جنبلاط الى قلب المعادلة الداخلية من الباب الواسع، الى تطورات السويداء في الاسابيع الاخيرة، لا جدال في أن البساط قد سُحب من تحت أقدام "حزب الله" في مناطق الدروز في لبنان وسوريا معاً. فكيف سيردّ الحزب على ذلك؟
"الجمهورية": عون لقائد الجيش: "عليك بِهِم"
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": عون لقائد الجيش: "عليك بِهِم"
عندما ترأس عون اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، تصرّف على قاعدة "الأمر لي"، نافضاً الغبار عن شخصية القائد العسكري التي يستدعيها كلما اقتضت الضرورة، «فكيف حين تتعلق المسألة بحماية الاستقرار الداخلي ومنع الفتنة، حيث لا مجال لأي تساهل أو استرخاء في المعالجة»، يجزم اللصيقون به. وحين أبدى أحد الحاضرين في الاجتماع خشية من وقوع فتنة درزية- درزية يدفع ثمنها المسيحيون مرة أخرى، رفض عون بحزم مجرد طرح مثل هذا السيناريو، ثم توجّه الى قائد الجيش العماد جوزف عون بما معناه "عليك بهم"، قائلًا له: روح جيبن (قتلة الشابين في قبرشمون) ، في إشارة واضحة منه الى نيته الضرب بيد من حديد، الأمر الذي يفسّر خروج بيان المجلس الأعلى للدفاع هذه المرة عن إطار«اللغة الخشبية او الكلاسيكية التي اشتهرت بها بياناته السابقة. ويعتبر رئيس الجمهورية، أنّ تسليم المطلوبين أو القاء القبض عليهم، ثم محاسبتهم قضائياً، هو إجراء حتمي وغير قابل للنقاش، لأنّه ممر إلزامي نحو المباشرة في استعادة هيبة السلطة التي تصدّعت ونزفت في قبرشمون، أما إذا كانت لدى وليد جنبلاط أزمة نابعة من هواجس معينة، فإنّ المعالجة تتمّ تحت سقف الدولة ايضًا، وعون مستعد للمساهمة في طمأنته وإراحته، انطلاقاً من موقعه الحاضن للجميع، لكن لا يجوز أن يجري تنفيس الازمة بتوتير الارض وشحنها، لأنّ من شأن ذلك أن يهدّد السلم الاهلي، وفق ما يؤكّده القريبون من جنرال القصر. وما زاد انزعاج عون ممّا حصل في قبرشمون، هو أنّ جنبلاط كان قد فوّضه بإيجاد الحل المناسب لملف جريمة قتل علاء ابو فرج في الشويفات، حيث أنه بذل جهداً كبيرًا في هذا السياق، ولا يزال، ولعلّه الرئيس الماروني الوحيد الذي حاول أن يرأب الصدع بين زعيمين درزيين هما جنبلاط وارسلان، انطلاقاً من حرصه على النسيج الدرزي، على ما يلفت المحيطون به، متسائلين عمّا إذا كان العرفان بالجميل يتحقق عبر تهديد حياة صهره رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل والاعتداء على موكب الوزير صالح الغريب الداعم بمن يمثل لخط رئيس الجمهورية.
"النهار": لماذا تغييب الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع!
كتب رضوان عقيل في "النهار": لماذا تغييب الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع!
ثمة من يتوقف عند حضور اشخاص لا يحق لهم المشاركة في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع حيث درجت العادة ان ينحصر بوزراء: الخارجية، الدفاع، الداخلية، المال، العدل والاقتصاد".. وثمة من يسأل هنا عن سبب حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي اجتماع المجلس. واذا كان من المسموح حضور قادة الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية المعنية، فلماذا يتم تغيب رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم عن اللقاء وهو الذي يحتل رقم 2 في الجيش مع مفارقة حضور مدير المخابرات العميد طوني منصور صاحب الرقم 3 في المؤسسة العسكرية. وترى اوساط درزية هنا، ان هذا التصرف مقصود وغير بريء. وكان من الأحرى مشاركة العرم ولا سيما في مثل حادثة قبرشمون. وسبق للمجلس الاعلى ان غيّب رئيس الأركان السابق اللواء حاتم ملاك عن مثل هذه اللقاءات وسط اعتراضات درزية آنذاك جرى تطويقها مع وعد بعدم تكرارها. ويصف النائب مروان حمادة لـ "النهار" ما يحصل بـ "غير الميثاقي في الاجتماع الاخير للمجلس. وان ثمة جهات حزبية اساسية منضوية في الحكومة غير ممثلة في المجلس مثل "القوات اللبنانية"، الحزب التقدمي، "تيار المردة"، "حزب الله" و"تيار العزم" ايضاً. وعلى مستوى الوزراء ثمة شيعي واحد شارك في الاجتماع (علي حسن خليل) وسني واحد ( ريا الحسن) وسط طغيان مسيحي. وفي رأي حمادة هنا بأنه لا يوجد توازن على المستويين الوزاري والحزبي. ويتخذ المجلس قرارات وهي غير دستورية لأن من تأتمر به القوات المسلحة وفق الدستور هو مجلس الوزراء وليس رئيسه. ويسأل حمادة: "لماذا لم تتم دعوة رئيس الأركان في الجيش؟ ولماذا يجري العمل على تقليص صلاحياته؟ وكان يجب ان يشارك وخصوصاً في مثل هذا الملف الحساس". ورداً على سؤال يقول حمادة ان "التغييب الدرزي مقصود، وصاحب الدعوة هو رئيس الجمهورية. والرئيس الحريري هو نائب رئيس المجلس الأعلى للدفاع، واذا تحمّل مسؤولية فهي اقل هنا من مسؤولية الرئيس عون". من جهة اخرى، يجدد حمادة رفض فريقه إحالة حادثة قبر شمون على المجلس العدلي، ويحذر هنا القائمين على المجلس من الاستمرار بهذه الطريقة منعاً من تكرار هذا النوع من الممارسات.
فرنجية في بكركي للتدخل ووقف المسار "الإنتحاري"
توقفت أوساط مسيحية لـ"اللواء"عند زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعضو التكتل النيابي الذي يرأسه نجله النائب طوني، نائب كسروان فريد الخازن إلى بكركي، والمشاركة في اجتماع مجلس المطارنة، ونقل موقف ماروني رافض للمسار "الانتحاري" الذي ينتهجه الوزير باسيل وتياره، بتعبير المصادر.
وأشارت إلى مجموعة مواقف سياسية حذر فيها من ان تتفلت الأمور من يد الجميع إذا لم يتم استدراكها من قبل المسؤولين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية "الذي نتكل على حكمته"، بحسب ما قال، لا ستيعاب الجميع، مؤكداً بأن "الدولة القوية والجمهورية القوية هي التي تستوعب الكل"، لافتاً النظر الى ان الأمن السياسي أهم من الأمن المباشر، مشدداً على ضرورة إزالة الاحقاد من النفوس، مؤكداً "وقوفه وراء بكركي باعتبارها المرجعية الصالحة لطمأنة النفوس، خصوصاً في ظل الأحداث التي نشهدها".
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": فرنجيّة في بكركي.. عَرض رئاسي مختلف عن باسيل؟
برزت أمس زيارة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الى بكركي ومشاركته في جانب من اجتماع مجلس المطارنة الموارنة. وكأنّ فرنجية من بكركي، المرجعية المارونية الأعلى، يقول للمسيحيين والطوائف الأخرى: أنا موجود ونموذج رئاسي آخر، وأحمل خطاباً مختلفاً عن خطاب الوزير جبران باسيل الإحتكاري والمُستفِز. بعد اتهام باسيل باعتماده خطاباً استفزازياً شعبوياً لشَد العصب المسيحي، يرى البعض أنّ فرنجية يُحاول أن يُظهر أنه البديل الأنسَب. وبعيداً من هذه التحليلات وبمعزل عن المعركة الرئاسية، لا شك في أنّ فرنجية يعارض مسار باسيل السياسي. فبالنسبة إلى تيار المرده هناك مسار سياسي معيّن من كلام طائفي وغرائزي غير صحي بالنسبة الى المسيحيين، فالموضوع المسيحي يُعالج من زاوية وطنية فإذا كانت هناك مشكلة فإنها تُعالج بالحوار والانفتاح على الآخر وبالكلام الموضوعي وليس بالكلام الغرائزي العشائري العبثي والتجييشي. وبما أننا في حكومة وحدة وطنية وفي حال وحدة وطنية وفي زمن تسوية، فالحوار هو الذي يوصِل إلى نتيجة، أما اتخاذ منحى آخر فلا يحقّق الأهداف المرجوّة للبنانيين أو المسيحيين، بل يوصِل صاحبه إلى الهدف الذي يريده .وفي هذا الإطار، يعتبر تيار المرده أنّ من يخوض معركة كبيرة مع بقية الطوائف لاستعادة حقوق المسيحيين أو لمكاسب مسيحية، إلّا أنّه في الوقت نفسه يشنّ حرباً على بقية الأطراف السياسية المسيحية من دون استثناء، يُعتبر تصرّفه متناقضاً ويحتاج الى تبرير. فمن تهمّه مصلحة المسيحيين يبني علاقة وثيقة مع بقية الأطراف المسيحية ولا يخاصم من يخالفه وجهة النظر، ولا يسعى إلى احتكار التعيينات الإدارية المسيحية. وتقول مصادر المرده: إذا كانت حقوق المسيحيين تهمّهم فعلاً فليطالبوا باعتماد الكفاءة في التعيينات. ما يتحدّث عنه المرده يُسمع على لسان مسؤولين في حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، وكذلك شخصيات مسيحية مستقلة، فهل يُمكن عقد لقاء جامع لكل الأطراف المسيحية لمواجهة ما يُعتبر احتكاراً من باسيل؟ تجيب مصادر المرده: لا يوجد لقاء من هذا النوع حالياً، مشيرة إلى أنّ فرنجية يعتبر أننا يمكننا التفاعل مع أي فريق لبناني حتى لو كان هناك خلاف في النظرة الإستراتيجية. أمّا على صعيد بكركي، فترى المرجعية المسيحية المارونية أنّ زيارة فرنجية تأتي في سياق طبيعي كونه أبدى رغبته في لقاء مجلس المطارنة الموارنة للنقاش في مواضيع الساعة وتبادل الآراء. وفي حين يرى البعض أنّ فرنجية بعث برسائل مختلفة من بكركي أمس، منها الى الساحة المسيحية ومنها إلى الساحات الطائفية الأخرى، ترفض بكركي هذا الكلام، وتقول مصادرها لـ"الجمهورية" إنّ بكركي لا تقبل أن تكون منبراً لأحد للمزايدة أو توجيه رسائل أو سهام إلى أطراف أخرى، أو للإدلاء بما يهزّ الاستقرار الوطني والسياسي. فهل هناك اجتماع قريب للقادة الموارنة في بكركي، في ظل الأوضاع المتشنجة داخلياً وإقليمياً، والتي يعتبر البعض أنها تتطلب رصّ الصف المسيحي لمواجهتها؟، تجيب المصادر: لا لقاء على النار، لكن ما من مانع يحول دون انعقاده.
بكركي ترفض أي خلل
قالت مصادر بكركي لـ"الجمهورية"، إنّ "بكركي تحمل همّ الوطن وجميع أبنائه، وتعتبر أنّ أي خلل يصيب أي منطقة في لبنان أو طائفة من طوائفها يصيبها هي أيضاً بالصميم. والمطلوب اليوم وحدة وطنية أكثر من أي وقت مضى، وتفاهم ومد الجسور بين اللبنانيين جميعاً، أكانوا من داخل الطائفة الواحدة أو من طوائف وأديان مختلفة".
واكّدت المصادر، "ان بكركي ترفض أي خلل يحدث بين الدروز أنفسهم أو بين المسيحيين والدروز، وانها لن توفّر أي جهد لتثبيت المصالحة وقطع أي طرق لمحاولة زعزعتها".
"الديار": جعجع "مبسوط بالفرجة" على باسيل: ليرتكب فولات ويحترق
كتب ابرهيم ناصر الدين في "الديار": جعجع "مبسوط بالفرجة" على باسيل: ليرتكب فولات ويحترق
لا تبدو الاجواء داخل تيار المستقبل والدائرة المحيطة برئيس الحكومة على خير ما يرام، خصوصا بعدما تعمد رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، احراجه مرة جديدة من خلال اظهار ضعفه في ادارة الحكومة العتيدة، ولم تنجح محاولات رئيس الوزراء في ايهام الرأي العام بأنه كان صاحب قرار تأجيل جلسة الحكومة، لان القرار تم اتخاذه في وزارة الخارجية وحصلت التخريجة في حضور عدد من وزارء التيار والمحسوبين على حصة رئيس الجمهورية لحفظ ماء وجه الحريري الذي بدت عليه الحيرة والارباك، بشهادة عدد من الوزراء، بعدما فوجىء بعدم حضور وزراء «التيار» الى السراي، وللمفارقة فقد علم من وسائل الاعلام بأن اجتماعا موازيا لحكومته يحصل في نفس التوقيت في قصر بسترس... ووفقا لاوساط في تيار المستقبل، لم يكن الحريري في اجواء التمرد البرتقالي، بل كان يعمل قبيل ساعات من انعقاد الحكومة على تأمين حضور وزراء الحزب الاشتراكي وعدم مقاطعتهم للجلسة، وقد تفاهم مع النائب السابق وليد جنبلاط على ذلك رغبة منه بتهدئة الاجواء وعدم تكبير المشكل، ولم يكن بالحسبان ابدا ان تجري محاولات التعطيل من الفريق الثاني الذي لم يسجل اي عملية اعتراض على مجريات الجلسة التي كانت ستناقش مسألة احالة ما حصل على المجلس العدلي من عدمه، وعند استمزاج باسيل رأي رئيس الحكومة ازاء هذه الاحالة كان الحريري واضحا لجهة عدم حماسته للموضوع، لكنه ترك الباب مواربا امام مناقشة الامور داخل الحكومة للتوصل الى القرار المناسب الذي يحمي البلد، ولا يمنع تطبيق القانون.. وبحسب تلك الاوساط، كان الحريري غاضبا للغاية وابلغ استياءه لرئيس الجمهورية ميشال عون خلال اتصال هاتفي حصل بينهما، فيما كان ينتظر في السراي الحكومي نتائج اجتماع وزارة الخارجية، وكان رئيس الحكومة ساخطا وابلغ الرئيس عون ان ما قام به الوزير باسيل لا ينم عن حسن نية، وانما تعمد احراجه بطريقة غير مقبولة.. وقال الحريري للرئيس كان بمقدور باسيل ابلاغي بموقفه ورغبته بتأجيل الجلسة، وانا لم اكن لأصر على عقدها، لكن لماذا الاصرار على عقد جلسة موازية في وزارة الخارجية، وبالتوقيت نفسه مع جلسة الحكومة المفترضة، مع العلم انه كان بامكانه عقد اجتماع ليلي للتكتل او في الصباح الباكر، لكن ما يجري اصرار واضح على اهانة مقام رئاسة الحكومة، واظهار عجزها... وختم الحريري قائلا لو نسق معي جبران، لكنا تفادينا هذه المهزلة التي لن اقبل بان تكون على حسابي... وفي هذا الاطار، تشير اوساط وزارية بارزة الى ان الحريري يدفع الان ثمن سياساته القائمة على تمرير المرحلة باقل الخسائر الممكنة دون الالتفات الى ان رصيده انتهى، ولم يعد بامكانه تحمل المزيد من الصرف على حسابه، ومن الواضح ان ضعفه قد زاد بعد ان اختار او اجبر على التخلي عن الصقور في محيطه القريب، وبات دفاعه عن صلاحياته دون انياب، وللدلالة على حالة الوهن التي يمر بها، لم يستجب الحريري لطلب بعض وزرائه ومنهم وزيرة الداخلية ريا الحسن، بعدم تمرير محاولة باسيل اثبات نظرية الامر لي، وطالبوه بالتلويح بالاعتكاف»عن عقد اي جلسة حكومية اذا لم يحضر وزراء تكتل لبنان القوي، وبعدما كان قاب قوسين او ادنى من تبني هذا الاقتراح، عاد وتراجع وقبل المخرج الذي عرضه رئيس الجمهورية.. ودون تقديم اي مبررات مقنعة لكل من راجعه..!! ووفقا لاوساط نيابية بارزة، يعتمد جعجع في هذه المرحلة استراتيجية الفرجة على وزير الخارجية، وهومبسوط بالمشهد القائم، ولذلك دعا نواب ووزراء القوات الى عدم الدخول في اي سجالات معه او مع تياره السياسي، لانه سيدفع عاجلا او آجلا ثمن الاخطاء التي يرتكبها، وهو قال لزواره ان باسيل لا يحتاج الى خصوم يبذلون جهدا لمقارعته، فهو كفيل بحرق نفسه، ولذلك دعوه يصول ويجول حتى يرتكب الفول الاستراتيجي المنتظر، وعندها سيدفع مع العهد الذي يبدو راضيا عن سلوكه، ثمنا باهظا سيحرمه من اي فرصة مستقبلية للدخول الى بعبدا..
"النهار": تحديد الأحجام لعبة مستحيلة ولا تدوم
كتب غسان حجار في "النهار": تحديد الأحجام لعبة مستحيلة ولا تدوم
محاولة إعادة تحديد الأحجام في لبنان ليست غريباً على الوزير جبران باسيل في السياسة التي يعتمدها منذ مدّة، فقد سبقه إليها عمّه الرئيس ميشال عون قبل أن يتبوّأ موقع الرئاسة الأولى، إذ سادت خطابه على الدوام عبارات الأقوى والقوي، وهي التي تستمر إلى اليوم عبر "الرئيس القوي" و"العهد القوي" و"تكتل لبنان القوي" و"التيار القوي". وإذا كان باسيل، وقبله عون، مُحقّاً، في نقض السائد ورفض ما تكرّس في أعوام الحرب برعاية الوصاية، وبقوّة الشارع، لأن زمن الحرب ولّى مبدئيّاً، ويجب الانقضاض على موروثاته، فإنّ الأحرى به، وبتيّاره الوطني الحرّ الذي قدّم نفسه بوابة للتغيير والإصلاح، أن يعمل على إعادة الاعتبار إلى مؤسّسات الدولة الفاعلة، أمنية كانت أم قضائيّة، وكذلك مجلس الخدمة المدنيّة وكل مؤسّسات الرقابة والتفتيش. ويتمّ ذلك بإحراج من يلزم من الأفرقاء الذين يعملون على المحاصصة وتقاسم المغانم، أمّا أن يتحوّل "التيار الوطني الحر" شريكاً كاملاً في اللعبة، فإنّه لا يؤسّس لأي تغيير، ولا يقود إصلاحاً. أمّا منطق الاستقواء والاستفزاز، فليس من القوّة بشيء، لأنّه شعبوي في أوساط المؤيّدين الدائمين، لكنّه لا يضيف إلى رصيد صاحبه شيئاً، سوى مزيد من الأحقاد والضغائن، ويورثه المشكلات والحوادث، كما يجري حالياً مع الوزير باسيل في غير منطقة. يبدو تحديد الأحجام الذي يجري حاليّاً ومن دون إعلان واضح عنه، مغامرة تنم عن نقص في الخبرة السياسيّة لأن التجربة اللبنانية تثبت أنّه كلّما تمّ التلاعب بالتوازنات الدقيقة انزلق البلد إلى تقاتل وحرب، والتاريخ القريب يشهد على ذلك. ثمّ إن الذين ينتصرون في الحروب، لا يُحقّقون النتيجة عينها في السياسة. وإذا كانت اللعبة الجارية تترجم قراراً خارجياً، بتواطؤ الداخل، فإن الأكيد أن تلك القوّة لا تدوم، ولن تدوم، وحجر المطحنة الذي يستعمله البعض، غالباً ما يعود ليسحق أصحابه عندما يفرغون من إنجاز المهمّة المرسومة لهم، ولنا في تاريخ لبنان أمثلة كثيرة.
مصادر ميقاتي: طرابلس لا تقفل ابوابها في وجه أحد
في موازاة الزيارة المرتقبة للوزير باسيل الى طرابلس، قالت مصادر الرئيس نجيب ميقاتي لـ"الجمهورية": "في المبدأ يحق لكل مواطن لبناني ان يزور أي منطقة في لبنان، فكيف اذا كان الزائر مسؤولاً او وزيراً، ولكن بشرط ان يحترم هذا الزائر - الضيف خصوصيات المنطقة التي يزورها ويراعي في خطابه السياسي حساسية الوضع، خصوصاً بعد الاحداث التي حصلت الاسبوع الماضي، والتي هي نتيجة تراكمات ومواقف سياسية وتشنجات سبق لنا ان حذّرنا منها".
ورداً على سؤال، قالت مصادر ميقاتي: "إن طرابلس لا تقفل ابوابها في وجه أحد وهي مثال، وستبقى مثالاً للعيش الواحد على رغم الحروب التي مرّت عليها وكل المحاولات التي جرت لتشويه صورتها".
تهديدات باسيل للحَسَن تهدِّد زيارة طرابلس
انشغلت الأوساط السياسية بالمعلومات التي نشرتها "اللواء" في عددها أمس، وتحدثت فيها عن ردّ قوي لوزيرة الداخلية ريّا الحسن على وزير الخارجية جبران باسيل، والتي امتدت إلى "رواية أخرى" قدمها اعلام التيار الوطني، أكدت الوقائع، لكنها غيرت في السياق.
محطة OTV الناطقة بلسان التيار العوني، نسبت إلى مصدر وزاري رواية جديدة، مفادها انه "قبل دخول باسيل، وبناء على تصريح الوزيرة الحسن الملتبس تزامناً مع احداث الاحد، والذي فهم على انه تبرير للاعتداء ووصف لجولة باسيل بالاستفزازية، بادر الوزير بو صعب الى معاتبة الوزيرة الحسن، غير انها اجابت بأنها لم تقل الكلام على هذا النحو، واستعانت بهاتفها الخلوي لتؤكد وجهة نظرها، فطالبها بو صعب باصدار نفي للموضوع. في هذا الوقت، دخل باسيل وانضم الى الاجتماع، فبادرته الحسن بالسؤال: "زعلان مني"؟ فأجاب باسيل معاتباً: "في حدود وبدك تنتبهي"، قاصدا بذلك تصريحها حول احداث الجبل، مع العلم ان الحسن كانت وجهت ايضا سلسلة انتقادات لباسيل خلال حلقتها التلفزيونية الاخيرة، من دون ان يقابل كلامها بأي تعليق. غير ان وزيرة الداخلية ردت على وزير الخارجية بالسؤال: "شو عم بتهددني"؟ فتابع باسيل: "هلق هيك فهمتيها"؟
وعند هذا الحد تدخل الرئيس الحريري، مشيرا الى ان من الخطأ سماع تصريحات ليست في محلها، لكنه ايد الحسن في قولها انها لم تقصد تبرير الاعتداء، وانتهى الامر عند هذا الحد.
إلى ذلك، قال مصدر مواكب لـ"اللواء" ان الوزيرة الحسن تلقت سلسلة من الاتصالات يوم أمس المؤيدة، لا سيما من طرابلس، الأمر الذي جعل، وفقاً لتقارير وصلت إلى جميع المسؤولين، ان الأجواء غير مؤاتية لزيارة الوزير باسيل إلى طرابلس الأحد المقبل.
"الشرق الاوسط": جولات باسيل تولّد أزمات وتيّاره يضعها ضمن سياسة الانفتاح
كتب يوسف دياب في "الشرق الاوسط": جولات باسيل تولّد أزمات وتيّاره يضعها ضمن سياسة الانفتاح
رفض مصدر في التيار الوطني الحرّ ما يُحكى عن توظيف سياسي لزيارات باسيل. وأكد لـ"الشرق الأوسط"، أن زيارة باسيل لطرابلس لا تزال في موعدها (الأحد المقبل)، وهي مخصصة للاجتماع بمنسقي التيار هناك ولقاء بعض فاعليات المدينة، مشيراً إلى أن قيادة التيار تستكمل وضع برنامج الزيارة التي لم يطرأ أي تعديل على موعدها حتى الآن. وقال المصدر: زيارة طرابلس ستحصل سواء كان الأحد أو في موعد لاحق إذا اقتضى الأمر تأجيلها. لكنّ شخصيات سياسية معارضة لباسيل تعبّر عن مواقف مختلفة، ويعد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن باسيل ليس إلا عصا في يدّ (حزب الله) يستخدمها لضرب الدروز والسنة وجزء من الشيعة واتفاق الطائف، مقابل مكاسب سياسية يحصل عليها، ووعود تؤهله لوراثة ميشال عون في رئاسة الجمهورية. وقال سعيد: المستفيد الوحيد من الأحداث التي تسببها زيارات باسيل للمناطق هو (حزب الله)، ليقدّم خطاباً سياسياً يقول فيه إن لبنان يعاني أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، وإن النظام القائم منذ عام 1989، أي اتفاق الطائف، هو سبب هذه الأزمات ولا يحتوي على آلية لتوليد الحلول. وسأل سعيد: ماذا تعني محاصرة وليد جنبلاط في الجبل، ومحاصرة سعد الحريري في بيروت وطرابلس والبقاع الغربي، ومحاولة تحجيم (رئيس مجلس النواب) نبيه برّي، أحد أركان السلطة الداعمين لـ(الطائف)؟.
الموازنة .. تابع
تابعت لجنة المال، في جلستها المسائية أمس برئاسة النائب إبراهيم كنعان، بحث وإقرار البنود المعلقة من موازنة وزارة الاتصالات و"اوجيرو" والهيئة الناظمة للاتصالات في حضور الوزير محمّد شقير، واقرت موازنة الوزارة واوجيرو باستثناء مساهمات الرواتب، نظرا للزيادة الملحوظة عن العام 2018، وبند تجهيزات اخرى بقيمة 63 مليار وبند صيانة اخرى بقيمة 94 ملياراً، لم يكن ملحوظا في العام 2018، وطلب النواب ايضاحات قانونية تتعلق بهذه البنود.
وتجدر الإشارة، إلى أن اللجنة قد لا تنعقد اليوم، وقد تستأف غدا أو الأسبوع المقبل، بانتظار المستندات بالارقام من قبل الوزارات والمؤسسات التي طالبت اللجنة بتدقيقها، والى ان يتم الإنتهاء من الصيغ المعدلة للبنود المعلقة، وخصوصا ما يتعلق بالمتقاعدين والأسلاك العسكرية ورسم 2 % على البضائع المستوردة، اضافة الى ملف أوجيرو.
"النهار": كوشنر: لبنان يريد حلاً عادلاً لمسألة اللاجئين
كتبت موناليزا فريحة في "النهار": كوشنر: لبنان يريد حلاً عادلاً لمسألة اللاجئين
لم تخفت بعد ضجة المنامة التي عرضت فيها واشنطن الجزء الاقتصادي من "صفقة القرن"، إلا أن السجال قد يكتسب زخماً جديداً بعد كلام أميركي واضح عن توطين اللاجئين الفلسطينيين. فبعد عرض الخطة الاقتصادية في ورشة البحرين في حزيران الماضي، تكثر التساؤلات عن الخطوات التالية التي تنوي الادارة الاميركية القيام بها، وخصوصاً في ظل الارتباط الوثيق بين الخطة وتحقيق السلام الذي لا يزال بعيداً. وأجرى مستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنر مقارنة بين اللاجئين الفلسطينيين واليهود الذين تركوا دول الشرق الأوسط عام 1948 والذين لجأ بعضهم إلى اسرائيل، قائلاً: "عندما بدأ هذا الأمر برمته كان هناك 800 ألف لاجئ يهودي من جميع دول الشرق الأوسط المختلفة وكان لديك 800 ألف لاجئ فلسطيني تقريبًا ...ما حصل لليهود أنهم استوعبوا في أماكن مختلفة، بينما لم يستوعب العالم العربي كثيرين من هؤلاء اللاجئين مع مرور الوقت". ولاحظ أن "اللبنانيين يريدون رؤية حل لهذه المسألة...حل يكون عادلاً... أعتقد أيضاً أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المحرومين كثيراً من الحقوق، والذين يعيشون في ظروف غير جيدة، يتطلعون إلى سبيل للحصول على مزيد من الحقوق والعيش حياة أفضل". وتقترح الخطة الاقتصادية جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لمصلحة الفلسطينيين، وايجاد مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة ناتجهم المحلي الاجمالي. كل ذلك خلال عشر سنين.
"النهار": ترسيم الحدود إلى أجل غير محدد؟
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": ترسيم الحدود إلى أجل غير محدد؟
لم يستطع لبنان التوصل الى اتفاق حول شروط اللقاء مع إسرائيل للتفاوض على ترسيم الحدود البرية والبحرية بينهما، وهو ما قد يعني انتهاء الوساطة الاميركية، أقله في الوقت الراهن.. وتخشى مصادر ديبلوماسية معنية أن تؤدي هذه الخلاصة عملانيا الى طيّ الملف وتأجيله لمدة طويلة على الارجح، بحيث تعود الامور الى نقطة الصفر حين يحين الاوان مجددا لفتح الملف مع وسطاء اميركيين جدد، في حال رغب لبنان في الاستعانة بالاميركيين مجددا، فيما خياراته ضيقة على هذا الصعيد لعدم ثقة اسرائيل بسوى الاميركيين. كما تخشى الا يصب هذا الامر في مصلحة لبنان في ضوء الاطلاع على خريطة خزانات النفط والغاز في المنطقة، حيث عمدت الدول المتوسطية القريبة من لبنان من قبرص الى اليونان فمصر وسواها الى استغلال مقدراتها من هذه المواد، وكذلك تفعل اسرائيل، فيما يبدو لبنان وحيدا في عدم الاستفادة من هذه الثروة انطلاقا من ان الشركات المعنية قد لا تتحمس لاي استثمارات محتملة اذا كان اي تهديد ماثلا في الافق، علما ان لا مشكلة جدية او حقيقية في ترسيم الحدود البرية التي يمكن ايجاد حلول لها لكن المشكلة في الحدود البحرية التي يصر لبنان على انطلاقها من نقطة معينة من رأس الناقورة في البحر. وهذا لا يعني ان لبنان يمكن ان يستفيد لوحده من نتائج اي اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بل اسرائيل ستستفيد من هذا الامر بل ان لها مصلحة قوية في ذلك بمقدار ما الامر يناسب لبنان ايضا .. هل كان لبنان يحتاج الى ضمانات ما من الولايات المتحدة للاطمئنان الى المسار الذي يمكن ان يسلكه التفاوض؟ المعلومات حول الموضوع تحدثت عن طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري ضمانات من ساترفيلد في وقت من الاوقات تبعا للتشكيك بنيات اسرائيل واهدافها وهو امر مفهوم في سياق العداوة معها، لكن الضمانة بحسب الوسيط الاميركي كانت ولا تزال في رغبة الطرفين اللبناني والاسرائيلي في الحصول على الاموال التي يوفرها الاستثمار في الثروة البحرية التي تعود لكل منهما بعد الاتفاق على ترسيم الحدود وانعكاسات ذلك ايجابا على الامن القومي والاقتصادي في كل منهما. بالنسبة الى مسؤولين لبنانيين فإن الفتنة التي تم افتعالها في الجبل توجه رسائل يفهمها جيدا من تعامل مع النظام السوري طوال عقود لجهة استهداف الاستقرار في لبنان.
"النهار": مهمة ساترفيلد تحتضر و"لاءات" لبنان على حالها
كتب عباس الصباغ في "النهار": مهمة ساترفيلد تحتضر و"لاءات" لبنان على حالها
اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" لـ"النهار" ابرهيم الموسوي ان "موقف ساترفيلد لم يفاجئ المقاومة ولا لبنان، لأن الولايات المتحدة الأميركية ومبعوثيها وموفديها وكل مسؤول هم في انحياز تام مع العدو الإسرائيلي ضد مصلحة لبنان وبالتالي لم نكن متفاجئين ابداً". وذكر الموسوي بما قاله نصر الله بأن "الأميركي ليس وسيطاً ولا يصلح بأن يكون وسيطاً، وهو يعمل لمصلحة الإسرائيلي وهذا ما اثبتته المواقف التي تتخذها واشنطن عندما تكون تل ابيب فريق في أي قضية". وأوضح الموسوي ان "الأميركي دائماً يعرض الصفقات تلو الصفقات للوصول الى المصلحة الإسرائيلية وان يقضم من مصلحة لبنان لصالح مصلحة العدو، لكن الإسرائيلي يعرف هذه المقاومة وما تملك من معادلات من اجل الحفاظ على سيادة وثروات بلدنا". بدوره اثنى النائب الان عون على الموقف اللبناني الموحد، لافتاً الى ان ما يطلبه لبنان ليس مستحيلاً لو توفرت النية لدى الطرف الاخر للتوصل الى حل وتابع "الموقف الأميركي الذي سمعناه كان في الحقيقة هو الموقف الإسرائيلي وواشنطن نقلته الينا، و ما يهمنا هو ثبات لبنان على موقفه، ويجب ان يسأل الأميركي عن أسباب تغيير الموقف الأخير والتراجع عن كل الأجواء السابقة، وهو ما أكده الرئيس بري في لقاء الأربعاء النيابي". لم يحتج ساترفيلد للكثير من الوقت ليظهر انحيازه لإسرائيل وان حاول اقناع رئيس المجلس بالضمانة الأميركية، بحسب ما كشفت معلومات وانه يصر فقط على الرعاية الأممية عبر ممثل الأمم المتحدة في لبنان، وانه اصر على ضمانات خطية من العدو الإسرائيلي للبدء بالمفاوضات غير المباشرة وفق ما سبق للبنان وابلغه للوسيط الأميركي ولكنه "فوجىء بالانقلاب الأخير في مواقف ساترفيلد ولم يجد مبرراً لها". وعليه فان اللاءات التي رفعها لبنان لا تزال على حالها وهي "لا للرعاية الأميركية للمفاوضات، ولا لربط المفاوضات غير المباشرة بمهلة زمنية، وكذلك لا لفصل الترسيم البري عن البحري". وفي المحصلة ظل لبنان ثابتاً على مواقفه، بينما التفت تل ابيب وبمؤازرة واشنطن على تعهداتها السابقة ما ينسف كل المحادثات الأميركية على مدار شهرين، الى حد انه لم يعد لبنان مكترثاً بموعد عودة ساترفيلد الا اذا حمل تعهدات خطية و"دقيقة" وفق الشروط اللبنانية.
"الشرق الاوسط": شكوك لبنانية حول نجاح وساطة ساترفيلد
كتب خليل فليحان في "الشرق الاوسط": شكوك لبنانية حول نجاح وساطة ساترفيلد
سادت اللقاءاتِ التي أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد مع المسؤولين اللبنانيين أجواءٌ من الشك في سوء نية إسرائيل حيال تسهيل عملية التفاوض مع لبنان وفقاً للآلية اللبنانية بعدما كان ساترفيلد قد نقل أكثر من مرة أجواءً تفاؤلية عن قبول إسرائيل بها. وعددّت مصادر شاركت في اجتماعات ساترفيلد السلبيات الإسرائيلية التي أبلغها لمن التقاهم رداً على ما يطالب به لبنان في آلية التفاوض؛ وهي: أولاً رفض التفاوض برعاية الأمم المتحدة، وأن يكون المنتدب الأممي موظفاً من المنظمة الدولية وليس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ثانياً: رفض الالتزام الخطي بالتفاوض البحري والبري في وقت واحد. ثالثاً: تمسك إسرائيل بأن تكون مدة التفاوض 6 أشهر وأن يصار إلى تنفيذ ما يكون قد اتفق عليه بعد انقضاء هذه المهلة. رابعاً: رفض أي دور للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) في الترسيم البحري للحدود مع إسرائيل. واستغرب مسؤول التقى ساترفيلد عدم التقدم في أي بند مطروح للترسيم. وزاد في استغرابه أن الموفد الأميركي حاول معالجة التردد الإسرائيلي مع واشنطن ولكن من دون جدوى. ولفت المسؤول إلى أن الحكومة اتخذت قراراً بحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجزء الذي يعدّ من ثروة لبنان في النفط والغاز الطبيعي والمياه العذبة.
"الاخبار": وعود قطر والسعودية بـالدعم المالي: تعهدات زائفة!
كتب محمد وهبه في "الاخبار": وعود قطر والسعودية بـالدعم المالي: تعهدات زائفة!
قطر اشترت سندات يوروبوندز. قطر لم تشترِ السندات. السعودية ستدعم لبنان. السعودية لم تقدم أي دعم بعد. على وقع هذه المعزوفة عاشت الأسواق المالية ستة أشهر. فترة كاملة من ارتفاع الأسعار ونزولها. كلما لاحت هزّة ما في أفق أسعار السندات، استعادت الأسواق واحداً من الوعود القطرية والسعودية لتعيد بناء الوهم. تراكم فوق هذه الوعود طبقات من التفاؤل والتصاريح، كان آخرها تصريح وزير المال علي حسن خليل لـ"رويترز"، مشيراً إلى أن الكلام القطري عن شراء سندات لبنانية جدّي ويعبّر عن التزام الدوحة وعدَها لدعم الاستقرار المالي في لبنان. هو الوهم الذي يصدّقه اللبنانيون. يبحثون عن بصيص خبرية للتمسّك بها في وجه المؤشرات السلبية المتسارعة. فما تبيّن، حتى أمس، أي بعد مرور ستة أشهر، أن قطر والسعودية تبيعان الكلام. بحسب مصادر مطلعة لم تظهر أي إشارات من الجانب السعودي عن استعداده لتقديم الدعم المالي للبنان، لا في مجال الاستثمارات، ولا في مجال السياحة، إذ مرّ عيد الفطر ولم تترجم الكلام والوعود عن حجوزات سعودية متنامية إلى لبنان. أما بالنسبة إلى قطر، فالقصة معزّزة بمعطيات. يقول العاملون في السوق المالية، إنه لوحظ في شباط الماضي عمليات شراء سندات يوروبوندز من قبل جهات قطرية بقيمة لا تتجاوز 60 مليون دولار. العمليات جرت بين الجهات القطرية ومستثمرين أجانب. «بعد ذلك، لم تحصل أي عمليات، بل بدا كأن القطريين اكتفوا بهذا المبلغ الزهيد. "الأخبار" اتصلت أيضاً بعدد من المصرفيين الذين قالوا إنهم لم يبيعوا سندات يوروبوندز لأيّ جهة قطرية أو جهة تعمل لحساب الحكومة القطرية، بل لم تحصل أي عمليات تداول على سندات الـ"يوروبوندز" في السوق، كمّاً وعدداً، تشي بأن القطريين أو غيرهم اشتروا سندات يوروبوندز، ما يعني أن تصريح المسؤول الرسمي القطري ليس سوى جعجعة بلا طَحْن.
"الاخبار": انتفاضة بيروتية ضد المحرقة!
كتبت رلى ابراهيم في "الاخبار": انتفاضة بيروتية ضد المحرقة!
يناقش مجلس بلدية بيروت اليوم في البند الثاني من جدول أعمال الجلسة، دفتر شروط معمل التفكك الحراري، أي محرقة النفايات، وتمويله وإنشائ وتشغيله. وحتى ليل أمس، كانت مصادر المجلس البلدي تشير إلى أن التصويت متقارب جداً، بحيث يجري الضغط على الكثير من الأعضاء لاستمالتهم للموافقة أو رفض المحرقة. لذلك، رست إحصاءات بعض الأعضاء على النتيجة الآتية: 14 عضواً من أصل 23 عضواً مع المحرقة.. إقرار دفتر الشروط اليوم لا يعني أن المحرقة باتت أمراً واقعاً. فالقرار يحتاج إلى موافقة وزارة الداخلية، ثم محافظ بيروت زياد شبيب مجدداً، الذي سبق أن أبدى ملاحظات عدة على الدفتر، ورفضاً ضمنياً للمحرقة. وتؤكد المصادر أن إقامة هذا المشروع شبه مستحيل. يعزز هذا الجزم موقف ميتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، خلال حفل تخريج نحو 500 طالب من مدارس أبرشية بيروت الأرثوذكسية يوم أول من أمس، الرافض كلياً لإقامة محرقة في بيروت. وللمرة الأولى يرفع المطران الصوت عالياً بوجه رئيس البلدية جمال عيتاني، متهماً إياه بالمتاجرة بصحة أهل بيروت مقابل المال. يرجَّح أن يكون خطاب المطران عودة عاملاً حاسماً في إسقاط هذه المحرقة، ولا سيما أنه المرجعية الأرثوذكسية في بيروت ويؤثر في رأي جزء من أهالي المدينة وقواها السياسية. فرفضه العلني، بحسب البعض، أسهم في تبديل رأي حزب القوات اللبنانية التي كانت قد شاركت في إعداد دفتر الشروط ودراسته، ثم قررت أن يصوت ممثلاها (في حال حضور إيلي يحشوشي الجلسة) في البلدية ضد المحرقة. نائب القوات في بيروت عماد واكيم يقول لـ"الأخبار" إن عدم الموافقة مرتبط بموقع المحرقة بشكل أساسي وبأننا طلبنا إرفاق 3 دفاتر شروط صغيرة مع دفتر الشروط الرئيس لضمان حسن التنفيذ من دون أن يلبّى هذا الأمر. وتشير مصادر البلدية إلى أن ضغط المطران عودة قد ينتج منه غياب وتبديل في خيار بعض الأعضاء المسيحيين، ومنهم ماتيلدا خوري. كذلك يتجه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، إلى إصدار موقف علني رافض لإقامة المحرقة. اعتراض مرجعيتين مسيحيتين سيضمن، وفق أحد المسؤولين المعنيين بالملف، حرق خيار المحرقة، ولا سيما أن موقع المعمل يقع في منطقة الكرنتينا ذات الغالبية المسيحية. ولا يمكن رئيسَ المجلس البلدي ومرجعيته السياسية، أي رئيس الحكومة سعد الحريري، تجاهل هذه النقطة، منعاً لخلاف طائفي يؤدي إلى انقسام في بيروت.
"الاخبار": حصانة عونية لجرمانوس!
كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": حصانة عونية لجرمانوس!
خُتمت التحقيقات في ملفي القاضيين بيتر جرمانوس وعماد الزين، ليُحالا على المجلس التأديبي. غير أن وزير العدل ألبرت سرحان يتريّث منذ أسبوع، في كفّ يدهما عن العمل، بخلاف باقي القضاة الذين أوقفوا عن العمل بإجراء سريع. اتّصلت "الأخبار" بوزير العدل ألبرت سرحان، للسؤال عن سبب التريّث تحديداً مع القاضي جرمانوس، فردّ الوزير كاشفاً السبب بأنّ المجلس التأديبي سيُجري تحقيقاته سريعاً لإصدار قراره، مشيراً إلى أنه يدرس الملف المحال عليه قبل اتخاذ قراره. ورأى وزير العدل أنه طالما بالإمكان الانتظار لصدور قرار المجلس التأديبي خلال وقت قصير، لماذا تُكفّ يد قاضٍ هناك احتمال لأن يكون بريئاً؟ هكذا أجاب وزير العدل ضمناً بأنه لن يتّخذ قراره بكفّ يد جرمانوس. وظُهِّر الجواب بحضور جرمانوس مجلس الدفاع الأعلى الاثنين الفائت الذي كان بمثابة رسالة بأن جرمانوس مستمر بعمله. والاعتبار الذي يتذرّع به وزير العدل اليوم، لم يكن موجوداً قبل ثلاثة أشهر، حين أوقف خمسة قضاة عن العمل بناءً على اقتراح هيئة التفتيش القضائي. في الحقيقة، يختلف ملف القاضي جرمانوس عن باقي القضاة المشتبه فيهم في ملف الفساد القضائي، ربما لكونه أحد قضاة العهد البارزين الذي كان وزير العدل السابق ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي عرّاب تعيينه خلال التشكيلات القضائية عام ٢٠١٧، لدرجة أنه اعتبر تعيينه في منصب مفوض الحكومة إنجازاً شخصياً له. إزاء ذلك، يتردد أن جريصاتي يخوض اليوم معركة الدفاع عن جرمانوس في القصر الجمهوري. إذ إنّ موقف رئيس الجمهورية ميشال عون كان واضحاً تجاه جرمانوس لجهة استبداله، قبل أن يتريّث بدوره. وفي هذا السياق، ينقل مقرّبون عن جريصاتي اعتباره أنّ من يعتقد أن ضباط فرع المعلومات أبرياء من دماء هؤلاء الأصدقاء (القضاة الموقوفون عن العمل) ساذج. نعم هم أصدقاء لأنهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم. وترى مصادر جريصاتي أنّ كفّ اليد إجراء ظالم لأنه يُصادر قرينة البراءة التي يُفترض أن يتمتع بها أي مواطن من دون استثناء. ينطلق الوزير من هذه المقدمة لإطلاق النار على الجهاز الأمني الذي يتهمه بتصفية حسابات مع القضاة على خلفية سياسية. تكشف مصادر مطّلعة على الملف أن قرار هيئة التفتيش بإحالة جرمانوس على المجلس التأديبي وعدم اتخاذ وزير العدل قراراً بكف يدخ هو الإخراج المتفق عليه لإنهاء هذه الأزمة لعدم إطاحة جرمانوس وفق الصيغة التي كانت تقول: رأس جرمانوس مقابل رأس عماد عثمان.
أسرار وكواليس
النهار
ـ يشعر مُعترضون على المحرقة في بيروت بفائض قوّة بعدما أيّد مطلبهم المطران الياس عوده الذي حذّر من الخيار ومن السمسرة فيه.
ـ يشعر مُقيمون في الحازمية بالحيرة والقلق إزاء اعلان بلدية بعبدا لهم عدم التزام تسديد متوجّباتهم إلى بلدية الحازمية لأنّهم خرجوا عن صلاحيّاتها في حين أن قرار مجلس الشورى لم ينفّذ بعد.
ـ قال وزير سابق إن زيارة ساترفيلد إلى لبنان قد تكون الأخيرة نظراً لانتهاء مهمّته واعتبر ان مهمّة خلفه قد تتطلّب بعض الوقت للإقلاع
الجمهورية
ـ يستغرب مستشارو بعض النواب الجدد كيف أن هؤلاء يخرجون من جلسات المجلس واللجان فيسألونهم عما حصل ّ في الداخل.
ـ بدأ بعض الأطراف تحضير لافتات إعتراضية على جولة ينوي أحد السياسيين القيام بها إلى منطقتهم.
ـ لوحظ أن نائبًا أصر على الغياب عن أي نشاط رغم رفع الحظر عليه من قبل حزبه.
اللواء
ـ بات بحكم المؤكّد أن إحياء تحالف 14 آذار وضع على الطاولة بقوة بعد أحداث الجبل..
ـ تجري مساعٍ للحدّ من اندفاعه مطلبية، في ضوء توضيحات وزير معني، وتعهدات نيابية..
ـ تجدد التواصل بين مرجعية رفيعة وجهة دولية، عبر مستشار، من دون معرفة طبيعة الطروحات الجديدة والنتائج!
لبنان في الصحف العربية
"القبس": هل هدد الحريري بالاستقالة إذا لم يحضر وزراء لبنان القوي؟
لا تزال تداعيات جلسة الحكومة المعطلة منذ أول من امس حاضرة، اذ تبين ان الرئيس الحريري عندما علم باجتماع وزراء تكتل لبنان القوي في وزارة الخارجية بادر الى الاتّصال بالوزير باسيل، مبلغاً ايّاه انه اذا لم يلتحق الوزراء المجتمعون في الخارجية بالجلسة الحكومية، سيكون له موقف مهم، تردد انه ربما الاستقالة من الحكومة لقطع الطريق على تكرار سيناريو عام 2011 عندما استقال وزراء 8 آذار من الحكومة مع الوزير الملك عدنان السيد حسين عندما كان الحريري مجتمعاً مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. عندها سارع وزراء الرئيس ميشال عون الى الالتحاق بالجلسة لتأمين النصاب ليُعلن الرئيس الحريري بدء الجلسة ثم تأجيلها.
"الراي": استمرار المحاولاتِ الحثيثة لإخماد مضاعفات "واقعة قبرشمون"
أكد العارفون بكواليس اتصالات التهدئة لـ"الراي" الكويتية أن خريطة الطريق التي تبلورتْ بعد خضّة الثلاثاء التي كادت أن تجعل الحكومة في مرمى نارِ "هزّة الجبل" ما زالت هي التي تحكمُ المحاولاتِ الحثيثة لإخماد مضاعفات "واقعة قبرشمون" التي سقط فيها اثنان من مرافقي الوزير صالح الغريب (المحسوب على النائب طلال ارسلان) خلال إشكالٍ مع مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي (بزعامة وليد جنبلاط) على خلفية الغضبةِ التي رافقتْ زيارة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل (حليف ارسلان) لمنطقة عاليه.
"الجريدة": كلام أرسلان بإحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي مزايدة إعلامية
كان لافتاً أمس، موقف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، الذي تمسك بمطلبه إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، إلا أن مصادر سياسية متابعة أكدت لـ"الجريدة" الكويتية، أن كلام أرسلان لا يغدو كونه مزايدة إعلامية، وان الحل الحقيقي تم الاتفاق عليه بين رئيس الحكومة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والوزير باسيل.
وأشارت المصادر إلى أن الحل يكمن في تسليم جميع المشاركين في عملية إطلاق النار وإحالتهم إلى القضاء العادي دون تكليف القضاء العدلي بالتحقيق. وأضافت: تبقى مطالبة أرسلان ضمن البازار السياسي وليس لها أي مفاعيل سياسية.
"الجريدة": "هآرتس" تقارن باسيل بمتطرفي اليمين الإسرائيلي
قارنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية رئيس التيار الوطني الحر في لبنان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل باليمين الإسرائيلي المتطرف. وفي مقال بعنوان أين يلتقي اليمين الإسرائيلي المتطرف مع لبنان، رأت "هآرتس" أن عدم ضم أحزاب وزعماء من دول مجاورة إلى كتلة اليمين في إسرائيل لتعزيزها يعدّ خسارة، فلو أن هناك خياراً مثل هذا لكان المرشح الطبيعي بلا شك جبران باسيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن كنز الكلمات لدى باسيل يتنافس بنجاح مع التعبيرات العنصرية التي يصدرها أعضاء اليمين المتطرف في إسرائيل. فملاحقته للعمال الأجانب في لبنان يذكر بوزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغف، بالإضافة إلى أن تحدثه عن التفوق الجيني للبنانيين تقربه من مؤيدي مقولة الشعب المختار في إسرائيل.
وأشارت إلى أرشيف باسيل الفاخر بتعبيرات مثل: انتماؤنا اللبناني فوق كل انتماء آخر، هذا أمر جيني، وهذا هو التفسير الوحيد لتميزنا. بالتأكيد نريد أن نميز بالإيجاب المواطن اللبناني عن غير اللبناني، بالنسبة للعمل والضرائب وأمور أخرى.
"العرب": المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية تنتهي قبل أن تبدأ
أكدت مصادر سياسية لبنانية مطلعة أن زيارة نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، إلى بيروت لم تكن هذه المرة إيجابية، بل إنها أعادت جهود دفع التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية إلى المربع الأول.
وتلفت الأوساط إلى أن ساترفيلد أبلغ خلال لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف بملف التفاوض أن إسرائيل لا تزال متمسكة برفض تولي الأمم المتحدة رعاية المفاوضات وأنها تريد أن يقتصر دور المنظمة على استضافة المفاوضين في حين تجري المحادثات برعاية أميركية.
وكان ساترفيلد قد تحدث في زياراته الأربع السابقة للبنان عن إبداء إسرائيل بعض الإيجابية حيال الدور الأممي الذي يتمسك به لبنان، إلا أنه في زيارته الجديدة قال بشكل واضح للقيادات اللبنانية التي التقاها ومن بينهم بري إن تل أبيب ليست في وارد الموافقة على المسألة.
وأوضح ساترفيلد خلال اجتماعه بالمسؤولين اللبنانيين أن حكومة بنيامين نتنياهو ليست متشددة حيال طرح لبنان ضرورة عدم فصل النزاع الحدودي البري عن البحري لكنها في الآن ذاته تصر على أنه لا إمكانية لقبول أيّ دور متقدم للأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أن إسرائيل بخطوتها هذه تبحث عن تحقيق مكاسب سياسية ذلك أن عدم رعاية الأمم المتحدة سيجعل من المحادثات تجري بشكل شبه مباشر بين الجانبين، وهذا محل رفض مطلق من الجانب اللبناني.
ويقول المراقبون إن التوقعات التي سادت بشأن قرب بدء المفاوضات بين إسرائيل ولبنان تضمحل، لافتين إلى أن الأمر لا يرتبط فقط بالشأنين اللبناني والإسرائيلي بل وأيضا بالوضع العام في الإقليم والتوتر المتصاعد مع إيران. ويشير هؤلاء إلى أنه ربما كان الهدف الأساس من إسرائيل في إظهار بعض من المرونة لإطلاق مسار ترسيم الحدود مع لبنان هو تحييد الأخير وخاصة حزب الله من الصراع الدائر مع طهران، لكن بدا واضحا أنه في حال حدوث أي تطور عسكري فإن الحزب لن يتوانى عن الاستجابة لأي طلب من راعيته.