حكمت محكمة في محافظة فارس، جنوب إيران، على رجل قام بطعن وقتل إمام الجمعة في مدينة كازرون، بالإعدام على الملأ في مكان وقوع القتل.
وحُكم على حميد رضا درخشندة (47 عاماً)، الأربعاء، في محكمة مدينة شيراز، مركز محافظة فارس، بعد دقائق من جلسة المحكمة الوحيدة، حيث قضت بعقوبة شنق المدان في موقع الجريمة.
وكان إمام صلاة الجمعة طُعن في 29 مايو عندما كان عائداً من احتفال ديني في الساعة 3:30 صباحًا، عندما هاجمه درخشندة فوقع على الأرض، وتم إسعافه إلى المستشفى لكنه توفي هناك لاحقا بعد ساعات.
وتعرفت الشرطة على المهاجم واعتقلته في وقت سابق من نفس اليوم، وتم تقديمه للمحاكمة.
وعلى الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن الخلفية السياسية والاجتماعية لدرخشندة، إلا أن المصادر القريبة من مسؤولي الحكومة اتهمته بأنه عضو في "الطوائف المنحرفة التي نشأت حديثًا".
لكن شهود عيان ذكروا في حينها أن درخشنده، وبعد طعنه رجل الدين، كان يهتف بصوت عالٍ في الشارع: "لقد قتلت قاتل شباب كازرون"، ثم غادر مكان الحادث.
ويقول ناشطون إن هتافات درخشندة تشير إلى الاحتجاجات الشعبية التي وقعت العام الماضي في كازرون، بسبب نية السلطات تقسيم المنطقة إداريا، والتي قُتل خلالها عدد من المتظاهرين برصاص قوات الأمن.
ظاهرة طعن الملالي
وفي يناير 2018، قام شاب بطعن اثنين من الملالي وأصابهما بجروح، وذكرت مواقع إخبارية أن الشاب كان غاضباً من تعليمات وجهها له رجلا الدين، وقام بطعنهما بسكين ومن ثم أحرق سيارتهما.
كما هاجم شاب غاضب في يوليو/حزيران 2017، أحد رجال الدين ووجه له عدة طعنات بالسكين، هاتفا أنه يفعل ذلك من أجل "الأمر بالمعروف" و"تخليص الناس من ظلم الملالي"، وذلك في إحدى محطات مترو طهران، الأمر الذي استدعى تدخل الشرطة التي أطلقت النار على المهاجم وأردته قتيلا على الفور.
وفي حادثة مشابهة شمال شرق البلاد، في نفس الفترة، أوضح قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة خراسان رضوي، أن 8 أشخاص اعتدوا على رجل دين يعمل خطيباً في شارع رازي بمدينة نيشابور وأصابوه بجروح بالسكاكين.
وكان المتحدّث باسم جمعية "رجال الدين" في إيران، غلام رضا مصباحي مقدم، قد حذر من ازدياد ظاهرة طعن رجال الدين بالسكاكين في الشوارع من قبل مواطنين مستائين.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الشرطة الإيرانية أنها قتلت شخصا قام باغتيال رجل دين في الشارع بمدينة همدان، وسط البلاد، والذي كان قد بث عملية القتل برصاصتين من سلاح كلاشنيكوف، عبر حسابه على إنستغرام، ثم نشر تغريدة قال فيها: "الآن قمت بإرسال أحد الملالي إلى جهنم".
وعقب تلك الحادثة، انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، تقصير قوى الأمن، وأوعز خلال اجتماع له مع قادة وضباط الأمن الداخلي بـ"منع حدوث عمليات شراء وبيع الأسلحة عبر الإنترنت".
ويقول ناشطون إن هذه الحوادث التي تستهدف الملالي تدل على الاستياء المتزايد للشارع الإيراني من حكم رجال الدين.